الثلاثاء، 20 أكتوبر 2015

فنان سوري يرسم "الحب والقتل والتهجير" بحجارة جبل "صافون"


نزار علي بدر يرسم عمق المعاناة السورية بحجارة "جبل صافون"
فرانس 24: حجارة "جبل صافون" السوري، هي حجارة تبدو لنا عادية، لا حياة فيها ولا حكاية، جعل منها النحات نزار علي بدر قصة تروي المأساة التي يعيشها الشعب السوري اليوم في ظل نيران الحرب التي تأكله وتهجره كل يوم. يصور النحات نزار علي بدر مآسي الشعب السوري الذي يعاني ويلات الحرب منذ سنوات، فيرسم تهجيره الجماعي من مدنه ويصور الموت والضياع مستخدما حجارة "جبل صافون".
جبل صافون، المعروف باسم الجبل الأقرع، يبعد عن اللاذقية نحو ٥٠ كم وهو عرش الإله حدد، أهم آلهة سوريا القديمة، انتشرت عبادته بين شعوبها قديما من شمالها وإلى ساحلها مرورا بدمشق. ويقول بدر "اخترت حجارة صافون لأنها غسلت دهورا تحت أقدام صافون. بألوانها الطبيعية وتشكيلاتها بهرتني وشكلت منها أروع الإبداعات". وينفرد بدر بهذا الفن المميز الذي يجعلك تتأمل دقة المعاني في تفاصيله و تشكيلاته العميقة. ويعلق حول هذه التركيبات مشيرا إلى أسلافه الذين جاؤوا من أوغاريت، "أنا من اكتشف حجارة صافون، وأعمالي تجاوزت عشرة آلاف عمل إبداعي غير مسبوقة عالميا." وأوغاريت هي مملكة قديمة في سوريا كشفت أنقاضها في تل أثري بمحافظة اللاذقية الساحلية.
أوقفوا سفك الدماء، نريد أن نعيش
ويصنع نزار بدر من الحجارة أعمالا فنية مختلفة ويصورها ثم يعيد بعثرتها ليصنع منها أشكالاً أخرى. ويضيف، "أعمالي أنشرها بكل صدق وأمانة. هي أمانة أسلافي الأوغاريتيين ولن يتمكن أحد في الكون من تشكيلها كما شكلتها. لأن عشقي لحجارة صافون لا حدود له." ويتابع "أعمالي أنسبها لأوغاريت. هذه المدينة التي كانت منارة البشرية. وأعطت الكون أول أبجدية". ولوحات بدر صورت القتل والتدمير في سوريا كما صورت الحب والعشق والأطفال، ويقول "أجسد الصرخة، والحب والتهجير والقتل والتدمير، إنها حجارة صافون، صرخت: أوقفوا سفك الدماء، نريد أن نعيش."
أعمال لا تباع ولا تشترى
ومن أكثر الأعمال التي لاقت نجاحا يقول نزار إن تشكيل "التغريبة السورية" انتشر بشكل هائل في العالم، وكان ذلك في خلال الفترة التي صدم فيها العالم بصورة الطفل اللاجئ السوري أيلان الذي قذفت جثته أمواج البحر على شواطئ تركيا. وبدر لا ينشر أعماله إلا على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، ولا يبيع أعماله في المعارض، ووفقا لما قال "أنا فقير، عاطل عن العمل، لكني غني بإبداعاتي وانتمائي لتراب سورية". ويتابعه على الفيس بوك أكثر من 5 آلاف شخص، تابع بدر، "متابعي هم من يعطون عناوين لأعمالي ويؤولون معانيها". وبالتالي تمثل هذه الأعمال الفنية الراقية شكلا من أشكال البقاء والمقاومة في وطن تتجاذبه أطماع أعداء الإنسانية.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق