الخميس، 4 يونيو 2015

ليبيا_جلسة حوار ليبية ثالثة في الجزائر... «فرصة أخيرة»

«الحياة»: رسم رئيس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا برنادينو ليون صورةً غير مطمئنة للوضع في ليبيا، متوقعاً أن يتحول البلد إلى «فشل تام» في حال لم يتوافق الليبيون في ما بينهم في غضون شهر على أقصى تقدير. وقال ليون: «عدم التوصل لاتفاق ومواصلة المواجهة ليسا خياراً، البلد على الحافة بالفعل». ولفت إلى وجود فرصة لتشكيل حكومة توافق ليبية في 8 و9 حزيران (يونيو) الجاري، خلال جلسة حوار مقررة في الصخيرات (المغرب)، ستكون إحدى الفرص الأخيرة لإنقاذ البلاد.
وستُخصص جلسة الصخيرات للاتفاق على تشكيل مجلس رئاسي يتولى السلطة في مرحلة انتقالية. ويتوقَّع الاتفاق على أسماء رئيس المجلس ونائبيه على أن يُستكمَل البحث في بقية الأسماء لاحقاً. كما يُفترض أن تنتقل أطراف الحوار إلى برلين في العاشر من الجاري، للقاء ممثلي الدول الكبرى لإبلاغهم مضمون اتفاق الصخيرات. واستخدم المبعوث الدولي في الجولة الثالثة للحوار الليبي التي جرت في الجزائر أمس، مصطلح «الفرصة الأخيرة» في وصف الاجتماع الذي حضرته 8 أطراف جديدة مقارنة بالجولة الماضية (34 شخصية مقابل 26 في المرة الماضية).
من جهة أخرى، حض وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية، الجزائري عبدالقادر مساهل، الوفود الليبية المشاركة على تشكيل حكومة وطنية توافقية في ليبيا، الأمر الذي «يتطلب مشاركة جميع الليبيين وتقديم تنازلات».
وأوضح مساهل الذي افتتح جولة الحوار التي تُختتَم اليوم، أن «الحل المنشود من خلال جهود ممثل الأمم المتحدة برنادينو ليون، والمعتمد على قيام حكومة وطنية توافقية، يتطلب من جميع الأخوة الليبيين المساهمة في تحقيق شروطه». وأضاف أنه «مهما كان في تقدير أي طرف أن دعم هذا الحل يترتب عليه تنازلات، فإن التنازل من أجل الوطن ليس بالأمر الغريب عن الليبيين الذين رسموا للتاريخ أبدع صور التضحية». وقال مساهل أيضاً إن الجزائر «تتطلع لأن تحقق ليبيا عافيتها لكي تعمل معها على رفع التحديات التي تواجهها». وقال مساهل أن الجزائر «على قناعة تامة أنه رغم تعقيدات الوضع الليبي فالحل السلمي هو الأوحد، لا غيره، كفيل بأن يحفظ لليبيا الشقيقة وحدتها وسلامتها وسيادتها الوطنية وانسجامها الاجتماعي، لتكون على الدرب القويم لبناء دولة عصرية قادرة على حماية مقدرات الشعب». وتواصلت أعمال الاجتماع الثالث للحوار الليبي في العاصمة الجزائرية في جلسة مغلقة تحت إشراف ليون وحضور مساهل وممثلي الوساطة الدولية، على أن يصدر بيان ختامي عن المجتمعين اليوم.
على صعيد آخر، طالبت إسبانيا بتقديم مقترح يتضمن تدخل التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم «داعش» ليشمل الأراضي الليبية على غرار مهمته في العراق وسورية. ونقلت صحيفة «إلباييس» الإسبانية عن وزير الخارجية الإسباني خوسيه غارسيا في مؤتمر صحافي عقب مشاركته في مؤتمر وزراء خارجية دول التحالف الـ25 ضد «داعش» الذي عُقد أمس الأول في باريس، أن «الفكرة طُرحت لكنها لم تُناقَش بعد وإسبانيا ستدعمها بقوة»، موضحاً أن «أكثر ما يقلق ليبيا هو خطر داعش، خصوصاً في سرت لذا طرحت توسعة عمليات التحالف في ليبيا». وأكد غارسيا أن «مشروع التدخل يجب أن يستند إلى إطار شرعي من مجلس الأمن». وأضاف أنه للتدخل في ليبيا ينبغي الحصول على موافقة الحكومة الشرعية. والحكومة الشرعية في طبرق لم تقدم طلباً يسمح بذلك. ويجب أن نستمر في سعينا باتجاه الحصول على موافقتها وموافقة الدول الأكثر نفوذاً في مجلس الأمن لإقرار التدخل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق