الاثنين، 31 أغسطس 2015

ليبيا_الهجرة غيرة الشرعية_مسؤول ليبي يحذر من فقدان 140 مهاجرًا غير شرعي

الأناضول: حذر مسؤول أمني بإدارة الهجرة غير الشرعية في ليبيا ، الاثنين، من فقدان ما يقارب من 140 شخصًا في عرض البحر، بعد غرق قاربهم قبالة سواحل مدينة الخمس شرق العاصمة طرابلس. وقال ناصر عنيبة، الضباط بإدارة الهجرة غير الشرعية، إن خفر السواحل والهلال الأحمر الليبيين، انتشلت نحو 40 جثة، الأحد، من ساحل مدينة الخمس. وأوضح عنيبة أن معلومات مؤكد تفيد بوجود نحو 200 مهاجر غير شرعي، على متن القارب الغارق، مشيرًا إلى احتمال أن يكون القارب غرق، ليل السبت الماضي، بعد انطلاقه من منطقة «القربولي»، الواقعة بين العاصمة طرابلس ومدينة الخمس.

ليبيا_بنغازي_مقتل القائد الميداني بالصاعقة عماد الجازوي فى بنغازي

ليبيا المستقبل: أكد الناطق الرسمي للقوات الخاصة الصاعقة، الموالية للحكومة الليبية المؤقتة المنبثقة عن مجلس النواب، ميلود الزوي مقتل القائد الميداني عماد الجازوي، وإصابة ثلاثة آخرين اليوم الإثنين جراء انفجار لغم أرضى في محور الليثي ببنغازي. وقال الزوي في تصريح  إن الجازوي قتل أثناء تمشيط أحد المنازل بمنطقة الليثي، مضيفا أن أحد المصابين حالته حرجة، وذلك بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الليبية.

ليبيا_بنغازي_مقتل القائد الميداني بالصاعقة عماد الجازوي فى بنغازي

ليبيا المستقبل: أكد الناطق الرسمي للقوات الخاصة الصاعقة، الموالية للحكومة الليبية المؤقتة المنبثقة عن مجلس النواب، ميلود الزوي مقتل القائد الميداني عماد الجازوي، وإصابة ثلاثة آخرين اليوم الإثنين جراء انفجار لغم أرضى في محور الليثي ببنغازي. وقال الزوي في تصريح  إن الجازوي قتل أثناء تمشيط أحد المنازل بمنطقة الليثي، مضيفا أن أحد المصابين حالته حرجة، وذلك بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الليبية.

ليبيا_بنغازي_مصلحة الجوازات تناشد الحكومة بتوفير مقر لها ببنغازي

ليبيا المستقبل: ناشدت مصلحة الجوازات والجنسية بالمنطقة الشرقية الحكومة الليبية المؤقتة بتوفير مقر لها في مدينة بنغازي لطباعة جوازات السفر الإلكترونية. وقال الناطق الإعلامي للمصلحة هاني بالرأس علي أمس الأحد إنه لا يوجد أي تعاون من الجهات الرسمية لتوفير مقر لمصلحة الجوازات ببنغازي، وذلك وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الليبية. وأكد بالرأس علي أن المصلحة بدأت في البحث عن مقر لها في بنغازي منذ فترة، وأنها سيكون هذا المقر أولى الخطوات لإعادة المؤسسات الإدارية إلى المدينة. وتسعى مصلحة الجوازات والجنسية بالمنطقة الشرقية لتوفير عدة مقرات لها في المنطقة للحدَ من أزمة تأخر إصدار جوازات السفر الإلكترونية للمواطنين والتخفيف من معاناتهم في كافة مدن المنطقة الشرقية.


المهدي يوسف كاجيجي_المهدى يوسف كاجيجي: ماذا سيكتب عنا؟!!

الميراث
يقول السيد هنري سيرانو فيلار، اول سفير امريكى فى ليبيا فى كتابه "ليبيا المملكة العربية الجديدة فى شمال افريقيا": وفى مدينة طرابلس، ورثت الدولة الليبية مدينة جميلة جاهزة، بها مبان ادارية، وعمارات، ومستشفيات، وفنادق، ومقاهي، ومسارح للسينما، والشوارع، والأروقة ذات الأعمدة، والساحات العامة، كلها شيدها الطليان على خلفية من المساكن المتواضعة، ذات فناءات بجدران عالية وشرفات مشبكة، وفى مدينة الحدائق "Garden City"، حيث توجد فلات الإيطاليين ذات "العرائش" المزخرفة بنباتات الزينة. مقابل البحر يقع شارع لنغومارى "Lungomare" الذى تصطف  على جانبيه سيقان النخيل، ذلك الشارع المفضل لدى سكان المدن الساحلية الإيطالية وهوأكثر جمالا من شاطئ اللازورد الفرنسي "French Riviera".انها اشهر مدينة نظيفة فى الشمال الافريقي.
دخلت طرابلس لأول مرة فى منتصف الخمسينات من القرن الماضى، طالبا قادما من الجنوب، فوقعت فى هواها منذ اللحظة الاولى. مدينة فريدة، تمازجت فيها حضارات كثيرة مرت بالمكان. معمارها نسيج متداخل، واجهة إيطالية على خلفية عربية. كان للجالية الإيطالية حضور مؤثر فى كلّ مناحى الحياة. لبلديتها العريقة حضور قوي، وعميدها يتمّ اختياره من الشخصيات الوطنية (بي) تطبق قوانين ولوائح بلدية صارمة،  يتم تنفيذها بواسطة حرسها البلدي المتواجد في الشارع على الدّوام. كان من معالم طرابلس ايضا رجل المرور الأكثر حزما، والاجمل مظهرا وأناقة، واعتقد ان أبناء جيلى يتذكرون شبكة المواصلات العامة وحافلاتها النظيفة بخطوطها، "الدائرة على اليمين" و"الدائرة على الشمال". كانت طرابلس بالنسبة لنا نافذة حضارية نطل منها على الدنيا. مدينة احتضنتنا، وعلمتنا الكثير: كيف نلبس، وكيف نأكل، وكيف نتعامل مع الآخر، ومنحتنا المواطنة وكان اَهلها يداعبوننا بعبارة  "الشلافطية" ولكن دون تمييز أو تحقير.
الانتكاسة
اكتشاف النفط، ادّى الى ارتفاع فى عدد المؤسسات التجارية، وأدّى إلغاء النظام الاتحادي، الى حركة انتقال كبيرة لموظفي الدولة  وأسرهم إلى المدينة، انتقال نتج عنه تطور عمراني، واتساع غير مسبوق للمدينة، تطور لو كتب له الاستمرار لكانت طرابلس شيئا اخر. بعد انقلاب سبتمبر، طرح شعار "البيت لساكنه" وكان ذلك بمثابة الانتكاسة، لحركة التطوير العمراني فى ليبيا بشكل عام، وفى طرابلس بشكل خاص، تبعه انهيار كامل لسوق الاستثمار العقاري من طرف القطاع الخاص، وفشلت الدولة فى طرح برنامج بديل.تمّت مصادرة ممًتلكات الناس ظلما، وفقدت البلدية سيطرتها، وبدات اكبر عملية تغيير لمعالم المدينة بهدم عدد من المباني التاريخية،  بما فى ذلك كورنيش طرابلس (شارع لنغوماري) أتذكريهذا الصّدد تعليقا لمخرج سينمائى بريطانى، كان يعد شريطا وثائقيا عن مدينة طرابلس بقوله: "الكورنيش هو البطاقة البريدية لطرابلس، فهوكبرج -ايفل - لباريس، وساعة - بيج بن - لمدينة لندن، انه التوقيع، البصمة، ان تغييرها جريمة فكيف تسمحون بها" المدينة القديمة، عبق التاريخ، هي الصامدة عبر كلّ الحقب والعصور، لم تسلم، هي الأخرى، من يد التخريب، وتحولت الى جحور للقوارض والحشرات، ومأوى للعمالة الافريقية. لم تتوقف  اعمال التخريب على المخطط العام لبلدية طرابلس، ولكنه امتد الى ضواحي المدينة، ليشمل الغابات التى تمت زراعتها كمصدات للرياح، اضافة الى الاف الهكتارات من الاّراضى الزراعية التى تم تقسيمها بشكل عشوائي لتقام عليها غابات إسمنتية بشكل قبيح.
ماذا سيكتب عنا؟!
"انها اشهر مدينة نظيفة فى الشمال الأفريقي" قالها السفير الأمريكى فى بداية الخمسينات من القرن الماضى، وسبقه الرحالة التونسي الشهير ابومحمد عبدالله التيجاني، الذى زارها فى القرن الرابع عشر بقوله: "ورايت شوارعها فلم أراكثر منها نظافة ولا أحسن اتساعا واستقامة".  خرجت متسكعا،  عبر ظلام دامس، نتيجة انقطاع الكهرباء،استنشق الروائح العفنة وتحيط بي أكوام القمامة، وعلى الارصفة تنتشر الأكواب الورقية، والزجاجات البلاستيكية، نفايات الاستهلاك لشباب عاطل متسكع على النواصي. أرصفة المشاة، استولى عليها اصحاب المقاهي، وألاكشاك واللوحات الاعلانية، على الطرق العامة. تم الاعتداء بشكل عشوائى على نهر الطريق، وأقيمت آسواق فى خيام منصوبة، او على ظهر سيارات شحن تحيط بها النفايات، وأكوام القمامة. أصبح المنظر العام،مباني متآكلة، نتيجة انعدام الصيانة لسنوات طويلة، وهياكل إسمنتية لمشاريع توقف العمل فيها.
ابحرت فى ذاكرتى، ابحث عن طرابلس التى اعرفها، أتلمس روائح الزهر والحنة، وابحث عن ام السرايا والشط والهانى، عن اَهلها الطيبين الذين قال عنهم ابن حوقل: "اَهلها قوم مرموقون بنظافة الأعراض والثياب والاحوال، متميزون بالتجمل فى اللباس، وحسن الصور وقصد فى المعاش، ومحبة للغريب اثيرة ذائعة" ابحث عن ميراث جميل تعاقبت الأجيال على إرثه وتوريثه، لأنها العاصمة، ولأنها النموذج الذى يقتدى به، فما جرى فيها من تخريب امتد الى مدن الوطن كله.
وافقت من حلمي على الحقيقة المرة، فلاحقنى سؤال.. ماذا فعلنا بالميراث؟ وماذا سيكتب عنا التاريخ؟.

ابراهيم محمد الهنقارى_ابراهيم محمد الهنقاري: خاطرة عن "المهدي الليبي المنتظر"..!؟

كثر المرشحون لرئاسة "حكومة ليون بيرناردينو" التي يسمونها "حكومة الوفاق الوطني"!!. وقالت الصحف السيارة والواقفة والنائمة ان "نواب الغرب" الليبي لهم ثلاثة مرشحين. وان "نواب الشرق" الليبي لم يتفقوا بعد على مرشحيهم. وان "نواب الجنوب" الليبي مختلفون على اكثر من مرشح. وقيل ان عدد المرشحين تسعة وقيل ان عددهم قد يصل الى تسعة عشر كعدد حراس جهنم.!
اولا من قسم مجلس النواب الى نواب الغرب والشرق والجنوب!؟ الم يتم انتخابهم كنواب "للأمة" كل واحد منهم يمثل الليبيين جميعا.!؟ اليس المفترض هو ان مجلس النواب مجلس وطني ليبي واحد وليس مجموعة مجالس جهوية اوإقليمية.!؟ ثم اليست الجهات الأصلية كما تعلمنا في دروس الجغرافيا اربعة، فاين نواب الشمال.!؟ علما بان الشمال الليبي هو الذي اخباره تملا صحف وإذاعات العالم اكثر من الجهات الثلاثة الاخرى وعنوانها الدائم هو الهجرة غير الشرعية وجثث اللاجئين التي تبتلعها الامواج والأسماك بالمئات كل يوم. فاين ممثليهم في مجلس النواب الليبي الموقر.!؟
وثانيا من يرشح من!؟. ومن يختار من!؟.
وثالثا من اين ناتي بقيادات ليبية وطنية لا تشوبها شائبة "العمالة" او"الدبل شفرة" او"الازلام" او"الجهوية" او"القبلية" او"الفدرالية" او"الاخوانية" او"المليشياوية" اوغيرها من "المعوقات الليبية" الاخرى.!؟ وما أكثرها.!؟
ان كل ليبي يتراوح  عمره اليوم بين الأربعين والخمسين سنة  وهو العمر المقبول والمؤهل للقيادة لابد انه من خريجي "براعم واشبال الفاتح".!؟ او انه تلقى دروس "التثقيف الثوري" في المدرج الأخضر اوانه دخل من الباب اوالنافذة الى "مكتب الاتصال باللجان الثورية."!؟ اوان له صلة ما قلت اوكثرت، طالت اوقصرت حلوة كانت اومرة مع " الفاتح العظيم".!!
ان كل ليبي يتراوح عمره اليوم بين الخمسين والسبعين سنة فان العديد منهم اما انه كان عضو "مؤتمر أساسي" اوعضو "لجنة شعبية" اوعضو "مؤتمر الشعب العام" اوعضو ما كان يعرف "بالقيادات الاجتماعية" وهناك من بين هؤلاء من قضى نصف عمره خارج الوطن مهاجرا الى الله ومخيما بعيدا عن عرس الدم.
ثم هنالك من الليبيين اليوم من تجاوز الثمانين واشرف اودخل في التسعين ومن هؤلاء من هم من رجال العهد الملكي الذين لم يعد بامكانهم الا ان يساهموا بالنصح والموعظة الحسنة ولم يعد لهم اي دور فاعل  في المسرح السياسي الليبي بحكم الثمانين التي بلغوها والتي أحوجت سمعهم الى ترجمان كما يقول شاعر العرب.
ان الثمانين، وبلغتها... قد أحوجت سمعي الى ترجمان!!. واذا كان اكثر من ثلث الليبيين والليبيات كما تقول بعض الإحصائيات هم دون سن الرشد وان مثلهم تقريبا هم في مقاعد الدراسة بمراحلها المختلفة وهؤلاء جميعا وهم ثلثا الشعب الليبي تقريبا غير قادرين على إدارة الدولة،
واذا أضيف هؤلاء الى اؤلئك واذا كان الحال كذلك فمن اين سنأتي بالقيادات الليبية كاملة الاوصاف لفتننا كما تقول الاغنية وتكون قادرة على إنقاذ سفينة الوطن من الغرق المحتوم وسط هذا البحر الفوضوي الهائج والمسلح والمتلاطم الامواج والمليئ بكل الأنواع والأشكال  من اشرس الحيتان المفترسة والجائعة، والوصول بها اي بسفينة الوطن الى شاطئ الامان والامن والحكم الرشيد.!؟ قل لي من اين!!؟؟.
اذا كان هذاهو الواقع الليبي الذي يعرفه كل الليبيين والليبيات. فمن اين سياتي المهدي المنتظر الليبي!!؟؟.
اذا كان الليبيون والليبيات يبحثون حقاً عن هذا "المهدي المنتظر" وكانوا جادين في إنقاذ سفينة الوطن من الغرق المحقق فلابد لهم ان يقبلوا واقعهم كما هو وكما يعرفونه هم جيدا. ليس في صالحهم ولا في صالح الوطن ان يدعوا الماضي بكل سلبياته يتحكم في حاضرهم ومستقبلهم.
لا ينبغي لأخطاء الماضي ان تصنع حاضر الليبيين اومستقبلهم. لابد لهم ان يتوقفوا عن لعن الظلام ويبدأوا في ايقاد الشموع التي تضيئ لهم الطريق. هناك كفاءات ليبية وطنية كثيرة لم تتلطخ أياديها بدماء الليبيين ولم تمتد ايديها الى المال الحرام ولم يرتكبوا منكرا يحول بينهم وبين مباشرة العمل العام.
القانون يعاقب عن الجرائم ولا يعاقب على شغل المناصب. الذين ولدوا وعاشوا وتعلموا وعملوا في ظل النظام السابق لا يجب ان يعاقبوا على عمل من اعمال القضاء والقادر ما لم يكونوا قد ارتكبوا جرائم يعاقب عليها القانون. وما ينطبق على النظام السابق ينطبق على النظام الحالي الذي حل محله حتى اذا تجاوزت سلبياته وخطاياه سلبيات وخطايا نظام أيلول الاسود.
وبعد ان ألغى مجلس النواب قانون "العزل السياسي" سيئ السمعة فقد اصبح بالإمكان البحث عن القيادات الليبية المناسبة لهذه المرحلة من بين جميع الليبيين والليبيات الوطنيين والوطنيات القادرين والقادرات على خدمة الوطن والمواطنين دون الالتفات الى تلك التسميات والتصنيفات المريبة والدخيلة على القيم الاصيلة لشعبنا الطيب لعلنا نجد من بيننا هذا "المهدي المنتظر" الذي يمكنه ان يقود سفينة الوطن الى بر الامان والامن والحكم الرشيد. اما اذا استمر الليبيون والليبيات في غيهم وركبوا رؤوسهم ولم يعودوا الى رشدهم واستمروا في التنابز بالالقاب وبالقنابل والرصاص فانهم انما يقدمون الدليل على انهم شعب قاصر وغير قادر على إدارة شؤونه وحينها يكون من الواجب وضع ليبيا تحت الوصاية الدولية حتى يبلغ اهلها سن الرشد.
ايها الليبيون والليبيات... لا تعطوا للسيد ليون الفرصة لكي تكون تلك توصيته الاخيرة الى مجلس الامن الدولي بعد انتهاء مهمته قريبا في ليبيا... ايها الليبيون والليبيات... ما فات فات.!! وماهو ات ات!! فاين المهدي الليبي المنتظر.!!؟؟

ليبيا_داعش_داعش ليبيا يحاول السيطرة على طريق دولي يصل إلى حدود مصر

صحيفة الشرق الأوسطكشفت جولة خاطفة لـ«الشرق الأوسط» في شرق ليبيا عن أمرين محيرين لدى كثير من أهل هذا البلد الذي يتجه نحو المجهول. ضابط عجوز كان يتكأ على صندوق سيارة عسكرية مرابطة هنا لخصهما بتنامي «داعش» في مدينة سرت في الشهور الثلاثة الأخيرة.. والسر وراء الأهمية التي أصبحت عليها الطريق الدولية الجنوبية المهجورة والواصلة بين بلدة إجدابيا، وطبرق، وهي مدينة تبعد عن حدود مصر بنحو 150 كيلومترا فقط. كان الضابط ويدعى حسين التباوي مقاتلا شرسا في شبابه أثناء حرب تشاد في ثمانينات القرن الماضي. قال جنودٌ تدربوا حديثا للحاق بحرب الجيش ضد المتطرفين إن لدى التباوي، أسمر البشرة، قدرة فريدة على حل الألغاز. قالوا ذلك وهم يمزحون. ثم، بعد أن ضحك الجميع، خيم القلق والانتظار على الفرقة المرابطة غرب بلدة إجدابيا.. نحو ثلاثين جنديا بأسلحة معظمها من نوع كلاشنيكوف، وسبع سيارات عسكرية (ربع نقل) مربوط فوق كل منها مدفع من عيار 14.5 مم، أو 23 مم. إمكانات ضعيفة والإصبع على الزناد. والعيون لا تنام.
ويقر الجميع بأن التباوي ضابط محنك وله احترام خاص. فوق شاربه الأبيض خطان أصفران من التبغ. لا تنطفئ السيجارة بين أصابعه وهو يقف على جبهة جديدة انفتحت أمام القوات المسلحة وقائدها الفريق أول خليفة حفتر. الضباط وجنودهم، رغم الاقتصاد في استخدام الذخيرة، بسبب الحظر الدولي على توريد السلاح لليبيا، ما زالت لديهم روح الفكاهة الممزوجة بالرغبة في الاستماع إلى قصص التباوي وما فيها من بطولات جرت قبل ربع قرن في الحرب ضد الفرنسيين في تشاد. وبسبب شح العتاد العسكري هنا يستخدم تسعة على الأقل من جنود الفرقة أسلحة كان يستخدمها الجيش قبل ثلاثين سنة. وهناك خمسة آخرون معهم أسلحة تعود للحرب العالمية الثانية. يأتي وقت الجد فيقول التباوي في ثقة: «سننتصر على الإرهاب حتى لو رفض العالم مساعدتنا. وفي المقابل يقول القادة العسكريون إن عدد مقاتلي (داعش) في سرت قد يزيد على ألفين أكثرهم ليبيون وتوانسة ومصريون. ويمتلك التنظيم أسلحة حديثة وبنادق قنص بعيدة المدى من نوع (إف إن)، وقذائف صاروخية وإذاعة محلية يبث فيها خطبه وفتاويه».
من المنظار المكبر تستطيع أن ترى تحركات آليات التنظيم في الجانب الصحراوي الشرقي من سرت. يفصل عن فرقة التباوي وأول خط للمواجهة مع «داعش» نحو خمسة كيلومترات. في الظهيرة حرٌّ وغبار يسد الأنوف. وصلت سيارات مدنية جرى تعديلها لتكون صالحة لخوض المعارك وتعضيد الفرقة. نزل من السيارة الأمامية وسط سحابة تراب، أحد مستشاري الجيش، بنظارته الطبية الكبيرة التي تغطي نصف وجهه. لقد درس وأقام لسنوات في الولايات المتحدة الأميركية، والآن يبدو مغبرا في بنطلونه الجينز كأنه خارج من فيلم من أفلام الصحراء. ومن السيارات الأخرى نزل سبعة من المتطوعين الجدد. وبعد شرب الشاي أعاد جندي متحمس من قبيلة رئيس البرلمان، عقيلة صالح، وهي قبيلة العبيدي، طرح نفس الأسئلة التي أجاب عنهما التباوي منذ قليل عن تحولات «داعش». بدأ مستشار الجيش، صلاح الدين عبد الكريم، شرح الوضع على الأرض وكيف أنه لا بد من هزيمة المتطرفين في نهاية المطاف، رغم قلة السلاح والذخيرة و«التآمر الدولي على ليبيا».
حل الألغاز الخاصة بتحركات «داعش»، باختصار، هو أن التنظيم يعمل على تغيير تكتيكاته، وكأنه يستعين بخبراء أجانب، لمواجهة الجيش، ولهذا لجأ إلى سرت محاولاً إغراء العاطلين من غرب البلاد وشرقها بالانضمام إليه، ويعدهم، عبر الإذاعة المحلية، بحصص مالية من البترول في حال تمكن من بيعه في السوق السوداء. من سرت أيضا يريد التنظيم أن يضرب ضربته في طبرق عبر الطريق الدولي الجنوبي، ومنها يكون على بعد رمية حجر من حدود مصر.لكن الدكتور عبد الكريم يؤكد في رده على أسئلة لـ«الشرق الأوسط» أن الجيش رغم كل شيء سينتصر، مشيرا إلى أن الدواعش الذين انتشروا فجأة في سرت جاءوا من عدة مناطق في محاولة منهم للتجمع عقب خسائرهم في درنة. ويمكن هنا أن تفهم أن من بين الأسباب وراء اختيار «داعش» للتمركز في سرت، وفقا للمصادر العسكرية، خلو المدينة تقريبا من السلاح. فقد شهدت سرت التي كان يتحصن فيها معمر القذافي حتى مقتله في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2011، معارك طاحنة جرى خلالها نزع أسلحة القبائل التي كانت ترفض الثورة ضده ومنها قبيلة القذافي نفسها. بالإضافة إلى فرار الكثير من أبناء المدينة ممن كانوا يعملون في الجيش أو في اللجان الثورية (الجهاز الأمني للقذافي)، عقب انهيار النظام السابق.
بالإضافة إلى هذه الأرضية، تتميز سرت بوجود ميناء بحري وآخر جوي هو مطار القرضابية. يقول عبد الكريم إن «هناك سفن تأتي من البحر المتوسط وترسو في ميناء مدينة مصراتة البحري، وهي مدينة خارجة عن سلطة الدولة، ثم تقوم مراكب صغيرة بنقل المقاتلين الأجانب والأسلحة إلى ميناء سرت، رغم ما يقع من مواجهات بين عناصر من (داعش) وقوات محسوبة على مصراتة بين وقت وآخر». اليوم يبدو أن «داعش» ليبيا يشعر بأنه قادر على التهديد. توعد أواخر الشهر الماضي السلطات المصرية التي تخوض هي الأخرى حربا شرسة ضد فرع التنظيم في سيناء. وتوعد حفتر أيضا. وقام خلال ذلك بتعليق ضحاياه على أعمدة الكهرباء في طرقات سرت، بعد قتلهم بوحشية. لهذا اتجهت أنظار الليبيين لتتبع تحركات «داعش سرت» ومحاولاته الأخيرة للسيطرة على النفط وعلى الطريق الدولية الجنوبية المعروفة باسم «أجدابيا - طبرق»، وهي طريق إسفلتية تمتد بطول نحو 400 كيلومتر، وأصبحت مهجورة بعد أحداث 2011 بسبب سطوة الميليشيات وقطاع الطرق عليها.
ويوجد في شمال ليبيا من ناحية الشرق طريقان سريعان يربطان وسط البلاد والحدود المصرية. ظل التنظيم المتطرف، حين كان يتحصن في درنة، يبحث عن وسيلة للوصول إلى مدينة طبرق التي تقع بالقرب من الحدود مع مصر، إلا أن هذه المحاولات باءت بالفشل بسبب قوة القبائل المسيطرة على المدينة التي يعقد فيها البرلمان جلساته. وشارك دواعش مصريون وتونسيون في تفجيرات في مدن مجاورة لدرنة منها طبرق نفسها والقبة والبيضاء التي توجد فيها الحكومة الشرعية برئاسة عبد الله الثني. في ذلك الوقت كثر الحديث عن «جيش مصر الحر». وحتى مايو (أيار) الماضي، كانت هناك مخاوف بين المصريين من أن يمثل دواعش ليبيا تهديدا للحدود، رغم توجيه ضربات بالطائرات الحربية المصرية لمواقع التنظيم في درنة ردا على قيامه حينذاك بذبح 21 مصريا في سرت التي كان قد بدأ ينشط فيها. الطريق الذي فشل «داعش درنة» في اجتيازه إلى الشرق، يعرف باسم «الطريق الساحلي». وذبح فيه قبل شهرين خمسة صحافيين، أربعة ليبيين ومصري، وقتل أعداد غير معروفة من المواطنين العاديين.
أما الطريق الثانية فهي الطريق الدولية الجنوبية، وتصل مباشرة إجدابيا بطبرق دون المرور على أي عوائق تذكر، لا مدن ولا بوابات أمنية مجهزة. لكن فرقة التباوي تقدمت وتمركزت غرب مدينة إجدابيا قبل أيام، لمواجهة أي تحرك مفاجئ من «داعش» الذي يسعى لاقتحام المدينة التي تمثل بداية الوصول للطريق الدولية الجنوبية. ومع ذلك تمكن التنظيم من إحداث بعض الخروقات. هجم على بوابة من البوابات الهشة التابعة للجيش هناك وتقع في المنتصف أي على بعد نحو 200 كيلومتر شرق إجدابيا، وقتل فيها أربعة جنود ليبيين قبل أسبوعين. وتقول المصادر الأمنية إن «داعش» لو سيطر على الطريق الجنوبية، سيتمكن من الوصول إلى طبرق بسهولة، وعندها سيمثل تهديدا للبرلمان وللحدود مع مصر. وقبل أن يختفي مستشارو الجيش بسياراتهم، يشير عبد الكريم بعلامة النصر ويعدل من وضع نظارته الطبية، ويختفي وراء سحب الغبار، للمرور على نقطة أخرى من النقاط المرابطة على الجبهة الشرقية لسرت.

مالي_الفشل يخيم على اتفاق الجزائر للسلام في مالي

وكالات: تسعى الجزائر إلى إنقاذ اتفاق السلام الموقع بين أطراف النزاع في مالي، من خلال شروعها في ربط اتصالات مع ممثلين عن جماعات الطوارق ومسؤولين في الحكومة، بهدف تفادي توتر الوضع أكثر وتأزمه، بما يهدد بالنسف التام لاتفاق السلام، الذي لعبت الجزائر فيه دور الوسيط. حتى تمكنت من إقناع كل الأطراف بالتوقيع على اتفاق السلام، لكن الاضطرابات سرعان ما عادت إلى شمال مالي. وزيارة الرئيس المالي ابراهيم بوبكر كيتا الجزائر بدعوة من الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة بدأت يوم 30 أغسطس الجاري حتى يوم غد 1 سبتمبر القادم. وتهدف الزيارة إلى التشاور حول كيفية تنفيذ اتفاق الجزائر للسلم والمصالحة المالية حماية لأمن الجيران والمنطقة عموما من تبعات استشراء العنف بمالي. ويقدر الملاحظون أن هذه الزيارة ستكون بهدف الضغط على الجارة المالية لتقديم خيارات عملية أكثر وتكون كفيلة بوقف الاقتتال الداخلي في مالي، ولدفع الرئيس كيتا إلى الحد من عمليات المليشيات الموالية له والتي تساهم إلى حد ما في تفجير الوضع في كل مناسبة مع الطوارق.
ونص الاتفاق الذي تم توقيعه في باماكو ورعته الجزائر لمدة قاربت السنة رسميا، بالإضافة إلى فترة طويلة من الاتصالات السرية، على إنشاء مجالس محلية بصلاحيات واسعة ومنتخبة بالاقتراع العام والمباشر، وعلى ضم الأجهزة الأمنية في البلاد لأعداد كبيرة من الطوارق. ولم يمنح الاتفاق الاستقلال الذاتي أو نظاما فيدراليا لشمال المالي كما كان يطالب بذلك الطوارق. كما أن الاتفاق لم يلبّ مطلب "التنسيقية" الأساسي بالاعتراف بتسمية “أزواد” التي يطلقها الطوارق على منطقة الشمال. لكن الحكومة المركزية التزمت باحترام التنوع العرقي والثقافي لمنطقة الشمال وخصوصياتها الجغرافية والاجتماعية. وتواجه الحدود الجزائرية مخاطر تفاقم عملية تسلل المجموعات الإرهابية القادمة من مالي إلى مناطقها في حال تواصل العنف الداخلي بين الطرفين؛ لذلك يرى المحللون أن الجزائر التي تعيش على وقع تهديدات إرهابية متفرقة من الداخل والخارج لا سيما على الشريطين الحدوديين مع تونس وليبيا، لن تسمح بفتح بؤرة إرهاب جديدة من جهة مالي التي تدرك جيدا أن استفحال العنف فيها يشكل تهديدا أكبر من الذي تشكله كل من تونس وليبيا.
ويضيفون أن المجموعات المتطرفة التي تترصد لا فقط بالجزائر، بل ودول الجوار المغاربي أيضا، كثيرة ومتنوعة على غرار تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، وجند الخلافة في أرض الجزائر المنشق عن القاعدة في المغرب الإسلامي، والموقعون وغيرها من التنظيمات المتمركزة في الداخل أو في الجوار. وكانت مليشيات الأزواد "الطوارق" وجماعات غاتيا، الموالية للحكومة المالية، خرقت اتفاق السلام بعد تبادلها لإطلاق النار الخفيف والثقيل في منطقة أماسين جنوبي مدينة كيدال، في أقصى الشمال الشرقي، معقل قيادة تنسيقية أزواد، مع تواصل المناوشات بين الجانبين بين الحين والآخر. وفي الأثناء يلوح الطرفان بتمسكهما بخيار السلام كحل بديل ودائم، ولكن دون أن يتم التوقف عن التقاتل بينهما. وسقط شمال مالي، في مارس من العام 2012، تحت سيطرة التنظيمات الجهادية المرتبطة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، التي طردت الجيش المالي بسرعة كبيرة وأقرت الحكم بالشريعة الإسلامية في كبرى مدن الشمال، خصوصا في تومبوكتو. وتصاعدت المخاوف الدولية من تحوّل شمال مالي إلى قاعدة قوية للتنظيمات الجهادية تهدد دول منطقة الساحل، من ليبيا إلى الجزائر مرورا بموريتانيا والنيجر ونيجيريا. ما دفع بفرنسا إلى التدخل العاجل وإطلاق عملية "سرفال" بدعم من الأمم المتحدة، وهي العملية التي نجحت إلى حد كبير في إبعاد التنظيمات الجهادية عن الشمال وتشتيت شملها. إلا أن الخلايا الجهادية لا تزال تنشط في المنطقة وتقوم بعمليات عسكرية من حين لآخر على الرغم من أن القوات الفرنسية نجحت في اغتيال عدد من القيادات الجهادية البارزة عبر عمليات نوعية للقوات الخاصة والطائرات من دون طيار.

ليبيا_تونس_الجهاديون يسعون لنقل معسكرات التدريب من ليبيا إلى تونس

العرب اللندنيةكشفت السلطات الأمنية التونسية عن أكبر معسكر لتدريب الجهاديين أقامته "كتيبة عقبة بن نافع" في جبال محافظة الكاف، شمال غرب البلاد، والتي تتخذ منها الجماعات الجهادية معقلا لها ما بدا مؤشرا على أن الخلايا الجهادية التي تلقت خلال الأسابيع الماضية ضربات موجعة من الأجهزة الأمنية تسعى إلى نقل معسكرات تدريب التونسيين التي تقع في الصحراء الليبية إلى داخل تونس. وأكدت مصادر أمنية أن وحدة مكافحة الإرهاب تمكنت من اكتشاف أكبر معسكر لتدريب الجهاديين في سلسلة جبل ورغة التابع لمحافظة الكاف أقصى شمال غرب البلاد وذلك بعد توفر معلومات استخباراتية تؤكد وجود عناصر جهادية في المنطقة الجبلية، فقامت بزرع مخبر أمني تولى مراقبة المكان ليكتشف "أكبر معسكر" لتدريب الجهاديين على فنون القتال وكيفية القيام بهجمات على مؤسسات الدولة والمنشآت الحيوية. وعثرت الأجهزة الأمنية داخل المعسكر على أسلحة ومعدات ومجموعة من المنشورات التكفيرية وكمية من المؤونة الغذائية وخيما تم صنعها بقطع من الأقمشة البالية، وتم أيضا العثور على أوكار يستعملها الجهاديون لحراسة المعسكر والاختفاء داخلها في صورة أيّ هجوم عليها من قبل قوات الأمن. 
وهذه المرة الأولى التي تعلن فيها الأجهزة الأمنية عن اكتشاف معسكر لتدريب الجهاديين داخل الأراضي التونسية، حيث كانت تؤكد بأن الجهاديين يتسللون إلى ليبيا أين يتلقون تدريبات في معسكرات تقع في الصحراء يشرف عليها سيف الله بن حسين أمير تنظيم أنصار الشريعة المصنف تنظيما إرهابيا ثم يعودون إلى تونس للقيام بهجمات مستفيدين من حالة الانفلات الأمني التي يشهدها الشريط الحدودي الجنوبي مع الجارة ليبيا. وعلى الرغم من إقرارها بأن الجبال المحاذية للحدود مع الجزائر باتت معاقل للجماعات الجهادية وفي مقدمتها كتيبة عقبة بن نافع التي كانت بايعت في وقت سابق تنظيم الدولة الإسلامية، فقد أشّر اكتشاف أكبر معسكر على أن السلطات الأمنية نجحت في إحباط مخطط خطير يهدف إلى نقل معسكرات تدريب الجهاديين التونسيين من ليبيا إلى داخل تونس. وتبنت كتيبة عقبة بن نافع أغلب الهجمات التي حدثت في تونس وفي مقدمتها هجوم استهدف في مارس الماضي المتحف الأثري بباردو بالعاصمة خلّف 70 ضحية بين قتيل وجريح أغلبهم من السياح الأجانب، كما تبنّت الكتيبة هجوما على فندق بمدينة سوسة السياحية في جوان الماضي راح ضحيته 38 قتيلا و30 جريحا من السياح الأجانب.
وأكد مصدر أمني أن وحدة مكافحة الإرهاب قامت بالتنسيق مع وحدات الجيش أثناء مهاجمة معسكر التدريب والإطاحة بالعناصر الجهادية بعد أن وضعت كمينا محكما قبل قيام أعوان وضباط من قوات الأمن بارتداء ملابس عسكرية والتسلل إلى مركز التدريب الذي يقع في تضاريس وعرة. وأظهرت التحقيقات أن "أمير" الجهاديين يحمل الجنسية الجزائرية ويدعى "أبو أنس الجزائري" كان تسلل منذ أواخر عام 2012 إلى سلسلة جبال الشعانبي رفقة لقمان أبو صخر أمير كتيبة عقبة بن نافع الذي قتل خلال الفترة الماضية من قبل قوات الأمن التونسية. وتعتبر خلية "أبو أنس الجزائري" من أخطر الخلايا التابعة لكتيبة عقبة بن نافع المتحصنة بمرتفعات الجبال داخل محافظتي الكاف وجندوبة شمال غرب البلاد لكونها تمتلك كميات هامة من الأسلحة تحصلت عليها من خلال التنسيق مع شبكات التهريب عبر الحدود الجزائرية. وتقول السلطات الأمنية إن من أشد التنظيمات الجهادية التي تشكل خطرا على البلاد هي "جماعة الولاء لتنظيم الدولة" التي تتخذ من مرتفعات سلسلة الجبال المحاذية للحدود مع الجزائر معقلا لها، كما أكدت السلطات الأمنية نجاحها خلال الشهرين الماضيين في تفكيك 15 خلية جهادية تابعة لتلك التنظيمات. وتقود وحدات الجيش وقوات الأمن “خطة منسقة" لمحاصرة الجماعات الجهادية لتنظيم الدولة المتحصنة بمرتفعات جبال الشعانبي للحيلولة دون فتح قنوات اتصال وإسناد لوجستي وإمداد بالسلاح مع قيادات التنظيم في ليبيا.
يذكر أن السلطات الأمنية التونسية كثفت خلال الأشهر الماضية من جهودها لمكافحة الجماعات الجهادية وقادت تلك الجهود إلى تفكيك العشرات من الخلايا وضيّقت عليها الخناق ما دفعها إلى التسلل من داخل المدن باتجاه الأرياف فيما تم إيقاف أكثر من 1000 عنصر جهادي منذ الهجوم على متحف باردو. ويحظى تنظيم الدولة الإسلامية بتعاطف الآلاف من الشباب التونسي، حيث أعلنت السلطات الأمنية بداية عام 2015 أنها منعت 15000 شاب وفتاة من السفر إلى سوريا للالتحاق بمقاتلي التنظيم الجهادي. كما أقرت السلطات الأمنية في وقت سابق بأن أكثر من 500 جهادي كانوا يقاتلون في صفوف تنظيم الدولة عادوا إلى تونس ونظموا صفوفهم في إطار خلايا متوثبة لتنفيذ هجمات تستهدف مؤسسات الدولة. وعقب هجوم سوسة أقرت السلطات بأن الهجوم كان"ضربة في الصميم واستهدافا للدولة المدنية التي باتت مهددة في كيانها بحال تواصل الهجمات". وأعلن الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي آنذاك أن "تونس في حالة حرب مع الإرهاب" وأعلن حزمة من الإجراءات منها فرض حالة الطوارئ. وإزاء ارتفاع منسوب مخاطر الأوضاع في ليبيا على أمنها، شرعت تونس في إنجاز منظومة وقائية تمتد على طول الشريط الحدودي الجنوبي الشرقي مع ليبيا لوقف تسلل الجهاديين إلى داخل البلاد تشمل خنادق وسواتر رملية ومنظومة مراقبة إلكترونية.

لبنان_قلق داخل حزب الله من أن تضحي به إيران

وكالات: كشفت مصادر سياسية لبنانية أن حزب الله يمرّ حاليا بمرحلة حرجة جعلته يطرح على نفسه تساؤلات حول مستقبله. وقالت هذه المصادر إنّ ما حمل الحزب على طرح مثل هذه التساؤلات، تسليم الأمن اللبناني في أواخر شهر اغسطس السعودي أحمد إبراهيم المغسل إلى السلطات السعودية. وذكرت هذه المصادر أنّ عملية التسليم ما كانت لتتمّ لولا التواطؤ الإيراني مع الأمن اللبناني، مشيرة إلى أن المغسل كان في طريق عودته من طهران إلى بيروت في طائرة ركاب إيرانية عندما أوقف في المطار وسلّم في اليوم التالي إلى السعوديين. وكان المواطن السعودي مطلوبا من بلاده في قضية تفجير الخبر في العام 1996. وذهب ضحية التفجير بواسطة شاحنة مفخّخة عدد كبير من العسكريين الأميركيين. إلى ذلك، كان المغسل، بين خمسة اشخاص، وضعوا على رأس قائمة المطلوبين من مكتب التحقيقات الأميركي "أف. بي. آي". وخصصت للقبض عليه جائزة قيمتها خمسة ملايين دولار.
ويعتبر المغسل من المطلوبين أميركيا الذين يعيشون في بيروت في حماية حزب الله وهو ضالع في عملية التفجير التي وقعت في الخبر والتي تقول مصادر أمنية لبنانية إنّه جرى الإعداد لها في مقام السيدة زينب قرب دمشق برعاية الحرس الثوري الإيراني وإشراف مباشر من عماد مغنية المسؤول عن العمليات الخارجية في حزب الله الذي اغتيل في دمشق في فبراير من العام 2008. وأوضحت هذه المصادر الأمنية أن ما يثير تساؤلات لدى حزب الله في شأن مستقبله وموقعه في الأجندة الإقليمية لإيران، تقليص طهران من دعمها المالي للحزب. ويأتي هذا التقليص في وقت يواجه الحزب أعباء مالية أكبر في ظلّ تورطه في الحرب الدائرة في سوريا إلى جانب نظام بشّار الأسد. وقالت المصادر اللبنانية إنّه كان ملفتا أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الذي زار بيروت قبل بضعة أسابيع، مباشرة بعد توقيع إيران على الاتفاق النووي مع مجموعة الخمسة زائد واحد، لم يزر قبر مغنية. وكانت زيارة القبر من بين التقاليد التي لم يحد عنها أي مسؤول ايراني زار بيروت بعد اغتيال مغنيّة.
وفسّر سياسي لبناني التصعيد الذي يمارسه حزب الله في وجه الحكومة اللبنانية في هذه المرحلة بأنّه محاولة مكشوفة للتغطية على حال الضعف التي يعاني منها. ولا تعود حال الضعف هذه إلى الأزمة المالية التي يعاني منها الحزب فحسب، بل إلى احتمال تغيّر طبيعة علاقته بطهران أيضا. وقال هذا السياسي إن الأمين العام للحزب حسن نصرالله حرص في أحد خطاباته الأخيرة على طمأنة جمهوره إلى أن إيران لا يمكن أن تتخلى عن حلفائها. لكنّ تسليم المغسل جاء لينفي هذا التأكيد كاشفا احتمال وجود صفقة أميركية ـ إيرانية على هامش الاتفاق النووي. وبموجب هذه الصفقة تتخلى إيران عن نشاطاتها الإرهابية مع ما يعنيه ذلك من قيود يتوجب على حزب الله التزامها من بينها تسليم مطلوبين في قضايا إرهاب موجودين تحت حمايته، فضلا عن توقف الحزب عن ممارسة أي نشاطات إرهابية داخل لبنان وخارجه. وفسّر السياسي اللبناني التطور المتمثل في تسليم المغسل إلى السعودية، بما يرضي الأميركيين أوّلا، بأن حزب الله صار أشبه بشركة كبيرة مفلسة مضطرة إلى تصفية نفسها بطريقة أو بأخرى. وخلص إلى أن ذلك لا يعني أن الحزب سيتخلى عن دوره بسهولة، خصوصا في لبنان حيث يعتقد أنّه على قاب قوسين أو أدنى من أن يكون المرجعية الأعلى في البلد الذي هو في واقع الحال تحت سيطرته.

مصر_مصر تجري الانتخابات البرلمانية على مرحلتين في أكتوبر ونوفمبر

وكالات: أعلنت اللجنة العليا للانتخابات في مصر اليوم الأحد أن انتخابات مجلس النواب ستجري على مرحلتين في شهري أكتوبر/ تشرين الأول ونوفمبر/ تشرين الثاني المقبلين. وقال رئيس اللجنة القاضي أيمن عباس في مؤتمر صحفي: "إن المرحلة الأولى ستجري للمصريين في الخارج يومي 17 و18 أكتوبر/ تشرين الأول وفي الداخل يومي 18 و19 من نفس الشهر". وأضاف عباس وهو رئيس محكمة استئناف القاهرة: "المرحلة الثانية ستجري في الخارج يومي 21 و22 نوفمبر/ تشرين الثاني وفي الداخل 22 و23 من الشهر نفسه". وقال عباس: "إن اللجنة وضعت الجدول الزمني الجديد للانتخابات بعد إدخال تعديلات على القوانين الثلاثة المتعلقة بالانتخابات وهي قانون تقسيم الدوائر وقانون مباشرة الحقوق السياسية وقانون مجلس النواب". وفي ظل غياب البرلمان استخدم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي سلطة التشريع لإجراء إصلاحات اقتصادية حظيت بإعجاب المستثمرين لكنه أصدر أيضاً تشريعات وصفها معارضون بأنها تقيد الحريات. وتقول الحكومة إنها ملتزمة بالديمقراطية. وتأمل الحكومة أن تسهم الانتخابات البرلمانية في تحقيق الاستقرار السياسي وجذب الاستثمارات الأجنبية بعد أربع سنوات من الاضطراب. وكان مقرراً إجراء الانتخابات على مرحلتين في مارس/ آذار وأبريل/ نيسان الماضيين لكنها أرجئت بعد حكم بعدم دستورية مادة في أحد القوانين المتعلقة بالانتخابات.

المغرب_المغرب يراهن على مشاركة مكثفة للشباب في الانتخابات المحلية

العرب اللندنية: تأتي الانتخابات المحلية في المغرب في ظل تبني خيار الجهوية المتقدمة ووضع مستجدات قانونية فتحت اختصاصات موسعة للرئيس المنتخب والمجلس المحلي. وتطرح في هذا السياق إشكالية العزوف السياسي لدى الشباب خاصة في ظل الإحصائيات التي قدمتها مؤخرا المندوبية السامية للتخطيط، والتي تفيد بأن 70 بالمئة من الشباب لا يتفقون في جدوى العمل السياسي، و5 بالمئة يؤمنون بالعمل الحزبي، و1 بالمئة فقط يزاولون العمل السياسي من داخل الهيئات السياسية، بينما يشكل الشباب 40 بالمئة من الكتلة الناخبة. وفي إطار تشجيع الشباب على المشاركة في الانتخابات تصويتا، عمدت وزارة الداخلية إلى فتح آجال جديدة انتهت ليلة 19 أوت الجاري، حيث أشارت الأرقام الرسمية إلى تجاوز عدد المسجلين الجدد لرقم مليون و100 ألف شخص، فيما تشير الأرقام العامة إلى أن العدد الإجمالي للمسجلين المغاربة، بمن فيهم حوالي 12 مليونا من المسجلين منذ آخر استحقاق انتخابي لسنة 2011، وصلت إلى حدود 15 مليون شخص. وفي هذا الصدد، قال كمال الحبيب المنسق الوطني للنسيج الجمعوي لرصد الانتخابات، في تصريحات لـ"العرب" إن "المشاركة السياسية للشباب نعتبرها من الرهانات الأساسية والجوهرية، كما يجب أن تأخذ اهتماما من قبل الدولة أولا ومن الفاعلين السياسيين والأحزاب السياسية". وأضاف الحبيب أن "العزوف السياسي للشباب أصبح واقعا رغم أن دستور 2011، عزز مكانة الشباب لانخراطه في قضايا الشأن العام". وأشار المنسق الوطني للنسيج الجمعوي لرصد الانتخابات، إلى أن هناك العديد من التحديات التي ما تزال تقف عائقا أمام المشاركة الفاعلة والمؤثرة للشباب داخل الأحزاب السياسية والمنظمات الشبابية كغياب الديمقراطية الداخلية وحرية الرأي والتعبير وهيمنة العلاقات الأسرية والعائلية داخلها وتردي الخطاب السياسي عند بعض زعمائها.
من جهته أكد محمد الطاهر أبوزيد عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في تصريحات لـ"العرب" أن "مشاركة الشباب في العمل السياسي ترشيحا وتصويتا ومساهمة واعية في العملية الديمقراطية من الضرورات الملحة التي مافتئت الدولة تحث عليها بحيث لم تعد ترفا سياسيا بل مطلبا مجتمعيا لما تشكله الفئات الشابة من تمثيلية وازنة في المجتمع وقدرة كبيرة على العطاء والتقدم باقترحات وحلول مجدية". وأضاف أبوزيد أن "حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية واع تمام الوعي بهذا الرهان على الشباب وقد كنا من الأحزاب القليلة التي سنت تمييزا إيجابيا داخل أجهزتها لتمثيل الشباب بنسبة مهمة بهدف تشبيب الحزب وضخ دماء جديدة داخل هياكله، وما لوائح مرشحات ومرشحي الحزب للاستحقاقات الجماعية و الجهوية الحالية إلا دليل على اهتمام الحزب بالشباب وعمله على تمكين هذه الفئة من الترشح في كل الجهات والأقاليم والمقاطعات". ومع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية الجماعية والجهوية، أطلق مجموعة من رواد موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك حملة تحسيسية تحت شعار “نصوت لكن بشرط”. وتقول الصفحة الفايسبوكية، التي أنشأتها حركة شبابية، إنها تسعى إلى خلق جسر تواصل جديد بين المواطن المغربي والهيئات السياسية المنتخبة من أجل وضع ميثاق شرف منظم للتفاعلات السياسية وضامن لعودة المصوت. ومن بين أهداف هذه الحملة إرجاع الثقة بين الشباب المغربي والفاعل السياسي، وتشجيعه على الانخراط في العمل السياسي عن قناعة، إلى جانب توعية المواطن المغربي بضرورة فهم وتمحيص البرامج الانتخابية قبل التصويت، والحد من ظاهرة الرشوة أثناء الفترات الانتخابية. وزاد القائمون على الصفحة الفايسبوكية، التي تحمل عنوان "نصوت لكن بشرط"، أن شروط الحركة الشبابية من أجل التصويت تتجلى في فرض ضمانات قانونية واقعية ومنطقية، تضمن محاسبة المنتخبين بعد انتخابهم إن لم يقوموا بما وعدوا به.

ليبيا_داعش_داعش ليبيا يحاول السيطرة على طريق دولي يصل إلى حدود مصر

صحيفة الشرق الأوسطكشفت جولة خاطفة لـ«الشرق الأوسط» في شرق ليبيا عن أمرين محيرين لدى كثير من أهل هذا البلد الذي يتجه نحو المجهول. ضابط عجوز كان يتكأ على صندوق سيارة عسكرية مرابطة هنا لخصهما بتنامي «داعش» في مدينة سرت في الشهور الثلاثة الأخيرة.. والسر وراء الأهمية التي أصبحت عليها الطريق الدولية الجنوبية المهجورة والواصلة بين بلدة إجدابيا، وطبرق، وهي مدينة تبعد عن حدود مصر بنحو 150 كيلومترا فقط. كان الضابط ويدعى حسين التباوي مقاتلا شرسا في شبابه أثناء حرب تشاد في ثمانينات القرن الماضي. قال جنودٌ تدربوا حديثا للحاق بحرب الجيش ضد المتطرفين إن لدى التباوي، أسمر البشرة، قدرة فريدة على حل الألغاز. قالوا ذلك وهم يمزحون. ثم، بعد أن ضحك الجميع، خيم القلق والانتظار على الفرقة المرابطة غرب بلدة إجدابيا.. نحو ثلاثين جنديا بأسلحة معظمها من نوع كلاشنيكوف، وسبع سيارات عسكرية (ربع نقل) مربوط فوق كل منها مدفع من عيار 14.5 مم، أو 23 مم. إمكانات ضعيفة والإصبع على الزناد. والعيون لا تنام.
ويقر الجميع بأن التباوي ضابط محنك وله احترام خاص. فوق شاربه الأبيض خطان أصفران من التبغ. لا تنطفئ السيجارة بين أصابعه وهو يقف على جبهة جديدة انفتحت أمام القوات المسلحة وقائدها الفريق أول خليفة حفتر. الضباط وجنودهم، رغم الاقتصاد في استخدام الذخيرة، بسبب الحظر الدولي على توريد السلاح لليبيا، ما زالت لديهم روح الفكاهة الممزوجة بالرغبة في الاستماع إلى قصص التباوي وما فيها من بطولات جرت قبل ربع قرن في الحرب ضد الفرنسيين في تشاد. وبسبب شح العتاد العسكري هنا يستخدم تسعة على الأقل من جنود الفرقة أسلحة كان يستخدمها الجيش قبل ثلاثين سنة. وهناك خمسة آخرون معهم أسلحة تعود للحرب العالمية الثانية. يأتي وقت الجد فيقول التباوي في ثقة: «سننتصر على الإرهاب حتى لو رفض العالم مساعدتنا. وفي المقابل يقول القادة العسكريون إن عدد مقاتلي (داعش) في سرت قد يزيد على ألفين أكثرهم ليبيون وتوانسة ومصريون. ويمتلك التنظيم أسلحة حديثة وبنادق قنص بعيدة المدى من نوع (إف إن)، وقذائف صاروخية وإذاعة محلية يبث فيها خطبه وفتاويه».
من المنظار المكبر تستطيع أن ترى تحركات آليات التنظيم في الجانب الصحراوي الشرقي من سرت. يفصل عن فرقة التباوي وأول خط للمواجهة مع «داعش» نحو خمسة كيلومترات. في الظهيرة حرٌّ وغبار يسد الأنوف. وصلت سيارات مدنية جرى تعديلها لتكون صالحة لخوض المعارك وتعضيد الفرقة. نزل من السيارة الأمامية وسط سحابة تراب، أحد مستشاري الجيش، بنظارته الطبية الكبيرة التي تغطي نصف وجهه. لقد درس وأقام لسنوات في الولايات المتحدة الأميركية، والآن يبدو مغبرا في بنطلونه الجينز كأنه خارج من فيلم من أفلام الصحراء. ومن السيارات الأخرى نزل سبعة من المتطوعين الجدد. وبعد شرب الشاي أعاد جندي متحمس من قبيلة رئيس البرلمان، عقيلة صالح، وهي قبيلة العبيدي، طرح نفس الأسئلة التي أجاب عنهما التباوي منذ قليل عن تحولات «داعش». بدأ مستشار الجيش، صلاح الدين عبد الكريم، شرح الوضع على الأرض وكيف أنه لا بد من هزيمة المتطرفين في نهاية المطاف، رغم قلة السلاح والذخيرة و«التآمر الدولي على ليبيا».
حل الألغاز الخاصة بتحركات «داعش»، باختصار، هو أن التنظيم يعمل على تغيير تكتيكاته، وكأنه يستعين بخبراء أجانب، لمواجهة الجيش، ولهذا لجأ إلى سرت محاولاً إغراء العاطلين من غرب البلاد وشرقها بالانضمام إليه، ويعدهم، عبر الإذاعة المحلية، بحصص مالية من البترول في حال تمكن من بيعه في السوق السوداء. من سرت أيضا يريد التنظيم أن يضرب ضربته في طبرق عبر الطريق الدولي الجنوبي، ومنها يكون على بعد رمية حجر من حدود مصر.لكن الدكتور عبد الكريم يؤكد في رده على أسئلة لـ«الشرق الأوسط» أن الجيش رغم كل شيء سينتصر، مشيرا إلى أن الدواعش الذين انتشروا فجأة في سرت جاءوا من عدة مناطق في محاولة منهم للتجمع عقب خسائرهم في درنة. ويمكن هنا أن تفهم أن من بين الأسباب وراء اختيار «داعش» للتمركز في سرت، وفقا للمصادر العسكرية، خلو المدينة تقريبا من السلاح. فقد شهدت سرت التي كان يتحصن فيها معمر القذافي حتى مقتله في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2011، معارك طاحنة جرى خلالها نزع أسلحة القبائل التي كانت ترفض الثورة ضده ومنها قبيلة القذافي نفسها. بالإضافة إلى فرار الكثير من أبناء المدينة ممن كانوا يعملون في الجيش أو في اللجان الثورية (الجهاز الأمني للقذافي)، عقب انهيار النظام السابق.
بالإضافة إلى هذه الأرضية، تتميز سرت بوجود ميناء بحري وآخر جوي هو مطار القرضابية. يقول عبد الكريم إن «هناك سفن تأتي من البحر المتوسط وترسو في ميناء مدينة مصراتة البحري، وهي مدينة خارجة عن سلطة الدولة، ثم تقوم مراكب صغيرة بنقل المقاتلين الأجانب والأسلحة إلى ميناء سرت، رغم ما يقع من مواجهات بين عناصر من (داعش) وقوات محسوبة على مصراتة بين وقت وآخر». اليوم يبدو أن «داعش» ليبيا يشعر بأنه قادر على التهديد. توعد أواخر الشهر الماضي السلطات المصرية التي تخوض هي الأخرى حربا شرسة ضد فرع التنظيم في سيناء. وتوعد حفتر أيضا. وقام خلال ذلك بتعليق ضحاياه على أعمدة الكهرباء في طرقات سرت، بعد قتلهم بوحشية. لهذا اتجهت أنظار الليبيين لتتبع تحركات «داعش سرت» ومحاولاته الأخيرة للسيطرة على النفط وعلى الطريق الدولية الجنوبية المعروفة باسم «أجدابيا - طبرق»، وهي طريق إسفلتية تمتد بطول نحو 400 كيلومتر، وأصبحت مهجورة بعد أحداث 2011 بسبب سطوة الميليشيات وقطاع الطرق عليها.
ويوجد في شمال ليبيا من ناحية الشرق طريقان سريعان يربطان وسط البلاد والحدود المصرية. ظل التنظيم المتطرف، حين كان يتحصن في درنة، يبحث عن وسيلة للوصول إلى مدينة طبرق التي تقع بالقرب من الحدود مع مصر، إلا أن هذه المحاولات باءت بالفشل بسبب قوة القبائل المسيطرة على المدينة التي يعقد فيها البرلمان جلساته. وشارك دواعش مصريون وتونسيون في تفجيرات في مدن مجاورة لدرنة منها طبرق نفسها والقبة والبيضاء التي توجد فيها الحكومة الشرعية برئاسة عبد الله الثني. في ذلك الوقت كثر الحديث عن «جيش مصر الحر». وحتى مايو (أيار) الماضي، كانت هناك مخاوف بين المصريين من أن يمثل دواعش ليبيا تهديدا للحدود، رغم توجيه ضربات بالطائرات الحربية المصرية لمواقع التنظيم في درنة ردا على قيامه حينذاك بذبح 21 مصريا في سرت التي كان قد بدأ ينشط فيها. الطريق الذي فشل «داعش درنة» في اجتيازه إلى الشرق، يعرف باسم «الطريق الساحلي». وذبح فيه قبل شهرين خمسة صحافيين، أربعة ليبيين ومصري، وقتل أعداد غير معروفة من المواطنين العاديين.
أما الطريق الثانية فهي الطريق الدولية الجنوبية، وتصل مباشرة إجدابيا بطبرق دون المرور على أي عوائق تذكر، لا مدن ولا بوابات أمنية مجهزة. لكن فرقة التباوي تقدمت وتمركزت غرب مدينة إجدابيا قبل أيام، لمواجهة أي تحرك مفاجئ من «داعش» الذي يسعى لاقتحام المدينة التي تمثل بداية الوصول للطريق الدولية الجنوبية. ومع ذلك تمكن التنظيم من إحداث بعض الخروقات. هجم على بوابة من البوابات الهشة التابعة للجيش هناك وتقع في المنتصف أي على بعد نحو 200 كيلومتر شرق إجدابيا، وقتل فيها أربعة جنود ليبيين قبل أسبوعين. وتقول المصادر الأمنية إن «داعش» لو سيطر على الطريق الجنوبية، سيتمكن من الوصول إلى طبرق بسهولة، وعندها سيمثل تهديدا للبرلمان وللحدود مع مصر. وقبل أن يختفي مستشارو الجيش بسياراتهم، يشير عبد الكريم بعلامة النصر ويعدل من وضع نظارته الطبية، ويختفي وراء سحب الغبار، للمرور على نقطة أخرى من النقاط المرابطة على الجبهة الشرقية لسرت.

اوروبا_خطر تسلل متشددين وسط اللاجئين إلى أوروبا - مخاوف مبررة؟

دويتشه فيله: وسط تدفق آلاف اللاجئين من العالم العربي خصوصا نحو أوروبا عبر طرق غير نظامية تثور المخاوف من أن يستغل المتشددون هذه الظروف ويتسللون داخل موجات المهاجرين ليشكلوا فيما بعد خطرا أمنيا على أوروبا، فما مدى واقعية هذه المخاوف؟ ذكرت وكالة "فرونتكس" المسؤولة عن إدارة الحدود في الاتحاد الاوروبي أن أكثر من ثلث مليون مهاجر ولاجيء دخلوا الاتحاد الأوروبي هذا العام أغلبهم عن طريق ايطاليا واليونان والمجر بنهاية شهر يوليو تموز. وتقضي اتفاقية شنغن بأن أي وافد جديد إلى دول أوروبا الموقعة على الاتفاقية من حقه السفر عبر 26 دولة دون قيد أو شرط. ومع تدفق الوافدين إلى أوروبا من دول مثل سوريا والعراق، حيث يوجد تنظيم "الدولة الإسلامية" (المعروف إعلاميا بداعش) أصدرت أحزاب مناهضة للهجرة مثل رابطة الشمال في ايطاليا وحزب الاستقلال في بريطانيا تحذيرات شديدة من خطر تسلل متشددين بين المهاجرين. بل إن ينس شتولتنبرغ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي قال للصحفيين في مايو/ أيار "بالطبع إحدى المشاكل أنه ربما يكون هناك مقاتلون أجانب. ربما يحاول إرهابيون الاختباء... للاندماج بين المهاجرين."

لكن خبراء أمنيين أوربيين قللوا من إمكانية تسلل مقاتلين تابعين لتنظيم "الدولة الإسلامية" وسط موجات اللاجئين القادمين إلى أوروبا من سوريا والعراق. وقال كلود مونيكيه ضابط المخابرات الفرنسي السابق الذي يرأس المركز الأوروبي للاستخبارات الاستراتيجية والأمن في بروكسل "لا حاجة بالدولة الإسلامية لتصدير مقاتلين إلى أوروبا لأنها تستورد المقاتلين من أوروبا." وأضاف المسؤول الأوروبي "يوجد من خمسة إلى ستة آلاف أوروبي إما موجودون في سوريا أو زاروها وغيرهم يرحلون (إليها) طوال الوقت. لذلك فمن الصعب تبين الميزة التي تجعل الدولة الإسلامية تصدر السوريين أو العراقيين الذين يتكلمون العربية ويعرفون العراق وسوريا والذين تحتاج إليهم هناك."
المقاتلون الأوربيون وصعوبة العودة
أما بالنسبة للمقاتلين الأوروبيين، الذي تدربوا وقاتلوا في العراق أو في سوريا ويريدون العودة إلى بلادهم خلسة دون أن يكتشف أحد أمرهم؛ ففكرة الاختباء بين مجموعات كبيرة من المهاجرين قد تبدو مغرية بعض الشيء. لكن المخاطر كبيرة. فقد لقي ما يقرب من 3600 شخص حتفهم وهم يحاولون الوصول إلى إيطاليا واليونان وأسبانيا عن طريق البحر خلال الاثني عشر شهرا الأخيرة حسب بيانات المنظمة الدولية للهجرة حتى قبل أنباء غرق سفينة أخرى قبالة الساحل الليبي يوم الخميس الماضي واكتشاف جثث 71 لاجيء في شاحنة بالنمسا. كما أن من يكملون الرحلة إلى أوروبا يواجهون ظروفا مروعة في الطريق وكذلك احتمال اعتقالهم والتثبت من بياناتهم عند الوصول. وقال ماغنوس رانستورب مدير الأبحاث بمركز دراسات الأخطار المختلفة بكلية الدفاع الوطني السويدية "هذه طريقة معقدة للغاية لكي يصل بها الإرهابيون إلى الاتحاد الأوروبي. وهناك طرق أسهل كثيرا للتسلل إليه." ورغم كل ذلك فقد ألقت الشرطة الإيطالية في مايو/ أيار القبض على مغربي عمره 22 عاما اسمه عبد المجيد طويل تشتبه تونس أنه عضو في خلية من المتشددين الإسلاميين وراء هجوم أسفر عن مقتل 22 شخصا في متحف باردو في تونس في 18 مارس آذار. وتقول السلطات الايطالية إنه وصل إلى صقلية قبل ذلك بشهر بين مجموعة من المهاجرين على متن قارب انطلق من ليبيا وأنقذت البحرية الايطالية ركابه. ويقول طويل إنه بريء يخوض معركة قانونية حتى لا يتم تسليمه إلى تونس.
"الذئاب المنفردة" كافية
ثمة سبب آخر حسبما يقول الخبراء الأمنيون يجعل "الدولة الإسلامية" في غنى عن التفكير كثيرا في تهريب بعض الناس إلى أوروبا وهو أنه لا يوجد نقص في "الذئاب المنفردة" من المتشددين في أوروبا. فمن بروكسل وباريس إلى كوبنهاجن وقعت اعتداءات قاتلة منذ مايو أيار من العام الماضي ارتكبها أشخاص يعيشون في أوروبا ويمكنهم السفر بحرية عبر القارة الأوروبية. ويقول محققون إن الرجل الذي يتهمه مدعون فرنسيون "بالشروع في القتل بقصد الإرهاب" على ظهر قطار سريع يوم 21 أغسطس آب الجاري هو مغربي عاش على الأقل في خمس دول أوروبية رغم أنهم يظنون أيضا أنه سافر إلى سوريا عن طريق تركيا هذا العام. وقال رانستورب "إن عدد الناس الذين على اتصال بالدولة الإسلامية - لا الذين ذهبوا (إلى سوريا والعراق)، وإنما المتعاطفون، الذين قرروا التحرك (في أوروبا) - هو ما يبقي الأجهزة الأمنية على يقظتها في أوروبا." ويقول شيراز ماهر خبير التطرف في كينغز كوليدج في لندن إن فكرة استغلال تنظيم "الدولة الإسلامية" لأزمة الهجرة لتهريب عملاء إلى أوروبا ليست "مستحيلة" لكنه أضاف أن "ثمة عنصر باستغلال ذلك بطريقة شعبوية من جانب الساسة في تيار اليمين." وأضاف ماهر: "لا توجد حاجة ملحة لإرسال أشخاص الآن. وربما يتغير ذلك بمرور الوقت.