السبت، 26 سبتمبر 2015

الولايات لمتحدة الامريكية_الإخفاقات تنهي مسيرة رئيس مجلس النواب الأميركي

وكالات: قرر رئيس مجلس النواب الأميركي جون بينر التنحي عن منصبه بعد خسارته لمجموعة من الرهانات السياسية أمام الحزب الديمقراطي ولعل أبرزها إخفاقه في عرقلة الاتفاق النووي مع إيران، بحسب وكالات الأنباء. وبحسب مصادر مقربة من بينر الداعم رقم واحد لإسرائيل في وجه عرب الشرق الأوسط، فإنه أعلن النبأ لأعضاء الكتلة الجمهورية خلال اجتماع مغلق في مبنى الكونغرس "الكابيتول". وكتب النائب الجمهوري بيل هويزينغا في تغريدة على حسابه في تويتر إن "رئيس المجلس باينر أعلن في اجتماع أنه سيستقيل من هذا المنصب ومن الكونغرس في نهاية أكتوبر المقبل”، كما أكد جون ميكا وهو  عضو في مجلس النواب الجمعة خلال مؤتمر صحفي خصص للغرض. وقال أحد مساعدي بينر المقربين رافضا الكشف عن اسمه "إنه فخور بأن هذه الغالبية ورئاسته للمجلس نجحتا، لكن من أجل مصلحة الكتلة الجمهورية والمؤسسة، سيستقيل من رئاسة المجلس ويتخلى عن مقعده أيضا".
 وجاء إعلان الاستقالة بعد يوم واحد من اجتماعه مع البابا فرانسيس خلال زيارته التاريخية للولايات المتحدة وإلقائه خطابا في مجلس النواب الأميركي. وزاد بينر النائب عن ولاية أوهايو من انتقادات الجناح المحافظ الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه للاتفاق النووي مع إيران وخاصة حينما أصدر بيانا شديد اللهجة قال فيه إن الاتفاق سيشعل على الأرجح سباق تسلح نووي دولي. كما تعرض طيلة الفترة الماضية لضغوط شديدة نظرا لمقترحات عدة أعضاء في الحزب الجمهوري بضرورة إغلاق جهات حكومية بسبب خطة التمويل الفيدرالي في مشروع قانون العام المالي المقبل. ويطالب المحافظون في المجتمع الانتخابي الأميركي بانتهاج سياسة المواجهة والتخلي عن سياسة الحلول الوسط في التجاذبات مع الحزب الديمقراطي المنتمي إليه الرئيس باراك أوباما والتي يعتبرونها ضعفا. ويرى هذا السياسي الأميركي البالغ من العمر 65 عاما أن المهمة الأولى لمن يتولى منصب رئاسة مجلس النواب تكمن في حماية هذه المؤسسة وأن أي خلافات ونزاعات سوف تتسبب في أضرار بالغة. وتولى بينر منذ 2007 زعامة الأقلية الجمهورية في مجلس النواب وبعد حصول الحزب على الأغلبية في نوفمبر 2010 أصبح في يناير 2011 رئيسا للمجلس واختير رئيسا له لولاية ثانية تستمر عامين في 2013. وكثيرا ما يعجز بينر عن حصر دموعه كلما تحدث عن الحلم الأميركي الذي عاشه هو بنفسه. والحلم الأميركي فكرة مرسخة في وثيقة إعلان الاستقلال الأميركي وهي أن "كل الناس خلقوا متساوين وأن هناك حقوقا غير قابلة للتغيير" وتشمل "حق الحياة والحرية والسعي وراء تحقيق السعادة".

ليبيا_بنغازي_الجيش يتقدم في معركة تحرير بنغازي ضمن عملية 'حتف'


العرب اللندنية: أعلن الجيش الليبي التابع للحكومة المؤقتة المعترف بها دوليا سيطرته على موقع استراتيجي جديد في مدينة بنغازي، بعد طرد عناصر الفرع الليبي لتنظيم داعش الإرهابي منه. وقالت القيادة العامة للجيش في بيان لها نشرته على حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" "إن قوات الجيش والقوات المساندة لها سيطرت على مقر الدفاع الجوي بالكامل، فضلا عن تحرير شارع البيبسي، بالتزامن مع تطويق القوات لأوكار الإرهابيين وتضييق الخناق على المتحصنين بمحور بوعطني".
وأوضحت قيادة الجيش الليبي "القوات الموالية للحكومة الليبية المؤقتة" أنه تم استرجاع بعض المواقع الاستراتيجية من قبضة الجماعات الإرهابية في محور بوعطني، والتي كانت تعتبر مواقع رئيسية للجماعات الإرهابية، وذلك بعد معارك شرسة هي الأعنف منذ انطلاق عملية "حتف" التي بدأها الجيش الليبي قبل أيام. وكان الفريق أول خليفة حفتر القائد العام للجيش الليبي أصدر يوم السبت الماضي أوامره لقادة المحاور بمدينة بنغازي ببدء عملية "حتف" "لحسم المعركة ضد الجماعات الإرهابية المتطرفة في المدينة. وتتركز المجموعات المتشددة وأبرز التنظيمات الجهادية في مدينة بنغازي التي تعتبر ثاني كبريات المدن الليبية ومهد الانتفاضة الشعبية التي اندلعت بدعم من حلف شمال الأطلسي (الناتو) سنة 2011، ضد نظام العقيد الراحل معمر القذافي. ويعتبر مراقبون أن التحرير النهائي لمدينة بنغازي سيمهد لسيطرة القوات الحكومية على العاصمة طرابلس، وهو ما أكده عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بالبرلمان الليبي، طارق الجروشي، في وقت سابق، بالقول "دحر المتشددين في بنغازي يعد مدخلا لتحرير طرابلس". 
ومنذ بدء معركة تحرير بنغازي منذ نحو سنة، نجح الجيش في السيطرة على معظم أرجاء المدينة، وطرد المسلحين من مواقع استراتيجية، كالمطار وعدة معسكرات. وتشهد ليبيا صراعا على السلطة منذ إسقاط النظام السابق سنة 2011 تسبب في نزاع مسلح في الصيف الماضي وفي انقسام البلاد بين سلطتين، حكومة يعترف بها المجتمع الدولي في الشرق، وحكومة مناوئة لها تدير العاصمة منذ أغسطس بمساندة فجر ليبيا التي تعد تحالفا لقوات غير متجانسة التقت مصالحها بسبب خسارة شق تيار الإسلام السياسي في الانتخابات التشريعية منتصف العام الماضي. ويستدعي الوضع في ليبيا تضافر جهود المجتمع الدولي، وخاصة رفع حظر السلاح عن قوات الجيش الوطني حتى تتمكن من دحر الميليشيات الإسلامية وتفكيك الكتائب الإرهابية في مختلف مناطق البلاد. وتعالت في الآونة الأخيرة الأصوات المنادية بضرورة دعم الجيش الليبي في حربه ضدّ التنظيمات الجهادية ورفع حظر الأسلحة عن ليبيا، وهو ما لم تستجب له الأمم المتحدة لاعتبارات عدّة أهمها أن قرارا مماثلا سيحوّل ليبيا إلى خزّان للأسلحة وسيكثّف حالة الفوضى التي من المرجح أن يستفيد منها المتشددون. ومعلوم أن مجلس الأمن أصدر قرارا سنة 2011 (قرار رقم 1970) بحظر الأسلحة عن ليبيا، ولكن هذا القرار تضمّن استثناءات تبيح تزويد وبيع ونقل الأسلحة والمواد ذات العلاقة، بما في ذلك ذخائرها وقطع غيارها، إلى ليبيا بعد الموافقة عليها مسبقا من قبل لجنة العقوبات.


النمسا_اللاجئون.. طريق اللاعودة

صحيفة الشرق الأوسط«مرحبا بكم في النمسا، أنتم بأمان».. بهذه العبارة استقبلت سيول اللاجئين القادمين من المجر، حاملين همومهم على أكتافهم بعد أن أضنتهم قساوة دروب كانوا يعتقدون أنها الطريق إلى الجنة. رجل في عقده الثامن، كانت تجاعيد وجهه تروي حكاية «ألف ليلة وليلة» من العذاب، وهو يتساءل «في أي بلد أنا!»، وآخر يجلس مع أطفاله الأربعة في إحدى زوايا المحطة الرئيسية للقطارات في فيينا، ليروي لـ«الشرق الأوسط» قصة هوليودية بنكهة كوبانية يلفها ضياع القومية والإنسانية، دون أن يعلم الاثنان بأن التاريخ سيكتب يومًا أن رحلتهما قد غيرت قوانين الاتحاد الأوروبي وقلبت موازين القارة العجوز. أزمة تعد الأولى من نوعها تسيطر على الاتحاد الأوروبي منذ تأسيسه في عام 1992، وضعت أعضاءه الثمانية والعشرين في اختبار صعب لمعرفة قدراتهم في مواجهة هذا العدد الكبير من اللاجئين، كما كشفت الستار عن عدم التوافق الداخلي وغياب قيادة تستطيع الحصول على إجماع في إيجاد آلية للخروج من الأزمة.
تعد تركيا نقطة الانطلاق لغالبية اللاجئين، حيث يوجد مهربون في مواقع معروفة داخل العاصمة إسطنبول وهم يقفون في الساحات، بحسب رواية لاجئ سوري، اتخذ «ن. س» اسما له. تحدث لنا «ن. س» عن رحلته، وأوضح أنه يتم التعامل مع اللاجئين الساعين إلى الهجرة بشكل علني دون خوف من المساءلة أو ملاحقة الشرطة، كما أن أسعار الوصول إلى الدول الأوروبية باتت ثابتة ويتفق عليها جميع المهربين تقريبًا. فسعر الرحلة من تركيا إلى إحدى الجزر اليونانية يبلغ 1200 دولار للشخص البالغ، و600 دولار للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و14 عاما. أما الأطفال دون سن الرابعة، فيتم التفاوض مع المهرب على دفع مبلغ بسيط عنهم أو إعفاؤهم إذا كانوا رضعًا. ويشبّه «ن. س» ركوب القوارب في البحر بالانتحار، فكل شخص يضع حياته وحياة عائلته بين يدي الله لحين الوصول إلى بر الأمان في إحدى الجزر اليونانية. وهناك أعداد قليلة تتجنب مخاطر البحر وتفضل دخول بلغاريا والسير لساعات تتراوح بين 25 و30 ساعة. كما هناك من يفضل أن تكون تكاليف رحلته قطعية، أي أنه يتم الاتفاق على مبلغ يسلم بعد الوصول لإحدى الدول الأوروبية. وهنا، يذكر «ن. س» أن سعر الشخص الراغب بالذهاب من تركيا إلى النمسا أو ألمانيا يبلغ 8500 دولار للشخص الواحد.
بعد الوصول إلى اليونان، وهي أطول محطة في الرحلة، بحسب «ن. س»، يكون المهاجرون مجبرين على الانتظار لساعات طويلة تصل في بعض الأحيان إلى أيام للحصول على ورقة تسمح لهم بالبقاء بصورة رسمية داخل الأراضي اليونانية بعد أخذ البصمة الجنائية. ويضيف أن «رحلة البحث عن مهرب جديد تبدأ من هناك، ليتم الاتفاق على سعر عبور دول البلقان. فمن اليونان إلى مقدونيا، وصولاً إلى صربيا. وتقطع أغلب المسافات داخل هذه الدول سيرًا على الأقدام وصولاً إلى الغابات داخل المجر». ووفقا لمعاهدة «دبلن»، فإن اليونان تعد أول نقطة عبور للاجئين، مما يفرض عليها استقبالهم جميعًا. وهو ما لا يمكن لليونان تحمله، خاصة وهي تعاني من أزمة اقتصادية مزمنة بسبب دخولها غير المدروس في مجموعة اليورو، بالإضافة إلى الفساد الحكومي وارتفاع أسعار البترول، وهذا ما دفع بها لتسهيل مرور اللاجئين والتغاضي عن شروط معاهدة «دبلن». وبات الوصول إلى المجر أمرًا لا يمكن الفرار منه، وهنا تبدأ مرحلة أخرى. فأغلب اللاجئين يمرون هناك عبر الغابات، ويوضح «ن. س» أن هذه المحطة تعد الأسوأ منذ بداية الرحلة، حيث يبدأ المهربون بالفرار تاركين العوائل والشباب وسط الغابات بعد أن يحصلوا منهم على أكبر قدر من المال، لتبدأ معاناة اللاجئين مع الشرطة المجرية التي تجبرهم على أخذ البصمات، حسب ما تنص عليه اتفاقية «دبلن»، أو أن يكونوا عرضة للسلب والنهب على يد العصابات التي انتشرت مؤخرًا.
وبحسب آراء كل الذين التقينا بهم، كانت الشرطة المجرية قاسية جدًا في التعامل مع العابرين للأراضي البلاد، فهم يتعرضون للضرب والإهانات، ناهيك بقلة الطعام والشراب. وأكد لنا البعض أنهم حرموا من الطعام داخل السجن لثلاثة أيام، بالإضافة إلى حالات الابتزاز التي تقوم بها الشرطة المجرية لتسهيل عبورهم إلى النمسا، عند توقف حركة القطارات والباصات. وبهذا الصدد، رفض رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوروبان، استقبال أي لاجئ على أراضي بلاده، حيث أعلن رسمياُ أن اللاجئين المسلمين يهددون الجذور المسيحية لأوروبا. وقد انتقدت الكثير من المنظمات الإنسانية المعاملة السيئة التي تقوم بها الحكومة المجرية تجاه اللاجئين، حتى إن المستشار النمساوي، فيرنر فايمان، شبّه طريقة تعامل حكومة أوروبان مع اللاجئين بعمليات الترحيل التي قام بها النازيون لليهود وغيرهم إلى معسكرات الاعتقال. وكانت هذه التصريحات قد صدرت بعد أن تحركت قطارات من العاصمة المجرية بودابست، وهي تقل على متنها لاجئين متجهين إلى النمسا لينتهي بهم المطاف في إحدى معسكرات اللجوء داخل المجر.
ويتخذ حزب رئيس الوزراء أوروبان اليميني الحاكم، وهو حزب معاد للأجانب بصورة عامة والمسلمين بصورة خاصة، مواقف متشددة تجاه المهاجرين، خاصة وأن دول شرق أوروبا تطمح لسد احتياجات دول أوروبا الغربية من اليد العاملة بدل الاعتماد على اللاجئين القادمين من خارجها. ويعد ضعف وجود منظمات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان على الساحة المجرية سببًا في المعاملة السيئة التي يلقاها اللاجئون. ولا يمكن التغاضي عن ضعف الاقتصاد المجري في مواجهة موجات اللاجئين. ويمضي «ن. س» في وصف معاناته ومجموعة اللاجئين التي رافقها بالقول إنهم لم يرتاحوا «إلا بعد أن دخلوا النمسا»، مشيرا إلى المعاملة الطيبة والاحترام من قبل الشرطة والمتطوعين وفرق الصليب الأحمر، حيث يسارع الجميع لتقديم المساعدات الإنسانية، بما فيها تذاكر سفر مجانية إلى ألمانيا. لكن مشكلة جديدة اعترضته في ألمانيا التي باتت تشدد المراقبة على الحدود، وتسمح بالعبور لحاملي الجوازات فقط، وهو أمر يفتقر له الكثير من اللاجئين.
ولم تنته رحلة «ن. س» بعد، فقد ركب القطار المتجه إلى ألمانيا، وهي وجهته منذ بداية رحلته، ليقطع بذلك رحلة دامت ثلاثة أسابيع وكلفته 7800 دولار، لكن ما كلفته من العناء والتعب والتعرض للخطر لا يقدر بثمن، على حد قوله. أما السوري «ك. م»، فروى قصته وهو يحمل ابنته ذات السبعة أشهر في إحدى زوايا محطة القطارات الرئيسية في العاصمة النمساوية فيينا، وقال: «أنا كردي سوري من سكان كوباني، ولا يخفى عن الجميع ما حل بنا من خراب ودمار. لقد كنا بين نارين، (داعش) من جهة وقصف قوات النظام من جهة أخرى. لذلك قررنا أنا وزوجتي وأطفالي الأربعة الرحيل إلى المجهول، آملين أن ينصفنا المستقبل في بناء حياة جديدة بعيدًا عن ويلات الحرب والطائفية. وفي طريقنا إلى كردستان العراق، تعرضنا للقصف، وكنا مجموعة كبيرة من العوائل والشباب. استطعت أنا وأطفالي أن ننجو بأعجوبة من الموت الذي طال العشرات، لكنني لم أجد زوجتي ولم أستطع أن أطيل البحث عنها خوفا على أطفالي».
وتوقف «ك. م» عن الكلام برهة، والدموع تملأ عينيه وهو يستعيد مشهد الموت وكيف استطاع إنقاذ أطفاله الأربعة متجها معهم إلى المجهول. ثم استدرك حديثه: «وصلت إلى كردستان العراق ولم يكن أمامي سوى الانتظار، بقيت هناك شهرين لأجمع شتات ما بقي من عائلتي وأتوقف متجها إلى تركيا، نقطة الانطلاق إلى أوروبا. وخلال مدة إقامتي، لم أتصل بأهل زوجتي لأن علاقتي معهم كانت مقطوعة لسنوات كثيرة.. لكن وبطريق الصدفة، التقيت بأحد الأصدقاء في تركيا، لديه علاقة وثيقة بهم، واستغربت من دهشته لرؤيتي. أحسست لوهلة أن الدم تجمد في عروقه وهو ينظر إلي، وبعد دقائق تبدل المشهد لتعتريني الصدمة الممزوجة بفرحة كادت تفقدني صوابي بعد أن علمت أن زوجتي على قيد الحياة، وأنها نجت بأعجوبة لتتجه إلى تركيا بعد أن اعتقدت بأنها خسرت أطفالها وزوجها في الحادث. المشكلة أنني كنت قد اتفقت مع أحد المهربين وهو سوري الجنسية على السفر إلى السويد، وقد دفعت جزءًا من المبلغ لذلك، ولم أستطع التراجع وقد خاطرت بحياة أطفالي الأربعة للوصول إلى زوجتي».
من جانبه، قال متحدث باسم الخارجية النمساوية لـ«الشرق الأوسط» إن «وزير الخارجية النمساوي، سباستيان كورتس، قدم في شهر أغسطس (آب) الماضي، خطة لمعالجة الأزمة شملت خمس نقاط. كان أولها محاربة (داعش)، كون ثلثي اللاجئين يأتون من مناطق تشهد عنف التنظيم الإرهابي. كما شدد الوزير على النقطة الثانية وهي ضرورة عمل الاتحاد الأوروبي على إنشاء مناطق آمنة وعازلة في مناطق النزاع، تتولى تقديم المساعدات الإنسانية للاجئين للحد من هجرتهم إلى أوروبا». وأضاف: «أما عن حماية الحدود الأوروبية، وخصوصا من جهة اليونان وإيطاليا وبلغاريا، فقد كانت النقطة الثالثة في خطة النمسا هي ضرورة بناء مراكز لاستقبال اللاجئين في هذه الدول، فضلا عن تشكيل فرق حماية مشتركة لتأمين حدودها». إلى ذلك، أكد كورتس في النقطة الرابعة على ضرورة مساعدة الشرطة في دول غرب البلقان، أما عن النقطة الخامسة المتعلقة بالتوزيع العادل للاجئين على دول الاتحاد الأوروبي، فقد أكد أنه لا تنازل من جهة النمسا أو ألمانيا عن هذا المطلب.
وكانت النقطة الخامسة سببا في إشعال فتيل الأزمة بين دول الاتحاد الأوروبي، حيث رفضت دول شرق أوروبا نظام الحصص بحجة الحفاظ على القيم الأوروبية، كما أكدت على عدم الرضوخ للسياسة الألمانية في إجبارها على استقبال اللاجئين. ويبقى ملف الهجرة الجماعية يثير الكثير من التساؤلات، علما أن أغلب المهاجرين هم من الشباب وهو ما يثير المخاوف من استغلال «داعش» لهذا الوضع وإخفاء مقاتليها بين الحشود القادمة إلى أوروبا. بالإضافة إلى الشكوك المثارة حول الاستعدادات غير المسبوقة في بعض الدول الأوروبية لاستقبال هذه الأعداد الكبيرة من المهاجرين، وخصوصا منهم السوريون، وهو ما ينذر، بحسب استطلاعات الرأي، بتغييرات في الملف السوري في الأشهر القادمة.

مصر_الرياض تساهم في تمويل بيع الـ'ميسترال' الفرنسية إلى مصر

وكالات: أكدت مصادر فرنسية مطلعة وجود مساهمة سعودية "مهمة" في تمويل صفقة حاملتي الطائرات المروحية من طراز "ميسترال" التي ستشتريهما مصر من فرنسا، في خطوة تدحض الأنباء التي تروجها بعض الجهات عن خلافات سعودية مصرية إزاء عدد من قضايا المنطقة. واتفق، الأربعاء، الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مع نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند خلال اتصال هاتفي، على "مبادئ وشروط" بيع الحاملتين لمصر. ووصفت المصادر لصحيفة"أكسبرس" الفرنسية مساهمة الرياض للصفقة بـ"أنها ستكون كبيرة". وتبلغ قيمة صفقة الـ"الميسترال" نحو 950 مليون يورو (1.06 مليار دولار)، وكانت متجهة سابقا إلى موسكو إلا أن باريس قررت إلغاءها في أغسطس الماضي بسبب خلافات بين البلدين حول أزمة أوكرانيا.وذكر مصدر في وزارة الدفاع الفرنسية أن نقل السفينتين إلى مصر يمكن أن يحصل في مارس من عام 2016، بعد أن تنهي الطواقم المصرية تدريباتها.  تعتبر هذه الصفقة مهمة جدا بالنسبة إلى مصر باعتبار التحديات التي تواجهها خاصة حيال تأمين قناة السويس التي تم تدشين فرع جديد لها في أغسطس الماضي.
 وهذه ليس الصفقة الأولى بين فرنسا ومصر التي تشارك في تمويلها دول خليجية، فسبق وأن قامت المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة بتمويل صفقة لمعدات عسكرية من ضمنها طائرات "رافال" التي تسلمتها القاهرة في فبراير الماضي. واعتبرت مساهمة السعودية في تمويل صفقة حاملتي الطائرات تأكيدا جديدا على استمرار دعم الرياض ودول الخليج عامة للقاهرة باعتبار أن الأمن المصري وكما أكدت قادة هذه الدول "جزء لا يتجزأ من أمن الخليج والعكس صحيح". ويرى محللون أن الدعم السعودي هو أفضل رد على الأنباء التي ما فتئت تروجها بعض الجهات ومن بينهم التنظيم الدولي للإخوان المسلمين بوجود خلافات مصرية سعودية خاصة حيال اليمن وسوريا. وجدير بالذكر أن وسائل إعلام إخوانية ركزت خلال الفترة الماضية على وجود مثل هذه الخلافات، في سياق الحرب الإعلامية التي يشنها التنظيم على النظام المصري. ويقول خبراء إن ما تحاول جماعة الإخوان القيام به من سعي لإحداث شرخ في العلاقة بين دول الخليج والسعودية خاصة مع مصر لن يكون مآله النجاح، فـ"علاقات الدول لا تبنيها العواطف وإنما منطق المصالح". وهناك مصالح مشتركة كبيرة بين القاهرة والرياض، لا يمكن لأحد المساس بها في ظل الظرف الدقيق الذي تمر به المنطقة، نتيجة الصراعات التي تشهدها بعض الدول وتمدد الجماعات الإرهابية ومساعي إيران التوسعية.

العراق_الموصل بلا مسيحيين للمرة الأولى منذ ألفي سنة

العرب اللندنية: لا يجد سامر الشيخ، معلم اللغة السريانية، بُدّا من التمسّك ببارقة أمل وإن كانت ضئيلة في العودة مجددا إلى منزله، الذي تركه قسرا في مدينة الموصل، بينما يمضي حياته مستسلما لتفاصيل عمليات النزوح اليومية التي أجبر عليها هو والآلاف من المسحيين منذ أن دخل تنظيم الدولة الإسلامية مدينته. ظنّ سامر، في بداية الأمر، أن ما يجري وما حصل له وللموصل، مجرد انفلاتة أمنية عابرة، سرعان ما ستعود قوات الأمن العراقية لشطبها من شوارع المدينة ليتمكن من العودة إلى مدرسته وطلابه في منطقة الدواسة، تماما مثلما كان يحدث باستمرار منذ انهيار النظام العراقي في 2003، لكن الحال اختلفت هذه المرة، والانفلاتة الأمنية طالت، بل وتحوّلت إلى سيطرة ذلك التنظيم الدخيل على المدينة، مما أدّى إلى تهجير أهلها واستئصال جذورها وشواهد تاريخ جزئها المسيحي وحاضره؛ بينما تحوّلت كنائسها إلى حطام أو إلى محاكم شرعية أو سجون لمعارضي داعش بعد أن انتزعت منها الصلبان والرسوم والنقوش.
يسترجع سامر بحزن ذكرى سيطرة داعش على مدينته في العاشر من يونيو 2014، وكيف اشترط التنظيم على المسيحيين إما "اعتناق الإسلام" وإما "عهد الذمة"، أي دفع الجزية، و"إن أبوا ذلك فليس لهم إلا السيف" أو "ترك المدينة وما يملكونه". وازداد الوضع سوءا بعد ذلك، حين عاد داعش في شهر يوليو وأمهل المسيحيين بضع ساعات لمغادرة مدينتهم وإلا سيكون مصيرهم القتل، ما أجبر معظمهم على الفرار إلى كردستان العراق. يقول سامر، متحدّثا بلهجة موصلية نقية، عن مأساته، التي هي مأساة آلاف العراقيين من مختلف الديانات والطوائف “لم يكد يمر أسبوع على تركي للمنزل حتى أقدم عناصر من داعش على رسم حرف النون باللون الأحمر على جداره وباعوا أثاثنا وباقي مستلزمات المنزل في سوق الغنائم". وحدث هذا مع جميع منازل المسيحيين. هكذا، أصبحت نينوى، وللمرة الأولى منذ ألفي سنة خالية تماما من المسيحيين، ولم تعد تقرع فيها نواقيس الكنائس. وهو ما ذكره صراحة بطريرك الكلدان في العراق والعالم لويس ساكو بقوله "لأول مرة في تاريخ العراق الموصل فارغة الآن من المسيحيين".
مخطط قديم
لكن، كيف تمكّن تنظيم الدولة الإسلامية في عام واحد، من إفراغ الموصل من مكوّنها الرئيسي، المتجذّر فيها منذ ألفي عام؟ يجيب سامر على هذا التساؤل مؤكّدا أن عمر الاعتداءات على المسيحيين وأملاكهم، يمتدّ إلى ما قبل 10 يونيو 2014، إذ كان لتنظيم داعش ومنذ تشكيله في أكتوبر 2006 أذرع عبثت بالعقارات في نينوى ولاسيما التي تعود ملكيتها إلى مسيحيين مغتربين. يؤكد ذلك أحمد فتحي، محامي العقارات المتخصص، الذي بيّن أن نقل ملكية العقارات كان يتم بواسطة محكمة بداءة الموصل بسبب توقف نقل الملكية في دائرة التسجيل العقاري في الجانب الأيسر لمدينة الموصل حيث تقطن أغلبية الأقليات، وبينها المسيحيون. وهذا بعد أن قتل التنظيم مديرين متتالين لهـذه الدائرة مـع ثلاثة موظفين وهـدد بالقتـل البـاقين فـي حـال روجوا معـاملات نقـل الملكية. ولخص دعوى التمليك واصفا إياها بالصورية من خلال توجيه المشتري المفترض إنذارا إلى البائع على أساس أنه مجهول محل الإقامة ويتم نشر تبليغ بذلك بواسطة جريدة محلية، ومن ثم تنظر المحكمة في الدعوى بوجود طرف واحد فقط، ويصدر القرار غيابيا بحق الطرف الآخر، وهو غالبا ما يكون من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية. وفي عام 2013 عاد التنظيم ليمنع بيع وشراء أي عقار تعود ملكيته إلى مسيحيين باعتباره من ضمن أملاك الدولة الإسلامية، وكانت تلك رسالة لم تفك الجهات الأمنية شفرتها بأن داعش كان يستعد للسيطرة على الموصل ومحيطها. وبعد احتلاله الموصل في العاشر من يونيو 2014 ألحق التنظيم عقارات المسيحيين بما يسمى "بيت المال" ووضع إشارة حرف "نون" على جدرانها، وهو الحرف الأول من كلمة "نصراني". كما أن أراضي تعود ملكيتها منذ القدم إلى عائلات مسيحية في منطقة حاوي كنيسة، على الضفة اليمنى لنهر دجلة في الموصل، تحوّلت خلال سنة واحدة من عمر خلافة داعش إلى مساكن عشوائية.
عدد المسيحيين المهجرين يتصاعد
منذ الغزو الأميركي للعراق أخذ عدد مسيحيي العراق يتناقص يوما بعد يوم، وبينما قدّر عددهم بحوالي 1.4 مليون عام 1987، لم يبق منهم اليوم سوى 400 ألف مسيحي منتشرين في بعض المحافظات، وأغلبهم نازحون من الموصل التي فقدت كل مكوّنها المسيحي. ويقدّر أنور متي هداية، رئيس الهيئة التنفيذية لحركة تجمع السريان وعضو مجلس محافظة نينوى، عدد المسيحيين الذين فرّوا من نينوى، في الفترة الأخيرة، بـ120 ألف مسيحي عراقي، تركوا كل شيء خلفهم ورحلوا إلى أماكن نزوح تؤويهـم داخل العراق وخارجه، بعد دخول داعش إلى مناطقهم. وبيّن هداية أن الكثير من المسيحيين اضطروا إلى النزوح مرتّين، النزوح الأول حدث في العاشر من يونيو 2014 إلى بلدات قرقوش وكرمليس وبرطلة وتلكيف بعد سيطرة داعش على مدينة الموصل، والنزوح الثاني حدث مع سكان تلك البلدات بعد اجتياحها من قبل داعش في السادس من أغسطس 2014 وقصدوا محافظات إقليم كردستان؛ أربيل والسليمانية ودهوك، وبعضهم سلك طريقه إلى خارج العراق. وحتى تستعيد الموصل مسيحييها، اشترط ممثل كوتا المسيحيين في مجلس محافظة نينوى توفير منطقة آمنة بضمانات دولية، والأهم من ذلك إصلاح القضاء العراقي وتخليص العملية السياسية من النفس والمحاصصة الطائفيتين. ولفت هداية إلى نقطة مهمة، وهي نتيجة ما يجري، التي لن تعود سلبا على المسيحيين فقط، بل على كلّ سكان الموصل، بمختلف طوائفهم وانتماءاتهم، وذلك لأن المسيحيين حضورهم كبير وفاعل في مختلف مجالات الحياة الثقافية والعلمية والاقتصادية والسياسية.
أمل في العودة
سامر مثل أفراد 1154 عائلة مسيحية نزحت من الموصل في يونيو 2014 لا يستطيع أن يصدق أبدا أنه فقد مدينته وأن عليه أن يفكر جديا في التأسيس في مكان آخر، فهؤلاء جميعا رفضوا لسنوات طويلة الالتحاق بقافلة الهجرة المسيحية الطويلة من الموصل بدءا من عام 2003، وقرروا التمسك بجذورهم الممتدة لألفي سنة وجاء داعش ليضع بالسيف حدا لذلك. يدرك سامر جيدا أن طريق عودته إلى الموصل ليست سالكة وأن صفحة الوجود المسيحي في هذه المدينة التي كانت لهم بالكامل ذات يوم تكاد تطوى إلى الأبد خصوصا بعد تراخي حكومة بغداد عن استعادتها واقتصار التدخل الدولي على قصف غير فعال وامتداد خط الهجرة للمسيحيين اليائسين ليبلغ منافي نهائية في أوروبا وأميركا وأستراليا. لكنه يبقي على خيط الأمل الرفيع بإدمان ملاحقة الأخبار وإشعال شموع كنسية وهو يدعو من صميم قلبه أن تقبض أسماعه مرة أخرى على دقات نواقيس موصلية وكل كنائس الموصل كما كان يحدث منذ ألفي سنة.

المانيا_هل غيرت الحكومة الألمانية سياستها تجاه سوريا؟

دويتشه فيله: تحدثت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل مؤخراً عن ضرورة إشراك الرئيس السوري بشار الأسد في أي مفاوضات بغية إنهاء النزاع المستمر منذ أكثر من أربع سنوات. فهل تعتبر هذه التصريحات تحولاً في مواقف برلين؟ دعت الحكومة الألمانية باستمرار وفي أكثر من مناسبة إلى تنحي الرئيس السوري بشار الأسد عن منصبه. غير أن برلين بدأت وبشكل بطيء تتخلى عن هذا الموقف بسبب الحركة المستمرة لنزوح اللاجئين نحو أوروبا، وبشكل خاص نحو ألمانيا، إضافة إلى الهجمات الإرهابية التي تقوم بها الميليشيات الإرهابية لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). ففي فصل الربيع الماضي، قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير في مقابلة صحفية إن "المحادثات مع القيادة السورية ليست مستبعدة".
"الحرب ليست ضمانة لتحقيق السلام"
لكن صورة موقف الحكومة الألمانية أصبحت مع الوقت تتضح أكثر. وفي هذا الصدد، قال توماس أوبرمان، زعيم الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي الديمقراطي الخميس (24 سبتمبر/ أيلول 2015) في مقر البرلمان الألماني (بوندستاغ): "رغم صعوبة الأمر، يجب التحدث مع جميع من من شأنه أن يساعد على ضمان إيجاد حل لهذا الصراع." وأضاف السياسي الألماني: "نحن نعلم أن الحرب لا يمكن أن تضمن التوصل إلى السلام". غير أن الأسد ـ حسب أوبرمان ـ "لن يستمر في لعب دور سياسي في سوريا مستقبلاً"، إلا أن إشراكه "ضروري لإيجاد حل للصراع". وفي الوقت ذاته، تعتبر الحكومة الألمانية أن من الأهمية إشراك القوى الإقليمية الأخرى في عملية الانتقال السياسي بسوريا، كروسيا وإيران والسعودية وتركيا.
"الهدف هو إطلاق حوار وطني بين أطراف الصراع"
من جانبها، تسعى الأمم المتحدة في الوقت الحالي إلى ايجاد قنوات لحوار داخلي في سوريا بين النظام والجماعات المعارضة للأسد. وبالنسبة للحكومة الألمانية، التي لا تزال تعول على إيجاد حل سياسي، فمسؤولية تنفيذ هذا الحوار يجب أن تشرف عليه أربع مجموعات عمل. وتبقى المهمة الأساسية لمجموعات العمل الأربع تلك، كما شرحت متحدثة باسم وزارة الخارجية للصحفيين الأربعاء في العاصمة برلين: "جمع مختلف الفصائل في سوريا على طاولة الحوار للدخول في حوار وطني وإيجاد آلية تسمح لمختلف الأطراف بتعريف العملية الانتقالية وتحضيرها". كما تنص هذه الخطة على "جلوس ممثلي النظام السوري على طاولة المفاوضات"، حسب المتحدثة باسم وزارة الخارجية الألمانية. ولم تشر المتحدثة إلى أسماء الشخصيات التي يمكن أن تشارك في تلك المفاوضات. غير أنها لم تستبعد إجراء محادثات "مع ممثلي النظام السوري"، دون تحديد الأسماء التي يمكن أن تشارك في المفاوضات. فالحكومة الألمانية "لا تزال مقتنعة أن الأسد هو جزء من المشكلة، وأن النظام السوري مسؤول بشكل كبير عن نزوح السوريين إلى الخارج". لكن ممثلي النظام السوري يجلسون في الوقت الحالي إلى طاولة المفاوضات مع باقي الأطراف في المحافل الدولية. وحتى في ألمانيا، فلا يزال لنظام بشار الأسد ممثل دبلوماسي رغم طرد السفير من البلاد منذ مدة.
ميركل: "المحادثات يجب أن تشمل الأسد"
أما المستشارة أنغيلا ميركل، فقد قالت إثر قمة أوروبية طارئة في العاصمة البلجيكية بروكسل: "علينا أن نتحدث مع الفرقاء المختلفين، وهذا يشمل الأسد". وبسبب الانتقادات التي واجهتها تصريحات ميركل من المعارضة، حاولت أصوات من الحكومة التقليل من أهمية تصريحات ميركل بالقول إن "ضرورة الحديث مع مع الرئيس السوري بشار الأسد ليس خبراً جديداً". لكن المشكلة الرئيسية هي جمع كل القوى على طاولة واحدة لإجراء مفاوضات السلام". وفي هذا الصدد، تقول كيرستين هيلبرغ، الخبيرة الألمانية في شؤون الشرق الأوسط، إن "نظام الأسد كان منذ عام 2012 جزءاً من المفاوضات، وما قالته المستشارة ميركل ليس جديداً". وأضافت هيلبرغ أن ستيفان دي مستورا، المبعوث الخاص للامم المتحدة إلى سوريا، أجرى عدة مفاوضات مع بشار الأسد بالنيابة عن المجتمع الدولي. من جهتها، رحبت دمشق بهذا التطور، إذ أعلنت المستشارة السياسية لبشار الأسد، بثينة شعبان، أن "الوضع في سوريا يتجه نحو مزيد من الانفراج"، مشيرة إلى "تراجع في المواقف الغربية". وفي مطلع الأسبوع المقبل، سيحتضن مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك محادثات بشأن الأزمة السياسية والنزاع العسكري في سوريا. وستتميز المحادثات باللقاء الذي سيجمع بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يقوم بتحركات واسعة بشأن الملف السوري، مع نظيره الأمريكي باراك أوباما، على هامش الاجتماع السنوي للجمعية العامة للامم المتحدة - في لقاء هو الأول منذ سنتين. وقال مسؤولون في البيت الأبيض إن الرئيس أوباما سيطلب من نظيره الروسي توضيح دور الوجود العسكري لبلاده في سوريا ومدى مساهمته في هزيمة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).


السودان_المهدي: تجزئة الحوار الوطني تكرس حكم البشير

وكالات: وجه زعيم حزب الأمة الصادق المهدي، بمناسبة عيد الأضحى، جملة من الرسائل خص بها أساسا الرئيس السوداني عمر حسن البشير، قائلا له في إحداها "إن أمامك فرصة تاريخية اليوم لرسم خارطة طريق لتحول ديمقراطي حقيقي في السودان". وانتقد المهدي سياسة التجزئة التي اعتمدها نظام البشير بخصوص الحوار الوطني، التي من المفترض أن يبني عليها ما قال إنه "فرصة تاريخية". واعتبر أن "النظام بهذا الأسلوب يجعل نفسه عمدة الحوار ليبرم اتفاقيات ثنائية تحافظ للنظام على ثوابته". وقامت الحكومة السودانية برسم مسار للحوار الوطني الذي دعا إليه البشير في يناير من العام الماضي، يقضي بتولي آلية (7+7) مهمة التحاور مع قوى المعارضة السياسية، وبقاء الحوار مع الجماعات الدارفورية المسلحة ضمن منبر الدوحة، أما الحوار مع الحركة الشعبية شمال فيبقى خاضعا لقرار مجلس الأمن 2046. وفي بادرة منه أعلن الرئيس السوداني، الثلاثاء الماضي، عن وقف لإطلاق النار في مناطق النزاع لمدة شهرين، لتهيئة الأرضية لبدء الحوار، وقد رأت معظم أطياف المعارضة بشقيها المسلح والسياسي أن هذه الخطوة ليست إلا لتسويق صورة مشرقة له في الخارج، في المقابل باركها الصادق المهدي.
وقال المهدي الذي يتولى أيضا إمامة طائفة الأنصار للبشير "أمامك فرصة لدخول التاريخ من أوسع أبوابه وترسم معنا خريطة طريق لسلام عادل شامل وتحول ديمقراطي كامل، بأسلوب لا يعزل أحدا ولا يهيمن عليه أحد”. وأضاف "تجاوب أيها الأخ مع الفرصة التاريخية ونحن نضمن لك الوفاء بالتزاماتنا". ويستبعد محللون سودانييون أن يلبي الرئيس السوداني دعوات المهدي، لافتين إلى أن قيام النظام بتجزئة الحوار على ثلاثة منابر رغم أن القضايا واحدة يعكس غياب إرادة حقيقية لإحداث تحول نوعي على مستوى العلاقة مع المعارضة. ويقول محللون إن أسلوب التجزئة ليس بجديد على النظام، فلطالما عمل على ذلك في إدارته للقضايا في السودان وذلك لضرب صف المعارضة وتكريس هيمنته على مفاصل القرار. بالمقابل يرى البعض أن النظام لديه هذه المرة فعلا رغبة في طي صفحة أزماته مع المعارضة السياسية والمسلحة، بالنظر إلى وجود ضغوط دولية كبيرة عليه حيال ذلك، كما أن تردي الوضع الاقتصادي والاجتماعي عامل يدفعه إلى البحث عن تسوية سياسية.

ليبيا_إصابة 6 مواطنين جراء القصف العشوائي في بنغازي

ليبيا المستقبل - وكالات: قالت مصادر طبية بمستشفى الجلاء للجراحة والحوادث ببنغازي إن المستشفى أستقبل يوم  أمس الجمعة 6 جرحى من المدنيين جراء القصف العشوائي في بعض أحياء مدينة بنغازي. وأعلنت المستشفي إن من بين الجرحى  ثلاثة من عائلة واحدة من سكان منطقة الزاوية، القريبة من مسرح الاشتباكات بمحور الصابري. وجاءت أسمائهم كالتالي مصطفى عبدالرازق، والأم، ابتسام فرج،  والطفل معاذ مصطفى عبدالرازق، لافتة إلى أن الابن لازال يتلقى العلاج بالمستشفى والأب والأم تلقوا الإسعافات الأولية وغادروا المستشفى في الحال .وفي السياق نفسه، استقبل المستشفي في نفس الليلة 3 مواطنين من منطقة عمارات السبخة بالسلماني، وهم الأخوين أمبارك وأحمد خالد وفرج محمد حسن، فيما جاءت إصاباتهم بين المتوسطة والخفيفة ويتلقوا الإسعافات اللازمة.

ليبيا_صالح يتوجه إلى نيويورك لحضور اجتماعات الأمم المتحدة

ليبيا المستقبل – وكالات: وجه رئيس مجلس النواب المستشار عقيله صالح عيسى الى الولايات المتحدة الامريكية لحضور اجتماعات الجمعيه العامة للامم المتحدة المنعقدة بنيويورك.  وقال فتحي عبدالكريم المستشار الإعلامي لرئيس مجلس النواب إن عقيلة سيلقي كلمة ليبيا بالجمعية العامة للأمم المتحده يتحدث فيها عن اوضاع ليبيا وما تحتاجه من دعم المجتمع الدولي للمساهمة في استقرارها وبناء مؤسساتها المدنية والعسكرية.

ليبيا_الليبية للتنمية تنظم حفلاً للأطفال في بنغازي

ليبيا المستقبل: أعلنت المنظمة الليبية للتنمية أنها ستنظم احتفالاً خاصًا للأطفال بمناسبة عيد الأضحى المبارك، في ثالث أيام العيد السبت، بالتعاون مع المنظمة الدولية لرعاية الطفولة وذوي الإعاقة. ويقام الحفل بمنتزة بودزيرة السياحي من الساعة 4 مساءً وحتى السابعة مساءً في أجواء ترفيهية وغنائية من منتديات خاصة لأعمال الطفولة وفنانين متمكنين من رسم الابتسامة على وجوه الأطفال. وقدمت المنظمة دعوة عامة لكل الأطفال ويقام الحفل تحت شعار «كل عام وأطفالنا بفرحة وسلام.

ليبيا_الجيش يتقدم في معركة تحرير بنغازي ضمن عملية 'حتف'

العرب اللندنية: أعلن الجيش الليبي التابع للحكومة المؤقتة المعترف بها دوليا سيطرته على موقع استراتيجي جديد في مدينة بنغازي، بعد طرد عناصر الفرع الليبي لتنظيم داعش الإرهابي منه. وقالت القيادة العامة للجيش في بيان لها نشرته على حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" "إن قوات الجيش والقوات المساندة لها سيطرت على مقر الدفاع الجوي بالكامل، فضلا عن تحرير شارع البيبسي، بالتزامن مع تطويق القوات لأوكار الإرهابيين وتضييق الخناق على المتحصنين بمحور بوعطني".
وأوضحت قيادة الجيش الليبي "القوات الموالية للحكومة الليبية المؤقتة" أنه تم استرجاع بعض المواقع الاستراتيجية من قبضة الجماعات الإرهابية في محور بوعطني، والتي كانت تعتبر مواقع رئيسية للجماعات الإرهابية، وذلك بعد معارك شرسة هي الأعنف منذ انطلاق عملية "حتف" التي بدأها الجيش الليبي قبل أيام. وكان الفريق أول خليفة حفتر القائد العام للجيش الليبي أصدر يوم السبت الماضي أوامره لقادة المحاور بمدينة بنغازي ببدء عملية "حتف" "لحسم المعركة ضد الجماعات الإرهابية المتطرفة في المدينة. وتتركز المجموعات المتشددة وأبرز التنظيمات الجهادية في مدينة بنغازي التي تعتبر ثاني كبريات المدن الليبية ومهد الانتفاضة الشعبية التي اندلعت بدعم من حلف شمال الأطلسي (الناتو) سنة 2011، ضد نظام العقيد الراحل معمر القذافي. ويعتبر مراقبون أن التحرير النهائي لمدينة بنغازي سيمهد لسيطرة القوات الحكومية على العاصمة طرابلس، وهو ما أكده عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بالبرلمان الليبي، طارق الجروشي، في وقت سابق، بالقول "دحر المتشددين في بنغازي يعد مدخلا لتحرير طرابلس". 
ومنذ بدء معركة تحرير بنغازي منذ نحو سنة، نجح الجيش في السيطرة على معظم أرجاء المدينة، وطرد المسلحين من مواقع استراتيجية، كالمطار وعدة معسكرات. وتشهد ليبيا صراعا على السلطة منذ إسقاط النظام السابق سنة 2011 تسبب في نزاع مسلح في الصيف الماضي وفي انقسام البلاد بين سلطتين، حكومة يعترف بها المجتمع الدولي في الشرق، وحكومة مناوئة لها تدير العاصمة منذ أغسطس بمساندة فجر ليبيا التي تعد تحالفا لقوات غير متجانسة التقت مصالحها بسبب خسارة شق تيار الإسلام السياسي في الانتخابات التشريعية منتصف العام الماضي. ويستدعي الوضع في ليبيا تضافر جهود المجتمع الدولي، وخاصة رفع حظر السلاح عن قوات الجيش الوطني حتى تتمكن من دحر الميليشيات الإسلامية وتفكيك الكتائب الإرهابية في مختلف مناطق البلاد. وتعالت في الآونة الأخيرة الأصوات المنادية بضرورة دعم الجيش الليبي في حربه ضدّ التنظيمات الجهادية ورفع حظر الأسلحة عن ليبيا، وهو ما لم تستجب له الأمم المتحدة لاعتبارات عدّة أهمها أن قرارا مماثلا سيحوّل ليبيا إلى خزّان للأسلحة وسيكثّف حالة الفوضى التي من المرجح أن يستفيد منها المتشددون. ومعلوم أن مجلس الأمن أصدر قرارا سنة 2011 (قرار رقم 1970) بحظر الأسلحة عن ليبيا، ولكن هذا القرار تضمّن استثناءات تبيح تزويد وبيع ونقل الأسلحة والمواد ذات العلاقة، بما في ذلك ذخائرها وقطع غيارها، إلى ليبيا بعد الموافقة عليها مسبقا من قبل لجنة العقوبات.

النمسا_اللاجئون.. طريق اللاعودة

صحيفة الشرق الأوسط«مرحبا بكم في النمسا، أنتم بأمان».. بهذه العبارة استقبلت سيول اللاجئين القادمين من المجر، حاملين همومهم على أكتافهم بعد أن أضنتهم قساوة دروب كانوا يعتقدون أنها الطريق إلى الجنة. رجل في عقده الثامن، كانت تجاعيد وجهه تروي حكاية «ألف ليلة وليلة» من العذاب، وهو يتساءل «في أي بلد أنا!»، وآخر يجلس مع أطفاله الأربعة في إحدى زوايا المحطة الرئيسية للقطارات في فيينا، ليروي لـ«الشرق الأوسط» قصة هوليودية بنكهة كوبانية يلفها ضياع القومية والإنسانية، دون أن يعلم الاثنان بأن التاريخ سيكتب يومًا أن رحلتهما قد غيرت قوانين الاتحاد الأوروبي وقلبت موازين القارة العجوز. أزمة تعد الأولى من نوعها تسيطر على الاتحاد الأوروبي منذ تأسيسه في عام 1992، وضعت أعضاءه الثمانية والعشرين في اختبار صعب لمعرفة قدراتهم في مواجهة هذا العدد الكبير من اللاجئين، كما كشفت الستار عن عدم التوافق الداخلي وغياب قيادة تستطيع الحصول على إجماع في إيجاد آلية للخروج من الأزمة.
تعد تركيا نقطة الانطلاق لغالبية اللاجئين، حيث يوجد مهربون في مواقع معروفة داخل العاصمة إسطنبول وهم يقفون في الساحات، بحسب رواية لاجئ سوري، اتخذ «ن. س» اسما له. تحدث لنا «ن. س» عن رحلته، وأوضح أنه يتم التعامل مع اللاجئين الساعين إلى الهجرة بشكل علني دون خوف من المساءلة أو ملاحقة الشرطة، كما أن أسعار الوصول إلى الدول الأوروبية باتت ثابتة ويتفق عليها جميع المهربين تقريبًا. فسعر الرحلة من تركيا إلى إحدى الجزر اليونانية يبلغ 1200 دولار للشخص البالغ، و600 دولار للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و14 عاما. أما الأطفال دون سن الرابعة، فيتم التفاوض مع المهرب على دفع مبلغ بسيط عنهم أو إعفاؤهم إذا كانوا رضعًا. ويشبّه «ن. س» ركوب القوارب في البحر بالانتحار، فكل شخص يضع حياته وحياة عائلته بين يدي الله لحين الوصول إلى بر الأمان في إحدى الجزر اليونانية. وهناك أعداد قليلة تتجنب مخاطر البحر وتفضل دخول بلغاريا والسير لساعات تتراوح بين 25 و30 ساعة. كما هناك من يفضل أن تكون تكاليف رحلته قطعية، أي أنه يتم الاتفاق على مبلغ يسلم بعد الوصول لإحدى الدول الأوروبية. وهنا، يذكر «ن. س» أن سعر الشخص الراغب بالذهاب من تركيا إلى النمسا أو ألمانيا يبلغ 8500 دولار للشخص الواحد.
بعد الوصول إلى اليونان، وهي أطول محطة في الرحلة، بحسب «ن. س»، يكون المهاجرون مجبرين على الانتظار لساعات طويلة تصل في بعض الأحيان إلى أيام للحصول على ورقة تسمح لهم بالبقاء بصورة رسمية داخل الأراضي اليونانية بعد أخذ البصمة الجنائية. ويضيف أن «رحلة البحث عن مهرب جديد تبدأ من هناك، ليتم الاتفاق على سعر عبور دول البلقان. فمن اليونان إلى مقدونيا، وصولاً إلى صربيا. وتقطع أغلب المسافات داخل هذه الدول سيرًا على الأقدام وصولاً إلى الغابات داخل المجر». ووفقا لمعاهدة «دبلن»، فإن اليونان تعد أول نقطة عبور للاجئين، مما يفرض عليها استقبالهم جميعًا. وهو ما لا يمكن لليونان تحمله، خاصة وهي تعاني من أزمة اقتصادية مزمنة بسبب دخولها غير المدروس في مجموعة اليورو، بالإضافة إلى الفساد الحكومي وارتفاع أسعار البترول، وهذا ما دفع بها لتسهيل مرور اللاجئين والتغاضي عن شروط معاهدة «دبلن». وبات الوصول إلى المجر أمرًا لا يمكن الفرار منه، وهنا تبدأ مرحلة أخرى. فأغلب اللاجئين يمرون هناك عبر الغابات، ويوضح «ن. س» أن هذه المحطة تعد الأسوأ منذ بداية الرحلة، حيث يبدأ المهربون بالفرار تاركين العوائل والشباب وسط الغابات بعد أن يحصلوا منهم على أكبر قدر من المال، لتبدأ معاناة اللاجئين مع الشرطة المجرية التي تجبرهم على أخذ البصمات، حسب ما تنص عليه اتفاقية «دبلن»، أو أن يكونوا عرضة للسلب والنهب على يد العصابات التي انتشرت مؤخرًا.
وبحسب آراء كل الذين التقينا بهم، كانت الشرطة المجرية قاسية جدًا في التعامل مع العابرين للأراضي البلاد، فهم يتعرضون للضرب والإهانات، ناهيك بقلة الطعام والشراب. وأكد لنا البعض أنهم حرموا من الطعام داخل السجن لثلاثة أيام، بالإضافة إلى حالات الابتزاز التي تقوم بها الشرطة المجرية لتسهيل عبورهم إلى النمسا، عند توقف حركة القطارات والباصات. وبهذا الصدد، رفض رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوروبان، استقبال أي لاجئ على أراضي بلاده، حيث أعلن رسمياُ أن اللاجئين المسلمين يهددون الجذور المسيحية لأوروبا. وقد انتقدت الكثير من المنظمات الإنسانية المعاملة السيئة التي تقوم بها الحكومة المجرية تجاه اللاجئين، حتى إن المستشار النمساوي، فيرنر فايمان، شبّه طريقة تعامل حكومة أوروبان مع اللاجئين بعمليات الترحيل التي قام بها النازيون لليهود وغيرهم إلى معسكرات الاعتقال. وكانت هذه التصريحات قد صدرت بعد أن تحركت قطارات من العاصمة المجرية بودابست، وهي تقل على متنها لاجئين متجهين إلى النمسا لينتهي بهم المطاف في إحدى معسكرات اللجوء داخل المجر.
ويتخذ حزب رئيس الوزراء أوروبان اليميني الحاكم، وهو حزب معاد للأجانب بصورة عامة والمسلمين بصورة خاصة، مواقف متشددة تجاه المهاجرين، خاصة وأن دول شرق أوروبا تطمح لسد احتياجات دول أوروبا الغربية من اليد العاملة بدل الاعتماد على اللاجئين القادمين من خارجها. ويعد ضعف وجود منظمات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان على الساحة المجرية سببًا في المعاملة السيئة التي يلقاها اللاجئون. ولا يمكن التغاضي عن ضعف الاقتصاد المجري في مواجهة موجات اللاجئين. ويمضي «ن. س» في وصف معاناته ومجموعة اللاجئين التي رافقها بالقول إنهم لم يرتاحوا «إلا بعد أن دخلوا النمسا»، مشيرا إلى المعاملة الطيبة والاحترام من قبل الشرطة والمتطوعين وفرق الصليب الأحمر، حيث يسارع الجميع لتقديم المساعدات الإنسانية، بما فيها تذاكر سفر مجانية إلى ألمانيا. لكن مشكلة جديدة اعترضته في ألمانيا التي باتت تشدد المراقبة على الحدود، وتسمح بالعبور لحاملي الجوازات فقط، وهو أمر يفتقر له الكثير من اللاجئين.
ولم تنته رحلة «ن. س» بعد، فقد ركب القطار المتجه إلى ألمانيا، وهي وجهته منذ بداية رحلته، ليقطع بذلك رحلة دامت ثلاثة أسابيع وكلفته 7800 دولار، لكن ما كلفته من العناء والتعب والتعرض للخطر لا يقدر بثمن، على حد قوله. أما السوري «ك. م»، فروى قصته وهو يحمل ابنته ذات السبعة أشهر في إحدى زوايا محطة القطارات الرئيسية في العاصمة النمساوية فيينا، وقال: «أنا كردي سوري من سكان كوباني، ولا يخفى عن الجميع ما حل بنا من خراب ودمار. لقد كنا بين نارين، (داعش) من جهة وقصف قوات النظام من جهة أخرى. لذلك قررنا أنا وزوجتي وأطفالي الأربعة الرحيل إلى المجهول، آملين أن ينصفنا المستقبل في بناء حياة جديدة بعيدًا عن ويلات الحرب والطائفية. وفي طريقنا إلى كردستان العراق، تعرضنا للقصف، وكنا مجموعة كبيرة من العوائل والشباب. استطعت أنا وأطفالي أن ننجو بأعجوبة من الموت الذي طال العشرات، لكنني لم أجد زوجتي ولم أستطع أن أطيل البحث عنها خوفا على أطفالي».
وتوقف «ك. م» عن الكلام برهة، والدموع تملأ عينيه وهو يستعيد مشهد الموت وكيف استطاع إنقاذ أطفاله الأربعة متجها معهم إلى المجهول. ثم استدرك حديثه: «وصلت إلى كردستان العراق ولم يكن أمامي سوى الانتظار، بقيت هناك شهرين لأجمع شتات ما بقي من عائلتي وأتوقف متجها إلى تركيا، نقطة الانطلاق إلى أوروبا. وخلال مدة إقامتي، لم أتصل بأهل زوجتي لأن علاقتي معهم كانت مقطوعة لسنوات كثيرة.. لكن وبطريق الصدفة، التقيت بأحد الأصدقاء في تركيا، لديه علاقة وثيقة بهم، واستغربت من دهشته لرؤيتي. أحسست لوهلة أن الدم تجمد في عروقه وهو ينظر إلي، وبعد دقائق تبدل المشهد لتعتريني الصدمة الممزوجة بفرحة كادت تفقدني صوابي بعد أن علمت أن زوجتي على قيد الحياة، وأنها نجت بأعجوبة لتتجه إلى تركيا بعد أن اعتقدت بأنها خسرت أطفالها وزوجها في الحادث. المشكلة أنني كنت قد اتفقت مع أحد المهربين وهو سوري الجنسية على السفر إلى السويد، وقد دفعت جزءًا من المبلغ لذلك، ولم أستطع التراجع وقد خاطرت بحياة أطفالي الأربعة للوصول إلى زوجتي».
من جانبه، قال متحدث باسم الخارجية النمساوية لـ«الشرق الأوسط» إن «وزير الخارجية النمساوي، سباستيان كورتس، قدم في شهر أغسطس (آب) الماضي، خطة لمعالجة الأزمة شملت خمس نقاط. كان أولها محاربة (داعش)، كون ثلثي اللاجئين يأتون من مناطق تشهد عنف التنظيم الإرهابي. كما شدد الوزير على النقطة الثانية وهي ضرورة عمل الاتحاد الأوروبي على إنشاء مناطق آمنة وعازلة في مناطق النزاع، تتولى تقديم المساعدات الإنسانية للاجئين للحد من هجرتهم إلى أوروبا». وأضاف: «أما عن حماية الحدود الأوروبية، وخصوصا من جهة اليونان وإيطاليا وبلغاريا، فقد كانت النقطة الثالثة في خطة النمسا هي ضرورة بناء مراكز لاستقبال اللاجئين في هذه الدول، فضلا عن تشكيل فرق حماية مشتركة لتأمين حدودها». إلى ذلك، أكد كورتس في النقطة الرابعة على ضرورة مساعدة الشرطة في دول غرب البلقان، أما عن النقطة الخامسة المتعلقة بالتوزيع العادل للاجئين على دول الاتحاد الأوروبي، فقد أكد أنه لا تنازل من جهة النمسا أو ألمانيا عن هذا المطلب.
وكانت النقطة الخامسة سببا في إشعال فتيل الأزمة بين دول الاتحاد الأوروبي، حيث رفضت دول شرق أوروبا نظام الحصص بحجة الحفاظ على القيم الأوروبية، كما أكدت على عدم الرضوخ للسياسة الألمانية في إجبارها على استقبال اللاجئين. ويبقى ملف الهجرة الجماعية يثير الكثير من التساؤلات، علما أن أغلب المهاجرين هم من الشباب وهو ما يثير المخاوف من استغلال «داعش» لهذا الوضع وإخفاء مقاتليها بين الحشود القادمة إلى أوروبا. بالإضافة إلى الشكوك المثارة حول الاستعدادات غير المسبوقة في بعض الدول الأوروبية لاستقبال هذه الأعداد الكبيرة من المهاجرين، وخصوصا منهم السوريون، وهو ما ينذر، بحسب استطلاعات الرأي، بتغييرات في الملف السوري في الأشهر القادمة.

مصر_الرياض تساهم في تمويل بيع الـ'ميسترال' الفرنسية إلى مصر

وكالات: أكدت مصادر فرنسية مطلعة وجود مساهمة سعودية "مهمة" في تمويل صفقة حاملتي الطائرات المروحية من طراز "ميسترال" التي ستشتريهما مصر من فرنسا، في خطوة تدحض الأنباء التي تروجها بعض الجهات عن خلافات سعودية مصرية إزاء عدد من قضايا المنطقة. واتفق، الأربعاء، الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مع نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند خلال اتصال هاتفي، على "مبادئ وشروط" بيع الحاملتين لمصر. ووصفت المصادر لصحيفة"أكسبرس" الفرنسية مساهمة الرياض للصفقة بـ"أنها ستكون كبيرة". وتبلغ قيمة صفقة الـ"الميسترال" نحو 950 مليون يورو (1.06 مليار دولار)، وكانت متجهة سابقا إلى موسكو إلا أن باريس قررت إلغاءها في أغسطس الماضي بسبب خلافات بين البلدين حول أزمة أوكرانيا.وذكر مصدر في وزارة الدفاع الفرنسية أن نقل السفينتين إلى مصر يمكن أن يحصل في مارس من عام 2016، بعد أن تنهي الطواقم المصرية تدريباتها.  تعتبر هذه الصفقة مهمة جدا بالنسبة إلى مصر باعتبار التحديات التي تواجهها خاصة حيال تأمين قناة السويس التي تم تدشين فرع جديد لها في أغسطس الماضي.
 وهذه ليس الصفقة الأولى بين فرنسا ومصر التي تشارك في تمويلها دول خليجية، فسبق وأن قامت المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة بتمويل صفقة لمعدات عسكرية من ضمنها طائرات "رافال" التي تسلمتها القاهرة في فبراير الماضي. واعتبرت مساهمة السعودية في تمويل صفقة حاملتي الطائرات تأكيدا جديدا على استمرار دعم الرياض ودول الخليج عامة للقاهرة باعتبار أن الأمن المصري وكما أكدت قادة هذه الدول "جزء لا يتجزأ من أمن الخليج والعكس صحيح". ويرى محللون أن الدعم السعودي هو أفضل رد على الأنباء التي ما فتئت تروجها بعض الجهات ومن بينهم التنظيم الدولي للإخوان المسلمين بوجود خلافات مصرية سعودية خاصة حيال اليمن وسوريا. وجدير بالذكر أن وسائل إعلام إخوانية ركزت خلال الفترة الماضية على وجود مثل هذه الخلافات، في سياق الحرب الإعلامية التي يشنها التنظيم على النظام المصري. ويقول خبراء إن ما تحاول جماعة الإخوان القيام به من سعي لإحداث شرخ في العلاقة بين دول الخليج والسعودية خاصة مع مصر لن يكون مآله النجاح، فـ"علاقات الدول لا تبنيها العواطف وإنما منطق المصالح". وهناك مصالح مشتركة كبيرة بين القاهرة والرياض، لا يمكن لأحد المساس بها في ظل الظرف الدقيق الذي تمر به المنطقة، نتيجة الصراعات التي تشهدها بعض الدول وتمدد الجماعات الإرهابية ومساعي إيران التوسعية.

