الخميس، 4 يونيو 2015

لعنة أحجار الدومينو تصيب رؤوس الاتحاد الدولي 'فيفيا'

دويتشه فيليه/ وكالات: يتوالى الكشف عن تفاصيل جديدة في فضيحة الفساد التي تفجرت في الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، ومع كل دليل جديد يتساقط مسؤولون في الاتحاد، لكن نهاية انهيار كل أحجار الدومينو ستكون مرهونة بتعاون بلاتر مع المحققين.

تتعامل السلطات القضائية الأمريكية مع الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" كما هو الحال مع المافيا لجمع كل قطع اللغز، ومن أسفل الهرم إلى القمة يعد أبناء العم سام بإسقاط جميع الرؤوس كاحجار الدومينو. "ومن خلال قراءة لائحة الاتهامات، يتضح أن الرؤوس الكبرى مستهدفة"، هذا ما يشرحه لوكالة "فرانس برس" جون لاورو المدعي العام السابق في بروكلين، المقاطعة الأمريكية التي اتهمت 14 مسؤولاً كبيراً في فيفا الأسبوع الماضي عشية انتخابات الرئاسة التي حسمها السويسري جوزيف بلاتر أمام الأمير الأردني علي بن الحسين قبل أن يعلن بعد أيام قليلة نيته بالاستقالة. وبعد الكشف عن لائحة إتهامية من 165 صفحة، كانت لهجة وزيرة العدل لوريتا لينش حازمة: "لسنا سوى في البدايات". ويضيف المدعي العام السابق في نيويورك أن "الهدف النهائي" للتحقيق هو إسقاط كل الرؤوس والمقاضاة على أعلى المستويات"، وما يثبت ذلك استقالة بلاتر أول من أمس الثلاثاء. كل المؤشرات تدل على أن بلاتر قد أبلغ من النيابة العامة بأنه المستهدف الرئيس. في الاتهامات الـ47 الصادرة، يتحدث القضاء الأمريكي عن فساد "متوطن ومتجذر بعمق" بحسب ما أشارت لينش. كما يؤكد القضاء الأمريكي أن لديه "رؤية تفصيلية عما كان يحصل" في فيفا، ويشجع أولئك الذين لم تتم الإشارة إليهم مباشرة "بتعاون أفضل وإلا سيأتي دورهم قريباً"، بحسب ما يضيف لاورو. من جانبه، يرى المحامي ديفيد واينشتاين بأنه يجد الكثير من أوجه الشبه مع التحقيقات ضد عصابات الجريمة المنظمة وكارتيلات المخدرات التي قادها وزير العدل الشهير روبرت كينيدي في ستينيات القرن الماضي. وفي هذا السياق يضيف واينشتاين بالقول: "أنها عملية طويلة، ولكن لا عجلة فيها... يجمعون البيانات هنا وفي الخارج لتأكيد الاتهامات ويتقدمون أكثر فأكثر نحو القمة".
عراب زيوريخ
داخل أسوار فيفا سمي بلاتر "دون مافيا" لغروره وقبضته الحديدية خلال 17 عاماً داخل أسوار معقل زيوريخ، مستخدماً أساليب طبق الأصل عن "العراب" بحسب الكسندرا وراج العضو السابق للجنة التحكيم الدولية في فيفا. ومع التحقيق الأمريكي، اعترف أعضاء سابقون في فيفا بالتهم الموجهة إليهم، وأبرزهم ابن البلد تشاك بلايزر الذي تقاضى الملايين كرشاوى طيلة ربع قرن من الزمن، وتعامل مع القضاء لإسقاط زملائه في الفساد بالضربة القاضية. ويتابع المحامي واينشتاين، الذي شغل منصب المدعي العام السابق في ميامي، بالقول: "الضغط يزداد عليهم للتعاون أو تقديم إثباتات تبرئهم أو تخفف العقوبات التي تنتظرهم"، ملخصاً المشهد الجاري في الفيفا بالقول: "من دون شك بدأت أحجار الدومينو تتساقط مع الشقيقين وارنر (نجلا الترينيدادي جاك وارنر اكبر المتهمين بالفساد). وانطلاقاً من هنا، استولوا على القطعة التالية المتمثلة بتشاك بلايزر (امين عام اتحاد كونكاكاف السابق). استخدموا الأدلة التي جمعوها من الشقيقين وارنر ضد بلايزر وهكذا دواليك، كما طبقوا ذلك مع منظمات الجريمة الأخرى".
اعترف عضو اللجنة التنفيذية السابق في الاتحاد الدولي لكرة القدم الأميركي تشاك بلايزر
بأنه تقاضى إلى جانب أعضاء آخرين من اللجنة، رشوة لمونديالي 1998 و2010.
مضبطة اتهامية
بلايزر أقر من جانبه بقبض رشاوى للتصويت في ملفي مونديالي 1998 و2010، فاضحاً الكثير فيما لم يعلن القضاء الأمريكي على ما يبدو عن كامل تفاصيل كنزه الثمين من الاعترافات. وفي هذا السياق يقول اندي سبالدينغ استاذ القانون في جامعة ريتشموند (فيرجينيا): "كل أحجار الدومينو ستتساقط بسرعة، مضيفاً بالقول: "الآن وقد اقر البعض بذنبه ويتعاون مع القضاء، يبدو محتماً أن يكون بلاتر بدوره مشاركاً". لكن تبقى مسألة ما إذا كان بلاتر مستعداً للتعاون أو سيواجه الاتهامات غير معروفة بعد، خصوصاً الملايين العشرة التي حولها الفرنسي جيروم فالك، يده اليمنى، ووصل معظمها في نهاية المطاف إلى جيب وارنر على شكل رشوة مبطنة من أجل التصويت لاستضافة جنوب إفريقيا مونديال 2010. وينتظر الخبراء قريبا صدور مضبطة اتهامية موسعة تتضمن اسم جوزيف بلاتر. لا شك بأن الرئيس المستقيل يمكنه تقديم معلومات جوهرية حول ما يعرفه عن الشركات التي دفعت رشاوى، من كان يتلقاها وما هي الأصوات التي تم بيعها على مر التاريخ الحديث لشراء الأصوات في تنظيم بطولات كأس العالم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق