الأربعاء، 9 ديسمبر 2015

ليبيا_الإسلام السياسي في ليبيا عبر اتفاق تونس

العرب اللندنية: ارتفعت حدّة الجدل الذي أثاره الاتفاق الموقع في تونس بين ممثلين عن مجلس النواب الليبي (الامانة العامة للبرلمان) المعترف به دوليا، والمؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته، وسط تزايد الأصوات الرافضة له، والمُشككة في مقدماته واستهدافاته. ولا يلوح في الأفق أن هذا الجدل سيتوقف قريبا على ضوء المستجدات التي كشفت عن حيّز كبير من المناورات السياسية والمهاترات في سياق اللعب بمصير الشعب الليبي، لم تخرج من دائرة إضاعة المزيد من الوقت لصالح لوبيات ليبية وأخرى تونسية ارتبطت مصالحها بأجندات تستهدف إطالة أمد الصراع الليبي، والتسويق للإسلام السياسي.
وبعد 3 أيام من التوقيع على ذلك الاتفاق الذي قوبل برفض ليبي، وامتعاض دولي عكسته التصريحات المتتالية، آخرها تصريح كاثرين راي الناطقة باسم المفوضية العليا للسياسات الخارجية للاتحاد الأوروبي، الذي أكدت فيه أمس رفض الاتحاد للاتفاق المذكور، بدأت حيثيات وملابسات وخلفيات ذلك الاتفاق تتكشف تدريجيا، ما دفعت الناشط السياسي الليبي المقيم بفرنسا كمال مرعاش إلى وصفه بأنه “طبخة حصى مسمومة” بأيادي لوبيات “مشبوهة”. وقال في اتصال هاتفي مع “العرب”، إن الاتفاق الموقع في تونس “لا يساوي الحبر الذي كُتب به، ولا يمكن وصفه بالاتفاق أصلا لأنه عبارة عن مذكرة تفاهم بين فريقين فاقدين للشرعية تٌحركهما مصالحهما وارتباطاتهما الخارجية”.
واعتبر أن هذا الاتفاق ليس سوى “مراوغة وهروب إلى الأمام بهدف إعادة الأوضاع في ليبيا إلى المربع الأول للصراع، خاصة وأنه استهدف ضرب الاتفاقية التي رعتها الأمم المتحدة في مدينة الصخيرات المغربية”. وحذر محدثنا من أن هدف اتفاق تونس هو إيجاد أرضية لتبرير استمرار الوضع الراهن في ليبيا، أي استمرار تحكم الميليشيات بالبلاد دون رادع، وبالتالي إفساد مخرجات اتفاقية الصخيرات التي وصفها بأنها “ناضجة سياسيا” لتوفير أرضية مناسبة لتسوية الأزمة الليبية.
ووقع المشاركون في الحوار الليبي-الليبي في 12 يوليو الماضي على اتفاقية في مدينة الصخيرات المغربية حُظيت بتأييد إقليمي ودولي، حيث يسعى مارتن كوبلر المبعوث الأممي الجديد إلى ليبيا إلى إقناع الفرقاء بضرورة تطبيقها بما يساعد على تشكيل حكومة وفاق وطني برئاسة فائز السراج. من جهته، أكد المحلل السياسي التونسي منذر ثابت لـ”العرب”، أن اتفاق تونس الليبي “جاء في إطار مغالطة سياسية، يبدو أن بعض اللوبيات من تونس وليبيا تقف خلفها، حتى بدأ كأنه عملية مُسقطة على مسار الحوار الليبي-الليبي الذي جرى في مدينة الصخيرات المغربية بغطاء أممي”.
إلى ذلك، لم يتردد كمال مرعاش في توجيه اتهامات مباشرة إلى حركة النهضة في هذه اللعبة، حيث قال إن “أصابع الغنوشي ليست بعيدة عن هذا الاتفاق، وهو الذي ورط الرئيس التونسي باستقبال الموقعين على اتفاق تونس”. وكان قائد السبسي استقبل الليبيين الموقعين على اتفاق تونس، ما دفع المراقبين إلى القول إن السبسي قد يكون تورط في المستنقع الليبي بإعلان دعمه وتأييده للاتفاق، لاسيما وأنه كثيرا ما ردد أنه لن يتورط ويورط تونس في الملف الليبي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق