الثلاثاء، 14 أبريل 2015

اليمن_ مجالس القات متواصلة رغم أهوال الحرب في اليمن


دويتشه فيله: لا تزال طائرات "عاصفة الحزم" بقيادة السعودية تقصف صنعاء، لكن كيف يعيش الناس في ظل القصف والدمار والضحايا؟ وكيف يحصلون على أسياسيات الحياة؟ وما نظرتهم لما يجري في بلدهم؟ DW عربية حاولت رصد ما يجري في العاصمة اليمنية. ويعيش سكان صنعاء، حالة من الخوف والقلق بسبب الهجمات المتواصلة لطائرات قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية وقذائف الصواريخ المضادة للطيران التي تطلقها قوات الحوثيين وحلفائها من القوات المالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح. وبعد ثلاثة أسابيع من انطلاق عملية "عاصفة الحزم" يزداد عدد الطلاب الذين يتوقفون عن الذهاب إلى مدارسهم، وبات نفاذ المواد الأساسية بفعل الحصار من الجو والبحر والبر، وتوقف التحويلات المالية من خارج البلاد، إحدى خصائص الحياة اليومية لسكان العاصمة صنعاء.

سكان العاصمة تحت رحمة"الأخطاء"

في حديثه له مع DW عربية يقول عبد الله قبائل،عاقل حارة: "أنا وأسرتي وجميع سكان الحارة نعيش حالة قلق كل ليلة من أخطاء الطائرات، أو المضادات الراجعة." في إشارة لقذائف الصواريخ المضادة للطيران التي تطلقها ميليشات الحوثيين او القوات التابعة للرئيس السابق صالح. وتبدو المعاناة أكبر بالنسبة لسكان الأحياء المتاخمة للمواقع والمعسكرات التابعة للجيش اليمني، والمسلحين الحوثيين، سواء في محيط العاصمة، أو داخل المدينة، كوزارة الدفاع في باب اليمن بالقرب من صنعاء القديمة، والقيادة العامة للقوات المسلحة في منطقة التحرير وسط العاصمة، وقاعدة الديلمي الجوية الملاصقة لمطار صنعاء الدولي. فقد كانت هذه المباني كانت هدفا مباشرا لهجمات طائرات التحالف العربي، وسقطت بعض صواريخ التحالف على حي سكني شعبي قريب من قاعدة الديلمي، متسببة في تهديم منازل وعشرين قتيلا وخمسة وثلاثين مصابا، جميعهم من المدنيين، حسب إعلان وزارة الصحة اليمنية. فيما تحيط الأحياء السكنية بمعسكر قوات الاحتياط العام بمنطقة السواد جنوب العاصمة من كل الجهات ويقع مستشفى 48 العسكري ضمن مبانيه ويتعرض لهجمات الطائرات المتواصلة مسببة إصابة العديد من العاملين في المستشفى. وبدورها تعرضت أحياء الحصبة والجراف شمال العاصمة، للقصف حيث تم اصيبت عمارة "الذفيف"، المكونة من ثمانية أدوار في الجراف الغربي قرب مبنى التلفزيون اليمني. وقصف أيضا مبنى شركة الاتصالات الدولية "تليمن" القريب من مبنى وزارة المواصلات اليمنية في منطقة الحصبة، ونتج عن الهجمات قتل ثلاثة أشخاص وإصابة سبعة وعشرين آخرين، معظمهم من النساء والأطفال.
الحرب لم توقف "مجالس القات"
حميد الزمر، موظف يستغيث قائلا: "مسنا الضر، أصبحنا نعيش حالة مجاعة، وكيس الدقيق إن وجد فقيمته عشرة آلاف ريال أما المحروقات فلا وجود لها في السوق البيضاء أو السوداء." لكن الموظف الحكومي فيصل العاقل يقول:"الدنيا بخير وكل شيء متوفر"، ويضيف "الحكومة ستفتح المخازن المغلقة للبيع بالسعر الرسمي." لكن من مفارقات الحرب في اليمن، استمرار مظاهر الحياة طبيعية في عدد من أحياء صنعاء. فعلى الرغم من القصف المتواصل لطائرات "عاصفة الحز"م، ونزوح بعض الأسر خارج العاصمة وإغلاق المدارس والجامعات، يستمر اليمنيون بممارسة أنشطتهم الاجتماعية وإحياء مناسباتهم التقليدية. فالمثقفون مثلا يزورون معارض الكتاب، ولا ينقطعون عن القراءة، والشباب يتزوجون ويحتفلون مع أسرهم وأصدقائهم كالعادة، والموظفون يذهبون كل صباح لمقرات أعمالهم. وهناك آخرون يرتادون الأسواق لشراء احتياجاتهم اليومية، بينما لم يتخلف "الموالعة" عن مجالس مضغ القات المسائية.
انقسام في آراء سكان العاصمة
وتنقسم مواقف اليمنيين تجاه ما يقوم به الحوثيون، وما تنفذه "عاصفة الحزم" السعودية، ولكل منهم موقفه ومبرراته، ويقول الشاعر طه الجند لـ DW عربية: "الحرب المعلنة على اليمن من المملكة الوهابية هي اعتداء، وتأثيرها وصل لتوقف طباعة مجموعتي الشعرية (هزائم رجل مهم) وبسبب القصف يعتريني الخوف والضيق." ويعتقد أستاذ الفلسفة عبد الودود الحمادي أن "عاصفة الحزم جاءت في وقتها للقضاء على جيش صالح ومليشيات الحوثيين." بينما يرى عماد العزعزي، طالب، أن "الحوثيين جلبوا العدوان على اليمن." لكن منصور الريمي، صاحب بقالة يعتقد أن "عاصفة الحزم، السعودية، عدون مباشر على اليمن." ويشاطره الرأي قبائل قائلا: " إن السعوديين لا يحبون الخير لليمن ولا يريدون لها السلام"، حسب تعبيره.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق