الأربعاء، 16 سبتمبر 2015

مصر_مقتل السياح في مصر يحرج القاهرة سياسيا

DW عربيةحادثة مقتل سياح مكسيكيين في صحراء مصر الغربية وضعت القاهرة في حالة حرج سياسي، كما أنها قد تشكل ضربة كبيرة للسياحة في مصر. قصف القافلة السياحية في صحراء مصر الغربية، الذي أدى إلى مقتل 12 شخصا وجرح عشرة آخرين، أصاب الحكومة المصرية بحالة من الحرج السياسي، خاصة بعد الإدانة الشديدة التي أصدرتها الحكومة المكسيكية إثر مقتل رعاياها وتوجه وزيرة الخارجية كلوديا ماسي إلى القاهرة لمتابعة التحقيقات. وكانت مصادر أمنية مصرية قد ذكرت أن الفوج السياحي المؤلف من 22 فرداً غيّر مسار الرحلة المقررة ودخل في الصحراء وأوقف مركباته الأربع لإعداد طعام قرب الواحات البحرية، وهي موقع سياحي معروف، قبل أن تهاجمه القوات المسلحة ظنا منها أن القافلة تابعة لإرهابيين. وقال ناجون إن المجموعة السياحية قصفت بطائرات حربية وطائرات هليكوبتر، وأضافوا أن بعض أعضاء الفوج حاولوا الإفلات من إطلاق النار من الجو لكن قوات برية أطلقت عليهم النار. وقال رئيس الاتحاد المصري للغرف السياحية إلهامي الزيات لرويترز إن "المنطقة هناك محظورة، والشركة أخطأت بأخذها السائحين إلى تلك المنطقة دون الحصول على إذن". كما صرح رئيس نقابة المرشدين السياحين حسن النحلة "أنه وعلى الرغم من خطر المنطقة فيما يبدو، فإنه لا توجد أي علامات تحذيرية على امتداد الطريق الصحراوي، والهجوم وقع على الرغم من أن حارسا من شرطة السياحة والآثار كان مرافقا للقافلة السياحية.

"مسارات الرحلة لم تتغير"
وفيما وصفت وزارة الداخلية المصرية الهجوم بأنه حادث، ملقية باللوم على السياح الذين دخلوا منطقة أمنية دون تصريح حكومي بذلك، فنّد أحد موظفي الشركة السياحية في حديث هاتفي مع DW كلام الوزارة المصرية معتبراً أن "الحكومة المصرية تحاول إيجاد كبش فداء للتهرب من مسؤوليتها". وأكد الموظف، الذي رفض الكشف عن اسمه، أن مكتب الشركة السياحية حاز على جميع "الأوراق اللازمة" التي تؤهله للسفر. كما رافق الرحلة أحد أفراد الشرطة السياحية، وأضاف الموظف: الرحلة التزمت بمسارها "دون تغيير"، كما أن سيارات الشركة كانت معرّفة وحملت على جهاتها الأربع ملصقات كبيرة تحمل اسم المكتب السياحي. بالإضافة إلى ذلك كانت حقائب السياح موضوعة على الجزء العلوي من السيارة وكان يمكن للجميع مشاهدته. أحد المرشدين السياحيين، الذي رفض الكشف عن اسمه أيضا، أكد كلام الشركة السياحية. وقال لـ DW إن دخول المنطقة الأمنية لم يكن ليحدث لولا وجود تصريح بذلك. كما أنه كان من المطلوب أن يرافق القافلة أحد أفراد الأمن. واعتبر المرشد أن ما حدث من قصف للقافلة السياحية يحمل في طياته تصوراً واحداً وهو الأكثر احتمالا لتفسير ما حدث. وهو أن "تصريح دخول المنطقة الخاص بالقافلة السياحية لم برسل بالوقت المناسب للجهات المعنية، وهو ما أدى إلى عدم وصول المعلومات للجيش". وتابع المرشد "يبدو أن الجيش لم يعرف عن موضوع القافلة، وأن الأمر نابع عن الإهمال". ونشرت صحيفة الأهرام المصرية أخباراً تؤيد هذه الأقوال، فيما أدان الرئيس المكسيكي إنريكي بينا نيتو الحادث في تغريدة له على تويتر وطالب بفتح تحقيق عاجل لتوضيح ملابسات الحادث.

ثغرة الحدود مع ليبيا
وتواجه الحكومة المصرية منذ سنوات جماعات إسلامية مسلحة وخاصة في منطقة شمال سيناء والتي تعتبر مركزاً لتواجد الجهاديين المتشددين، كما أن بعض هذه الجماعات أعلنت انضمامها لتنظيم "الدولة الإسلامية". وتخوض القوات العسكرية المصرية منذ أشهر طويلة اشتباكات مع متشددين في صحراء مصر الغربية، الذين يستغلون الأراضي الليبية المجاورة كأماكن تقهقر للهرب والاختباء من هجوم القوات المصرية. وحاليا تتنازع حكومتان السيطرة على الأراضي الليبية. وبالرغم من أن أطراف النزاع قد وقعت على اتفاقية سلام تحت رعاية الأمم المتحدة، إلا أن هذه الاتفاقية لا زال ينقصها توقيع أحد الأطراف القوية الإسلامية في البلاد وهو حزب "المؤتمر الوطني العام". كما يطالب قادة محليين ليبيين بمناصب سيادية، وذلك لدورهم الذي ساهم في إسقاط الرئيس الليبي السابق معمر القذافي. ومنذ انهيار مؤسسات الدولة الليبية، استغل الجهاديون، ومن بينهم تنظيم "الدولة الإسلامية" هذا الضعف من أجل فرض قوتهم وتحقيق أهدافهم في ليبيا. كما أن تنظيم "الدولة الإسلامية" وفي مطلع كانون الثاني/ يناير من العام الحالي قام بخطف وإعدام 21 عاملا من الأقباط المصريين. لهذه الأسباب وغيرها يبدو أن القافلة السياحية المكسيكية اعتُبرت أحد الأهداف العسكرية عن طريق الخطأ. من هو المسؤول عن هذا الخطأ وكيف حدث؟ هذا ما سيتم كشفه عن طريق لجان التحقيق التي شكلت والتي باشرت التحقيق بالحادث.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق