الثلاثاء، 14 أبريل 2015

ليبيا_زيارة حفتر دلالة على محورية الأردن في مكافحة الإرهاب

سياسيون: زيارة حفتر دلالة على محورية دور الأردن في مكافحة الإرهاب
 
الغد الاردني: رأى سياسيون في زيارة القائد العام للجيش في ليبيا الفريق أول خليفة حفتر، "دلالة على دور الأردن المحوري والذي يتعزز يوما بعد يوم، في مجال مكافحة الإرهاب، والتصدي للتطرف في الإقليم". واعتبر هؤلاء أن زيارة حفتر للأردن، وهي الأولى له خارج ليبيا منذ توليه منصبه رسميا قبل حوالي الشهرين، تؤشر إلى التنسيق الأمني بين الأردن وليبيا، في ظل وجود جماعات ارهابية مثل "داعش والقاعدة" في هذا البلد الأفريقي. وأكدوا في تصريحات لـ "الغد" أمس، أن الزيارة تدلل على "ثقة الحكومة الليبية الشرعية بقدرة الأردن على مساعدتها بالجوانب الأمنية والعسكرية". وأشاروا إلى أن استقرار ومنعة الأردن، وسط منطقة ملتهبة، وبروز ملامح ملفات تقسيم سياسية وطائفية، "يعزز قناعات الآخرين بقدرة القيادة الأردنية المذهلة على لعب دور ايجابي في الإقليم"، وفقا لأحدهم.
ويؤكد أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأردنية د. حسن المومني، ان الأردن "لا يزال يتعامل مع الحكومة الشرعية والمعترف بها دوليا، والموجودة في طبرق بليبيا"، وبالتالي فإن هذه الزيارة لها مدلولات عسكرية وسياسية، ولكنها تأتي ضمن العلاقات الثنائية بين البلدين ايضا. واستذكر المومني ان الأردن كان له دور فعال خلال الأزمة الليبية منذ بدايتها من خلال الأمم المتحدة والجامعة العربية، اضافة الى المساعدات الإنسانية والعسكرية لحماية المدنيين في ليبيا، كما لعب دورا في إقرار السلام في ليبيا من خلال المفوض الأممي الأردني عبدالاله الخطيب. واعتبر ان زيارة حفتر تؤشر على التنسيق الأمني بين الأردن وليبيا، في ظل وجود جماعات ارهابية مثل "داعش" و "القاعدة"، وهو ما ينضوي في إطار الأولويات الأردنية الإقليمية. وفيما يتوقع المومني أن يكون الإرهاب على رأس أولويات التعاون الثنائي بين البلدين، تعتبر الزيارة من وجهة نظره مهمة، كونها الأولى الخارجية له، وهو ما يعكس عمق العلاقة و"ثقة الحكومة الليبية الشرعية بقدرة الأردن على مساعدتها بالجوانب الأمنية والعسكرية".
كما يدلل اختيار الأردن كأول محطة خارجية لقائد الجيش الليبي على مكانة الأردن الإقليمية، كونه من الدول الأكثر استقرارا ولاعبا أساسيا في المنطقة، اضافة الى ترؤسه لمجلس الأمن حاليا. وكان الملك عبدالله الثاني التقى أمس حفتر، خلال زيارته الرسمية للمملكة. ويربط مراقبون بين أهمية الزيارة ومستوى الوفد المرافق لحفتر، الذي ضم، رؤساء أركان القوات البرية والبحرية والجوية وبعض المستشارين العسكريين في القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية. عضو مجلس الأعيان محمد الحلايقة اعتبر أن الأردن لم يتوان منذ البداية عن تقديم يد العون للشعب الليبي الذي تمر بلاده بمرحلة صعبة وتحتاج للشرعية ومحاربة الإرهاب وإنهاء الانقسام. كما ان حفتر، بحسب الحلايقة، له صفة رسمية، فهو "قائد الجيش ويتولى محاربة الإرهاب داخل ليبيا"، وفي هذا السياق، رأى ان مدلولات الزيارة الى الأردن "هي ان المملكة تستطيع المساعدة في مجال تدريب الشرطة والقوات الليبية، وهو الدور الذي سبق وقامت به". وأضاف الحلايقة، "ليبيا بحاجة ماسة لخبراتنا العسكرية والشرطية والأمنية، اضافة الى الدعم السياسي للقيادة الليبية باتجاه الأمن والاستقرار ومحاربة الإرهاب".
وعن سبب عدم توجه حفتر الى مصر مثلا في أول زيارة خارجية له، عزا مراقبون ذلك الى مكانة الأردن الاقليمية التي باتت تحتل مكانة مهمة، حيث يزورها مسؤولون من مختلف الدول في الإقليم، كما أنها من اقوى الدول في المنطقة في مجال مكافحة الإرهاب. بدوره، يرى النائب مصطفى الحمارنة في الزيارة ما يؤكد دور الأردن المحوري في الاقليم وهو الدور الذي وصفه بالأكبر بكثير من "حجمه الجغرافي ومن موارده". واعتبر عضو كتلة مبادرة النيابية، ان هذا الدور ليس جديدا الأردن، منذ ايام الملك المؤسس، إلا أننا الآن "وسط منطقة ملتهبة ومحاطون بدول إما فاشلة او عنيفة"، كما ان الملفات المفتوحة حاليا مثل "التقسيم والطائفية والتهديد الاسرائيلي الاستيطاني، كلها تعزز قناعات الناس بقدرة القيادة الأردنية المذهلة على لعب دور ايجابي في الإقليم". وهذا ما أكده الملك خلال لقائه كتلة مبادرة النيابية أول من امس، من أن "الأردن سيبقى مدافعا عن الوطن من خلال القضاء على الإرهاب في العمق المتواجد فيه"، بحسبما نقل لـ "الغد" الناطق الرسمي باسم الكتلة فيصل الأعور. وزاد الأعور، قائلا: ان جلالته اكد ضرورة التعاون بين الكتل البرلمانية والحكومة لوجود تحديات عديدة امامنا، ومنها الأمني، وان جلالته اكد على الصعيد الاقليمي، "ان الحل السياسي هو الوحيد لكل من سورية واليمن.. وسنستمر بالوجود الى جانب العراق لمساعدة العشائر في مواجهة الحركات التكفيرية".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق