الثلاثاء، 30 أكتوبر 2012

الجزء الثاني (نبي نمشي لبني وليد ...نبي نشوف امي)


كتبها يوسف الترهوني
اكتوبر 2012 .. اتصال من مكتب القناة في بنغازي انتظار لساعتين لا مصور حتى الان .. تعاون مبدايا اذا وجدتاا
 فى الداخل مصورا .. سنلتحق بك خلال ايام وربما لنقل مباشر من داخل بني وليد .. جهز التكليف على الرغم من طلب رئيس قسم الشؤون المالية من احد الموظفين حجز تذكرة ذهاب واياب الا انه حجز تذكرة ذهاب فقط .. قلت له بشرى خير منك وتفاءل مشجع شكرا لك اى اننى لن اعود .. ابتسمنا جميعا عدت الى البيت جهزت الحقيبة
 فالطائرة ستنطلق بعد اقل من ساعتين وسط ذهول الوالدة والتى لم تعتد رؤيتي مسافرا سالتني الى اين ؟ قلت طرابلس مهمة عمل حاولت ان تاخذ تفاصيل ولكننى تهربت .. الى المطار وكان على نفس الرحلة احد مؤسسي القناة السيد سراج البشتي ترافقنا قدم لى النصح .. في مطار طرابلس كان فى انتظاري احد الاقارب من سكان طرابلس هبطت الطائرة الحادية عشرا ليلا .. طلبت منه الانطلاق الى ترهونة بت ليلتي هناك .. صباحا اتصلت بمن كنت نسقت معه فى الليلة الماضية للذهاب لبني وليد وصفت له مكانى وانطلاقنا وكان برفقته شخصين وصلنا بوابة ام الرشراش وهي اخر بوابة للقوة المحاصرة للمدينة لم نجد قوة كبيرة والمرور كان ميسرا طلبو الاوراق اسئلة معتادة من اى منطقة ولمن تذهبون في بني وليد ..لم اعرف بنفسي كمراسل فقد امنع من المرور .. قلنا بانها زيارة شخصية ..تجاوزنا البوابة وكانت الاحاديث عن بنى وليد هي المسيطرة طول الطريق .. اثناء توقفنا على احد المقاهي تجاوزتنا شاحنة وقود متجهه فى اتجاه المدينة .. اتصلنا بالشخص الذي سيستقبلنا على ان يتم التلاقي في اول بوابة في بني وليد .. وصلنا للبوابة عند مصنع العلفة التى يقيمها مقاتلي المدينة نفس الاسئلة المتكررة الاوراق من اى منطقة وماسبب الزيارة وكانت الاجابات متكررة ولم اعرف بنفسي كامراسل .. طلبوا منا الوقوف جانبا حتى ياتى الشخص المستضيف لنا .. فى الواقع لم تكن هذه القوة كبيرة عبارة عن افراد لايتجاوزون 25 فرد سلاحهم رشاش اغراض عامة على مستوعب وقود واقف في وسط الطريق وبنادق بعضها قناصة .. حاولت استغلال الوقت والتحدث معهم حتى وصول صديقنا تحدثنا عن الحصار والاشتباكات قالوا ان الاشتباكات والقصف فى الجهة الجنوبية والشرقية فقط .. احدهم وكان مرتديا لباس عربي وسترة يضع في جيبوها مخازن ويحمل بندقية قناصة لن يدخلوها وانا حي نحن لم نذهب الى احد وهم من جاؤنا وزرنا حتى المقريف وقاله استغرب صمته وقال لا انكر انى كنت من مناصري القذافي ولكن الان الحرب على اهالى ورفله وسنموت دونها ووصف القوة المحاصرة للمدينة بانها مليشيات وعصابات ..طلبت منه ان يتجنب قتل اى ليبي ورفض بقوة من ياتى الى هنا رافعا سلاحه ساقتله .. شعرت بان مهمتى لن تكون سهلة تمت دعوتنا الى شرب الشاهي معاهم وصل مستقبلنا وبعد الترحيب اخذ حقيبتي من السيارة ووضعها في سيارته لوجود شعار القناة فيها .. انطلاقنا استيقاف اخر بعد 2 كيلو متر الاسئلة المعتادة .. وكانت هذه اخر بوابة حتى دخول المدينة اخذنا جولة .. الحياة كانت شبه طبيعية من حيث الحركة لم يلفت انتباهي اى شئ يربط المدينة بنظام القذافي الجدران كانت عليها شعارات طليت .. بعضها كان يحمل بصمات الثوار ربما منذ فترة التحرير .. كذلك على الطرف الاخر لايوجد مايدل على بهجة المدينة بثورة فبراير الا اللهم انها امر واقع يجب التعامل معاه .. توجهنا الى اللجنة الاعلامية فى المدينة حيث مقر الاذاعة المحلية وقناة دردنيل .. طرحت عليهم المهمة التى جئت لاجلها وهل بامكانهم مساعدتي رحبوا رغم انهم وجهوا لوما للاعلام الليبي عموما عن غيابه وعدم نقله لحقيقة الوضع فى بني وليد وفروا لى مصورا وسيارة للتنقل وقالوا تجول اينما تريد وفي اى وقت تشاء ..الكثير من الاتصالات انهالت عليا من اشخاص علموا بدخولى عن طريق اصدقاء لى وعرضوا خدماتهم واى شئ يستطيعون تقديمة لمساعدتي .. انطلقت لاصور اول تقرير والذي طلب منى ان يكون عن الوضع العام والجانب الانساني زرنا بيتا فى حي التصنيع سقط عليه احد الصواريخ اصيب فيه طفل واخته وجدته وهم من نازحي تاورغاء انتقلنا للمستشفي لمشاهدة الطفل واخته وتصويرهم والحديث مع المرافقة لهم لنطابق روايتها مع رواية كل من قابلنا التقيت بمدير المساعد لمستشفي بني وليد السيد عبدالله المنصوري وجه ليا اللوم والعتاب كبقية الناس من غياب وتاخر الاعلام .. واكتفائه بالمشاهدة من الخارج ..حاولت ان اضعه فى صعوبة الامر وظروف مهمتى ويجب ان تساعدونى لنقل الحقيقة وصوت اهالى بني وليد .. تحدثنا عن وضع المستشفي وامكانياته وقال الان لدي جثمانين لطفل وخاله قتلا جراء القصف وانه لم يجد حتى الان سيارة اسعاف تنقلهما لطرابلس لعرضهما على الطبيب الشرعي .. انتقلت لدار الموتى لاقف على جثمان طفل يبلغ الثامنة توفي جراء اصابة بشظية فى الراس وتوفي ايضا خاله الذي لم يتبقي من راسه الا جزء من الفم والذقن هناك وجدته عم الطفل والذي روي لى ماحدث وانه ينتظر منذ الصباح لايجاد اى طريقة لنقلهما الى طرابلس صورناه ..ذهبنا لمحطة وقود اخذنا راي مواطن عن الحصار والتقينا باحد اعضاء المجلس الاجتماعي المسير للمدينة وايضا قال كلمته بخصوص الحصار وان القرار رقم 7 لم يمرر بطريقة سليمة وان التشريعيين والقانونيين ينظرون فى امره كرر مايكرره اهل المدينة بان القوة مناطقية وانهم عصابات مسلحة .. عدنا لوسط المدينة لتصوير خاتمة التقرير .. مع رفع الحصار جزئيا رفض اغلب اهالى بنى وليد الخروج خوف اعادة الحصار بعد خروجهم وانهم لن يتمكنوا من العودة .. اجريت مداخلتى الاولى في نشرة الرابعة ومن خلالها وصفت لهم ما رايت والذي كان معاكسا لما تتناقله بقية القنوات .. مما جعل ادارة القناة تتصل لاستيضاح الوضع وهل هناك ضغوط مورست علي او اننى اوجه .. ولكن حقيقة طيلة 9 ايام كنت اتنقل بكل حرية داخل المدينة .. وضحت لهم الامر .. قمت بارسال المادة المصورة مع تقرير صوتى مع تعاون اللجنة الاعلامية وكانوا يقولون بانه لن يعرض فقد جاءت قنوات عدة مرات وصورت ولم تعرض .. قلت اذا لم يعرض فانا مهمتى انتهت وساغادر المدينة وشاكرا لتعاونهم .. ليلا بث التقرير ولكن ليس بصوتى وقال لى من شهده انه بصوت عمر الحداد مراسل القناة فى الطرف الاخر والمتواجد مع القوة المحاصرة للمدينة والذي كان كلامه متناقضا مع كل ما ارسلته سبب لى ذلك شيئا من الاحباط ..واتصلت بالقناة قالوا ان جودة الصوت سيئة وانهم سيقومون بمعالجته وبثه في نشرة الرابعة يوم الجمعة 12 اكتوبر .. اتصل بي من رافقونى من ترهونة الى بني وليد قالوا بانهم سيغادرون اذا كنت ارغب في مغادرة المدينة قلت سابقي ليوم اخر او يومين .. اصر الدكتور سالم على استضافتي وهو من استقبلني ونسق لى كل شئ ذهبنا لبيته .. جاءه عدد من الشباب بعضهم من سكان طرابلس وقد جاؤوا لبني وليد للدفاع عنها وهم يرون بانها حرب مناطقية ايضا .. كان يتوارد في ذهني سؤال ملح وهو اين يقع حي الرصيفة والذي كان معروفا بانه يقطنه اكبر مؤيدي القذافي سالتهم فضحكوا وقالوا انت فى الرصيفة الان لم افهم قالوا بانه لايوجد حى او منطقة بل اسم الرصيفة يطلق على بني وليد كاملة وهذه الاجابة كانت متكررة عند طرح هذا السؤال فى الايام التى تلت هذا اليوم .. تحدثت مع الشباب في تلك الليلة عن القرار رقم 7 وعن الازلام عن حادثة 28 مايو وعن كتيبة 28 مايو وعن المجلس المحلي والعسكري عن حادثة سوق الجمعة وعن غيرها عن الثورة وموقفهم منها كانت الاصوات ترتفع وتنخفض احدهم كان قد اصيب في سبتمبر من العام الماضي اثناء تحرير المدينة وكان من ضمن المقاتلين داخلها .. وبعد ان علم انى كنت من الثوار المقاتلين ووصفني بالفبراري قال لى بالحرف الواحد ماقبل 23 اكتوبر 2011 تجاوزناه الان نريد ان نذهب الى دولة اساسها العدل وليس استقواء مناطق ومدن على مناطق اخرى وهذا ماكان يقوله اغلب الاهالي طيلة ايام بقائي هناك بان الحرب التى تشن هيا بين مصراته وبني وليد وانها حساسيات تاريخية قديمة .. خصوصا ان اغلب القوة المحاصرة للمدينة فى الايام الاولى كانت من مصراته .. وردت معلومات ليلا بان هناك قوة جاءت تعزيزا لقوة بوابة ام الرشراش اعتقدوا بانه ستفتح جبهة اخري من الجهة الشمالية .. وانها تجاوزت البوابة وتمركزت .. نمت ليلتي تلك.. الجمعة صليتها مع الدكتور سالم و والده فى مسجد حيهم وفور خروجنا كنت كل احاديث الناس متركزة عن رد وفد من الحكماء واعيان ليبيا مرافقا له بعض الشخصيات الممثلة لمنظمات المجتمع المدني وحقوقيين منعوا من الاتجاه الى بني وليد بعد ان هوجموا من القوة التى تمركزت بالامس بعد البوابة واطلقت عليهم النيران ترهيبا .. كان اعيان واعضاء من المجلس الاجتماعي فى انتظارهم عند مصنع العلفة وهو اول بوابة للمدينة من جهة الشمال .. لكن قبل هذا الوفد تمكن بعض النشطاء ورئيس المرصد الليبي لحقوق الانسان تمكنوا من الدخول للوقوف على وضع المدينة بانفسهم .. 
انطلقت انا والدكتور سالم تلبية لدعوة من صديق صديقي للذي اصر عليا حضور وجبة غداء واصريت بان تكون بازين فكثير من الاهالى في يومي الاول يسالون هل اكلت البازين السحري مع ضحك وسخرية .. في بيت السيد محمد السهولى صاحب الدعوة عرض التقرير فى نشرة الرابعة كما انجزته وبصوتى .. دخلت فى مداخلة بعد التقرير تحدثت عن قصة الوفد وان المدينة كانت فى انتظاره وعن تمكن المرصد من الدخول .. تمكنت من التواصل مع احد اعضاء الوفد ليشارك فى برنامج ليلا وهو السيدة هدي الجامعي لتتحدث وتروي ماذا حدث تحديدا ...
في الجزء التالى سوف اكتب ماحدث مع وفد الحكماء وماتوصلوا اليه من اتفاق مبدائي ..

الأحد، 28 أكتوبر 2012

يوسف الترهوني : نبي نمشي لبني وليد ..نبي نشوف أمي


يوميات يوسف الترهوني في بني وليد
من باب الوقوف علي الحقيقة وكتجربة لنفسي اولا .. قبلت بالمهمة والتى جاءت بعد ان تحدثت مع السيد محمود شمام عن ضرورة نقل الصوة من داخل بني وليد وخصوصا اننا ننادي بالاعلام الحر ومن باب الوقوف علي الحقيقة .. ولماذا لاتوجد اى قناة تنقل صوت اهالي بني وليد وبعد ان رد بانه لايوجد فى القناة من هو مستعد للذهاب الى هذه المنطقة وخصوصا ان المخاطرة كبيرة والرؤية غير واضحة وان الام
ر تطوعي فلا يستطيعون اجبار اى موظف للذهاب..فهمت وجهة نظره وعرض عليا ان ادخل انا لبني وليد وانقل الصورة وصوت اهالي المدينة ترردت فى البداية ليس خوفا ولكن لعدم وجود تجربة اعلامية حقيقة سابقة رغم ان اغلب اصدقائي المقربيين كانوا يعملون في هذا الحقل .. وبعد تشجيع من الاصدقاء المقربين اجريت اختبار مراسلة فى مكتب القناة في بنغازي وجاءت نتيجته ايجابية اصبحت انتظر هاتفا للانطلاق انتظرنا يومين دون وجود اى مصور لديه رغبة في الذهاب مما سبب لى شيئا من الاحباط .. عبر بعض المعارف اتصلت بداخل بني وليد وطرحت فكرة الدخول والتغطية من الداخل و لنرى هل فى الامكان توفير مصور في الداخل ردوا بانهم سيبحثون .. اصبحت انتظر الرد واشارة القناة للانطلاق واصبحت ارسم شيئا مما قد اتعرض له وخصوصا ان المدينة كانت من اخر المناطق التى تحررت وهرب اليها كل المتورطين وبقايا الكتائب من طرابلس في فترة التحرير واننى قبل عام وشهر كنت احد الثوار المقاتلين على تخومها تحت امرة العقيد بوعجيلة الحبشي العيساوي انا وقرابة 250 ثائر جلهم من شرق ليبيا من كل القبائل على الغالب كنا الكتيبة الوحيدة التى تحوي خليطا من كل مدن الشرق من طبرق مرورا بتميمي والبيضاء والفايدية والمرج الى بنغازي ولم يكن لاغلبنا اى ارتباطات شخصية بالمنطقة الغريبة الا اللهم انها جزء من تراب بلادنا .. وبعد ان شاركنا في جبهة الدافنية وتحرير زليتن جاءنا امر الانطلاق لترهونة يوم 23 اغسطس 2011 وباب العزيزية لم يتحرر بعد كنا الكتيبة الوحيدة التى ابتعدت عن الساحل ووجهتها جنوب طرابلس منطقة ترهونة 90 كيلوا متر جنوب شرق طرابلس وهي كانت المعبر الوحيد السالك للقوة المنسحبة من طرابلس اتجاه بن وليد مررنا بمسلاته والتى كان الترحاب فيها كبيرا ومنها لترهونة والتى تعرضنا فيها لكمين قبل المدينة بقرابة 20 كيلوا متر اصيب فيه احد رفقنا دخلنا لترهونة ووجدنا ثوارها القلة هم المسيطرون باسلحة بسيطة اقواها رشاش اغراض عامة رحبو بنا بتنا ليلتنا الاولي فى معسكر وسط المدينة وصباحا انطلاقنا الى معسكر خارج المدينة كانت تتوارد الانباء خلال اليوم الثاني ان هناك اشتباكات في الاحياء والمناطق الجنوبية من طرابلس وان طرابلس لم تتحرر بعد بشكل كامل كنا في حالة توتر وخصوصا ان المدينة التى دخلنها كانت من المدن التى حسبت على نظام القذافي حتى ايامه الاخيرة التى سبقت تحرير طرابلس وكنا نعلم ان هناك من سيتربص بنا وان هناك اسلحة عند بعضهم وخصوصا ان الكثير من ابنائها كانوا منخرطين في الجيش والكتائب الامنية التى اخترت الوقوف في صف القذافي وان لديهم خبرة عسكرية كان اغلبنا لايتمتع بها ولكن لتذبذب المعلومات والربكة التى احدثتها انتفاضة طرابلس كان الجميع مصدومون من سرعة انهيار بقايا اللا نظام على المناطق التى كان يسيطر عليها .. يوم 25 صباحا جمعنا الامر واعطانا بعض التوجيهات للتصرف والتعامل مع ابناء المنطقة والحذر واننا انجزنا مبدئيا المهمة التى اؤكلت لنا مذ خرجنا من بنغازي وانه يجب ان نكون حذرين ولا نريد خسارة اى فرد او حتى اصابته بعد الشهداء والمصابين في جبهة الدافنية واننا يجب ان نكون منتبهين وقال بالامس مر رتل عبر شمال ترهونة متجها الي بني وليد فيه اكثر من مائة سيارة اغلبها مدنية ربما كان القذافي او اسرته .. بعدها بلحظات خرجت فى اول مهمة بعد وصولنا الى احدي الضواحي شمالا في اتجاه طريق قماطة بعض الاهالي ابلغونا ان هناك بعض المؤيدين فطلبوا منا توجيه النار باتجاه اعلى منازلهم واطلاق بعض الزخات من المضادات لترهيبهم ولايصال رسالة لهم وللجميع بان الثوار قد وصلوا الى هنا قمنا بانشاء نقطة استيقاف مؤقتة وكان كل من نوقفه لتحقق من شخصيته و مما يحمل كانت الصدمة ظاهرة على وجهه والكثير منهم كان قادما من طرابلس اما قاصدا بني وليد او الجنوب ومنهم العديد من العائلات .. رجعنا لمقر الكتيبة وليلا وردت معلومة بان هناك قوة متمركزة في مشروع الابقار شمال ترهونة 30 كيلو متر انطلقت لها قوة واشتبكت معها فر جزء منها بعد اصطحابه للمصابين وتم الاستيلاء على بعض السيارات احدها كانت بها بعض الاوراق الشخصية الخاصة بابن احمد ابراهيم واسمه يعرب ... يوم 26 كان اهم الايام بالنسبة لي كان يوافق يوم جمعة وربما ليلة القدر الاستطلاع كان متمركزا في الطريق القادمة من طرابلس وردت معلومات ان هناك اشتباكات في قصر بن غشير ومنطقة مطار طرابلس بين بقايا الكتائب وثوار الزنتان الذين استولوا على مطار طرابلس علمنا ان هذه القوة كانت ستتجه جنوبا في اتجاه بني وليد وحتما ستمر عبرنا فلا طريق اخر .. شاهد الاستطلاع سيارة غيرت وجهتها بعد ان شاهدت مجموعتنا ولم تمتثل لامر التوقف فاطلاقوا عليها النيران ومن ثم تفاجئ الشباب بهجوم قوة عليهم تمكنوا من التعامل معها وردها وتم طلب الدعم اصيب عدد من افراد الاستطلاع بعدها حدثت عدة موجات من الهجوم من قبل هذه القوة ويتمكن الشباب من ردها لم تكن هذه القوة تعتمد على اسلحة ثقيلة الا رشاشات دوشكة 12.5 وصواريخ حرارية اصيبت سيارة الامر بصروخ حراري واصيب السائق ولطبيعة تلك المنطقة الجبلية حيث لامفر ولا دروب الا الطريق المعبد وحتى وصولنا كانت موجات الهجوم والرد مستمرة قوتنا القادمة كدعم كانت قرابة 10 عربات تحمل رشاشات 14.5 و 23 ومحملة بافراد المشاة.. امرنا استغرب استماتة هذه القوة على العبور وكانت اخر موجه والتى تمكنوا فيها من اخترقنا وتداخلنا في بعضنا حتى كانت المسافة لاتتجاوز عشرات الامتار تمكنت بعض العربات من النفاذ .. احدي العربات تقدمت حتى تجاوزت المفترق المؤدي لبني وليد كنوع من التغطية للسيارات التى كانت تتبعها كانت تحمل رشاش 12.5 (دوشكة) كان الرمي ذو شعر كثيف ..شفشوفة..كنا اهدافا له وعلي بعد مسافة لاتتجاوز 50 متر لكن لكثافة نيران الافراد ومن كل الاتجاهات اربك سائق هذه العربة مما جعله يغير اتجاهه 180 درجة فسقط الرمي من العربة وسط كل تلك الفوضي والتداخل وقبضنا عليه وكانت تلك اخر موجة هجوم اصيبت عدة سيارات والتى كانت اغلبها مصفحة ولكن لقرب الاشتباك كانت رشاشات 23 تخترقها وتنفجر لتحترق تلك السيارات وهناك من ينجو بالهروب او يحترق داخلها مررت عبر المفترق رئيت ثلاث جثث وفي الزاوية الاخري كانت هناك سيارة تحترق بها اشخاص بعضهم خرج منها ليسقط بجوارها والنار مشتعله بجسده وكانت الدخيرة التى في هذه السيارة تنفجر بسبب النار على بعد امتار كانت هناك سيارة اخري مصفحة سقطت في مجري لمياه الامطار بجوار الطريق تم اخراج شاب منها كان مصابا بعدة اطلاقات مدد علي الطريق الامر طلب منا تفريغ احدي الشاحنات المحملة بالاسلحة والبنادق والتى كانت مرافقة للرتل وطلب من مجموعة اخري تمشيط الطريق والتقدم ..كنت ممن يفرغ الشاحنة والشاب المصاب والممدد وسط الطريق اشهده ذهبت اليه وقفت بجانبه وهو يهمس قال لى .. نبي نمشي لبني وليد بنشوف امى .. اجبته ستري امك سننقلك للمستشفي وسقيته بعض الماء هذه المرة الاولى التى اقترب فيها من شخص بين الحياة والموت واتحدث معه رغما انه لفظ 5 كلمات الا انها ظلت تراودني لفترات طويلة ... جاءت سيارة كانت تحمل الرامي الذي اسرناه وشخص اخر والذي كان يميزهم كثافة الشعر وطوله بشكل ملفت للنظر تبين لى انه صغير ربما لم يبلغ 17 عام لكنه كان شجاعا ولم يطلب شيئا ولم يتوسل او يبرر لنفسه ساله الامر من هذا الذي في الرتل فقال خميس القذافي وانه مصاب في رجله تم نقلهم الى مقر الكتيبة ونقل المصاب الى مستشفي ترهونة بقينا في مكان الاشتباك حتى الحادية عشر ليلا نحمل مافي الشحنة وننتظر مرور اى قوة اخري قام الشباب بتفجير شاحنة ذخائر اخري على بعد 2 كيلو متر حيث كانت محملة ولايمكن تحريكها او انزال مافيها وخصوصا ان الوقود كان يتسرب منها وخوفا من هجوم قوة كبيرة يمكن ان تستعيدها لتعيد استخدمها ضدنا وخصوصا ان نوعها كان من الصواريخ افراد ذكية صواريخ حرارية وميلانو الموجهة .. جاءنا امر العودة وعند المفترق نظرت لجثث اولئك الاشخاص الذين حاولوا مغادرة السيارة وهي تحترق وبعد ان قام الشباب باطفائهم عادت النار لتشتعل فى اجسادهم فاستغربت الامر ليتبين لي بعد ذلك ان هؤلاء الذين تصادمنا معهم هم من قام بمحرقة معسكر اليرموك في طرابلس والكل يعرفها .. عدنا لمقر الكتيبة مررنا بوسط مدينة ترهونة وكانت الكهرباء مقطوعة وصدمت الناس ظاهرة خصوصا من قوة الاشتباكات واتي لم يعهدوها طيلة فترة حرب التحرير والتى كانوا يسمعونها ويرون الدخان المتصاعد وبهرات الضوء المتتالية جراء تفجير شاحنة الذخيرة .. نمت تلك الليلة ولازالت كلمات ذلك الشاب والذي عمره يقارب عمري تتردد في مسامعي ..نبي نمشي لبني وليد بنشوف امي .. بعد عدة ايام ولاصابته الخطيرة ومع امكانيات المستشفي الضعيفة ضل في العناية ثلاثة ايام وتوفي هذا الشاب وتم دفنه في ترهونة مع بقية من قتلوا في هذا الاشتباك بعد اخذ صور لهم .. بقينافي تلك المنطقة قسمنا لمجموعات كنت من ضمن مجموعة سوق الاحد ومهمتنا تمشيط المنطقة والحفاظ على مخزون اكبر معسكر يحوي اليات ودبابات وعربات جراد حديثة الية التعبئة كانت كمخزون للجيش الوطنى المنتظر مستقبلا حافظنا عليها حتى عودتنا بعد اعلان التحرير هناك مجموعة اخرى توجهت لجبهة بني وليد حاولت الدخول مرتين ولكن للفوضي التى كان يقوم بها الثوار الجدد والذين كان اغلبهم من المناطق التى حررت مؤخرا وعدم انضباطهم وسرقاتهم بحجة الغنيمة !! انسحبت كتيبتنا بعد ثالث محاولت دخول اخرها كانت برفقتنا كتيبة 28 مايو .. فضل امرنا العودة وتمشيط ومراقبة الصحراء بين ترهونة وبني وليد وجمع السلاح الذي كان يمتلكه المعرفون بولائهم للقذافي في ترهونة .. عدت الى بنغازي بعد اعلان التحرير تركت البندقية من وقتها ولم اخرجها حتى هذه اللحظة واتمنى ان لا اعود اليها ولا للعنة الحرب والدم التى كنا مرغمين على خوضها للخلاص من القذافي وزبانيته .. اختطف الامر بطريقة عبيطة !! ورد بعض المحسوبين على الكتيبة ولم يكونوا من القوة الاساسية المكونة لها بطريقة اكثر عبطا وحادثة المطار معروفة .. وليزداد العبط والسخرية هوجم معسكر سوق الاحد والذي كنت احد المكلفين بحمايته وقيل انها خليه تمتلك مائة دبابة وعربات جراد وسلبت محتوياته والتى كانت ستساعد كثيرا جيشنا الوطنى المنتظر .. اخيرا وكمكافاءة لارواح الشهداء والجرحي الذين بعضهم لازال يعالج في الخارج حتى هذه اللحظة وصفنا باننا كتيبة الشهيد بومنيار !! لم يحترموا شهدءنا ولا ذويهم وامهاتهم خصوصا .. ربما سرحت بكم بعيدا عن تجربتي داخل بني وليد ولكن كان من الضروري جدا وضعكم في هذا الجانب الذي عايشته في مرحلة الثورة والذي لايعرفه الا المقربين مني وخصوصا ان جانبا منه كان متعلقا ببني وليد .. ما ساكتبه لاحقا سيبدء من يوم 10 اكتوبر الماضي اى مذ غادرت بنغازي ..

الأحد، 14 أكتوبر 2012

تقرير جمعية المراقب لحقوق الانسان بعد زيارة مدينة بن وليد


  1. الموضوع / تقرير جمعية المراقب لحقوق الإنسان عن زيارة مدينة بني وليد..

    2012-10-11 / الموافق يوم الخميس.

    بناء على الصور المروعة التي انتشرت على صفحات التواصل الاجتماعي وتضاربت حولها الأخبار لطفل مقتول وشاب مقطوع الرأس وتفيد أن هذه الصور لمواطنين ليبيين تعرضوا للقصف بصواريخ الجراد من طرف القوات العسكرية التي حشدتها رئاسة الأركان لمحاصرة مد...
    ينة بني وليد وكذلك لصور لأطفال من نازحي تاورغاء في بني وليد عليه للتأكد من الأمر قامت جمعية المراقب لحقوق الإنسان بزيارة لمدينة بني وليد يوم الخميس الموافق 11-10-2012

    وصلنا عند الساعة الثانية عشرة والنصف قبل الظهر وتوجهنا مباشرة إلى مستشفى بني وليد العام وتم اللقاء بكل من /

    المهندس / صالح مفتاح أبوحمرة مدير المستشفى

    السيد / عبدالله حميد محمد مساعد مدير المستشفى

    ومن خلال اللقاء معهم والاطلاع الشخصي مع التصوير واستلام المستندات والتقارير الطبية الدالة والزيارة الميدانية لمنازل

    / الضحايا تؤكد جمعية المراقب لحقوق الإنسان على الاتى/

    * صورة الطفل ( المقتول ) الذي تناقلته صفحات التواصل الاجتماعي يوم أمس الخميس وكذلك نشرته صحيفة الوطن

    الليبية الالكترونية , وقناة ليبيا الأحرار التي تبث من قطر, أنها حقيقة واقعة شاهدنا جثته ببراد حفظ الموتى بمستشفى بني وليد العام حيث توفى نتيجة لإصابته بشظايا قذيفة متفجرة أدت إلى إصابة بليغة في الصدر وكسر في عظم الجمجمة .

    معلومات على الطفل / الاسم / محمد مصطفى محمد العمر: 8 سنوات

    * الصورة الأخرى التي تناقلتها صفحات التواصل الاجتماعي في نفس التاريخ لشاب مقطوع الرأس هي لخال الطفل المذكور أعلاه , أنها حقيقة واقعة شاهدنا جثته ببراد حفظ الموتى بمستشفى بني وليد العام حيث توفى نتيجة لإصابته بقذيفة متفجرة في الرأس أدت لفقدانه معظم أجزاء الرأس والجمجمة .

    معلومات على الشاب /

    الاسم / عبدالعظيم محمد المبروك العمر : 23 سنة

    * قمنا بزيارة مكان سقوط القذيفة بمنزل الضحايا بمحلة ابونجرة حي الكميعات بالقرب من مسجد الرحمن بضواحي بني وليد , ورأينا أجزاء من القذيفة ومكان سقوطها وأثار الدماء وبعض الأجزاء البشرية على حائط الفيراندة الخارجية للمنزل حيث كان ( عبدالعظيم ) جالس ويلعب بجانبه ابن أخته الطفل ( محمود مصطفى ) وعند الساعة الرابعة من مساء الأربعاء الموافق 10-10-2012 سقطت عليهم القذيفة , وأعلمنا أن هذا المنزل تجمعت فيه حوالي عشر عائلات نازحة من منطقة المردوم حيث توجد الحشود العسكرية وتقدر المسافة بين المنزل ومكان الحشود العسكرية بأكثر من أربعين كيلومتر .

    * وجدنا أحد رجال الشرطة الليبية من احد مراكز الشرطة ببني وليد يقوم بأعداد محضر لجمع الاستدلالات عند اطلاعنا على الجثث داخل براد جثث الموتى وكذلك عند زيارتنا لموقع الحادث.

    * عدد القتلى من جراء القصف ( 4 ) حسب التقارير الطبية التي استلمناها .

    * استلمنا تقرير من المستشفى يفيد استقبال المستشفى لعدد 26 مواطن مدني الأعراض الواضحة عليهم تشير لتعرضهم لغاز سام. بتاريخ 8-10- 2012

    * حاجة المستشفى للأدوية وسيارات الإسعاف حيث توجد بالمستشفى سيارة واحدة غيرة مجهزة .

    ** زرنا مصابين من نازحي تاورغاء ببني وليد بالمستشفى ونؤكد على إصابتهم ووجودهم بالمستشفى وهم /

    * محفوظة عبدالنبى عمر : العمر : 15 سن ( تعانى من حروق شديدة نتيجة للتعرض لانفجار قذيفة )

    * عبدا لله عبدالنبى عمر : العمر : 12 سنة ( يعانى من حروق من الدرجة الأولى نتيجة لتعرضه لانفجار قذيفة )

    و كانت معهما والدتهما تدعى ( أم السعد ) مصابة, بينت أنهم يسكنون في الحي السكنى التابع لمجمع التصنيع الحربي

    ( 51 ) سقطت عليهم قذيفة الساعة العاشرة صباحا.

    قمنا بزيارة لمنزل الأسرة وأطلعنا على أثار انفجار القذيفة على المنزل وكانت القذيفة موجودة داخل المنزل ومغروسة في الأرض والمبنى متضرر بشكل كبير وغير صالح للسكن .

    ** من خلال الزيارة لمدينة بني وليد لاحظنا الاتى /

    * أن الطريق الرابطة بين طرابلس ترهونة بني وليد مفتوحة يمكن أن تدخل منها المساعدات والوقود ولا توجد إعاقة ( تفتيش بسيط في بعض البوابات ).

    * الحياة عادية جدا في بني وليد مثل اى منطقة في ليبيا لا توجد أي مظاهر مسلحة داخل المدينة أو حشود أو أسلحة ثقيلة عدا بعض الحراسات العادية للأماكن العامة والداخل إلى المدينة يرى علم الاستقلال مرفوع ولا تظهر أي أعلام خضراء كما يشاع .

    * كثير من المواطنين العاديين الذي قابلناهم مكسوري الخاطر من إهمال دولتهم لهم وعدم الاهتمام بهم و بأطفالهم الذين تعرضوا لرعب كبير نتيجة لقصف الناتو وخلال حرب التحرير مما أدى لإصابتهم بالتبول اللا ارادى ,وأمراض نفسية أخرى وخلال الأحداث الحالية يطلبون من الدولة حمايتهم لأنهم يشعرون بالخوف على أسرهم وأطفالهم ويطلبون الإنصاف والعدل وأن تدخل بني وليد قوات نظامية (جيش وطني أو شرطة وأمن وطني ) حيث يشعروا أن الكتائب المسلحة الغير نظامية يمكن أن تقوم بانتهاكات وانتقام من الناس .

    * تعرض الكثير من أبنائهم للخطف بسبب الهوية وخصوصا في الفترة الحالية وقدموا لنا قائمة بها عدد 8 مواطنين اختطفوا خلال هذه الأيام.

    عليه جمعية المراقب لحقوق الإنسان توضح الاتى /

    * لن تقوم بنشر الصور التي تبين المشاهد المروعة للضحايا خصوصا القتلى حفاظا على كرامتهم والابتعاد عن تهييج الناس وخوفا من ردود الأفعال وكما قال رسول الله صلى عليه وسلم "المؤمن مازال في فسحة من أمره ما لم يسفك دما حرام " ونترك الموضوع لجهات الاختصاص بالدولة الليبية.

    * تطالب قوى المجتمع المدني في بنغازي وطرابلس ومصراتة والزاوية وكل المناطق الليبية بالتدخل الجدي لحل هذه المشكلة وإنقاذ الأرواح البريئة من القتل والمطالبة بالكف عن سفك الدماء في جميع أرجاء ليبيا.

    * تطالب المنظمات الحقوقية الليبية بعمل لقاء مشترك بينها في طرابلس أو بنغازي وتوحيد جهودها " لتمييز الحق من الباطل ليكون واضحا للساسة والشعب "

    * لا نريد أن نشجب أو نستنكر أو ندين المؤتمر الوطني العام أو الحكومة أو رئاسة الأركان ولكن ننقل لهم رأى المواطن العادي في بني وليد ( الجيش الوطني لا يقتل الأطفال و يقصف شعبه بصواريخ الجراد ).

    طرابلس / 12-10-2102 جمعية المراقب لحقوق الإنسان