السبت، 8 أغسطس 2015

امريكا_واشنطن تجدد تأكيد عزمها على إقفال سجن غوانتانامو

وكالات: جددت الولايات المتحدة التأكيد، الخميس، على عزمها اتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل إقفال سجن غوانتانامو العسكري بـ "شكل مسؤول"، وذلك ردا على تقرير من منظمة الدول الأميركية. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية فضل عدم الكشف عن هويته: "نتخذ جميع الإجراءات اللازمة من أجل تقليص عدد المعتقلين في غوانتانامو وإغلاق مركز الاعتقال بشكل مسؤول يتيح حماية أمننا القومي". وأكد أن ستة معتقلين نقلوا من سجن غوانتانامو منذ مارس، وأن ملفين آخرين هما قيد الدرس مع إمكانية إعادة تقييمهما. وأضاف: "كما أوضح الرئيس باراك أوباما مرات عدة، فإن هذه الإدارة عازمة على إغلاق مركز غوانتانامو". وكان قسم حقوق الإنسان في منظمة الدول الأميركية قد دعا، الأربعاء، الولايات المتحدة إلى إقفال السجن العسكري وإحالة المعتقلين أمام المحاكم الفدرالية.

اليمن_رئيس الصليب الأحمر الدولي بصنعاء لتقييم الوضع الإنساني

فرانس برسبدأ رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، اليوم السبت، زيارة إلى اليمن تستمر ثلاثة أيام لتقييم الوضع الإنساني المتدهور. ووصل بيتر ماور إلى صنعاء، التي يسيطر عليها الانقلابيون الحوثيون الذين استقبلوه في المطار، بحسب مراسل وكالة "فرانس برس". وسيجري ماور محادثات مع قادة الحوثيين وحزب الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح. وقالت منظمة الصليب الأحمر، في بيان قبيل الزيارة، إن زيارة ماور ستتمحور حول "الوضع الإنساني الصعب" في اليمن، مشيرةً إلى أنه سيجري محادثات مع "مسؤولين كبار" لم تسمهم. وأدت أكثر من أربعة أشهر من المعارك الشرسة في اليمن بين الانقلابيين من جهة، والموالين للشريعة من جهة أخرى، إلى إلحاق الدمار بالدولة الفقيرة.
وتقول الأمم المتحدة إن نحو 4000 شخص، نصفهم من المدنيين قُتِلوا، و80% من السكان البالغ عددهم 21 مليون نسمة بحاجة لمساعدة وحماية. ومن جهته، يقول الصليب الأحمر إن 1.3 مليون يمني أُجبِروا على النزوح بسبب النزاع. وقال ماور في بيان قبيل زيارته إن "الكلفة الإنسانية لهذا النزاع لم توفر أي أسرة في اليمن حاليا"، مضيفاً أن "ما يقلقنا بشكل خاص هو الهجمات على المنشآت الطبية وموظفيها. إضافة إلى ذلك، يجب تسهيل عمليات تسليم الغذاء والماء والدواء وليس عرقلتها". ولم يتضح ما إذا كان ماور سيتوجه الى مدينة عدن المحررة من ميليشيات الانقلابيين.

كردستان_بين التمديد والنظام البرلماني.. رياح التغيير تهب على كردستان العراق

وكالات: تشهد أروقة السياسة في إقليم شمال العراق، جدلا ونقاشا منذ أسابيع، حول إمكانية تجديد ولاية رئيس الإقليم مسعود بارزاني، التي تنتهي في 19 آب/ أغسطس الجاري، وكذلك تغيير النظام الرئاسي إلى برلماني. وقال النائب عن حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، عبد الباري زيباري، في تصريح صحافي، إن "موقف حزبه لم يتغير إزاء شكل رئاسة الإقليم وتجديد الولاية لبارزاني، والذي يتمثل في ضرورة تحويل نظام الحكم إلى برلماني، وأن يكون برلمان الإقليم صاحب القرار، على غرار عمل مجلس النواب في بغداد، إضافة إلى تحديد صلاحيات رئيس الإقليم". واعتبر زيباري أنه "في حال جرى الالتزام بتحويل النظام وتحديد صلاحية الرئيس، فإنه من الممكن الوصول إلى حلول جذرية في المستقبل، مع الحزب الديمقراطي الحاكم في أربيل". وبين أن "هناك لقاءات مستمرة مع الأحزاب الرئيسية، بهدف التوصل إلى تفاهمات مشتركة، ضمن مطالب أحزاب، الاتحاد الوطني، وحركة التغيير، والاتحاد الإسلامي، والجماعة الإسلامية، الذين يشتركون معنا في تحقيق مطالب الاتحاد الوطني"، مؤكداً في الوقت ذاته أنه "إذا لم تتوصل الأحزاب الخمسة إلى قرار قبل نهاية حكم بارزاني، فإن الإقليم سيدخل في فراغ إداري وقانوني".
وتوقع زيباري أن "تتمكن الأطراف السياسية، من التوصل إلى اتفاق خلال الساعات الأخيرة التي تسبق الموعد النهائي"، مشيراً إلى أن "السجالات السياسية ستستمر حتى ذلك الموعد لحين التوصل إلى تفاهمات مشتركة لإدارة الحكم في الإقليم". من جهته، رجح النائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني، ماجد شنكالي، إمكانية تجديد الولاية لبارزاني، "نظراً للمرحلة الحالية التي يعيشها العراق، من خلال وضع تفاهمات مشتركة بين الفرقاء السياسيين"، مشيراً إلى أنه "من غير المعقول أن يبقى الإقليم دون رئيس وحكومة، خصوصاً أن البلد يمر بأزمة أمنية واقتصادية، لا تسمح بوجود فراغ إداري في حكومة الإقليم". وبين شنكالي أن "حزبه لا يعارض تحويل نظام الحكم من رئاسي إلى برلماني، ولكن هناك مقترح تقدم به الحزب بأن يكون شكل نظام الحكم، نصف رئاسي ونصف برلماني"، فيما توقع أن تتوصل الأحزاب إلى قرار تمديد ولاية بارزاني عامين جديدين، الأسبوع المقبل".
وكان رئيس حكومة الإقليم نيجيرفان بارزاني، قال في تصريح صحافي، الخميس 6 آب/ أغسطس الجاري، إن "هناك الكثير من الأصوات الرافضة في الإعلام وفي برلمان الإقليم، لتمديد ولاية مسعود بارزاني للرئاسة، لكن عندما يحين وقت القرار، ينسى الناس خلافاتهم ويجمعون على ما هو صحيح وما يصب في مصلحة كردستان"، بحسب تعبيره، فيما أكد "ضرورة بقاء بارزاني في منصب رئاسة الإقليم في هذه المرحلة". وتولى مسعود بارزاني رئاسة الإقليم عام 2005، باختيار داخل البرلمان، وتم تجديد ولايته في انتخابات مباشرة جرت عام 2009، حصل فيها على 69% من أصوات الناخبين، وفي 2013، تم تجديد ولايته لمدة عامين، عقب خلافات بين الأحزاب الكردية حول إجراء استفتاء على مشروع دستور للإقليم.

فرنسا_الرهينة إيزابيل بريم تعود إلى فرنسا من اليمن

بي بي سي: عادت الرهينة الفرنسية، التي كانت مختطفة في اليمن منذ فبراير/ شباط، إلى بلادها بعد الإفراج عنها. وهبطت إيزابيل بريم، وعمرها 30 عاما، الجمعة في قاعدة فيلاكوبلي الجوية، وكان في استقبالها أفراد عائلتها والرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند. وقال وزير الخارجية، لوران فابيوس، إن فرنسا لم تدفع فدية، ولكنه نوه بالدور "الكبير" الذي لعبته عمان في ضمان الإفراج عن الرهينة. ولا تعرف الجهة التي اختطفتها.وقال والد إيزابيل، جون نوال، إنه في "غاية السعادة" لعودة ابنته. وقالت وكالة الأنباء العمانية إن عمان لعبت دورا في التفاوض للإفراج عنها مع جهات يمنية بطلب من الحكومة الفرنسية، دون أن تقدم تفاصيل أخرى.
وسبق لعمان التي لها حدود مع اليمن أن سهلت الإفراج عن مختطفين آخرين، بينهم الأمريكية كيسي كومز التي كانت محتجزة لدى المتمردين الحوثيين مطلع هذا العام. وكانت بريم تعمل مستشارة في مشروع من تمويل البنك الدولي في اليمن. واختطفت رفقة مترجمتها، شيرين مكاوي، وهما في طريقهما إلى العاصمة صنعاء يوم 24 فبراير/ شباط. وأفرج عن شيرين في مارس/ آذار. وقتل أكثر من 3 آلاف شخص منذ بدأت الحملة، التي تقودها السعودية، غاراتها الجوية في مارس/ آذار ضدة الحوثيين. وتقول منظمات الإغاثة إن الحصار، الذي عززته السعودية، على البلاد فاقم الأزمة الإنسانية، بعد شهور من النزاع المسلح. ويحتاج أكثر من 80 في المئة من سكان اليمن، البالغ عددهم 25 مليونا، اليوم إلى مساعدات. وتسبب القتال أيضا في دمار كبير للبنى التحتية، وفي ندرة الماء والطعام والدواء والوقود.

ليبيا_ليبيا تشارك في مهرجان موسيقى الصحراء بمصر

وكالات: من المقرر أن تشارك ليبيا في الدورة الأولى لمهرجان موسيقى الصحراء في الفترة بين 20 أغسطس وحتى 24 من الشهر نفسه. وتعتبر هذه التظاهرة أكبر وأضخم مهرجان موسيقي يقام في مصر يضم أكثر من 10 دول حيث سيجمع الفنون على مائدة واحدة تحت عنوان مهرجان "مصر الدولي الأول لموسيقى الصحراء". وسيجمع هذا المهرجان كل الموسيقى التراثية في الدول الذي يوجد بها صحاري كثيرة، وتمتاز بتقديم لون موسيقى تراثى مشهور ومميز على مستوى العالم.ويقام الحفل بمشاركة دولية عربية وأوربية وإفريقية من أبرز هذه الدول إلى جانب ليبيا، الجزائر، المغرب، موريتانيا، جامبيا، السودان، أريتريا، تونس، تسيكوسلوفاكيا والهند. ومن المتوقع أن يكرم المهرجان اسم الشاعر الكبير الراحل عبد الرحمن الأبنودى وإهداء أسرته درع المهرجان الذي تنتجه شركة سورس، ويقام برعاية وزارة الشباب والرياضة والهيئة العامة لتنشيط السياحة بمصر.

ليبيا_ليبيا: احتجاز مركب صيد مصري علي متنه 16 بحاراً

ليبيا المستقبل: ضبط القطاع الغربي لخفر السواحل التابع لرئاسة أركان القوات البحرية مساء أمس جرافة مصرية تقوم باعمال الصيد غير القانوني داخل المياه الإقليمية بدون إذن مسبق من السلطات الليبية. وحسبما أفادات وكالة الأنباء الليبية"وال" أفاد الناطق الرسمي باسم رئاسة أركان القوات البحرية العقيد "أيوب قاسم" أن الجرافة المسماة "أبو هناء"  دخلت على بعد أربعين ميلا شمال غرب زواره بمنطقة "أبو كماش" حيث تم اعتراضها والقبض عليها متلبسة بعملية الصيد غير القانوني . وأوضح "قاسم" أن الجرافة تحمل رقم (93) وميناء التسجيل الرشيد بالإسكندرية وعدد طاقمها "16" بحارا مصريا تم توجيها إلى قاعدة طرابلس البحرية وتسليمها إلى حرس قطاع السواحل لاتخاذ الإجراءات القانونية. وأكد انه قد تم إبلاغ النائب العام بالخصوص وجاري التحقيق مع طاقمها.

العراق_السيستاني يدعو العبادي لضرب 'المفسدين' بيد من حديد

وكالات: دعا المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني رئيس الوزراء حيدر العبادي للضرب "بيد من حديد" لكل المتورطين في الفساد بينما اندلعت احتجاجات جديدة ضد الحكومة في بغداد والبصرة. وخرج العراقيون -الذي نفد صبرهم من انقطاع الكهرباء في ظل درجات حرارة تصل إلى 50 درجة مئوية ومن الفساد المستمر على مدى أعوام- في مظاهرات ببغداد ومدن أخرى في الجنوب خلال الأسابيع القليلة الماضية. وحث السيستاني العبادي على فعل المزيد وخرج الآلاف الجمعة مجددا إلى الميادين الرئيسية. وأمر العبادي الشهر الماضي بتقليص أجور كبار المسؤولين وحصص الكهرباء المدعمة المخصصة لمنازلهم. وقال أحمد الصافي مساعد السيستاني في خطبة الجمعة "المطلوب ان يكون أكثر جرأة و شجاعة في خطواته الاصلاحية ولا يكتفي ببعض الخطوات الثانوية التي أعلن عنها مؤخرا." وأضاف "وسيدعمه (الشعب) و يسانده في تحقيق ذلك". لكن مثل هذه الاحتجاجات قد تعقد مساعي الحكومة في حشد التأييد لمعركتها من أجل طرد متشددي تنظيم الدولة الإسلامية من الأراضي التي يسيطرون عليها في شمال وغرب البلاد. 
وقال محتج يدعى منتظر حاتم (55 عاما) في البصرة الجمعة "ادعو إلى محاربة أي مسؤول فاسد... انهم اخطر من داعش (الدولة الإسلامية). انهم إرهابيون". وعادة ما يلقى مساعد للسيستاني خطب الجمعة نيابة عن رجل الدين المعتزل الذي ينظر له باعتباره صوتا عاقلا في البلد المنقسم بشدة. ودعا السيستاني -وهو رجل دين في الثمانينات من العمر يندر أن يتحدى أحد سلطته علنا- العبادي وهو شيعي معتدل أن يسعى للإصلاح بغض النظر عن الانتماء السياسي أو الطائفي. وعلى مدى أعوام جرى تقسيم المناصب الحكومية على أساس نظام تقاسم السلطة بين الطوائف لكن هذا النظام قوبل بانتقادات لأنه يطرح مرشحين غير أكفاء ويؤدي لسوء الإدارة والفساد. وقال الصافي إن على العبادي أن "يضرب بيد من حديد على من يعبث بأموال الشعب...وان يشير إلى من يعرقل مسيرة الاصلاح أيا كان و في أي موقع كان". وبعد انتهاء الخطبة بفترة قصيرة كتب العبادي في صفحته الرسمية على فيسبوك قائلا إنه ملتزم بتوجيهات السيستاني. وكتب قائلا "اتعهد بالإعلان عن خطة شاملة للإصلاح والعمل على تنفيذها وادعو القوى السياسية الى التعاون معي في تنفيذ برنامج الاصلاح". وازداد اعتماد العبادي -الذي سعى لتحقيق مصالحة بين الشيعة والسنة- على الفصائل الشيعية المدعومة من إيران للتصدي لهجمات تنظيم الدولة الإسلامية بعد إضعاف القوات الحكومية. وشاركت بعض الفصائل المسلحة في احتجاجات الجمعة وظهر بعض افرادها وهم يرتدون الملابس المدنية.

ليبيا_فيلم لمايكل باي عن أحداث قنصلية أمريكيا في بنغازي

وكالات: أصدرت شركة "باراماونت بيكتشرز" الأمريكية تريلر فيلم 13 Hours: The Secret Soldiers of Benghazi" والذي يخرجه الأمريكي، مايكل باي، وتدور أحداثه حول الهجوم على المجمع الدبلوماسي الأمريكي في مدينة بنغازي، قبل حوالي ثلاث سنوات. وكان أربعة أمريكيين، من بينهم السفير الأمريكي في ليبيا، كريس ستيفنز، قد لقوا مصرعهم بعد هجوم مسلحين على المجمع في 11 سبتمبر 2012.وكان آخر فيلم تقوم أحداثه على وقائع تاريخية يخرجه باي هو فيلم "بيرل هاربور - Pearl Harbor" في عام 2001، وتدور أحداثه حول هجوم اليابان على ميناء بيرل هاربور أثناء الحرب العالمية الثانية، وشارك في بطولته كل من بن أفليك، جوش هارتنت وكيت بيكينسيل. وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن التريلر تجنب أي ذكر لأحداث سياسية، وركز على الأحداث التي أدت إلى العنف والهجوم على المجمع الدبلوماسي. ويشارك في بطولة الفيلم، المنقول عن كتاب "13 ساعة" لميتشل زاكوف، أستاذ الصحافة بجامعة بوسطن، كل من جون كراسنسكي، جيمس بادج دال، ماكس مارتيني، توبي ستيفنز وبابلو شرايبر، ومن المقرر عرضه بدور السينما في 15 يناير 2016.

ليبيا_نيوز ويك: ثمة تحديات أمام إنهاء الصراع المسلح في ليبيا

أ ش أ: رأت مجلة "نيوز ويك" الأمريكية، أن هناك العديد من التحديات التي تقف حائلا أمام إنهاء الصراع المسلح في ليبيا، بعد مرور أربعة أعوام على الإطاحة بنظام معمر القذافي. وسلطت المجلة الضوء، في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني، على اعتزام الأمم المتحدة عقد جولة جديدة من المحادثات الليبية، يوم الاثنين المقبل، أملا في إقناع الأطراف المتنازعة بالموافقة على تشكيل حكومة وحدة وطنية وإنهاء أعمال العنف التي تجتاح البلد المنتج للنفط. ولفتت إلى أن "التحديات تتمثل في إحجام بعض أطراف النزاع، الشهر الماضي، عن المشاركة في التوقيع على اتفاق مبدئي ترعاه الأمم المتحدة بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية".
وأوضحت المجلة الأمريكية أنه "بموجب الخطة المطروحة سيتم تشكيل حكومة وفاق وطني تستمر لمدة عام واحد، إذ يتم تشكيل مجلس للوزراء مكون من رئيس للوزراء ونائبين له يتمتعان بسلطات تنفيذية، ويكون مجلس النواب هو الهيئة التشريعية في البلاد". ولفتت إلى بيان المبعوث الأممي لدى ليبيا برناردنيو "ليون" الذي أصدره أول أمس الخميس، والذي قال خلاله: "إن هناك تقدما كبيرا تم إحرازه حتى الآن في إطار عملية الحوار، وحث الأطراف الرئيسية على مضاعفة جهودها والاستمرار في العمل المشترك لتضييق فجوة الخلافات القائمة، والتوصل إلى أرضية مشتركة يمكن أن تشكّل الأساس لتسوية سلمية للنزاع السياسي والعسكري في ليبيا".

مالى_تحرير عدد من الرهائن وإجلاء 5 أجانب بعد هجوم بمالي

وكالات: أعلنت مصادر عسكرية مالية، ليل الجمعة السبت، تحرير عدد من الأشخاص الذين احتجزوا كرهائن، منذ صباح الجمعة، من قبل مجموعة مسلحة في سيفاري وسط مالي، كما تم إجلاء خمسة أجانب من المكان. وقال أحد المصادر: "لا يمكن أن نقول إن كل شيء قد انتهى، ولكن القوات المالية المنتشرة حول فندق بيبلوس الذي دخلت إليه مجموعة مسلحة الجمعة حررت عددا من الرهائن". وقال مصدر آخر إن تدخل القوات الخاصة المالية أتاح تحرير عدد كبير من الرهائن، وأضاف: "هناك خمسة أجانب تم نقلهم إلى باماكو"، لكنه لم يستطع تحديد جنسياتهم وكانت السفارة الروسية في باماكو قد قالت في وقت سابق إن التقارير التي أفادت بخطف ثلاثة طيارين روس في وسط مالي غير صحيحة. وكان متحدث باسم جيش مالي ومسؤول عسكري آخر قالا اليوم الجمعة إنه يعتقد أن ثلاثة طيارين روس خطفوا أثناء هجوم على فندق يستخدمه موظفو الأمم المتحدة.
وقال المتحدث باسم الجيش المالي سليمان مايجا في رسالة نصية "زاد العدد والآن بات هناك سبعة قتلى بينهم أربعة جنود ماليين واثنان من الإرهابيين وشخص أجنبي أبيض. يعتقد أن ثلاثة طيارين روس خطفوا" . وأكد شاهد عيان ومتحدث عسكري أن شخصا واحدا على الأقل قتل في هجوم شنه مسلحون مجهولون في وقت مبكر، اليوم الجمعة، على فندق في وسط مالي يرتاده أفراد من بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في الدولة الإفريقية. ويقع الفندق على الطريق إلى المطار في بلدة سيفاري. وقال الشاهد والمتحدث إن جثة القتيل شوهدت أمام المبنى. كما ذكر مصدر عسكري آخر أن شخصين قتلا. وقال المتحدث العسكري، سليمان ديمبيلي، في رسالة نصية، إنه من المعتقد أن الفندق ينزل به مواطنون من جنوب إفريقيا وفرنسا وأوكرانيا. وأضاف "(الجيش المالي) طوق المنطقة ويحاول دخول الفندق. ونشرت قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة التي تعرف باسم مينوسما في أعقاب سيطرة متطرفين على شمال مالي. وطردت عملية عسكرية قادتها فرنسا المقاتلين الإسلاميين من المدن والبلدات في شمال مالي، لكن فلولهم لا تزال تشن هجمات.

فلسطين_وفاة والد الرضيع الفلسطيني الذي قضى حرقا متأثرا بجراحه

فرانس برستوفي والد الرضيع الفلسطيني الذي قضى قبل أسبوع في حريق أضرمه مستوطنون متطرفون، سعد الدوابشة، متأثراً بجراحه في مستشفى إسرائيلي كان يعالج فيه، حسب ما أعلن مسؤول فلسطيني السبت. وأكدت العائلة وفاته. وقال المسؤول في السلطة الفلسطينية لشمال الضفة الغربية المحتلة حيث تقع قرية دوما التي تضم منزل عائلة الدوابشة، غسان دغلس، إن السلطات الفلسطينية والإسرائيلية على اتصال لتنظيم نقل جثمانه لتشييعه اليوم السبت. وذكر دغلس، المكلف بملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية، أن "سعد الدوابشة توفي وتجري استعدادات لتشييعه في نابلس، المدينة القريبة من دوما". وكان الرضيع الفلسطيني، علي الدوابشة، قتل حرقاً حين هاجم مستوطنون منزلين في قرية دوما وأشعلوا فيهما النار، بحسب مصادر فلسطينية وإسرائيلية. وأصيب في الهجوم والد الطفل سعد ووالدته رهام وشقيقه أحمد. وكان أطباء قد ذكروا أن الوالدة مصابة بحروق من الدرجة الثالثة على 90% من جسدها، والوالد مصاب على 80% من جسده والشقيق على 60% من جسده.

امريكا_أمريكا تختار الحليف الخطأ في المعركة ضد داعش

وكالات: عندما وافقت تركيا أخيرا على الانضمام للمساعي التي تقودها الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية، كان يفترض أن يجعل انضمامها المعركة ضد الجماعة المتطرفة أكثر حسما، لكن في غضون أيام لم يكن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يقصف قوات الدولة الإسلامية فحسب، لكن أيضا وبحماس أكبر المجموعة الوحيدة التي أظهرت قدرا من النجاح في احتوائها.. الأكراد. أخطأت الولايات المتحدة الحسابات، حين أشركت إردوغان. فزعيم تركيا المتقلب المحاط بالأعداء يبدي اهتماما بمحاربة داعش أقل بكثير من اهتمامه باستعادة سلطته في الداخل، لكن أجندة إردوغان الشخصية لا تسمح بتنفير شركاء الولايات المتحدة وإطالة أمد الصراع. والأولوية الأولى لواشنطن هنا، ينبغي أن تكون في الحفاظ على تحالفاتها البناءة مع الجماعات الكردية في المعركة ضد الدولة الإسلامية. ولابد لها أيضا أن تمنع تركيا من تقويض الهدف الاستراتيجي الرئيسي وهو هزيمة الجهاديين. ولذا ينبغي على المسؤولين الأمريكيين أن يتخذوا موقفا أقوى بكثير إزاء هجمات إردوغان على الأكراد. لكن أحد عوامل التعقيد يتمثل في أن كلا من أنقرة وواشنطن تصنف حزب العمال الكردستاني المستهدف من الهجمات التركية على أنه منظمة إرهابية.
منظمات لا يمكن تجاهلها
غير أن هناك منظمات كردية أخرى بوسع القادة الأمريكيين، بل وينبغي عليهم التواصل معها وطمأنتها علنا والعمل معها بشكل غير رسمي للحفاظ على تعاونها في مواجهة تنظيم داعش. أولى هذه المنظمات حزب الاتحاد الديمقراطي – وهو حركة سياسية كردية سورية- الذي يعتبر تنظيما مستقلا، رغم ارتباطه الأيديولوجي بحزب العمال الكردستاني، والذي لم يصنف كجماعة إرهابية بموجب القانون الأمريكي. وستوجه الدعوة قريبا لزعيمه صالح مسلم لزيارة واشنطن لإجراء مشاورات على مستوى رفيع مع مسؤولي الحكومة. وقد تظهر هذه الاجتماعات التزام واشنطن المستمر تجاه أكراد سوريا. ثانيها هو حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد في تركيا، والذي تزداد شعبيته لأنه يمثل تطلعات الغالبية العظمى من الأكراد في البلاد للتوصل لحل سلمي للصراع الأهلي الطويل، بالإضافة إلى الكثير من الاتراك الذين يريدون نظاما أكثر ديمقراطية وليبرالية في تركيا. وكان نجاح الحزب في الانتخابات العامة التي أجريت في يونيو حزيران هائلا، حين فاز بمقاعد في البرلمان للمرة الأولى. لكن الحكومة فتحت في الآونة الأخيرة تحقيقا في سجل زعيم الحزب صلاح الدين دمرداش في خطوة يقول منتقدون إن لها دوافع سياسية. وسيجتمع سفير واشنطن في تركيا مع دمرداش ليعبر عن دعم بلاده المستمر لإتمام عملية سلام.
إقليم كردستان
ثالثا.. تظل حكومة إقليم كردستان في شمال العراق الأهم من بين كل الفصائل الكردية. ومن غير المرجح أيضا أن تتخلى عن التحالف المناهض للدولة الإسلامية، نتيجة هجمات الأكراد وذلك نظرا لعلاقاتها الوثيقة بأنقرة والمعارضة الأيديولوجية لحزب العمال الكردستاني. لكن إذا تخلت حكومة الإقليم عن التحالف فقد تفقد القوات الأمريكية القدرة على الوصول لمنشآت حيوية تتعلق بالعمليات والتخطيط وجمع المعلومات. لذا ينبغي على المسؤولين الأمريكيين أن يؤكدوا لزعماء الأكراد التزام واشنطن بأمنهم. كما ينبغي أن يتفق الجانبان على نهج مشترك للضغط على إردوغان لإنهاء حملته على حزب العمال الكردستاني.
طموحات أردوغان
وينبغي أن تكون من أولويات المسؤولين الأمريكيين، إزالة ما يدفع إردوغان لمهاجمة حزب العمال الكردستاني.. ألا وهو البقاء السياسي. وفي يونيو حزيران، ألحق الناخبون الأتراك بإردوغان هزيمة ساحقة. فقد فشل حزبه العدالة والتنمية -بعد 12 عاما من الحكم منفردا- في تحقيق ولو أغلبية بسيطة حتى في البرلمان. ومنذ ذلك الحين يبحث إردوغان عن حجة تتيح له الدعوة لانتخابات مبكرة واستمالة الناخبين الذين تخلوا عنه. وقدمت الحرب الفرصة المثلى. قال إردوغان للأمة، إن تركيا تحت حصار وإن أعداءها مصطفون. واتخذ هيئة الزعيم الوحيد القادر على حماية شعبه. كما قدم نفسه باعتباره لاعبا مهما يحظى بالاحترام على الساحة العالمية بعد التوصل لاتفاق مع الولايات المتحدة والحصول على دعم حلف شمال الأطلسي لحربه. وبحرمان حملة إردوغان من أي شرعية دولية، يمكن للولايات المتحدة أن تبدأ في تقليص المنافع السياسية التي يسعى لتحقيقها. وقد يعني هذا أن يشكك المسؤولون الأمريكيون علنا في هجوم تركيا على حزب العمال الكردستاني ويسلطوا الضوء على كيف يعرض ذلك مهمة التصدي للدولة الإسلامية -ومن ثم حياة الأتراك- للخطر. وينبغي أن تكون الولايات المتحدة مستعدة لأن تتخذ خطوة أخرى، وتتحدث صراحة عن الكثير من بواعث القلق التي شابت العلاقات التركية الأمريكية خلال فترة حكم إردوغان.
تعامي واشنطن
وتتجاهل واشنطن بشكل مستمر قائمة متنامية بأخطاء إردوغان السياسية والاستراتيجية -بما في ذلك سجن صحفيين في الداخل ودعم متطرفين في سوريا- على أمل أن يرقى إلى مستوى الحدث عندما تحتاجه بالفعل. ولم تكن هناك حاجة أكبر من الحرب على الدولة الإسلامية. لكن إردوغان بعد أن أبدى عزوفا عن الانضمام للقتال على مدى عشرة أشهر وضع طموحاته الشخصية قبل مصالح بلاده وحلفائه. وما من سبب وجيه يدفع المسؤولين الأمريكيين، لمواصلة الصمت تجاه ميول إردوغان الاستبدادية ورفضه للتوجه الغربي التقليدي في تركيا. ربما كان إشراك إردوغان خطأ في الحسابات، لكن إذا استطاعت الولايات المتحدة أن تقف إلى جانب شركائها الأكراد وتعاقب إردوغان على تهوره فقد يدرك أخيرا أنه الوحيد الذي استنفد فرصه في النجاح.


العراق_العراق: بوادر انتفاضة شعبية تهز عرش الأحزاب الدينية الحاكمة

وكالات: بلغت حركة الاحتجاج التي تشهدها مدن عراقية منذ أسابيع، أمس ذروتها بخروج الآلاف من سكان العاصمة ومراكز محافظات مهمة مثل البصرة وذي قار إلى الشوارع رافعين شعارات تجاوزت مجرّد المطالبة بتحسين الخدمات ومستوى العيش إلى الهجوم على القيادات الفاسدة من ساسة وإداريين وقادة أحزاب وأعضاء برلمان. وتضمنت بعض الشعارات انتقادات حادّة للعملية السياسية الجارية في البلد منذ سنة 2003، واتهامات لرموز تلك العملية بالفشل في إدارة شؤون البلاد. كما حملت بعض اللافتات وعيدا بالتصعيد وتحويل المظاهرات إلى اعتصامات دائمة في مظهر رأى فيه متابعون للأحداث في العراق بوادر انتفاضة قد تتطور إلى ثورة عارمة تستهدف أسس النظام القائم وتسعى إلى إسقاطه. وعمّ الارتباك ردود فعل القيادة السياسية على مظاهرات الأمس، وأيضا المرجعية الشيعية التي تعتبر راعية لتلك القيادة المشكّلة أساسا من أحزاب دينية، حيث تضارب موقف خطيب الجمعة في النجف رجل الدين الشيعي صدر الدين القبانجي الذي دعا إلى عدم المشاركة بالتظاهرات، معتبرا أن الهدف من ورائها إعادة "الحكم اللاديني"، مع موقف المرجعية الشيعية العليا ممثلة بعلي السيستاني والذي اعترف على لسان ممثله في كربلاء أحمد الصافي بمشروعية المظاهرات محمّلا الطبقة الحاكمة منذ سنة 2003 مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في البلاد وداعيا الحكومة إلى كشف الفاسدين ومعاقبتهم. ولا ينفصل كلام المرجعية عن محاولات حصر الإشكالية القائمة في العراق في ظاهرة الفساد، فيما بدا من الشعارات المرفوعة في مظاهرات الأمس أن شرائح من العراقيين تنظر إلى الظاهرة كمجرّد جزء من مشكلات سياسية أعم تتطلب معالجة أشمل تمس النظام القائم وأسس العملية السياسية ككل. وبدوره حاول رئيس الوزراء العراقي احتواء الغضب الشعبي متوعّدا بمحاربة الفاسدين وإحالتهم إلى القضاء.
وفي حال حاول العبادي تنفيذ وعيده فإنه سيكون أمام مهمّة بالغة التعقيد الذي قد يصل حدّ الاستحالة نظرا لكبر حجم الفساد وتغلغله في مختلف مفاصل الدولة بما في ذلك سلك القضاء، ونظرا أيضا إلى تبوؤ رموز للفساد مناصب عليا رسمية وحزبية توفّر لهم حصانة وتتيح لهم سلطة تفوق سلطة العبادي نفسه. ويشير عراقيون على سبيل المثال إلى رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي النائب الحالي لرئيس الجمهورية والقيادي بحزب الدّعوة الحاكم، باعتباره المسؤول الأول عن استشراء الفساد في العراق طيلة فترتي حكمه، مؤكّدين أنه أهدر خلال ثماني سنوات ما يصل إلى 800 مليار دولار لا يعلم أحد أوجه صرفها. وأعلن العبادي أمس عن التزامه الكامل بتوجيهات المرجعية الشيعية العليا. وذكر بيان صادر عن مكتبه أنّه "يتعهد بالإعلان عن خطة شاملة للإصلاح والعمل على تنفيذها ويدعو القوى السياسية إلى التعاون معه في تنفيذ برنامج الإصلاح". وكانت مرجعية النجف قد دعت رئيس الوزراء أمس باعتباره "المسؤول التنفيذي الأول في البلد أن يكون أكثر جرأة وشجاعة في خطواته الإصلاحية ولا يكتفي ببعض الخطوات الثانوية التي أعلن عنها مؤخرا بل يسعى إلى أن تتخذ الحكومة قرارات مهمة وإجراءات صارمة في مجال مكافحة الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية فيضرب بيد من حديد من يعبث بأموال الشعب ويعمل على إلغاء الامتيازات والمخصصات غير المقبولة التي منحت لمسؤوليين حاليين وسابقين في الدولة وقد تكرر الحديث بشأنه".
وأكد ممثل المرجعية أحمد الصافي في خطبة الجمعة اليوم أن "المطلوب من العبادي أن يضع القوى السياسية أمام مسؤوليتها ويشير إلى من يعرقل مسيرة الإصلاح أيا كان وفي أي موقع كان وعليه أن يتجاوز المحاصصات الحزبية والطائفية ونحوها في سبيل إصلاح مؤسسات الدولة". ومن جانبه أعلن سليم الجبوري رئيس البرلمان العراقي عن تخصيص مجلس النواب جلسته المقبلة لمناقشة مطالب المتظاهرين ووضع سقف زمني لتحقيقها، علما أنّ الكثير من الشعارات التي رفعت في المظاهرات تعرضت بقسوة واستهزاء لفساد نواب البرلمان على غرار شعار يقول: "إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد للبرلمان أن ينجلي”، في تحريف مقصود لمقولة الشاعر التونسي أبي القاسم الشابي: لا بد لليل أن ينجلي". ويقول مراقبون إنّ ما يجري في العراق هو نتيجة حتمية لتراكمات من الفشل والتراجع في كل الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية منذ سنة 2003 تاريخ بدء عملية سياسية قامت على المحاصصة الطائفية والعرقية واحتلت مكان الصدارة فيها أحزاب دينية شيعية أظهرت عدم خبرتها في الحكم وانصرف جلّ رموزها إلى خدمة مشاريع إقليمية -إيرانية تحديدا- في نطاق سياسة المحاور التي غرق فيها العراق منذ ذلك التاريخ. وفي حال تحوّلت الاحتجاجات الحالية إلى ثورة تستهدف إسقاط النظام القائم فإنها ستكون ذات خاصية جديدة تتمثل في انطلاقها هذه المرّة من المناطق التي تعتبرها الأحزاب الدينية مركز ثقلها وخزانها البشري مثل العاصمة ومحافظات الجنوب والفرات الأوسط. وبالنظر لهذا المعطى لن يكون بإمكان سلطات بغداد اتهام المحتجّين بـ"العمالة للخارج"، وبـ"التواطؤ مع قوى الإرهاب"، وهما من بين التهم التي واجهت بها الأحزاب الحاكمة في العراق حركات احتجاج واعتصامات سبق أن شهدتها مناطق عراقية أخرى غالبية سكانها من الطائفة السنية.

تونس_الخلاف بين جهازي القضاء والأمن في تونس يعطل البت في ملفات الإرهاب

وكالات: ظهر الخلاف واضحا جليّا بين المؤسستين القضائية والأمنية في تونس عند إقدام قاضي التحقيق منذ أيام على الإفراج على 7 متهمين بالضلوع في أعمال إرهابية وقيام فرقة مكافحة الإرهاب بإيقافهم. وساهم هذا الخلاف المعلن في تعطيل سير القضايا المتعلقة بالإرهاب وإبطاء الإجراءات القانونية للحسم فيها. وانتقد وزير الداخلية محمد ناجم الغرسلي، قرارات القضاء بخصوص ملفات الإرهاب، في تصريحات صحفية سابقة، حيث قال إن قرارات القضاء بالإفراج عن بعض المعتقلين بتهم الانتماء لجماعات إرهابية بينت الأجهزة الاستخبارتية عدم صحتها، وأثبتت ارتباط ووجود علاقات بين مَن أفرج عنهم القضاء والمنظمات الإرهابية. وأشار وزير الداخلية إلى أن عملية إعادة إيقاف سبعة متهمين بداية الأسبوع بثكنة القرجاني تمت بموجب إذن قضائي صادر عن مساعد وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس. وأضاف وزير الداخلية أن عملية إعادة إيقاف المتهمين قانونية، وجاءت بناء على معلومات تفيد تورطهم في مخططات إرهابية، وليست عملية اختطاف كما روّجت لها بعض المنظمات المعروفة بتأييدها الضمني للجماعات المتشددة.
واعتبر مراقبون أن غياب التنسيق بين المؤسستين أدّى إلى تباين وجهات النظر بخصوص معالجة ملف الجرائم الإرهابية، فالمؤسسة الأمنية تعتبر أن القضاء لا يتعامل بالجدية المطلوبة مع المشتبه فيهم خاصّة وأن النيابة العمومية أطلقت سراح العديد منهم ويذكر هنا الجدل المُثار حول حسام بن زيد الذي أطلق القضاء سراحه رغم تأكيد السلطات الأمنية تورطه في قضايا إرهابية منها ذبح مسؤول أمني، وبلال الشواشي الذي تحول إلى مقاتل ضمن صفوف داعش في سوريا بعد إطلاق سراحه. في المقابل، ترفض المؤسسة القضائية تدخل السلطات الأمنية في عملها وتعتبر أن ذلك يمس من استقلاليتها باعتبارها الجهة الوحيدة المخولة لتحديد ما إذا كانت تهم الإرهاب الموجهة ضدّ المشتبه فيهم ثابتة أم لا. وتجاوزت قضايا الإرهاب المعروضة على أنظار القضاء 1400 قضية حسب مصادر إعلامية متطابقة، وهو ما تعتمده وزارة العدل كحجة لتبرير بطء سير المحاكمات حيث لم يتم النظر منذ أربع سنوات سوى في 300 قضية أحيلت على جهات قضائية متخصصة للحكم فيها.
ويقبع آلاف المتهمين في قضايا إرهابية في سجون الإيقاف دون صدور أحكام نهائية في حقهم وهو ما يمثل خطرا على بقية السجناء (سجناء الحق العام) وسهولة نشر أفكارهم والترويج لمشروعهم الجهادي، في ظل غياب تام لبرامج إعادة التأهيل والإدماج. وأفاد بعض المراقبين بأن القضاء يسعى إلى إنهاء النظر في جميع ملفات الإرهاب العالقة، مؤكدين أن الجهاز الأمني يحيل على المحاكم ملفات تنقصها الكثير من المعطيات الضرورية مثل مكونات الإدانة. في حين يعتبر آخرون أن الملفات المقدمة من قبل وزارة الداخلية تستوفي جميع المعطيات والشروط القانونية محمّلين المسؤولية للقضاء الذي قام في العديد من المناسبات بحفظ التهم المتعلقة بالإرهاب وعدم سماع الدعاوى. واتفق خبراء على وجود بطء واضح في تعامل القضاء مع قضايا الإرهاب لكنهم فسّروا ذلك بحرصه على التدقيق فيها باعتبارها قضايا حساسة ومتشعبة وتفاصيلها كثيرة ومتداخلة، محذرين من إمكانية أن يكرّس هذا البطء عقلية الإفلات من العقاب وهو ما سيؤدي إلى تصاعد الأعمال الإرهابية.
الجدير بالذكر، أن الهجمات الإرهابية الأخيرة على مناطق حساسة في تونس دفعت قوات الأمن إلى تكثيف العمليات النوعية قصد تطويق الجماعات المتشددة والقضاء عليها. وتمكنت القوات الأمنية من القضاء على أبرز قادة كتيبة عقبة بن نافع وهو ما قد يعجّل بنهايتها حسب خبراء عسكريّين، في المقابل حذّر مراقبون من إمكانية ضخّ دماء جديدة في الكتيبة. هذا وصادق أمس الجمعة، الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي على قانون مكافحة الإرهاب وغسل الأموال لدعم قوات الأمن في حربها ضد الإرهاب. وكان مجلس النواب التونسي قد وافق علي مشروع القانون منذ أسبوعين بهدف تعزيز الإجراءات لمواجهة التنظيمات الجهادية ودحر الجماعات المتشددة. يُذكر أن الحكومة التونسية قد أحالت هذا القانون إلى مجلس نواب الشعب للمصادقة عليه بتاريخ 25 مارس الماضي، وانطلقت أربع لجان برلمانية (لجنة التشريع العام ولجنة تنظيم الإدارة وشؤون القوات الحاملة للسلاح ولجنة الحقوق والحريات ولجنة المالية والتخطيط والتنمية) في مناقشته بتاريخ 2 أبريل الماضي.
وكانت الصيغة الأولية للقانون قد عرضت لأول مرة على المجلس الوطني التأسيسي بتاريخ 28 يناير 2014، وتمت المصادقة آنذاك على قرابة 30 فصلا لكن لم يتم إتمام النظر فيه اعتبارا لمرور البلاد آنذاك بمرحلة انتخابية وتعذر مواصلة المجلس التأسيسي لأعماله. وحظي مشروع القانون بقاعدة توافقية واسعة بين مختلف مكونات الطيف السياسي تحت قبة البرلمان وبإجماع النواب من مختلف الكتل النيابية عند المصادقة عليه. يشار إلى أن العديد من الحقوقيين والسياسيّين طالبوا بتعديل فصول عديدة من نص هـذا القانون، بما يتناسب مع الاتفاقيات الدولية، ومنها الفصل 67 الذي يعطي للقاضي سلطة تقديرية واسعة تمكنه من القيام بجلسات مغلقة وغير علنية. ورغم التحفظات المسجلة إلاّ أن قانون مكافحة الإرهاب وغسيل الأموال يعدّ آلية ناجعة ستساعد السـلطات على مقـاومة ظاهرة الإرهاب المستفحلة ودرء مخاطرها المتنامية.