الخميس، 19 نوفمبر 2015

ليبيا_داعش_هجمات باريس تسلط الضوء على خطر داعش في ليبيا

العرب اللندنية: رفعت هجمات باريس الأخيرة من مستوى التنسيق بين قوى دولية كان العديد منها يبدو في السابق خصما في الحرب على تنظيم داعش في سوريا، وأنذرت باحتمال توسيع ضرباتها لتمتد إلى فروع التنظيم في العراق وليبيا في أقصى الغرب. وتحولت ليبيا، منذ الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي قبل نحو أربعة أعوام، إلى ملاذ آمن للمتشددين الذين كثفوا من توافدهم على هذا البلد مترامي الأطراف خصوصا بعدما كثفت قوى دولية، منها روسيا وفرنسا، من هجماتها على مواقع تنظيم داعش في مدينة الرقة السورية، انتقاما من هجمات دامية نفذها يوم الجمعة الماضي في شوارع باريس وأسفرت عن مقتل قرابة 130 شخصا وإصابة أكثر من 350 آخرين.
وحذر وزير الخارجية الليبي محمد الدايري من تحول بلاده إلى “ملجأ جديد” للتنظيم، كاشفا عن أن حكومته “تملك معلومات موثوقة مفادها أن قيادة داعش طلبت من الجهاديين الجدد التوجه إلى ليبيا خصوصا منذ بدء الضربات الروسية” ضد التنظيم في نهاية سبتمبر. وقال إن التنظيم يسيطر على عدة مناطق شرقي البلاد، منها مدينتا سرت ودرنة وأجزاء من مدينة بنغازي، كما حذر من أن تصبح مدينة أجدابيا (التي تقع في الشرق أيضا) معقلا جديدا لداعش.
وأضاف الدايري أنه “لم يعد في مقدور الأسرة الدولية أن تطالب بحل سياسي في ليبيا قبل التحرك لمواجهة الخطر المتنامي الذي يطرحه داعش”. وأطلق الدايري تصريحاته التي يدعو فيها دولا غربية إلى استهداف مواقع التنظيم في ليبيا، معتمدا في ذلك على الجيش الليبي الذي يتبع البرلمان المعترف به دوليا ويخوض حربا ضارية مع فصائل متشددة تعرقل بسط سيطرته على البلاد. وأكد الوزير الليبي أنه “يجب وضع استراتيجية (لمواجهة داعش) يتم فيها إشراك الجيش الليبي بمساهمة الدول العربية والغربية”.
ولطالما تحدث مسؤولون بارزون في ليبيا عن الخطر الذي يشكله انتشار الأسلحة في البلاد على دول أوروبية تقف بالكاد صامدة أمام حركة هجرة غير مسبوقة قادمة عبر البحر المتوسط وتركيا. وعادت هذه التحذيرات إلى السطح مجددا بعد هجمات باريس التي أعلن داعش مسؤوليته عن تنفيذها. وقال الرائد محمد حجازي الناطق الرسمي باسم الجيش الليبي لـ”العرب” إنه “سبق أن حذرنا مرارا من أن خطر العناصر والميليشيات الإرهابية التي تمتلك أفرعا تمكنت من السيطرة على عدد من المدن الليبية، سينتقل إلى بعض العواصم الأوروبية وغيرها من المدن الأخرى”.
وهذه هي المرة الثانية التي يُشير فيها مسؤول عسكري ليبي إلى تسرب أسلحة من بلاده إلى أوروبا، إذ أعلن اللواء صقر الجروشي قائد سلاح الجو الليبي من قبل أن السلطات الفرنسية أبلغته بتسرب سلاح من ليبيا إلى أراضيها. ويأمل مسؤولون ليبيون في أن تصبح بلادهم على قائمة البلدان التي من المرجح أن تشهد خلال الفترة المقبلة تحركات عسكرية غربية واسعة تستهدف تنظيم داعش.
وأبحرت حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول وعلى متنها 26 طائرة مطاردة أمس من طولون في جنوب شرق فرنسا متوجهة إلى شرق المتوسط للمشاركة في العمليات ضد داعش بسوريا. وقال حجازي لـ”العرب” إن احتمال توسيع الأنشطة العسكرية الغربية لتشمل ليبيا أيضا “وارد جدا”. ولفت إلى أن بعض الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي شنت بالفعل غارات جوية على المتطرفين في ليبيا، في إشارة إلى الغارة الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة ليلة الجمعة السبت الماضي في مدينة درنة الليبية والتي تُعد واحدة من أبرز معاقل التنظيم المتشدد.
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية السبت الماضي عن مقتل أحد قادة تنظيم داعش في ليبيا، العراقي وسام نجم عبدزيد الزبيدي المعروف باسم "أبو نبيل" في غارة شنتها طائرتان أميركيتان من طراز "أف 15" على معقله في مدينة درنة. وفيما لم توضح الحكومة الليبية المعترف بها دوليا برئاسة عبدالله الثني ما إذا كان جرى تنسيق الضربة الجوية الأميركية معها قبل تنفيذها وإذا ما كان ذلك تعزيزا لإمكانيات الجيش، أكد حجازي أن سلاح الجو الليبي "لديه الإمكانيات لتنفيذ الغارات والقيام بعمليات الاستطلاع الجوي".
وقال لـ"العرب" إن القوة الجوية للجيش الليبي "وجهت خلال اليومين الماضيين، ضربات موجعة للإرهابيين، كما تمكنت من قطع خطوط إمدادهم، ما سهل على القوات البرية تحقيق انتصارات ميدانية هامة استرجعت خلالها العديد من محاور القتال التي كان المتشددون يسيطرون عليها في مدينة بنغازي بشرق البلاد".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق