الثلاثاء، 30 أكتوبر 2012

الجزء الثاني (نبي نمشي لبني وليد ...نبي نشوف امي)


كتبها يوسف الترهوني
اكتوبر 2012 .. اتصال من مكتب القناة في بنغازي انتظار لساعتين لا مصور حتى الان .. تعاون مبدايا اذا وجدتاا
 فى الداخل مصورا .. سنلتحق بك خلال ايام وربما لنقل مباشر من داخل بني وليد .. جهز التكليف على الرغم من طلب رئيس قسم الشؤون المالية من احد الموظفين حجز تذكرة ذهاب واياب الا انه حجز تذكرة ذهاب فقط .. قلت له بشرى خير منك وتفاءل مشجع شكرا لك اى اننى لن اعود .. ابتسمنا جميعا عدت الى البيت جهزت الحقيبة
 فالطائرة ستنطلق بعد اقل من ساعتين وسط ذهول الوالدة والتى لم تعتد رؤيتي مسافرا سالتني الى اين ؟ قلت طرابلس مهمة عمل حاولت ان تاخذ تفاصيل ولكننى تهربت .. الى المطار وكان على نفس الرحلة احد مؤسسي القناة السيد سراج البشتي ترافقنا قدم لى النصح .. في مطار طرابلس كان فى انتظاري احد الاقارب من سكان طرابلس هبطت الطائرة الحادية عشرا ليلا .. طلبت منه الانطلاق الى ترهونة بت ليلتي هناك .. صباحا اتصلت بمن كنت نسقت معه فى الليلة الماضية للذهاب لبني وليد وصفت له مكانى وانطلاقنا وكان برفقته شخصين وصلنا بوابة ام الرشراش وهي اخر بوابة للقوة المحاصرة للمدينة لم نجد قوة كبيرة والمرور كان ميسرا طلبو الاوراق اسئلة معتادة من اى منطقة ولمن تذهبون في بني وليد ..لم اعرف بنفسي كمراسل فقد امنع من المرور .. قلنا بانها زيارة شخصية ..تجاوزنا البوابة وكانت الاحاديث عن بنى وليد هي المسيطرة طول الطريق .. اثناء توقفنا على احد المقاهي تجاوزتنا شاحنة وقود متجهه فى اتجاه المدينة .. اتصلنا بالشخص الذي سيستقبلنا على ان يتم التلاقي في اول بوابة في بني وليد .. وصلنا للبوابة عند مصنع العلفة التى يقيمها مقاتلي المدينة نفس الاسئلة المتكررة الاوراق من اى منطقة وماسبب الزيارة وكانت الاجابات متكررة ولم اعرف بنفسي كامراسل .. طلبوا منا الوقوف جانبا حتى ياتى الشخص المستضيف لنا .. فى الواقع لم تكن هذه القوة كبيرة عبارة عن افراد لايتجاوزون 25 فرد سلاحهم رشاش اغراض عامة على مستوعب وقود واقف في وسط الطريق وبنادق بعضها قناصة .. حاولت استغلال الوقت والتحدث معهم حتى وصول صديقنا تحدثنا عن الحصار والاشتباكات قالوا ان الاشتباكات والقصف فى الجهة الجنوبية والشرقية فقط .. احدهم وكان مرتديا لباس عربي وسترة يضع في جيبوها مخازن ويحمل بندقية قناصة لن يدخلوها وانا حي نحن لم نذهب الى احد وهم من جاؤنا وزرنا حتى المقريف وقاله استغرب صمته وقال لا انكر انى كنت من مناصري القذافي ولكن الان الحرب على اهالى ورفله وسنموت دونها ووصف القوة المحاصرة للمدينة بانها مليشيات وعصابات ..طلبت منه ان يتجنب قتل اى ليبي ورفض بقوة من ياتى الى هنا رافعا سلاحه ساقتله .. شعرت بان مهمتى لن تكون سهلة تمت دعوتنا الى شرب الشاهي معاهم وصل مستقبلنا وبعد الترحيب اخذ حقيبتي من السيارة ووضعها في سيارته لوجود شعار القناة فيها .. انطلاقنا استيقاف اخر بعد 2 كيلو متر الاسئلة المعتادة .. وكانت هذه اخر بوابة حتى دخول المدينة اخذنا جولة .. الحياة كانت شبه طبيعية من حيث الحركة لم يلفت انتباهي اى شئ يربط المدينة بنظام القذافي الجدران كانت عليها شعارات طليت .. بعضها كان يحمل بصمات الثوار ربما منذ فترة التحرير .. كذلك على الطرف الاخر لايوجد مايدل على بهجة المدينة بثورة فبراير الا اللهم انها امر واقع يجب التعامل معاه .. توجهنا الى اللجنة الاعلامية فى المدينة حيث مقر الاذاعة المحلية وقناة دردنيل .. طرحت عليهم المهمة التى جئت لاجلها وهل بامكانهم مساعدتي رحبوا رغم انهم وجهوا لوما للاعلام الليبي عموما عن غيابه وعدم نقله لحقيقة الوضع فى بني وليد وفروا لى مصورا وسيارة للتنقل وقالوا تجول اينما تريد وفي اى وقت تشاء ..الكثير من الاتصالات انهالت عليا من اشخاص علموا بدخولى عن طريق اصدقاء لى وعرضوا خدماتهم واى شئ يستطيعون تقديمة لمساعدتي .. انطلقت لاصور اول تقرير والذي طلب منى ان يكون عن الوضع العام والجانب الانساني زرنا بيتا فى حي التصنيع سقط عليه احد الصواريخ اصيب فيه طفل واخته وجدته وهم من نازحي تاورغاء انتقلنا للمستشفي لمشاهدة الطفل واخته وتصويرهم والحديث مع المرافقة لهم لنطابق روايتها مع رواية كل من قابلنا التقيت بمدير المساعد لمستشفي بني وليد السيد عبدالله المنصوري وجه ليا اللوم والعتاب كبقية الناس من غياب وتاخر الاعلام .. واكتفائه بالمشاهدة من الخارج ..حاولت ان اضعه فى صعوبة الامر وظروف مهمتى ويجب ان تساعدونى لنقل الحقيقة وصوت اهالى بني وليد .. تحدثنا عن وضع المستشفي وامكانياته وقال الان لدي جثمانين لطفل وخاله قتلا جراء القصف وانه لم يجد حتى الان سيارة اسعاف تنقلهما لطرابلس لعرضهما على الطبيب الشرعي .. انتقلت لدار الموتى لاقف على جثمان طفل يبلغ الثامنة توفي جراء اصابة بشظية فى الراس وتوفي ايضا خاله الذي لم يتبقي من راسه الا جزء من الفم والذقن هناك وجدته عم الطفل والذي روي لى ماحدث وانه ينتظر منذ الصباح لايجاد اى طريقة لنقلهما الى طرابلس صورناه ..ذهبنا لمحطة وقود اخذنا راي مواطن عن الحصار والتقينا باحد اعضاء المجلس الاجتماعي المسير للمدينة وايضا قال كلمته بخصوص الحصار وان القرار رقم 7 لم يمرر بطريقة سليمة وان التشريعيين والقانونيين ينظرون فى امره كرر مايكرره اهل المدينة بان القوة مناطقية وانهم عصابات مسلحة .. عدنا لوسط المدينة لتصوير خاتمة التقرير .. مع رفع الحصار جزئيا رفض اغلب اهالى بنى وليد الخروج خوف اعادة الحصار بعد خروجهم وانهم لن يتمكنوا من العودة .. اجريت مداخلتى الاولى في نشرة الرابعة ومن خلالها وصفت لهم ما رايت والذي كان معاكسا لما تتناقله بقية القنوات .. مما جعل ادارة القناة تتصل لاستيضاح الوضع وهل هناك ضغوط مورست علي او اننى اوجه .. ولكن حقيقة طيلة 9 ايام كنت اتنقل بكل حرية داخل المدينة .. وضحت لهم الامر .. قمت بارسال المادة المصورة مع تقرير صوتى مع تعاون اللجنة الاعلامية وكانوا يقولون بانه لن يعرض فقد جاءت قنوات عدة مرات وصورت ولم تعرض .. قلت اذا لم يعرض فانا مهمتى انتهت وساغادر المدينة وشاكرا لتعاونهم .. ليلا بث التقرير ولكن ليس بصوتى وقال لى من شهده انه بصوت عمر الحداد مراسل القناة فى الطرف الاخر والمتواجد مع القوة المحاصرة للمدينة والذي كان كلامه متناقضا مع كل ما ارسلته سبب لى ذلك شيئا من الاحباط ..واتصلت بالقناة قالوا ان جودة الصوت سيئة وانهم سيقومون بمعالجته وبثه في نشرة الرابعة يوم الجمعة 12 اكتوبر .. اتصل بي من رافقونى من ترهونة الى بني وليد قالوا بانهم سيغادرون اذا كنت ارغب في مغادرة المدينة قلت سابقي ليوم اخر او يومين .. اصر الدكتور سالم على استضافتي وهو من استقبلني ونسق لى كل شئ ذهبنا لبيته .. جاءه عدد من الشباب بعضهم من سكان طرابلس وقد جاؤوا لبني وليد للدفاع عنها وهم يرون بانها حرب مناطقية ايضا .. كان يتوارد في ذهني سؤال ملح وهو اين يقع حي الرصيفة والذي كان معروفا بانه يقطنه اكبر مؤيدي القذافي سالتهم فضحكوا وقالوا انت فى الرصيفة الان لم افهم قالوا بانه لايوجد حى او منطقة بل اسم الرصيفة يطلق على بني وليد كاملة وهذه الاجابة كانت متكررة عند طرح هذا السؤال فى الايام التى تلت هذا اليوم .. تحدثت مع الشباب في تلك الليلة عن القرار رقم 7 وعن الازلام عن حادثة 28 مايو وعن كتيبة 28 مايو وعن المجلس المحلي والعسكري عن حادثة سوق الجمعة وعن غيرها عن الثورة وموقفهم منها كانت الاصوات ترتفع وتنخفض احدهم كان قد اصيب في سبتمبر من العام الماضي اثناء تحرير المدينة وكان من ضمن المقاتلين داخلها .. وبعد ان علم انى كنت من الثوار المقاتلين ووصفني بالفبراري قال لى بالحرف الواحد ماقبل 23 اكتوبر 2011 تجاوزناه الان نريد ان نذهب الى دولة اساسها العدل وليس استقواء مناطق ومدن على مناطق اخرى وهذا ماكان يقوله اغلب الاهالي طيلة ايام بقائي هناك بان الحرب التى تشن هيا بين مصراته وبني وليد وانها حساسيات تاريخية قديمة .. خصوصا ان اغلب القوة المحاصرة للمدينة فى الايام الاولى كانت من مصراته .. وردت معلومات ليلا بان هناك قوة جاءت تعزيزا لقوة بوابة ام الرشراش اعتقدوا بانه ستفتح جبهة اخري من الجهة الشمالية .. وانها تجاوزت البوابة وتمركزت .. نمت ليلتي تلك.. الجمعة صليتها مع الدكتور سالم و والده فى مسجد حيهم وفور خروجنا كنت كل احاديث الناس متركزة عن رد وفد من الحكماء واعيان ليبيا مرافقا له بعض الشخصيات الممثلة لمنظمات المجتمع المدني وحقوقيين منعوا من الاتجاه الى بني وليد بعد ان هوجموا من القوة التى تمركزت بالامس بعد البوابة واطلقت عليهم النيران ترهيبا .. كان اعيان واعضاء من المجلس الاجتماعي فى انتظارهم عند مصنع العلفة وهو اول بوابة للمدينة من جهة الشمال .. لكن قبل هذا الوفد تمكن بعض النشطاء ورئيس المرصد الليبي لحقوق الانسان تمكنوا من الدخول للوقوف على وضع المدينة بانفسهم .. 
انطلقت انا والدكتور سالم تلبية لدعوة من صديق صديقي للذي اصر عليا حضور وجبة غداء واصريت بان تكون بازين فكثير من الاهالى في يومي الاول يسالون هل اكلت البازين السحري مع ضحك وسخرية .. في بيت السيد محمد السهولى صاحب الدعوة عرض التقرير فى نشرة الرابعة كما انجزته وبصوتى .. دخلت فى مداخلة بعد التقرير تحدثت عن قصة الوفد وان المدينة كانت فى انتظاره وعن تمكن المرصد من الدخول .. تمكنت من التواصل مع احد اعضاء الوفد ليشارك فى برنامج ليلا وهو السيدة هدي الجامعي لتتحدث وتروي ماذا حدث تحديدا ...
في الجزء التالى سوف اكتب ماحدث مع وفد الحكماء وماتوصلوا اليه من اتفاق مبدائي ..