السبت، 23 يناير 2016

سوريا_الانقسامات تعصف بمفاوضات النظام السوري مع المعارضة

وكالات: يخيم التشاؤم على مسار العملية السياسية في سوريا في ظل الانقسامات العميقة بين المعارضة السورية وداعميها من جهة، وروسيا من جهة أخرى. وتتهم الهيئة العليا للمعارضة السورية المنبثقة عن اجتماع الرياض موسكو بعرقلة انعقاد المحادثات المحددة في 25 يناير الجاري. وتحاول روسيا فرض أطراف وشخصيات معارضة أخرى على طاولة الحوار على غرار تحالف سوريا الديمقراطية الذي يضم المكون الكردي الممثل في الاتحاد الديمقراطي، الذي يعتبر أنه لا نجاح لأي مفاوضات دون مشاركته. وقال زعيم الحزب صالح مسلم، الجمعة، إنه لابد من تمثيل الأكراد في محادثات السلام المقررة في جنيف وإلا باءت بالفشل.
وأوضح مسلم "إذا كانت هناك أطراف مؤثرة في هذه القضية السورية لن تجلس على الطاولة فسيتكرر ما حدث في جنيف 2" في إشارة إلى مفاوضات فاشلة عقدت عام 2014. وأضاف "ستفشل المفاوضات وسنفشل في التوصل إلى حل سياسي لذا فإننا حريصون على أن يجلس الجميع على الطاولة". وذهبت موسكو إلى حد التلويح بإيجاد بديل معارض عن الهيئة العليا يتفاوض مع النظام، في حال لم تقبل شروطها بإدماج هذا المكون وغيره من الأطراف السورية المقربة منها في وفد المعارضة.
وكشف دبلوماسي روسي لوكالة "رويترز" أن بلاده "ستدعم وفدا بديلا من المعارضة السورية للتفاوض مع الحكومة إذا لم يتم تعديل فريق المعارضة الحالي أو إذا قاطع المحادثات". وذكر الدبلوماسي الروسي أنه تم الاتفاق بين روسيا وأميركا على عقد المحادثات السورية قبل نهاية الشهر الحالي، وأن يوم الجمعة 29 يناير هو آخر موعد محتمل. كما ترفض موسكو الاستجابة لبعض المطالب الأخرى للهيئة العليا للمفاوضات وعلى رأس هذه المطالب وقف القصف ورفع الحصار عن بعض المناطق.
واستبعد مسؤول كبير بالمعارضة السورية الجمعة إجراء محادثات سلام حتى لو كانت غير مباشرة مع الحكومة قبل وقف الضربات الجوية الروسية ورفع الحصار الحكومي على المناطق المأهولة. وقال جورج صبرة نائب رئيس وفد المعارضة التفاوضي إنه لم يتم إزالة العقبات التي ترى المعارضة أنها تعرقل المحادثات وأضاف "يجب وقف قصف المدنيين من قبل الطيران الروسي ويجب فك الحصار عن المناطق المحاصرة". وعن شكل المحادثات قال "نحن لا يهمنا شكل المفاوضات لكن يجب أن تُهيء الظروف والمناخات المناسبة للمفاوضات".
ولدى سؤاله عما إذا كانت المعارضة لن تحضر المفاوضات حتى لو كانت غير مباشرة كما قال كيري أجاب بـ"نعم". وذكر صبرة أنه من المقرر أن يبحث رياض حجاب المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات الجهود الدبلوماسية مع كيري اليوم السبت "وسيتم طرح الأمور بوضوح". ويتسم موقف الولايات المتحدة بالسلبية حيال الأزمة الحاصلة والتي من شأنها أن ترجئ أي مفاوضات بين النظام والمعارضة، حيث انحصر دورها في نقل رسائل من موسكو إلى الرياض.
ويرى متابعون أنه في حال استمرت كل من الهيئة العليا للمعارضة المدعومة من الرياض في مواقفها دون أن تقدم على بعض التنازلات، وفيما ظلت روسيا تحاول تغيير مجرى التطورات لصالح حليفها الأسد بالشكل القائم فلا حل مستقبليا لسوريا. وعلى الأرض كثفت القوات الروسية من تحركاتها العسكرية على الحدود التركية السورية، الأمر الذي أثار قلق أنقرة. وحذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجمعة من أي حشد للقوات قرب الحدود التركية بعد معلومات عن تحركات لجنود روس في مطار القامشلي.
وقال أردوغان في مؤتمر صحفي "قلنا من البداية: لن نسمح بتشكيلات (عسكرية) مماثلة على طول المنطقة". وأضاف "نحن حساسون تجاه هذه المسألة"، موضحا أنه سيثيرها السبت خلال لقائه مع نائب الرئيس الأميركي جو بايدن. وكان العشرات من الجنود والمهندسين الروس شوهدوا في الأيام الأخيرة في مطار القامشلي المواجه لمدينة نصيبين التركية (جنوب شرق).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق