الخميس، 21 مايو 2015

تونس_تونس تبحث عن مساعدة عسكرية في أميركا لمواجهة الإرهاب

وكالات: يستقبل الرئيس الاميركي باراك اوباما الخميس في البيت الابيض الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي الذي يامل في الحصول على زيادة في المساعدة العسكرية الاميركية من اجل مكافحة الخطر الجهادي ولا سيما على ضوء الفوضى في ليبيا المجاورة. وباستقباله الرئيس التونسي في المكتب البيضاوي فان اوباما يبدي دعمه لهذا البلد الصغير البالغ عدد سكانه 11 مليون نسمة والذي نظم بنجاح في نهاية 2014 اول انتخابات حرة تجري فيه ويعتبر نموذجا لدول "الربيع العربي" الاخرى. ويامل الرئيس التونسي ان تكون زيارته لواشنطن مثمرة في وقت تواجه البلاد تحديات اقتصادية واجتماعية هائلة وحركة جهادية مسلحة اوقعت عشرات القتلى. وحذر الاربعاء في اليوم الاول من زيارته بانه "اذا قامت الولايات المتحدة وجهات اخرى بمساعدة تونس، عندها اجل، يمكن ان نصبح نموذجا".
وشدد على العمل الذي لا يزال ينبغي انجازه فقال "اننا لم ننجح بعد، بل اجتزنا فقط بضع مراحل". وهي ثاني مرة يستقبل اوباما الرئيس التونسي في المكتب البيضاوي. وسبق ان استقبله في اكتوبر 2011 في وقت كان رئيس حكومة انتقالية تم تشكيلها بعد الثورة الشعبية التي اطاحت نظام زين العابدين بن علي في 14 يناير. ومع توليه مهام الرئاسة في ديسمبر في سن الثامنة والثمانين، ليصبح اول رئيس للدولة ينتخب ديمقراطيا بالاقتراع العام المباشر، بات القائد السبسي يواجه تحديات امنية جسيمة. وشكل الهجوم على متحف باردو في مارس الذي اوقع 22 قتيلا بينهم 21 سائحا اجنبيا وتبناه تنظيم الدولة الاسلامية ضربة قوية للبلد الذي يعول كثيرا على القطاع السياحي. واشار الرئيس التونسي الى انهيار المؤسسات في ليبيا مشددا على العبء الذي يشكله الوضع في هذا البلد المجاور على تونس وقال في محاضرة امام معهد الولايات المتحدة للسلام تكلم خلالها بالانكليزية والفرنسية والعربية "ان الليبيين لا يقاتلون الارهاب بل يتقاتلون فيما بينهم". وتبدي الادارة الاميركية عزمها على "تدعيم وتوسيع الشراكة الاستراتيجية" مع الحكومة التونسية الجديدة ووقع وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاربعاء وثيقة بهذا الصدد مع نظيره التونسي بعدما كان زار تونس في فبراير.
واعلن كيري انه "بتوقيع هذا الاتفاق الاطار فاننا نؤكد التزام الولايات المتحدة بدعم العملية الانتقالية الديمقراطية في تونس وهذا الدعم لا يترجم بالكلام فقط". وفي 10 ابريل الفائت اعلن نائب وزير الخارجية الاميركي أنتوني بلينكن ان واشنطن تعتزم مضاعفة مساعداتها سنة 2016 لقوات الامن والجيش في تونس لتبلغ 180 مليون دولار. كما اعلنت الولايات المتحدة مؤخرا تسليم الجيش التونسي 52 مركبة عسكرية من طراز هامفي وزورق دوريات على ان تتسلم تونس عام 2016 اربع زوارق اميركية اخرى. وان كانت الفوضى المخيمة في ليبيا تنعكس بشكل خطير على الامن في تونس، فهي تضر ايضا باقتصاد هذا البلد. وذكر الباجي قائد السبسي بان بلاده لطالما كانت على "تعاون كبير" مع طرابلس مشيرا في الوقت نفسه الى ان بلاده تستقبل مليون ليبي. ويعتزم قائد السبسي اغتنام هذه الزيارة لاجتذاب استثمارات خاصة قال ان بلاده بحاجة ماسة اليها. واعرب الاربعاء امام مجموعة من رجال الاعمال الاميركيين عن عزمه على تطبيق اصلاحات كبرى. من جهته قالت وزيرة التجارة الاميركية بيني برتزكر ان "تونس بحاجة الى رؤية اقتصادية على المدى البعيد لاقناع المستثمرين". وافاد اليستر باسكي المتحدث باسم مجلس الامن القومي ان اوباما سيتطرق ايضا خلال اللقاء الى ضرورة "اقامة مؤسسات شفافة وتدعيم المجتمع المدني وحرية الصحافة وتشجيع التسامح".

ليبيا_برنامج الغذاء العالمى يستأنف مساعداته للنازحين فى ليبيا

أ ش أ: أعلن برنامج الغذاء العالمى عن استئناف مساعداته إلى الأسر الليبية النازحة، والتى تأثرت من جراء النزاع المسلح فى البلاد. وذكرت المنظمة الدولية فى بيان لها اليوم الخميس، أنها تقوم حاليا بتقديم المساعدة إلى حوالى 51 ألفا من الليبيين الأكثر ضعفا، وذلك من خلال مؤسسة الشيخ "طاهر العزاوى" الخيرية وذلك فى مناطق وادى الشاطئ ومصراته وسبها وتراجين. وأضاف برنامج الغذاء العالمى، على لسان وجدى عثمان منسق عمليات الطوارئ للبرنامج فى ليبيا، أن العنف وانعدام الأمن مستمران بلا هوادة فى ليبيا، وبما أدى إلى نزوح أعداد هائلة من السكان، وكذلك زيادة الاحتياجات الانسانية. ولفت إلى أن المنظمة تبذل قصارى جهدها لمساعدة النازحين الذين تركوا دون وصول إمدادات غذائية كافية، منوها إلى أن البرنامج يخطط للوصول إلى 243 ألف نازح فى ليبيا ومدهم بالمساعدات الغذائية المنقذة للحياة خلال الأشهر الستة المقبلة.

ليبيا_ ليبيا: 11 قتيلاً في اشتباكات وهجوم انتحاري

أ ف ب: ذكرت مصادر طبية وأمنية اليوم"الخميس"، أن عشرة جنود قتلوا باشتباكات في مدينة بنغازي الليبية، فيما قتل أحد عناصر ميليشيا "فجر ليبيا" في هجوم انتحاري قرب مدينة مصراتة تبناه تنظيم "الدولة الإسلامية"، "داعش". وقال مصدر طبي مسؤول في بنغازي، إن "اشتباكات عنيفة دارت في محاور عدة في المدينة أمس قتل فيها عشرة جنود وأصيب 36 بجروح". وأوضح مسؤول عسكري في القوات الموالية للحكومة المعترف بها، أن "معارك الأمس جاءت رداً على عمليات القصف التي تطاول المناطق السكنية ويقتل فيها مدنيون، وأطلقنا حملة عسكرية تمكنا خلالها من التقدم في شكل كبير على المحاور كافة". وفي غرب ليبيا، قال مسؤول أمني في الحكومة التي تدير طرابلس، إن "مقاتلاً واحداً قتل وأصيب ثلاثة آخرون بجروح عندما فجر انتحاري سيارة مفخخة قرب حاجر تفتيش شرق مدينة مصراتة"، مضيفاً أن الانتحاري "يحمل الجنسية السودانية". وتبنى تنظيم "داعش" المتطرف العملية الانتحارية التي قال إنها استهدفت "تجمعاً للمرتدين" في مدخل مدينة هراوة الواقعة بين مدينتي مصراتة وسرت.
وأعلن التنظيم أيضاً على موقع "تويتر" اقتحام عناصره معسكراً شرق مدينة سرت كانت تتمركز فيه وحدات من ميليشيا "فجر ليبيا" التي تسيطر على العاصمة، غداة اشتباكات بين الجانبين الأربعاء قتل فيها أحد مقاتلي الميليشا. ولم يتسنّ تأكيد خبر السيطرة على المعسكر من مصدر آخر. وتشهد ليبيا صراعاً على السلطة منذ إسقاط النظام السابق في العام 2011 تسبّب بنزاع مسلح في الصيف الماضي وبانقسام البلاد بين سلطتين، حكومة يعترف بها المجتمع الدولي في الشرق، وحكومة مناوئةلها وتدير العاصمة منذ آب (أغسطس) الماضي، بمساندة تحالف جماعات مسلحة تحت مسمى "فجر ليبيا". وتخوض القوات الموالية للحكومة المعترف بها مواجهات مع مجموعات مسلحة بينها جماعات متطرفة بهدف السيطرة الكاملة على بنغازي، بعدما سقطت الأجزاء الأكبر من هذه المدينة في أيدي هذه الجماعات في تموز (يوليو) 2014. وقتل أكثر من 1700 شخص منذ بداية العام 2014 وفق منظمة "ليبيا بادي كاونت" غير الحكومية، وهو أعلى معدل قتلى مقارنة ببقية المدن الليبية. وأكبر المجموعات المسلحة في بنغازي تنضوي تحت مسمى "مجلس شورى ثوار بنغازي" الذي يضم "جماعة أنصار الشريعة" القريبة من تنظيم "القاعدة". ووفّرت الفوضى الأمنية في هذا البلد موطئ قدم لتنظيم "داعش" الذي يسيطر على الأجزاء الأكبر من مدينة سرت منذ شباط (فبراير) الماضي، ويتواجد أيضاً في مدينة درنة الواقعة على بعد نحو 1300 كيلومتر شرق طرابلس والخاضعة  لسيطرة مجموعات مسلحة متطرّفة.

ليبيا_أويل ليبيا توقع 5 عقود جديدة لتصدير الزيوت

وكالات: وقع المهندس صالح العبدلي المدير التنفيذي والعضو المنتدب  لشركة ليبيا اويل - مصر 5 عقود جديدة لتصدير زيوت الشركة  خلال  شهر مايو الحالى. واوضح " المدير التنفيذي  لليبيا  أويل - مصر" ان زيوت الشركة استطاعت كسب ثقة السوق في  دول " اثيوبيا ،تشاد  ،بلغاريا ، جيبوتي واليويان " التي تم توقيع العقود معها بكمية اجمالية  1500طن من زيوت المحركات اوالصناعية والمنتجات الخاصة بقيمة تتجاوز 2.5 مليون دولار تقريبا على ان يتم التصدير خلال يونيو المقبل. واضاف أن التوريد  سيكون مباشرة من مصنع الشركة بمدينة برج العرب وعن طريق  ميناء الإسكندرية البحري  ،مشيرا الى أن تصدير هذه الزيوت يمثل إيراد دولاري لجمهورية ، وكذلك تأكيدا على جودة وكفاءة زيوت ليبيا اويل- مصر.

ليبيا_ إغلاق الطريق الرابط بين هراوة وسرت

ليبيا المستقبل: أعلنت مصادر أمنية في مدينة سرت، اليوم الخميس، أن الطريق الرئيس الذي يربط منطقة هراوة بسرت مقفل بالكامل من منطقة هراوة حتى مدينة سرت وذلك بسبب تردي الأوضاع الأمنية وذلك بحسب ماذكرته وكالة الأنباء الليبية، عن مصادر، مشيرة إلى  أن الطريق الرئيس من بوابة 60 غرب مدينة سرت وطريق بوهادي الجفرة مغلق أيضاً لنفس السبب . وأهابت ذات المصادر بجميع المسافرين أخذ الحيطة والحذر بسبب تردى الأوضاع الأمنية من منطقة هراوة حتى منطقة 60 غرب سرت.

ليبيا_مقتل شخصين في تفجير انتحاري في مصراتة

طرابلس (رويترز) - نقلت وكالة الأنباء الليبية عن مصدر عسكري قوله إن انتحاريا فجر سيارة ملغومة عند نقطة تفتيش قرب مدينة مصراتة الليبية يوم الخميس مما أسفر عن مقتل اثنين من الحراس. واستهدف الهجوم قوات مصراتة المتحالفة مع الحكومة المعلنة من جانب واحد في طرابلس. وتقاتل قوات مصراتة متشددي تنظيم الدولة الإسلامية الذين استغلوا الاضطرابات في ليبيا لتحقيق مكاسب في مدينة سرت.

ليبيا_الخارجية التونسية تدعو جاليتها في ليبيا إلى 'توخي الحذر'

أ ش أ: دعت وزارة الشؤون الخارجية التونسية، أمس الأربعاء، كافة أفراد الجالية التونسية المقيمة في ليبيا إلى ضرورة توخي أقصى درجات الحذر والحيطة واليقظة في تنقلاتهم والابتعاد قدر المستطاع عن مناطق التوتر والعودة إلى تونس إن اقتضى الأمر. وجددت الوزارة، في بيان أصدرته أمس، دعوتها المواطنين التونسيين إلى عدم التحول إلى ليبيا باستثناء حالات الضرورة القصوى.
كما دعت المواطنين التونسيين إلى ضرورة التواصل مع القنصلية العامة التونسية بطرابلس التي ستتولى تقديم المساعدة اللازمة ومتابعة أوضاعهم مع الجهات الليبية المعنية. من ناحية أخرى، أكدت الوزارة على أن السلطات التونسية تواصل مساعيها الحثيثة واتصالاتها المكثفة على أعلى مستوى مع كافة الأطراف الليبية قصد التوصل إلى الإفراج عن المواطنين التونسيين المحتجزين والموقوفين في أقرب وقت ممكن.

مصر_جماعة داعش في سيناء تستبيح دماء قضاة مصر

رويترز: دعا قيادي بجماعة ولاية سيناء المرتبطة بتنظيم داعش في تسجيل على الانترنت أتباع الجماعة إلى مهاجمة القضاة في مصر. وجاء نشر التسجيل على موقع مرتبط بالمتشددين بعد مقتل ثلاثة قضاة يوم السبت في هجوم على حافلة صغيرة في مدينة العريش عاصمة محافظة شمال سيناء. وتشير موجة هجمات تستهدف القضاة إلى أنهم أحدث أهداف المتشددين في شمال سيناء، قتل فيه مئات من قوات الأمن المصرية في العامين الأخيرين. وتزامن الهجوم مع إحالة محكمة مصرية أوراق الرئيس السابق محمد مرسي و106 آخرين بينهم المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع إلى المفتي لاستطلاع رأيه بشأن الحكم بإعدامهم في قضية عرفت إعلاميا باقتحام السجون.

ليبيا_ليسكو الليبية تواصل إنتاج الحديد في ظروف قاهرة

العرب - وكالات: تواجه الشركة الليبية للحديد والصلب (ليسكو) صعوبات جمة كي تستطيع مواصلة عملياتها وسط استمرار الاضطرابات في البلاد، وهو أمر ليس بالسهل مع انقطاع الكهرباء كل ليلة وإحجام شركات الشحن عن التعامل مع الشركة بعدما أدار المقاولون الأجانب ظهورهم لها منذ فترة طويلة. ويقع مصنع الصلب في مصراتة ثالث أكبر مدن ليبيا، ويبدو أشبه بقاعدة عسكرية إذ تحرس دبابة ورش الصهر والمصانع والأفران بينما يخضع الميناء القريب لحماية المدافع المضادة للطائرات. وقال رئيس مجلس إدارة الشركة محمد عبدالملك الفقيه إن "وضع الشركة ليس جيدا بل ربما أسوأ مما كان عليه في العامين الماضيين لكننا نواصل العمل". ولعل نقص الكهرباء والغاز أكبر مشكلة يومية تواجه صناعة الصلب كثيفة الاستهلاك للطاقة، وتوقف أكثر من عشرة حقول نفطية في أنحاء ليبيا بسبب الاحتجاجات والقتال وهجمات المسلحين. وأجبرت وزارة الكهرباء في طرابلس ليسكو إحدى أكبر الشركات المنتجة للصلب في شمال أفريقيا على خفض الإنتاج إلى ثلث طاقتها لمدة 6 أشهر لتوفير الطاقة الكهربائية. هذا فضلا عن إغلاق الأفران كل ليلة. والشركة من ضحايا الصراع المسلح الذي يعم البلاد، حيث تتنافس حكومتان للسيطرة على مقاليد السلطة بعد أكثر من أربع سنوات على الإطاحة بمعمر القذافي.
وقال الفقيه لوكالة رويترز إن "المشاكل الرئيسية تتمثل في نقص الغاز الطبيعي والكهرباء". ومع ذلك تأمل الشركة في أن يكون لإنتاج هذا العام قرب مستويات 2014. وتعتزم إنتاج ما بين 500 و600 ألف طن من الصلب السائل، وهو منتجها الرئيسي، وهو ما يتماشى تقريبا مع إنتاج العام الماضي الذي تأثر فعليا بنقص الغاز. وقال الفقيه إن الإنتاج في مصانع الحديد سيصل إلى 700 ألف طن أو نصف الإنتاج السنوي المستهدف. وبلغ إنتاج العام الماضي 800 ألف طن أي نصف الكمية المستهدفة. ويشمل هذا نحو 300 ألف طن من الحديد المقولب على الساخن، وهو أحد مكونات صناعة الصلب، وسيكون ذلك أقل من الإنتاج المستهدف البالغ 500 ألف طن. وتوقع الفقيه أن يبلغ إنتاج الشركة منحديد التسليح 350 ألف طن وهو ما يقل عن الخطة الأصلية لإنتاج 485 ألف طن. أما انتاج الشرائط الساخنة فسيصل إلى 250 ألف طن مقابل 332 ألفا هو حجم الإنتاج المستهدف. وتبذل ليسكو أقصى جهودها لإقناع شركات الشحن الأجنبية بالرسو في مصراتة، بعد أن تعرض الميناء التجاري في المنطقة الحرة لقصف الطائرات الحربية في يناير الماضي. ويقول الفقيه إنه “أحيانا يكون من الصعب تثبيت السفينة لكننا ننجح في نهاية الأمر". ونجحت ليسكو في تعويض نقص الطلب من أسواقها الرئيسية في مصر من خلال بيع المزيد إلى الصين، بينما حافظت على حضورها في تركيا وأسواق شمال أفريقيا مثل تونس والمغرب. ويؤكد الفقيه أن "الطلب من مصر ليس كبيرا لهذا الحد، لكننا لا نزال نصدر الحديد المقولب على الساخن والأسلاك المدرفلة على الساخن".
ومع ذلك فالتصدير ليس بالأمر الهين. فقد أبعدت الغارات الجوية شركة الخطوط الجوية التركية آخر ناقلة أجنبية كبيرة كانت تسير رحلات إلى ليبيا، بينما مقاعد الشركات المحلية محجوزة لأسابيع مما يجعل من الصعب استمرار التواصل مع الشركاء الأجانب. وفي ضوء خطط الشركة لزيادة الإنتاج من خلال مصنع جديد تبلغ طاقته الإنتاجية 800 ألف طن وفي ظل نقص العمالة الأجنبية، ما يعني أن أعمال التطوير ستتم عن بعد من خلال مهندسين يقيمون في إيطاليا. ويقدم متعاقدون أجانب من شركة دانيلي الإيطالية يد العون في المصنع الجديد الذي تبلغ تكلفته 2.5 مليار دولار، بعد أن غادروا مصراتة لدواع أمنية.

اليمن_حكومة هادي تشترط انسحاب الحوثيين قبل مباحثات جنيف

فرانس برس: أكد وزير الخارجية اليمني رياض ياسين، أمس الأربعاء، أن حكومة الرئيس المعترف به دولياً عبدربه منصور هادي لن تشارك في المحادثات اليمنية التي دعت إليها الأمم المتحدة في جنيف في 28 مايو ما لم ينسحب المتمردون الحوثيون من المدن والأراضي التي سيطروا عليها. وقال ياسين: "لن نذهب (إلى جنيف) ما لم يحصل شيء على الأرض". وذكر ياسين أن الحكومة اليمنية لم تدع رسمياً إلى محادثات جنيف، ولكن حتى لو دعيت الحكومة، أكد ياسين أنها لن تشارك من دون تطبيق ما لقرار مجلس الأمن 2216 كمبادرة "حسن نية". وكان القرار 2216 فرض حظراً على تسليح الحوثيين وطالب بانسحابهم من الأراضي التي سيطروا عليها. وقال ياسين: "لن نشارك إذا لم يطبق (القرار) أو على الأقل جزء منه، إذا لم يكن هناك انسحاب من عدن على الأقل أو تعز". وفي سياق متصل، تحدث المبعوث الأممي لدى اليمن، السفير اسماعيل ولد شيخ أحمد، اليوم الأربعاء، خلال مؤتمر صحفي، عن وجود "مشاورات مكثفة للوصول إلى حل سلمي للأزمة اليمنية، معتبراً أن "الزمن قصير جدا وليس لصالح الشعب اليمني الذي يعاني، لذا وجب علينا أن نسعى إلى حل سياسي تشاوري".
وأضاف إلى أن "اليمن يأمل في اجتماع يضم كافة القوى السياسية اليمنية لحل الأزمة النهائية"، مشدداً على "المطالب بتطبيق قرارات الأمم المتحدة لتخفيف معاناة الشعب اليمني". وأشار المبعوث الدولي إلى أن "معظم القوى السياسية ستشارك في حوار جنيف في 28 مايو المقبل" وأن "التحرك الأممي يتمثل في ثلاث ركائز أساسية، هي المبادرة الخليجية وآليه تنفيذها، والحوار الوطني ومخرجاته، وقرارات مجلس الأمن الدولي بخصوص اليمن". وكان الناطق باسم الأمم المتحدة قد أعلن في وقت سابق من الأربعاء أن محادثات السلام حول النزاع في اليمن، التي ستبدأ في 28 مايو في جنيف، ستتيح "إرساء الدينامية اللازمة لعملية الانتقال السياسي تحت إشراف اليمنيين". ونقل الناطق باسم أمين عام الأمم المتحدة عن بان كي مون قوله إنه يأمل أن تساعد محادثات جنيف "في إعادة إطلاق العملية السياسية في اليمن وخفض مستوى العنف وتخفيف العبء الإنساني الذي أصبح لا يحتمل". ولم يعرف حتى الآن ما إذا كان المتمردون الحوثيون سيشاركون في المحادثات.

سوريا_سوريا.. داعش يجتاح تدمر وسط فرار المدنيين

وكالات: اجتاح مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الأربعاء، مدينة تدمر الأثرية السورية، بعد معارك ضارية مع قوات موالية للحكومة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن "مسلحي الدولة الإسلامية سيطروا على مدينة تدمر السورية بالكامل اليوم الأربعاء بعد اشتباكات عنيفة مع مقاتلين موالين للحكومة"، مضيفا أنه “لم يتضح بعد ماذا حدث للقوات السورية التي كانت تتمركز في موقع عسكري على مشارفها". وذكر مسلح في تنظيم داعش متحدثا عبر الإنترنت من المنطقة:"الحمد لله تم تحرير تدمر"، مشيرا إلى أن "الدولة الإسلامية تسيطر على مستشفى في المدينة كانت القوات السورية تستخدمه قاعدة قبل انسحابها". من جانبه، أفاد التلفزيون السوري بأن "قوات موالية للحكومة أجلت المواطنين من مدينة تدمر الأربعاء بعد دخول مجموعات كبيرة من مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية إلى المدينة". وفي حالة سقوط تدمر بالكامل، ستكون هذه المرة الأولى التي يستولي فيها تنظيم داعش على مدينة بشكل مباشر من قوات النظام السوري، التي فقدت بالفعل مناطق في شمال غرب سوريا وجنوبها بعد معارك مع جماعات مسلحة أخرى في الأسابيع القليلة الماضية. ويأتي إخلاء قوات الدفاع الوطني السورية للمدينة بعد اشتباكات عنيفة داخل وحول المدينة المدرجة على لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، والتي تتمتع أيضا بموقع استراتيجي من الناحية العسكرية، إذ تربطها طرق سريعة بمدينتي حمص ودمشق.
وفي الشأن ذاته، أعلن المدير العام للمتاحف والآثار السورية، مأمون عبد الكريم، أن "مئات التماثيل نقلت من مدينة تدمر إلى أماكن آمنة بعيدا عن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية". وقال عبد الكريم، في تصريح صحافي، إن "مئات التماثيل التي كان يخشى تحطمها أو بيعها موجودة الآن في أماكن آمنة، لكن الخوف يحيق الآن بالمتحف والآثار الكبيرة التي لم يكن من الممكن نقلها"، داعيا الجيش السوري والمعارضة والمجتمع الدولي إلى "إنقاذ المدينة". بدورها، دعت منظمة اليونسكو إلى "إيقاف فوري للقتال في مدينة تدمر"، وحثت المجتمع الدولي على "بذل كل ما في وسعه لحماية السكان وحفظ التراث الثقافي الفريد في المدينة". وقالت المديرة العامة لليونسكو، ايرينا بوكوفا، في بيان: "من الضروري أن تراعي كل الأطراف الالتزامات الدولية بحماية التراث الثقافي وقت الحرب بتفادي الاستهداف المباشر وكذلك استخدامه لأغراض عسكرية".
وأظهرت لقطات فيديو بُثت على الإنترنت، الأربعاء، ما ورد أنه دخان يتصاعد فوق مدينة تدمر. وتُظهر اللقطات سحابة كبيرة من الدخان الأسود تتصاعد في الهواء، وفي الخلفية يظهر ما يبدو أنه قصر فخر الدين المعني. ولم يتسن التحقق بشكل مستقل من محتوى اللقطات التي بثها موقع على شبكة الإنترنت. ونشر أنصار تنظيم داعش صورا على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر ما قالوا إنهم مسلحون في شوارع تدمر، التي تحتوي على أحد أكبر مستودعات السلاح في سوريا، وقواعد للجيش، ومطار، وسجن رئيسي. وفي شمال شرق سوريا، قال مسؤول كردي والمرصد السوري لحقوق الإنسان، إن "قوات كردية سورية مدعومة بغارات جوية ينفذها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، تشن هجوما على تنظيم الدولة الإسلامية، وإن 170 على الأقل من مقاتلي التنظيم قتلوا هذا الأسبوع". وأضاف المسؤول الكردي، في تصريح صحافي، أن "وحدات حماية الشعب الكردية السورية والقوات المتحالفة معها طوقت مقاتلي الدولة الإسلامية في 12 قرية قرب بلدة تل تمر في محافظة الحسكة بشمال شرق سوريا. والمنطقة مهمة في المعركة ضد التنظيم المتشدد لأنها تقع على حدود أراض يسيطر عليها مسلحو التنظيم في العراق". وتابع أن "العدد المؤكد لقتلى (الدولة الإسلامية) يتراوح بين 170 و 200″، مضيفا أن "نحو 100 آخرين ما زالوا محاصرين في قرى قرب تل تمر".

ليبيا_ليبيا.. من آمال الانتفاضة إلى مطبات الفوضى وشراك التشدد

العرباحتل سيف الإسلام القذافي موقعا بارزا على خارطة المشهد السياسي الليبي لما يزيد عن عقدين من الزمن، عقد خلالها الليبيون آمالا عريضة على الدور الإصلاحي التنموي الذي يمكن أن يلعبه، والذي من شأنه أن ينتشل ليبيا من هوة الخراب التي كان يقودها نظام أبيه إليها، لكنه وعندما انطلقت أحداث انتفاضة 17 فبراير 2011 بدّل موقفه واصطف إلى جانب أبيه. ويعدّ كتاب "سيف القذافي.. مكر السياسة وسخرية الأقدار"، لمؤلفه الليبي محمد عبدالمطلب الهوني، أحد مؤسسي المعارضة الليبية الأولى ضدّ نظام معمر القذافي، والمقرب من سيف الإسلام القذافي خلال الـ12 سنة الأخيرة حتى سقوط نظام القذافي ودخول ليبيا دائرة الفوضى، أحد الآثار التي حاول صاحبها أن يضع الحقائق بتفاصيلها حول هذه الشخصية وحول الوضع الليبي عموما. ويقول الهوني، في تصريح لـ"العرب" إنّه لا أحد يستطيع أن يكتب عن سيف الإسلام غيره، لافتا إلى أنّه "من حق سيف الإسلام كما هو من حق الجماهير في ليبيا بالذات وفي الوطن العربي عموما وحتى قادة الرأي وبعض السياسيين في العالم، أن يفهموا أكثر عن هذه التفاصيل وعن بعض الأسرار التي لها أن تمكنهم من استيضاح بعض المواقف المتناقضة في نظر الآخرين". وأضاف أنه حاول أن يبتعد عن القدح والذم والتحسين والمدح، وعمل على نقل الأشياء كما شاهدها أو سمعها، مشيرا إلى أنه كان موضوعيا عند الكتابة لأنه عرض المواقف ولم يدخل في التقييم سوى في آخر الكتاب.
في قلب الأحداث
كان سيف الإسلام قبل اندلاع الأحداث في ليبيا، وفق الهوني، يريد أن يصلح من أجل أن يحكم، لأنه رأى أن البلد عصي على أن يُحكم بنظرية وممارسات الأب في طريقة الحكم وفي هيكلة المؤسسات، وكان يعلم أنّ ليبيا مقبلة على كارثة إن لم تنجح في الخروج من شرنقة ما وضعت فيه، كما كان واعيا بأنّ الخروج من الحصار الدولي يعدّ شيئا مهمّا، وقد تمكّن بمعيّة آخرين من الخروج من ذاك الوضع من خلال تسوية بعض القضايا مثل "ذا بيل" و"لوكربي" وأسلحة الدمار الشامل، ومن ثمّة بدأت المعركة الكبرى المتعلّقة بالتنمية. وقد حاول أن يضع خطة متكاملة للتنمية، وأن يستجلب الليبيين والأجانب من أجل مساعدته في هذا الاتجاه، إلاّ أنّه أخفق إخفاقا كبيرا. وقد تضافرت أسباب ذاك الإخفاق ومنها ما هو شخصي متعلق به أساسا، ومنها ما هو موضوعي يتعلق بعدم وجود المؤسسات التي يمكن من خلالها أن يتمّ التغيير أو تحدث النقلة أو التنمية، فأرجأ كل شيء إلى لحظة أخرى أفضل، لكنّ تلك اللحظة لم تأت بل أتت اللحظة الأسوأ، وحدث ما حدث.
أمّا خلال الانتفاضة، يقول الهوني، فقد اتفقنا أن يلقي سيف الإسلام خطابا متوازنا ومتصالحا، لكنّه تغيّر خلال 24 ساعة وألقى خطابا غير الذي اتفقنا عليه. أما بعد الانتفاضة، وحتى أثناء اندلاعها، فقد كان سيف مغيّبا عمّا يحدث، عن الأحداث وتفاصيلها، ومن غيّبه هما أخواه المعتصم وخميس، حيث أعطيا أوامر لقيادة القوات المسلحة بألا تعطي أيّ خبر له ولا تستقبل منه أيّ أوامر، حتّى أنه آخر من خرج من طرابلس لأنّه لم يعلم هول الكارثة وحجمها، فقد خرج بعد أن هرب القذافي الأب، ثم إنّ مجموعة من المكالمات الهاتفية التي تلقاها في تلك الفترة ما بين 15 و20 فبراير ألقت بظلالها على الخطوات التي قام بها، فقد كان من يتحدثون إليه من الخارج سواء كانوا من الأسرة القطرية أو الإسلاميين من جماعة الإخوان، الذين تحالف معهم في فترة سابقة، كلهم يخاطبونه بخطاب يعلمون مسبقا أنّه سوف يسجل ويتم التجسّس عليه ويعطى إلى الأب والآخرين المتنفذين، فأصبح في موقف ضعيف، فكان لا بد له أن يتخذ موقفا بالخروج من طرابلس. وبعد خروجه من طرابلس أضحى رجلا مطاردا، بعد أن فقد أخاه الأول في شهر أبريل، ثم الثاني وابن خالته المقرّب منه وغيرهم من الناس، وحينها أضحى يبدو عليه أنّه استفاق من الحلم وبدأ يوقن بأنّ القلعة ما عادت محصّنة وأنّ الأب لا يستطيع أن يخرج من كمّه أيّ نوع من السحر يوقظه من هذا الكابوس ويستمر في حياته العادية، وهنا كان إحساسه ببداية النهاية. وشدد الهوني على أنّ سيف الإسلام لم يلجأ إلى القتال ولم يدخل فيه فهو لم يكن رجلا عسكريا، لافتا “إلى أنّ سلوكه ذلك يعد من بين أسباب وجوده واعتقاله اليوم في ليبيا وكذلك تعطّل محاكمته لأنّ الذين اعتقلوه لا يستطيعون أن يحاكموه، لأنه ليس لديه ما يحاكم عليه”.
ضبابية المشهد الحالي
لطالما شدد الهوني على وصف "الثورة" الليبية بـ"الحرب الأهلية"، لافتا إلى أنّها "حرب أهلية وإن بدأت في شكل انتفاضة، لأنّ فكرة الثورة دقيقة، لا يمكن أن تحدث إلا من خلال مجموعة منظمة، وليست عسكرية بالأساس، تؤمن بأيديولوجيا تستطيع أن تسقط البنية الفوقية للمجتمع وأن تبدأ في تحقيق برنامج الثورة، وفي ليبيا لم يحدث ذلك". في ليبيا خرج شباب غاضب نتيجة البطالة والفساد وغياب رؤية مستقبلية لحياته، خرجوا كلهم غاضبين من أجل أن يقولوا "لا" والذي حدث أنّ النظام استعمل القوة ضدّهم، وجاء سيف ـ الذي كان ينتظر منه الثوار أن يقول كلاما آخر ـ فقال كلاما فيه الكثير من التحدي، فقبلوا التحدي وبدأ تصاعد الأحداث، فتدخل الأجنبي (حلف الناتو) وأراد أن يصفي حساب اثنين وأربعين عاما مع القذافي. فقد جاء بدعوى حماية المدنيين وأسقط النظام، ثمّ عاد أدراجه تاركا الليبيين دون دولة أو جيش أو أمن أو مؤسسات. ورأى أنّ الانهيار الذي تشهده ليبيا اليوم، عائد إلى أنّ القذافي طوال فترة حكمه كان يخرّب المؤسسات وينشئ مؤسسات بديلة يستعملها كأداة للحكم وليس كمؤسسات للدولة، فكانت النتيجة أن وجدت في ليبيا "دويلة" داخل النظام وليس نظام داخل الدولة، وعندما سقط النظام سقطت الدولة، على عكس ما حصل في كلّ من تونس ومصر، حيث كان هناك نظام داخل الدولة وعندما سقط النظام بقيت الدولة قائمة.
ولدى رسمه للمشهد الليبي الحالي، يقول"الثابت أنه لا توجد خريطة للفوضى، لذا سأحاول أن أوصّف ما يمكن؛ الذي حدث في ليبيا بعد سقوط النظام وتخلي الدول التي ساعدت في إسقاطه وتركهم الليبيين دون دولة، خلق حالة من الفراغ، وعدم وجود الدولة ملأته الميليشيات. فقد كان عدد المقاتلين بما فيهم المساعدين اللوجستيين لا يزيد عن 25 ألفا في كلّ ليبيا، سواء الذين قاتلوا مع القذافي أو الذين كانوا ضده، وعندما سقط النظام تكونت ميليشيات جديدة انضمت لها عناصر من الميليشيات الأولى، ثم تكونت ميليشيات العصابات الإجرامية ومهربي المخدرات الذين خرجوا من السجون، من ثمّة تشكلت الميليشيات الأيديولوجية شأن الإخوان المسلمين ومن تبعهم والقاعدة وأنصار الشريعة. وعندها أحسّت القبائل بالخطر فتسلّحت، ووصلنا الآن إلى حوالي 300 ألف مسلح في شعب كله لا يتجاوز 6 مليون نسمة بنسائه وأطفاله، وعندما رأى الشباب أنّ من يملك السلاح يستطيع أن يأخذ من خزينة الدولة الأموال، انخرط كثير منهم في هذه الميليشيات، فخرج الوضع عن السيطرة حينها، وأصبح من غير المعلوم من يقاتل من؟ ولماذا يقاتلون أو لماذا يتقاتلون وما هي الأهداف والغايات، وما هي المنطلقات؟ فقد أصبح الكل يقاتل الكل، وأصبح الجميع يتنافس على تخريب البنى التحتية ومقدرات البلد، ويعتبر ذلك بطولة، كما يتنافسون في تقتيل بعضهم البعض، وفي حرق مزارعهم ومؤسساتهم، وقد عمت نتاجا لذلك حالة من الفوضى الكبرى"
وأضاف الهوني أنّ الإشكالية تكمن في أنّ القذافي لم ينفق الكثير من الأموال على مجالات التنمية، وعندما رحل كانت هناك أموال تقدر بـ 200 مليار دولار، استغلها هؤلاء ليوزّعوها فيما بينهم، فكان أيّ شخص له ميليشيا مكونة من مئة شخص يأتي ويقول عندي عشرة آلاف أو خمسة آلاف، ويحصل على رواتبهم، فأصبحوا يستنزفون الأموال العامّة، وكانت تلك الحكومات الهزيلة التي أتت بعد الفوضى، تخاف من الميليشيات فلا تستطيع أن تقول لا، فاستنزفوا كل ثروة البلد. وأضحت الإشكالية الكبرى الآن تتمثّل في أنّ الشعب الليبي خلال الأشهر القادمة لن يجد ما يأكل، لا نقود ولا دواء ولا كهرباء. وقد أصبح البلد مقدما على الإفلاس وفق كلام محافظ البنك المركزي الليبي.
فرصة داعش الكبرى
هذه الأوضاع التي تسودها الفوضى، تعدّ فرصة سانحة، وفق الهوني، لتغلغل التنظيمات المتشددة وزيادة نفوذها، شأن داعش، ولذلك فمن المتوقع أن يجتاح التنظيم ليبيا مثلما حدث في العراق. ويبدو أنّ جلّ عوامل النجاح متوفرة له للقيام بهذا الأمر، ولذلك تشعر كلّ من مصر والجزائر وتونس بالخطر الداهم. ولا يستبعد الهوني أن ينضمّ الشباب، الذي تعود أن يأخذ أموالا من خزينة الدولة، إلى صفوف داعش عندما يجد أنها استولت على النفط، فليس كل من يقاتل مع داعش اليوم في العراق وسوريا هو إسلامي متشدد، بل إنّ أكثر من يقاتل اليوم مع داعش في العراق، مثلا، هم ممن تمّ تهميشهم مثل جيش صدام حسين وعناصر مخابراته وشرطته، الذين أبعدوا وفقدوا امتيازاتهم ورواتبهم، وذاك ما قوّى شوكة داعش في العراق، وهو كذلك ما يمكن أن يتكرّر في ليبيا". وقد دخل تنظيم داعش ليبيا من باب عدم وجود الدولة، وأصبح يتوسع إلى جانب أنصار الشريعة والقاعدة، وبالنهاية سيكون هناك تكتل واحد بين هؤلاء المتشددين، قادر على اجتياح ليبيا خلال 6 أو 7 أشهر قادمة. وحول نسبة الليبيين الذين يقاتلون مع التنظيمات المتشددة، قال الهوني "أولا في ليبيا توجد أغلبية صامتة لا حول لها ولا قوة، تخرج من بيوتها بسلاح واحد هو بطاقة الاقتراع عندما يسمح لها بأن تقترع، ثم ترجع، وهؤلاء هم الذين يعانون ويتضرّرون، أمّا الشباب العاطل الذي يعاني الفقر، فقد تمّ تجنيده للقتال، وهؤلاء الشباب ليسوا على أيديولوجيا معينة وإنما هم بندقية للإيجار، يقاتلون مع من يدفع لهم سواء كان داعش أو القاعدة أو أنصار الشريعة". وخلص إلى أنّ طوق النجاة اليوم يكمن في تشكيل حكومة وحدة وطنية مدعومة من العالم كله، ومدعومة بقوة عسكرية من الأمم المتحدة على الأرض، حتى تستطيع أن تحاور المسلحين وتنزع سلاحهم وتبدأ في إنشاء الجيش الوطني وأجهزة الدولة من الصفر، ويبدأ الليبيون من جديد كما بدؤوا سنة 1951، وإذا لم يحدث ذلك فليبيا ستظل في مهبّ المطامح.

ليبيا_أزمة ليبية محتدمة في ظل غياب التوافق

وكالات: أضحى من غير المرجح أن تلجأ القوى الخارجية مثل الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة إلى التدخل عسكريا في ليبيا قبل أن انتهاء المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة بغاية تشكيل حكومة وحدة وطنية معترف بها، وفق دراسة صادرة عن موقع ستراتفور للدراسات. وبما أنّ هذه العملية يتمّ إجراؤها خارج البلاد، سوف تستمر حالة عدم الاستقرار في ليبيا والتي أدّت إلى عرقلة إنتاج النفط في البلاد، وتوفير ملاذ آمن للمجموعات المسلحة والأنشطة الإجرامية المنظمة. وتعتبر ليبيا ذات المساحة الشاسعة ملاذا آمنا للجماعات الإقليمية المتشددة، نظرا لعدم وجود حكومة مركزية قوية على الأرض. كما أنّ الجماعات المحلية تعهّدت بالولاء لـ"داعش"، خاصة خلال الأشهر الأخيرة. وقد أصبحت ليبيا نقطة انطلاق رئيسية لمجموعة متنوعة من الأنشطة الإجرامية، وأدت الحرب السورية، والأوضاع السيئة في معظم أنحاء أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، إلى تحويل ليبيا إلى أكبر مركز عبور للمهاجرين غير الشرعيين باتجاه الاتحاد الأوروبي. وأثارت مسألة المهاجرين غير الشرعيين من ليبيا، وأغلبهم من اللاجئين السوريين والأفارقة، الذين يبلغ عددهم عشرات الآلاف، جملة من المناقشات السياسية بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. وتعتبر مسألة تقاسم عبء السكان المهاجرين، وإصلاح سياسات الهجرة واللجوء، والمراقبة الأمنية للبحر الأبيض المتوسط جزءا من الناقشات الحادّة الجارية في أوروبا.
ومنذ أبريل الماضي، سعت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى معالجة المشكلة داخل ليبيا نفسها، مع وجود سيناريوهات محتملة بما في ذلك شنّ ضربات جويّة ضد مواقع الاتّجار بالبشر على طول الساحل ومحاولة تنفيذ حصار بحري، بالإضافة إلى خيارات أخرى. وتعتمد العديد من هذه الخطط على دعم الأمم المتحدة أو حلف شمال الأطلسي، ويمكن أن تشمل الولايات المتحدة. وتفيد الأنباء أنّ دولا مثل إيطاليا وفرنسا، استشارت مصر وبعض الدول العربية في الخليج من أجل حشد الدعم الإقليمي للتدخل الدولي. وفي الأيام التي سبقت اجتماع حلف الشمال الأطلسي، الذي انعقد في تركيا في 13 مايو الجاري، قرّر الاتحاد الأوروبي التركيز على الأمن البحري الليبي وسعى إلى ضمان دعم الأمم المتحدة لذلك. وتواصل الحكومتان الليبيتان (حكومة طبرق المعترف بها دوليا وحكومة طرابلس غير الشرعية) المحادثات التي تدعمها الأمم المتحدة. ويتفق الزعماء الليبيون عموما حول تشكيل هيئة موحدة مع مجالس إضافية بإمكانها أن تشتمل على الزعماء التقليديين للقبائل وربما بعض قادة الميليشيات. ومازال الصراع المسلح قائما على الأرض بين الميليشيات المختلفة، ومن شأنه أن يؤدي إلى تفاقم الفراغ الأمني في ليبيا على المدى القصير في الوقت الذي تحتاج فيه البلاد إلى التوافق ووقف القتال بين الجماعات لتحقيق الاستقرار، وجني فوائد النشاط الاقتصادي وإنتاج النفط.