السبت، 19 ديسمبر 2015

ليبيا_أسرار اتفاق الصخيرات .. مؤشرات ومعطيات !!!

المختـار العربـي: منذ أن انتهت مراسم توقيع اتفاق الصخيرات الذي جمع بين الفرقاء الليبين، يبدو أن هناك ضبابية رافقت المشهد الاحتفالي وساهمت في خلق جو سلبي بعدم نشر نصوص الاتفاق بمواده الثمانين وملاحقه الستة التي تناولت قضايا مثل تعديل الاعلان الدستوري ومعالجة الأوضاع الأمنية والشؤون المالية للدولة، وهذا ساهم في تردد الكثير من المواطنين في تقبل الاعلان عن توقيع الاتفاق مع ما صاحبه من مواقف متناقضة للقيادات.
1- الاتفاق يعتبر معمولاً به منذ توقيعه، وليس هناك دور لمجلس النواب أو للمؤتمر الوطني العام في اعتماده من عدمه، وربما سيكون الذين ينفذونه غير الذين قاموا بالتوقيع عليه.
2- المجلس الرئاسي الذي شُكّل برئاسة السيد فائز السراج ونوابه الذين لم يتم تحديدهم رسمياً بشكل علني، ووزراء الدولة الثلاثة، قد كون بموجب الاتفاق للمباشرة فورا في إدارة أعمالهم واقتراح الوزراء خلال ثلاثين يوماً لاعتماد التشكيلة النهائية من مجلس النواب. 
3- حسب ما أعلن في الصخيرات وبالعودة إلى نصوص المسودة المعتمدة، فإن الحكومة ورئاستها تجتمع في العاصمة الليبية طرابلس أم أي "مدينة أخرى" من غير تحديد سواء أكانت  هذه المدينة الأخرى داخل ليبيا أم خارجها ، حيث يبدو من المتعذر أن تكون طرابلس مهيئة في وقت قريب لاستقبال الحكومة أو رئاستها فإن من أولى مهامها تحديد مكان عملها واجتماعاتها ، وهنا تبدو مدينة مصراتة الأقرب لأن تكون مقراً مؤقتا للحكومة وذلك لعدة اعتبارات لوجستية، إلى حين تهيئة الظروف لإقامة المنطقة الخضراء - داخل نطاق طرابلس الكبرى - وهو مايبدو أنه سيستغرق وقتاً ليس بالقصير.
4- يتوقع مراقبون أن يواجه مجلس الرئاسة مشكلة "داخلية" إجرائية فيما يتعلق بإصدار القرارات، حيث تم النص الاجماع في اصدارها بحيث يملك كل من الرئيس ونوابه والوزارء الثلاثة "الفيتو" أو حق النقض على ما يرونه غير مناسب.
5- لقاء الفريق خليفة حفتر مع المبعوث الدولي مارتن كوبلر الذي سبق التوقيع على اتفاق الصخيرات بيوم واحد تضمن تفاهما على بعض النقاط، أشارت مصادر إلى أنه لم يتم الالتزام بها كاملة.
6- الأحداث المتصاعدة في منطقة اجدابيا ستترك أثراً على مواقف بعض القيادات التي تخشى من أن تتحول المنطقة إلى بنغازي جديدة بعد فرار أعداد من أفراد الجماعات المتشددة إليها.
7- توقعت مصادر خاصة ألا يتأخر مجلس الأمن الدولي في الانعقاد لإقرار اتفاق الصخيرات ودعم حكومة الوفاق الجديدة، ودعم الدول جميعاً للتعاون معها والاستجابة لما قد تطلبه من مساعدة لأداء مهامها وكذلك الاشارة إلى الاستجابة الجزئية لرفع الحظر على توريد السلاح للجيش الليبي وبحث امكانية تسهيل الافراج عن الارصدة الليبية المجمدة ، وأخيرا رفع عصا التهديد بالعقوبات على من يعرقل تنفيذ الاتفاق
8- من أبرز السلبيات التي سجلها مدونون ليبيون على الاتفاق طبقاً للأسماء المسربة عن تشكيل مجلس الرئاسة ؛ خمس نقاط:
      أولاً - تكريس تقسيم ليبيا إلى ثلاث مناطق أو ولايات أو جهات في التشكيلة.
     ثانياً - التجاهل الواضح والمستغرب لعدد من القبائل والمكونات الاجتماعية الكبيرة والمؤثرة في التوزيعة، خصوصاً وأن منها من يمتلك تعدادا بشرياً هائلا يقدر بمئات الآلاف وذات حضور لافت بنسب مهمة من مجمل سكان العاصمة طرابلس ومدن أخرى كبيرة.
     ثالثاً - احتمال رفض بعض الذين سربت أسمائهم ترشيحهم للمناصب المسندة اليهم أو رفض بعض المناطق للأسماء المقترحة لتمثيلها.
    رابعاً - رغم أن عدد الذين حضروا من مجلس النواب كان كبيراً إلا أن عدد المتغيبين المعترضين، لا يستهان بموقفهم.
   خامسا - الذين حضروا عن المؤتمر الوطني العام في موقف أكثر ضعفاً ولن يستطيعوا فرض رأيهم على المؤيدين لرئيس المؤتمر نوري أبوسهمين.
9- رغم أن وجود قوات عسكرية وفرق استخباراتية أجنبية على الأرض الليبية لم يعد سراً فإن أخبار وصول قوات أمريكية إلى قاعدة الوطية الجوية غرب ليبيا والتي كانت يوماً ما قاعدة أمريكية حتى عام 1970، وهي تحت سيطرة "جيش القبائل" المرتبط بمجلس النواب والذي يتشكل بنسبة كبيرة من أبناء قبيلة الزنتان (غرب ليبيا)،  يدل على أن هناك تنسيقاً أوسع لعمليات مستقبلية وأن التحذيرات التي أطلقها الرئيس التونسي السبسي لم تكن من فراغ خصوصا أن قاعدة الوطية محاذية للحدود الليبية - التونسية.
10- تساءل دبلوماسيون عرب عن سبب غياب وزراء خارجية مصر والإمارات والسعودية عن مراسم توقيع الإتفاق.
11- هناك من يعتقد أن المواقف المعلنة في مجلس النواب وفي المؤتمر الوطني العام ليست إلا جزءاً من مناورات لا تعبر عن حقيقة المواقف وأن هناك  لعباً " تحت الطاولة " يخفي تنسيقات لا تعبر عن مصالح وطنية ويخشى أن تكون نتيجة " المباريات "  هي تقسيم ليبيا ليس إلى ثلاثة أقاليم أو ولايات كما كانت بل إلى أكثر من ذلك.
12- إذا تشابكت المواقف وتحولت إلى صراعات على الأرض، أكثر مما عليه الآن فربما يكون القرار الوحيد الذي ستتخذه حكومة التوافق هو طلب التدخل الأجنبي، وهو ما ينتظره العالم.
وأخيراً من المستغرب أن يتجاهل الذين يقررون مستقبل ليبيا مدى تأثير تنظيم الدولة "داعش" على مجريات الأحداث وعلى مصير الإتفاق نفسه وهم يحتلون مساحات مهمة من شرق ليبيا إلى غربها ولهم وجودهم في العاصمة وضواحيها كما يحتلون وسط ليبيا ويشكلون حاجزا على مساحة كبيرة من الأرض والشواطئ في سرت وهو ما نبه إليه وحدده مسؤولون غربيون في تصريحات متتالية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق