الثلاثاء، 19 يناير 2016

ثقافة_دار الكتب في أبوظبي تصدر 'تاريخ المسلمين في إفريقية'

وكالات: أصدرت دار الكتب في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة كتاباً جديداً بعنوان "تاريخ المسلمين في إفريقية" من تأليف الباحثين تقي الدين الدوري وخولة شاكر الدجيلي. يحتوي الكتاب على مقدمة وثلاثة أبواب رئيسية ويتبع كل باب فصول فرعية متعددة، وقد تناولت هذه الدراسة المنطقة الساحلية الممتدة بين خط عرض 12 شمالا تقريبا وخط عرض 25,8 جنوبا، وهي التي تشمل منطقة شرق أفريقية، بحيث تضم بحسب المصطلح العصري كلا من الصومال، كينيا، تنزانيا، وموزنبيق، مع أهم الجزر الساحلية التي كانت مراكز إسلامية وتجارية فائقة الأهمية.
كما أن الفترة الزمنية التي يشملها البحث تمتد حتى نهاية القرن التاسع الهجري (الخامس عشر ميلادي)، وقد اضطر المؤلفان إلى توسيع فترة البحث الزمنية بسبب أنّ معالم الحضارة العربية الإسلامية واكتمال انتشار الإسلام كانا عملية طويلة الأمد استغرقت طوال هذه المدة، ذلك أنّ القرون الأولى للهجرة لم تكن كافية لقيام مدن مستقرة وحضارة راسخة. ومع ذلك فإنّ موضوع الدراسة في هذا الكتاب لا يتعلق بالمدى الزمني بقدر ما يتعلق بالتوصل إلى رسم الصورة الشاملة والنهائية لما أسفرت عنه مجهودات العرب الحضارية في الساحل، والتي بلغت أقصى مداها في القرن التاسع هجري/ 15 ميلادي، ومع ذلك قدمت هذه الدراسة المعلومات المتعلقة بالقرون الأولى، لأنها ضرورية لمعرفة الخلفية التي بنيت عليها الحضارة العربية الإسلامية في القرون التالية.
لقد عرف العرب الساحل الأفريقي الشرقي منذ قرون عديدة سبقت الميلاد بسبب مهارتهم في الملاحة البحرية، حيث اتصلوا بأهله، وعرفوا لغتهم، وأقاموا مراكز تجارية في الساحل لتسهيل معاملاتهم التجارية، وكان لحسن معاملتهم للسكان المحليين الأثر الفعال في تمتين علاقتهم معهم. وبظهور الإسلام في القرن السابع الميلادي وما صاحبه من حركة فتوحات واسعة تعرفت الشعوب الأفريقية على تعاليم الإسلام ومبادئه وعلى مكونات حضارية جديدة تمكنت من الدخول في صلبها والتلاقح معها لإنتاج حضارة متنوعة وثرية.
وكان لمكانة العرب الاجتماعية المرموقة في نفوس سكان الشمال الأفريقي وصدقهم وإخلاصهم الأثر الكبير في تقبل هؤلاء السكان الأصليين للإسلام كنمط حضاري جديد لهم. وشيئاً فشيئاً ازداد اهتمام مدن الساحل بالتجارة، فسيطرت على الطرق التجارية البحرية المعروفة آنذاك، واحتكرت تجارة المواد الثمينة التي تطلبها دول العالم المتمدن، مثل الذهب والعاج والحديد، وغيرها، فزادت غنى، وزادت الحضارة الإسلامية تطورا رسوخاً بين أهلها، وبدأت رقعتها بالاتساع تدريجياً نحو الداخل.
وقد أخذ طابع هجرة العرب المسلمين إلى إفريقيا شكل الاستقرار الدائم، ومن ثم تحولت مراكزهم التجارية المؤقتة إلى مراكز دائمة مستقرة، لعبت دورها في نشر الإسلام وأسس الحضارة العربية الإسلامية بين السكان المحليين الذين تقبلوها قبولا حسنا. إن أثر الحضارة العربية الإسلامية في الساحل الإفريقي الشرقي، له أثر كبير في خصائص الإسلام الفريدة في تقبله للآخر والتأقلم مع الخصائص الحضارية له مكـنته من البقاء والانتشار في مختلف المجتمعات التي حل فيها، حيث أسهم بشكل كبير في تطوير حضارتها.
إلا أن خصائص هذه المجتمعات أثرت بدورها على الحضارة العربية الإسلامية، مما أدى إلى ظهور مزيج فريد، يدل على مدى المرونة التي تمتع بها الإسلام، وهي التي مكـنته من معالجة الإختلافات في البيئات المحلية التي انتشر فيها. وتتولى هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، التي نشرت هذا الكتاب، حفظ وحماية تراث وثقافة إمارة أبوظبي والترويج لمقوماتها الثقافية ومنتجاتها السياحية وتأكيد مكانة الإمارة العالمية باعتبارها وجهة سياحية وثقافية مستدامة ومتميزة تثري حياة المجتمع والزوار.
كما تتولى الهيئة قيادة القطاع السياحي في الإمارة والترويج لها دولياً كوجهة سياحية من خلال تنفيذ العديد من الأنشطة والأعمال التي تستهدف استقطاب الزوار والمستثمرين. وترتكز سياسات عمل الهيئة وبرامجها على حفظ التراث والثقافة، وتدعم أنشطة الفنون الإبداعية والفعاليات الثقافية بما يسهم في إنتاج بيئة حيوية للفنون والثقافة ترتقي بمكانة التراث العربي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق