الأحد، 1 سبتمبر 2013

شهادتي حول لقائي بالسيد علي زيدان 24 اغسطس 2013

عندما التقيت  بالسيد علي زيدان على هامش مشاركته في مؤتمر القمة العربية الذي انعقد اخيرا في الدوحة ، دعاني لزيارته في طرابلس وبالفعل تم لقائي به في زيارتي الاخيرة في الطابق الخامس عشر في فندق كورينتيا  بتاريخ 24 اغسطس 2013  كان لقاء سريعا لم يتجاوز النصف ساعة  ، انتظرت لدقائق قبل ان التقيه في بهو واسع يوجد به بعض الشباب الذين على ما يبدو من ضمن فريق الرئيس .
كان السيد علي زيدان لطيفا كما عهدته ، استقبلني بحرارة وود ، ولكن ما لفت انتباهي انه كان اكثر اناقة مما كان ومما نراه في وسائل الاعلام .
  جلست معه في غرفة مخصصة للاجتماعات بها طاولة بيضاوية كبيرة حولها عدد كبير من الكراسي ..
بدأ الحديث بسؤاله عن اسرتي وعملي بالقناة ، بالمقابل سألته عن القناة الجديدة التي سمعنا  انه سيطلقها ، قال ان الحكومة بحاجة لمنبر اعلامي وخاصة انهم فشلوا في الحصول على قناة الوطنية لان الثوار  لن يخرجوا منها الى بعد دفع مبلغ مالي لهم ، سألته بدوري ولماذا لا تدفع لهم عوضا عن تأسيس قناة اخرى بتكلفة ايضا عالية ، باعتبار أن قناة الوطنية قناة جاهزة وبها من المقدرات  والمعدات ما يكفي لتشغيل قناتين ، وانا لا ارى مانعا من الدفع لهم ، فنحن في مرحلة يجب ان  نتجاوز العناد و نفاوض على مكاسب تبرز اهميتها على المدى البعيد  وانت رجل لا تنقصه الحكمة ، فرد قائلا انه لا يملك المال ، فلم اسأله بالطبع كيف ستؤسس قناة جديدة اذا؟؟
خلال حديثنا حول اهمية ان يكون للدولة قناة تخاطب بها مواطنيها دون وسطاء او قنوات اخرى مجهولة التمويل ، سألت السيد على زيدان عن اسباب ظهوره للأعلام وبهذا الشكل التقليدي والنمطي تحديدا عبر المؤتمرات الصحفية وتقريبا بنفس الخطاب المليء بالوعود والاماني ، فأجابني السيد زيدان ان الشعب الليبي يحب التكرار ، فاجأني هذا الرد ووجدت نفسي اقول له انت مخطئ استاذ علي ، يبدو انه لا يوجد لديك فريق لرصد الرأي العام ، فمن الواضح انك لا تعلم رأي الشارع بظهورك المتكرر للأعلام ، فاخبرني بان لديه ادارة للرصد ولكن يبدو ان من يعملون بها  كسالى.
واوضح لي انهم فشلوا في الحصول على كفاءات ليبية تساعدهم على ادارة العمل الاعلامي ، خاصة وان العزل طال الكثير منهم  فسألت : الا يوجد لديك مستشارين يبحثون لك عن كفاءات ويقومون باقتراحها عليك ، فرد قائلا ان كل اسم يقترحه لا ينال اعجابهم ، فعلقت قائلة يبدو ان الخلل في مستشاريك استاذ علي ، فطلب مني ان اقترح بعض الاسماء وذكرت له مجموعة اسماء من الشباب ، من بينها ربيع شرير وكانت صدمتي كبيرة عندما لم يتعرف عليه وقد قمت بذكر الاسم لأكثر من مرة ثم قمت بكتابته مع جملة الاسماء الاخرى في مذكرة صغيرة اخرجها من حقيبته الخاصة ، وقد اكدت عليه باني قد طرحت اسم ربيع مجازفة لأني اعلم جيدا بان ربيع يحبذ ان يكون بعيدا عن كل هذه الهيصة.
ولم نخرج اغلب حديثنا عن نفس السياق الذي دار في مجمله حول الاعلام ، حيث اقترحت عليه ان يستبدل ظهوره المتكرر في المؤتمرات الصحفية والتحدث عن ما تنجزه الحكومة ، بالخروج في زيارات ميدانية توضح  هذه الجهود بالصوت والصورة  ، خاصة وانه ذكر لي  ان العمل  الجاري على تطوير الامدادات الكهربائية وكذلك الاشغال المتواصلة على المجاري والصرف الصحي في المنطقة الشرقية وذكر على سبيل المثال اجدابيا وطبرق ، وتمنيت عليه ان يستبدل الجاكيت وربطة العنق بقميص بسيط يطوي اكمامه الى المرفقين .
هذا وقد سألته عن حالات الخطف المتكرر للنساء وحقيقتها وهل لديهم احصائيات وارقام دقيقة لهذه الحالات وكذلك الاغتيالات في كل نواحي ليبيا ، اجابني بأسى انه ليس بالإمكان في الوقت الحالي لانهم في حالة بحث عن وزير داخلية ، فطلبت منه ان يبحث عن وزير مجنون  لا يفكر مرتين قبل اخذ القرار ، وقلبه لا يخشى الخشية .
وبالعودة للحديث حول المؤتمرات الصحفية طلبت منه ان يكون هناك ناطقا باسم الحكومة يقوم بهذه المهام التي يقوم بها بنفسه ليتفرغ لمهام اخرى لها الاولوية ، مع التأكيد على خروجه المتواصل للناس بشكل اكثر تنظيما وصيغة اخرى مختلفة ، ولكنه ايضا اجابني بانه لم يجد حتى الان الشخص المناسب ، فتساءلت لما لا تكون امرأة واقترحت عليه مسئولة التواصل الاعلامي السيدة امل الجراري ، فكان رده غريبا حيث قال ، انهم لا يريدون امرأة شعرها مفتوح ، فسألته بديهيا من هم ، وظل سؤالي بدون اجابة.
اثر عودتي من اللقاء فكرت  أن الرئيس عندما يقول ان الشعب يحب التكرار فهو صادق لان هذا ما أخبره به مستشاريه وأيضا حينما يقول إنه لم يعثر عن وزير داخلية جيد  او كفاءات ليبية فهو صادق ، لان تقارير موظفيه ومن حوله تقول ذلك وهي بالطبع تقارير مقدسة .
في حقيقة الامر آلمني  أن الرئيس الصديق وإن اظهر ثقة كبيرة بالنفس ، قد بدا لي أنه في عزلة فرضها عليه مستشاريه او هو من فرضها على نفسه عندما سلم نفسه لهم .
قد يكون من الصعب معرفة متى ستاتي نقطة الانهيار ولكن بالإمكان القول ان الامور حاليا قد تجاوزت السيد زيدان وبدا جليا انه بعيد عن تقدير ما يجري حوله.
خلال حديثنا ذكر لي السيد علي انه متعب ويريد الاستقالة ولكنه سيؤجلها ، وبدوري طلبت منه ذلك ايضا ،،، ولكن بعد خروجي شعرت بالندم لأني لم اطلب منه ان يستقيل وان لم يكن طلبي ليصنع فرقا فالرجل قرر مسبقا تأجيلها ، فقد اردت صدقا ان لا يضيع فرصة ان يكون او رئيس ليبي يحصن نفسه بالعدل ويحتمي بالشعب.
هدى السراري 
 

هناك 9 تعليقات:

  1. شكرا استاذة هدي على هذا التقرير الرائع والذي يكشف حجم الازمة وعمق الهوة وتفسخ المشهد السياسي والترقب والانتظار الذي لا يأتي بغير الفواجع المرتقبة والنكسات المتوالية .. رئيس الوزراء يقول لا نملك المال لاقامة قناة فضائية واشخاص انجزوا العشرات ويطرحون اجنداتهم باسم الوطن .. والاداعة الوطنية سحبت من الحكومة .. والعجز ظاهر .. وتفكير في الاستقالة وتردد .. وليبيا بلغت الهاوية بعدما كانت تتجه نحوها ولم يتقدم احد لانقادها .. وااااسفاه

    ردحذف
  2. وضع نفسه في برج عاجي ، فهل هو مدركا لنفسه ام انه لم يدرك بعد ،. بالنسبة للتكرار فالغريب انه لازالت هناك سلطة تستعمل هذا الاساليب الغوبلزية في عصر ثورة الاتصالات

    ردحذف
  3. لن ينفع اي شخص، البطانة والقوة الخفية اقوى من الجميع...
    فلتيحا السلطات العليا!

    ردحذف
  4. لو كنت مكان السيد زيدان لكنت فكرت في النصائح التي أسديتها له, أحيانا لانرى الصورة بوضوح ونحن ذاخل الدائرة, ونحتاج من ان نستمع لمن يراها بوضوح أكثر. أحسنتي

    ردحذف
  5. ولان الشيء بالشيء يذكر ،فلقد انتهت فرحة العديد من الليبيين ، على نيل حكومة السيد "زيدان "للثقة ،بعد مخاض عسير وطويل ، وسيشهد الاربعاء القادم وقوف أعضاء الحكومة الليبية الجديدة لحلف اليمين الدستوري ليبدأ بعدها مباشرة عمل هذه الحكومة وممارسة نشاطها، لمدة سنة تقريبا ،ومواجهة المشاكل الاكبر من مشاكل الولايات المتحدة جمعاء. وفي رأيي بأن أهم عمل لهذه الحكومة هو محاولة ارساء ووضع أساس بغية بناء اقتصاد متطور قائم على تنفيذ اصلاحات اقتصادية واجتماعية لمعالجة حالة ليبيا الحالية "والتي لا أبالغ ان أنا وصفتها "بالفقر قياسا بالدول المالكة لثروات طبيعية مثلها ،بالإضافة الي تحسين نوعية نظام الادارة والخدمات العامة واعتماد سياسات للتنمية منها تحسين نظام الإدارة العامة في القطاع المالي، تعزيز قدرة مؤسسات الأعمال على المنافسة، و بسط اللامركزية في خدمات التعليم والرعاية الصحية من أجل تحسين نوعيتها وتركيزها على أكثر الفئات حرمانا. مع الالتزام الصارم باطر الانفاق. البعض سيقول ان الوضع الامني أهم وعنصر شرطي ،ومهمة أساسية للحكومة،والجواب نعم،ولكن حسب اعتقادي لن تكون مدة الحكومة كافية لحل هذا المشكل المستعصي ولأن كل القضايا تقريبا متشابكة مع المشكل سابق الذكر،فأن ليس بوسع الحكومة الا وضع اللبنات في هذه الفترة الزمنية القليلة...على الاقل حتى لا تأخذ صفة ( حكومة تسيير اعمال )،وكي تأتي الحكومة القادمة ،ولا تهدر الوقت في وضع الاساسات.
    من مقالة لي بجريدة الاحوال 12 نوفمبر 2012

    ردحذف
  6. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  7. الحكومة ستؤسس قناة ! و لا تملك المال لتعويض الثوار ! إدارة الرصد كسالي !انهم لا يريدون امرأة شعرها مفتوح !!! الشعب يحب التكرار ، في حالة بحث عن وزير داخلية !... ماذا بعد

    ردحذف
  8. الحقيقة أن السيد زيدان تسبب لنا في إحباط شديد.. لقد ثبت لنا بعد هذه التجربة أنه لم يكن يمتلك الشجاعة وروح التحدي التي ظننا أنه يمتلكهما.. فقد أذعن ورضخ لضغوط القوى المسيطرة ولم يحاول أن يواجهها بالقوة التي كان يمتلكها في البداية (قوة الشرعية)المدعومة شعبياً ودولياً.. ففقد عنصر القوة الوحيد الذي كان لديه (دعم الشعب) واضطر لمزيد التنازل.. وفقد كل قدرة على الفعل.. فصارت خياره بين أمرين أحلاهما مرّ:الاستقالة أو الفشل والسقوط المريع.

    ردحذف
  9. سيدو هدى هل يعقل ان يكون زيدان بهدة العقلية ان راى الشارع لا يوصل اليه و هل ان زيدان لا يعرف اسم ربيع اشرير .. الدولة تستطيع ان تملك كل شى فى ليبيا ان ارادت .. مشكلة تخبط على زيدان انه لم يعمل بستشارة من هم اصحاب المعرفة فى كل شى حتى فى الاعلام لمادا لم تسئلية سيدة هدى لمادا الناطق الرسمى بالحكومة السيد الشريف استقال ,, لمادا صفحة المكتب الاعلامى لرئيس الوزراء على المواقع تعمل ,,, لمادا يقوم بتسجيل بيان و هو فى الطائرة اثناء عودته من غات الى طرابلس و بعدها ينشر ,, ما اكثر الاعلاميين فى ليبيا ,, لكن السيد زيدان يريد من الاعلام ان يفتى بما يفتى به السلطان ..كدلك كوادر القناة الجديدة من اين سوف ياتى بهم اليس من الرسمية و الوطنية الدين لديهم خبرة مثل الفنين بكل شرائحهم

    ردحذف