الاثنين، 14 سبتمبر 2015

داعش_داعش يستنزف إرهابيي القاعدة في المغرب العربي لصالح محرقة الشرق

وكالات: بدأت قيادات في القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، قبل عام تقريبا، النقاش حول ضرورة الانضمام إلى تنظيم داعش، وفي غضون الـ12 شهرا الماضية، التحقت 4 جماعات مسلحة رئيسية من القاعدة، في الجزائر بجماعة أبي بكر البغدادي زعيم داعش. وخسر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب خلال عام مواقع لصالح داعش الذي تمدد على حسابه، كان آخرها مبايعة كتيبة "الأنصار" لما يسمى الدولة الإسلامية في الفترة الأخيرة. وبانفصال "الأنصار"، فقدت القاعدة في المغرب العربي أبرز كتائبها وأقواها على الإطلاق، حسب خبراء أمن جزائريين. وتعد هذه الكتيبة، المجموعة المسلحة الرابعة التي تعلن انشقاقها عن تنظيم القاعدة والانضمام إلى داعش في الجزائر، وفق بيانات متفرقة تنشرها مواقع جهادية محسوبة على التنظيم الإسلامي الإرهابي.
قصة الانشقاقات في القاعدة، بدأت صيف عام 2014، عندما نشر القاضي الأول فيها عثمان العاصمي رسائل عدة في مواقع مقربة من تنظيم داعش، تحدث فيها عن بذل النصح لأمير تنظيمه، عبدالملك دروكدال، من أجل مبايعة داعش. وقال القاضي الجهادي المتطرف في إحدى الرسائل إن "المجاهدين الصادقين في ثغور الإسلام لا يمكنهم القتال إلا تحت راية واحدة هي راية الخلافة الإسلامية". وأضاف “لقد بذلنا النصح مرات عديدة للأمير (يقصد درودكال) من أجل توحيد صفوف المجاهدين خلف راية دولة الخلافة، وقلنا إن المجاهدين لن يبقوا مكتوفي الأيدي وهم يرون الإمارة الحالية تخالف الشريعة وترفض مبايعة دولة الخلافة". ويعد هذا التصريح دعوة واضحة إلى ترك القاعدة والانضمام إلى داعش. وقبل طالأنصار"، أعلنت جماعة تدعى "تنظيم الوسط"، وتنشط في محافظات شرق العاصمة الجزائر، مبايعتها للبغدادي في سبتمبر سنة 2014 لتشكل جماعة أطلقت عليها اسم "جند الخلافة في الجزائر"، والتي تبنت عملية خطف المواطنة الفرنسية، هرفي غورديل بيار، واغتيالها في 22 من الشهر نفسه. كما أعلنت مجموعة أخرى تسمي نفسها "كتيبة أنصار الخلافة" وتنشط في محافظة سكيكدة (شرقي البلاد)، انضمامها إلى تنظيم داعش، مطلع مايو الماضي.
وفي يوليو الماضي أعلنت كتيبة تسمي نفسها "سرية الغرباء" تنشط في محافظة قسنطينة (شرق الجزائر) مبايعتها للتنظيم نفسه. ويشار إلى أنه لم يصدر أي تعليق من قبل تنظيم القاعدة بشأن هذه الانشقاقات. وفي هذا الصدد، قال الخبير الأمني الجزائري، محمد تاواتي "لا بد من الانتظار أياما أخرى لتأكيد ولاء كتيبة الأنصار لجماعة البغدادي، لأن أحد الاحتمالات هو وقوع انشقاق داخل مسلحي الكتيبة نفسها". وأعرب تاواتي عن اعتقاده بأن هذه الكتيبة "هي القوة الرئيسية لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب، حيث نفذت أهم العمليات الإرهابية وأكبرها ضد الجيش الجزائري، وهجمات على مقرات أمنية في بلدة إيعكورن، شرقي العاصمة الجزائرية عام 2008″. وتشير تقارير أمنية، وفق الخبير نفسه، إلى عدد المسلحين في كتيبة "الأنصار"، الذي يتراوح ما بين 60 و70 عنصرا، منهم أجانب من جنسيات عربية، ويقودها الجزائري مولود تيشي، واسمه الحركي أبو خباب. وحسب تسريبات أمنية فإن أبا خباب لا يزال على ولائه لأمير تنظيم القاعدة في بلاد المغرب، عبدالمالك درودكال، وإذا صحت التقارير فإن عناصر الكتيبة قاموا بتعيين أمير جديد.