العراق_الموصل بلا مسيحيين للمرة الأولى منذ ألفي سنة

العرب اللندنية: لا يجد سامر الشيخ، معلم اللغة السريانية، بُدّا من التمسّك ببارقة أمل وإن كانت ضئيلة في العودة مجددا إلى منزله، الذي تركه قسرا في مدينة الموصل، بينما يمضي حياته مستسلما لتفاصيل عمليات النزوح اليومية التي أجبر عليها هو والآلاف من المسحيين منذ أن دخل تنظيم الدولة الإسلامية مدينته. ظنّ سامر، في بداية الأمر، أن ما يجري وما حصل له وللموصل، مجرد انفلاتة أمنية عابرة، سرعان ما ستعود قوات الأمن العراقية لشطبها من شوارع المدينة ليتمكن من العودة إلى مدرسته وطلابه في منطقة الدواسة، تماما مثلما كان يحدث باستمرار منذ انهيار النظام العراقي في 2003، لكن الحال اختلفت هذه المرة، والانفلاتة الأمنية طالت، بل وتحوّلت إلى سيطرة ذلك التنظيم الدخيل على المدينة، مما أدّى إلى تهجير أهلها واستئصال جذورها وشواهد تاريخ جزئها المسيحي وحاضره؛ بينما تحوّلت كنائسها إلى حطام أو إلى محاكم شرعية أو سجون لمعارضي داعش بعد أن انتزعت منها الصلبان والرسوم والنقوش.
يسترجع سامر بحزن ذكرى سيطرة داعش على مدينته في العاشر من يونيو 2014، وكيف اشترط التنظيم على المسيحيين إما "اعتناق الإسلام" وإما "عهد الذمة"، أي دفع الجزية، و"إن أبوا ذلك فليس لهم إلا السيف" أو "ترك المدينة وما يملكونه". وازداد الوضع سوءا بعد ذلك، حين عاد داعش في شهر يوليو وأمهل المسيحيين بضع ساعات لمغادرة مدينتهم وإلا سيكون مصيرهم القتل، ما أجبر معظمهم على الفرار إلى كردستان العراق. يقول سامر، متحدّثا بلهجة موصلية نقية، عن مأساته، التي هي مأساة آلاف العراقيين من مختلف الديانات والطوائف “لم يكد يمر أسبوع على تركي للمنزل حتى أقدم عناصر من داعش على رسم حرف النون باللون الأحمر على جداره وباعوا أثاثنا وباقي مستلزمات المنزل في سوق الغنائم". وحدث هذا مع جميع منازل المسيحيين. هكذا، أصبحت نينوى، وللمرة الأولى منذ ألفي سنة خالية تماما من المسيحيين، ولم تعد تقرع فيها نواقيس الكنائس. وهو ما ذكره صراحة بطريرك الكلدان في العراق والعالم لويس ساكو بقوله "لأول مرة في تاريخ العراق الموصل فارغة الآن من المسيحيين".
مخطط قديم
لكن، كيف تمكّن تنظيم الدولة الإسلامية في عام واحد، من إفراغ الموصل من مكوّنها الرئيسي، المتجذّر فيها منذ ألفي عام؟ يجيب سامر على هذا التساؤل مؤكّدا أن عمر الاعتداءات على المسيحيين وأملاكهم، يمتدّ إلى ما قبل 10 يونيو 2014، إذ كان لتنظيم داعش ومنذ تشكيله في أكتوبر 2006 أذرع عبثت بالعقارات في نينوى ولاسيما التي تعود ملكيتها إلى مسيحيين مغتربين. يؤكد ذلك أحمد فتحي، محامي العقارات المتخصص، الذي بيّن أن نقل ملكية العقارات كان يتم بواسطة محكمة بداءة الموصل بسبب توقف نقل الملكية في دائرة التسجيل العقاري في الجانب الأيسر لمدينة الموصل حيث تقطن أغلبية الأقليات، وبينها المسيحيون. وهذا بعد أن قتل التنظيم مديرين متتالين لهـذه الدائرة مـع ثلاثة موظفين وهـدد بالقتـل البـاقين فـي حـال روجوا معـاملات نقـل الملكية. ولخص دعوى التمليك واصفا إياها بالصورية من خلال توجيه المشتري المفترض إنذارا إلى البائع على أساس أنه مجهول محل الإقامة ويتم نشر تبليغ بذلك بواسطة جريدة محلية، ومن ثم تنظر المحكمة في الدعوى بوجود طرف واحد فقط، ويصدر القرار غيابيا بحق الطرف الآخر، وهو غالبا ما يكون من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية. وفي عام 2013 عاد التنظيم ليمنع بيع وشراء أي عقار تعود ملكيته إلى مسيحيين باعتباره من ضمن أملاك الدولة الإسلامية، وكانت تلك رسالة لم تفك الجهات الأمنية شفرتها بأن داعش كان يستعد للسيطرة على الموصل ومحيطها. وبعد احتلاله الموصل في العاشر من يونيو 2014 ألحق التنظيم عقارات المسيحيين بما يسمى "بيت المال" ووضع إشارة حرف "نون" على جدرانها، وهو الحرف الأول من كلمة "نصراني". كما أن أراضي تعود ملكيتها منذ القدم إلى عائلات مسيحية في منطقة حاوي كنيسة، على الضفة اليمنى لنهر دجلة في الموصل، تحوّلت خلال سنة واحدة من عمر خلافة داعش إلى مساكن عشوائية.
عدد المسيحيين المهجرين يتصاعد
منذ الغزو الأميركي للعراق أخذ عدد مسيحيي العراق يتناقص يوما بعد يوم، وبينما قدّر عددهم بحوالي 1.4 مليون عام 1987، لم يبق منهم اليوم سوى 400 ألف مسيحي منتشرين في بعض المحافظات، وأغلبهم نازحون من الموصل التي فقدت كل مكوّنها المسيحي. ويقدّر أنور متي هداية، رئيس الهيئة التنفيذية لحركة تجمع السريان وعضو مجلس محافظة نينوى، عدد المسيحيين الذين فرّوا من نينوى، في الفترة الأخيرة، بـ120 ألف مسيحي عراقي، تركوا كل شيء خلفهم ورحلوا إلى أماكن نزوح تؤويهـم داخل العراق وخارجه، بعد دخول داعش إلى مناطقهم. وبيّن هداية أن الكثير من المسيحيين اضطروا إلى النزوح مرتّين، النزوح الأول حدث في العاشر من يونيو 2014 إلى بلدات قرقوش وكرمليس وبرطلة وتلكيف بعد سيطرة داعش على مدينة الموصل، والنزوح الثاني حدث مع سكان تلك البلدات بعد اجتياحها من قبل داعش في السادس من أغسطس 2014 وقصدوا محافظات إقليم كردستان؛ أربيل والسليمانية ودهوك، وبعضهم سلك طريقه إلى خارج العراق. وحتى تستعيد الموصل مسيحييها، اشترط ممثل كوتا المسيحيين في مجلس محافظة نينوى توفير منطقة آمنة بضمانات دولية، والأهم من ذلك إصلاح القضاء العراقي وتخليص العملية السياسية من النفس والمحاصصة الطائفيتين. ولفت هداية إلى نقطة مهمة، وهي نتيجة ما يجري، التي لن تعود سلبا على المسيحيين فقط، بل على كلّ سكان الموصل، بمختلف طوائفهم وانتماءاتهم، وذلك لأن المسيحيين حضورهم كبير وفاعل في مختلف مجالات الحياة الثقافية والعلمية والاقتصادية والسياسية.
أمل في العودة
سامر مثل أفراد 1154 عائلة مسيحية نزحت من الموصل في يونيو 2014 لا يستطيع أن يصدق أبدا أنه فقد مدينته وأن عليه أن يفكر جديا في التأسيس في مكان آخر، فهؤلاء جميعا رفضوا لسنوات طويلة الالتحاق بقافلة الهجرة المسيحية الطويلة من الموصل بدءا من عام 2003، وقرروا التمسك بجذورهم الممتدة لألفي سنة وجاء داعش ليضع بالسيف حدا لذلك. يدرك سامر جيدا أن طريق عودته إلى الموصل ليست سالكة وأن صفحة الوجود المسيحي في هذه المدينة التي كانت لهم بالكامل ذات يوم تكاد تطوى إلى الأبد خصوصا بعد تراخي حكومة بغداد عن استعادتها واقتصار التدخل الدولي على قصف غير فعال وامتداد خط الهجرة للمسيحيين اليائسين ليبلغ منافي نهائية في أوروبا وأميركا وأستراليا. لكنه يبقي على خيط الأمل الرفيع بإدمان ملاحقة الأخبار وإشعال شموع كنسية وهو يدعو من صميم قلبه أن تقبض أسماعه مرة أخرى على دقات نواقيس موصلية وكل كنائس الموصل كما كان يحدث منذ ألفي سنة.

المانيا_هل غيرت الحكومة الألمانية سياستها تجاه سوريا؟

دويتشه فيله: تحدثت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل مؤخراً عن ضرورة إشراك الرئيس السوري بشار الأسد في أي مفاوضات بغية إنهاء النزاع المستمر منذ أكثر من أربع سنوات. فهل تعتبر هذه التصريحات تحولاً في مواقف برلين؟ دعت الحكومة الألمانية باستمرار وفي أكثر من مناسبة إلى تنحي الرئيس السوري بشار الأسد عن منصبه. غير أن برلين بدأت وبشكل بطيء تتخلى عن هذا الموقف بسبب الحركة المستمرة لنزوح اللاجئين نحو أوروبا، وبشكل خاص نحو ألمانيا، إضافة إلى الهجمات الإرهابية التي تقوم بها الميليشيات الإرهابية لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). ففي فصل الربيع الماضي، قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير في مقابلة صحفية إن "المحادثات مع القيادة السورية ليست مستبعدة".
"الحرب ليست ضمانة لتحقيق السلام"
لكن صورة موقف الحكومة الألمانية أصبحت مع الوقت تتضح أكثر. وفي هذا الصدد، قال توماس أوبرمان، زعيم الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي الديمقراطي الخميس (24 سبتمبر/ أيلول 2015) في مقر البرلمان الألماني (بوندستاغ): "رغم صعوبة الأمر، يجب التحدث مع جميع من من شأنه أن يساعد على ضمان إيجاد حل لهذا الصراع." وأضاف السياسي الألماني: "نحن نعلم أن الحرب لا يمكن أن تضمن التوصل إلى السلام". غير أن الأسد ـ حسب أوبرمان ـ "لن يستمر في لعب دور سياسي في سوريا مستقبلاً"، إلا أن إشراكه "ضروري لإيجاد حل للصراع". وفي الوقت ذاته، تعتبر الحكومة الألمانية أن من الأهمية إشراك القوى الإقليمية الأخرى في عملية الانتقال السياسي بسوريا، كروسيا وإيران والسعودية وتركيا.
"الهدف هو إطلاق حوار وطني بين أطراف الصراع"
من جانبها، تسعى الأمم المتحدة في الوقت الحالي إلى ايجاد قنوات لحوار داخلي في سوريا بين النظام والجماعات المعارضة للأسد. وبالنسبة للحكومة الألمانية، التي لا تزال تعول على إيجاد حل سياسي، فمسؤولية تنفيذ هذا الحوار يجب أن تشرف عليه أربع مجموعات عمل. وتبقى المهمة الأساسية لمجموعات العمل الأربع تلك، كما شرحت متحدثة باسم وزارة الخارجية للصحفيين الأربعاء في العاصمة برلين: "جمع مختلف الفصائل في سوريا على طاولة الحوار للدخول في حوار وطني وإيجاد آلية تسمح لمختلف الأطراف بتعريف العملية الانتقالية وتحضيرها". كما تنص هذه الخطة على "جلوس ممثلي النظام السوري على طاولة المفاوضات"، حسب المتحدثة باسم وزارة الخارجية الألمانية. ولم تشر المتحدثة إلى أسماء الشخصيات التي يمكن أن تشارك في تلك المفاوضات. غير أنها لم تستبعد إجراء محادثات "مع ممثلي النظام السوري"، دون تحديد الأسماء التي يمكن أن تشارك في المفاوضات. فالحكومة الألمانية "لا تزال مقتنعة أن الأسد هو جزء من المشكلة، وأن النظام السوري مسؤول بشكل كبير عن نزوح السوريين إلى الخارج". لكن ممثلي النظام السوري يجلسون في الوقت الحالي إلى طاولة المفاوضات مع باقي الأطراف في المحافل الدولية. وحتى في ألمانيا، فلا يزال لنظام بشار الأسد ممثل دبلوماسي رغم طرد السفير من البلاد منذ مدة.
ميركل: "المحادثات يجب أن تشمل الأسد"
أما المستشارة أنغيلا ميركل، فقد قالت إثر قمة أوروبية طارئة في العاصمة البلجيكية بروكسل: "علينا أن نتحدث مع الفرقاء المختلفين، وهذا يشمل الأسد". وبسبب الانتقادات التي واجهتها تصريحات ميركل من المعارضة، حاولت أصوات من الحكومة التقليل من أهمية تصريحات ميركل بالقول إن "ضرورة الحديث مع مع الرئيس السوري بشار الأسد ليس خبراً جديداً". لكن المشكلة الرئيسية هي جمع كل القوى على طاولة واحدة لإجراء مفاوضات السلام". وفي هذا الصدد، تقول كيرستين هيلبرغ، الخبيرة الألمانية في شؤون الشرق الأوسط، إن "نظام الأسد كان منذ عام 2012 جزءاً من المفاوضات، وما قالته المستشارة ميركل ليس جديداً". وأضافت هيلبرغ أن ستيفان دي مستورا، المبعوث الخاص للامم المتحدة إلى سوريا، أجرى عدة مفاوضات مع بشار الأسد بالنيابة عن المجتمع الدولي. من جهتها، رحبت دمشق بهذا التطور، إذ أعلنت المستشارة السياسية لبشار الأسد، بثينة شعبان، أن "الوضع في سوريا يتجه نحو مزيد من الانفراج"، مشيرة إلى "تراجع في المواقف الغربية". وفي مطلع الأسبوع المقبل، سيحتضن مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك محادثات بشأن الأزمة السياسية والنزاع العسكري في سوريا. وستتميز المحادثات باللقاء الذي سيجمع بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يقوم بتحركات واسعة بشأن الملف السوري، مع نظيره الأمريكي باراك أوباما، على هامش الاجتماع السنوي للجمعية العامة للامم المتحدة - في لقاء هو الأول منذ سنتين. وقال مسؤولون في البيت الأبيض إن الرئيس أوباما سيطلب من نظيره الروسي توضيح دور الوجود العسكري لبلاده في سوريا ومدى مساهمته في هزيمة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

السودان_المهدي: تجزئة الحوار الوطني تكرس حكم البشير

وكالات: وجه زعيم حزب الأمة الصادق المهدي، بمناسبة عيد الأضحى، جملة من الرسائل خص بها أساسا الرئيس السوداني عمر حسن البشير، قائلا له في إحداها "إن أمامك فرصة تاريخية اليوم لرسم خارطة طريق لتحول ديمقراطي حقيقي في السودان". وانتقد المهدي سياسة التجزئة التي اعتمدها نظام البشير بخصوص الحوار الوطني، التي من المفترض أن يبني عليها ما قال إنه "فرصة تاريخية". واعتبر أن "النظام بهذا الأسلوب يجعل نفسه عمدة الحوار ليبرم اتفاقيات ثنائية تحافظ للنظام على ثوابته". وقامت الحكومة السودانية برسم مسار للحوار الوطني الذي دعا إليه البشير في يناير من العام الماضي، يقضي بتولي آلية (7+7) مهمة التحاور مع قوى المعارضة السياسية، وبقاء الحوار مع الجماعات الدارفورية المسلحة ضمن منبر الدوحة، أما الحوار مع الحركة الشعبية شمال فيبقى خاضعا لقرار مجلس الأمن 2046. وفي بادرة منه أعلن الرئيس السوداني، الثلاثاء الماضي، عن وقف لإطلاق النار في مناطق النزاع لمدة شهرين، لتهيئة الأرضية لبدء الحوار، وقد رأت معظم أطياف المعارضة بشقيها المسلح والسياسي أن هذه الخطوة ليست إلا لتسويق صورة مشرقة له في الخارج، في المقابل باركها الصادق المهدي.
وقال المهدي الذي يتولى أيضا إمامة طائفة الأنصار للبشير "أمامك فرصة لدخول التاريخ من أوسع أبوابه وترسم معنا خريطة طريق لسلام عادل شامل وتحول ديمقراطي كامل، بأسلوب لا يعزل أحدا ولا يهيمن عليه أحد”. وأضاف "تجاوب أيها الأخ مع الفرصة التاريخية ونحن نضمن لك الوفاء بالتزاماتنا". ويستبعد محللون سودانييون أن يلبي الرئيس السوداني دعوات المهدي، لافتين إلى أن قيام النظام بتجزئة الحوار على ثلاثة منابر رغم أن القضايا واحدة يعكس غياب إرادة حقيقية لإحداث تحول نوعي على مستوى العلاقة مع المعارضة. ويقول محللون إن أسلوب التجزئة ليس بجديد على النظام، فلطالما عمل على ذلك في إدارته للقضايا في السودان وذلك لضرب صف المعارضة وتكريس هيمنته على مفاصل القرار. بالمقابل يرى البعض أن النظام لديه هذه المرة فعلا رغبة في طي صفحة أزماته مع المعارضة السياسية والمسلحة، بالنظر إلى وجود ضغوط دولية كبيرة عليه حيال ذلك، كما أن تردي الوضع الاقتصادي والاجتماعي عامل يدفعه إلى البحث عن تسوية سياسية.

امريكا_الإخفاقات تنهي مسيرة رئيس مجلس النواب الأميركي

وكالات: قرر رئيس مجلس النواب الأميركي جون بينر التنحي عن منصبه بعد خسارته لمجموعة من الرهانات السياسية أمام الحزب الديمقراطي ولعل أبرزها إخفاقه في عرقلة الاتفاق النووي مع إيران، بحسب وكالات الأنباء. وبحسب مصادر مقربة من بينر الداعم رقم واحد لإسرائيل في وجه عرب الشرق الأوسط، فإنه أعلن النبأ لأعضاء الكتلة الجمهورية خلال اجتماع مغلق في مبنى الكونغرس "الكابيتول". وكتب النائب الجمهوري بيل هويزينغا في تغريدة على حسابه في تويتر إن "رئيس المجلس باينر أعلن في اجتماع أنه سيستقيل من هذا المنصب ومن الكونغرس في نهاية أكتوبر المقبل”، كما أكد جون ميكا وهو  عضو في مجلس النواب الجمعة خلال مؤتمر صحفي خصص للغرض. وقال أحد مساعدي بينر المقربين رافضا الكشف عن اسمه "إنه فخور بأن هذه الغالبية ورئاسته للمجلس نجحتا، لكن من أجل مصلحة الكتلة الجمهورية والمؤسسة، سيستقيل من رئاسة المجلس ويتخلى عن مقعده أيضا".
 وجاء إعلان الاستقالة بعد يوم واحد من اجتماعه مع البابا فرانسيس خلال زيارته التاريخية للولايات المتحدة وإلقائه خطابا في مجلس النواب الأميركي. وزاد بينر النائب عن ولاية أوهايو من انتقادات الجناح المحافظ الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه للاتفاق النووي مع إيران وخاصة حينما أصدر بيانا شديد اللهجة قال فيه إن الاتفاق سيشعل على الأرجح سباق تسلح نووي دولي. كما تعرض طيلة الفترة الماضية لضغوط شديدة نظرا لمقترحات عدة أعضاء في الحزب الجمهوري بضرورة إغلاق جهات حكومية بسبب خطة التمويل الفيدرالي في مشروع قانون العام المالي المقبل. ويطالب المحافظون في المجتمع الانتخابي الأميركي بانتهاج سياسة المواجهة والتخلي عن سياسة الحلول الوسط في التجاذبات مع الحزب الديمقراطي المنتمي إليه الرئيس باراك أوباما والتي يعتبرونها ضعفا. ويرى هذا السياسي الأميركي البالغ من العمر 65 عاما أن المهمة الأولى لمن يتولى منصب رئاسة مجلس النواب تكمن في حماية هذه المؤسسة وأن أي خلافات ونزاعات سوف تتسبب في أضرار بالغة. وتولى بينر منذ 2007 زعامة الأقلية الجمهورية في مجلس النواب وبعد حصول الحزب على الأغلبية في نوفمبر 2010 أصبح في يناير 2011 رئيسا للمجلس واختير رئيسا له لولاية ثانية تستمر عامين في 2013. وكثيرا ما يعجز بينر عن حصر دموعه كلما تحدث عن الحلم الأميركي الذي عاشه هو بنفسه. والحلم الأميركي فكرة مرسخة في وثيقة إعلان الاستقلال الأميركي وهي أن "كل الناس خلقوا متساوين وأن هناك حقوقا غير قابلة للتغيير" وتشمل "حق الحياة والحرية والسعي وراء تحقيق السعادة".