من جهته، يقول محمد يخلف، الخبير الجزائري في الشؤون الأمنية والسياسية "في حالة تأكيد مبايعة كتيبة الأنصار لداعش، فإن هذا يعني أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب، فقد إحدى أهم قواعده في جبال سيد علي بوناب وجرجرة (شرقي العاصمة الجزائرية)، ما يعني أنه خسر أكثر من 50% من قدراته”. وأضاف يخلف أن "انسلاخ كتائب تنظيم القاعدة ومبايعتها لتنظيم الدولة، يُظهر أن المسلحين التابعين للقاعدة في الجزائر يعتقدون أن الانضمام إلى البغدادي سيجعلهم أكثر قدرة على تجنيد مقاتلين جدد لصالح النشاط الإرهابي ضد الجيش الجزائري". وتابع "أعتقد أننا سنشهد اقتتالا داخليا بين مسلحي القاعدة في بلاد المغرب، وعناصر تنظيمات داعش المنشقة، من أجل السيطرة على المناطق الوعرة التي يتحرك فيها المسلحون".
وتقول مصادر أمنية إن "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، يبقى المنظمة الإرهابية الأهم التي تهدد الأمن في البلاد، بسبب انتماء ما لا يقل عن 500 مسلح إلى التنظيم ينشطون في مناطق جبلية وعرة في محافظات عدة أبرزها الشمالية". وتشير المصادر نفسها إلى أن "العدد المفترض للمسلحين المنشقين عن التنظيم حتى في حالة تأكيد انشقاق كتيبة الأنصار لا يزيد عن 150 مقاتلا". وتواجه قوات الأمن الجزائرية منذ تسعينات القرن الماضي، جماعات معارضة للنظام توصف بـ"الجهادية"، يتقدمها حاليا تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" الذي تأسس عام 2007 على أنقاض الجماعة السلفية للدعوة والقتال، لكن نطاق نشاط هذه الجماعات انحصر خلال السنوات الأخيرة في مناطق جبلية شمالي البلاد، وفي مواقع بعيدة عن المدن، فضلا عن أن بعضها نقل تحركاته إلى مناطق شمالي مالي.
وقد زاد هذا التنقل الضغط على مناطق أفريقيا جنوب الصحراء خاصمة في المناطق الممتدة جنوب موريتانيا وحدود النيجر ونيجيريا. ويؤكد باحثون أن تلك المناطق غرب أفريقيا تعد نقاطا رئيسية لجرائم التهريب وتجارة المخدرات وخطف السياح وطلب الفدية. وتعد هذه الجرائم من أهم الأنشطة التي تقوم بها الجماعات الإرهابية للتمكن من شراء السلاح وتدريب مقاتليهم والقيام بهجمات إرهابية في عدد من دول المنطقة. وبالعودة إلى تاريخ تحركات تنظيم القاعدة في منطقة المغرب العربي، فإن الخلايا الإرهابية التي تنشط في الجزائر تعد خليطا من جنسيات مختلفة من المنطقة خاصة الماليين والنيجريين والتونسيين والموريتانيين، الأمر الذي جعل المهمة أصعب على الأجهزة الأمنية في تعقب العديد منهم في الجبال الوعرة، حيث يغادرها المتشددون كل مرة بالعودة إلى دولهم الأصلية ثم إعادة التمركز. ويقول محمد يخلف في هذا السياق أن «المدة الطويلة التي يتمركز فيها تنظيم القاعدة في مناطق عديدة من الجزائر جعلت من مقاتلي هذا التنظيم الإرهابي يخبرون المنطقة بشكل جيد».


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق