الأربعاء، 5 نوفمبر 2014

ليبيا_«رايتس ووتش»: تشكيلات مسلحة استخدمت الألغام في طرابلس

أحد أعضاء الوحدة الهندسية التابع لعملية فجر ليبيا يزيل لغم T-AB-1 من منطقة المطار القديم - (المصدر:موقع منظمة هيومن رايتس ووتش). (photo: )
أحد أعضاء الوحدة الهندسية التابع لعملية فجر ليبيا يزيل لغم T-AB-1 من منطقة المطار القديم - (المصدر:موقع منظمة هيومن رايتس ووتش).
قالت منظمة «هيومان رايتس ووتش»: إن جماعات مسلحة استخدمت ألغامًا أرضية مضادة للأفراد أثناء النزاع المسلح الذي شاركت فيه تشكيلات مسلحة محسوبة على الزنتان من جهة، وتحالف فجر ليبيا الذي تقوده تشكيلات مسلحة من مصراتة من جهة أخرى أدى إلى تدمير مطار طرابلس الدولي وحرق خزانات الوقود، وتسبب في مقتل وجرح عشرات المدنيين في شهري يوليو وأغسطس الماضيين 2014.
تشكيلات مسلحة
وأشارت «رايتس ووتش» في تقرير لها اليوم، الأربعاء إلى أنها لم تستطع تحديد هوية الجماعات المسؤولة عن زرع الألغام.
وقال مدير برنامج الأسلحة في «هيومان رايتس ووتش» ورئيس الحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية ستيفن غوس: «لا يمكن قبول استخدام الألغام الأرضية المضادة للأفراد من جانب أي طرف في أي مكان، وعلى جميع الأطراف أن تأمر قواتها بالتوقف عن استخدام الألغام الأرضية والتدمير الفوري لأي مخزونات».
معاهدة حظر الألغام
ودعت المنظمة ليبيا للانضمام إلى معاهدة حظر الألغام الأرضية لسنة 1997، معتبرة أن استخدام الألغام المضادة للأفراد من جانب الدول غير الأطراف في المعاهدة يشكل انتهاكًا للقانون الدولي.
وقال المندوب الليبي في الأمم المتحدة إبراهيم الدباشي: «إن بلاده صوتت لصالح قرار الانضمام إلى المعاهدة لأنها تشارك في بواعث القلق الإنساني من الألغام المضادة للأفراد»، ولكن قال: إن حكومته لا يمكنها الانضمام إلى معاهدة حظر الألغام في الوقت الجاري.
ألغام في مطار طرابلس
ونوهت «هيومان رايتس ووتش» بأن قناتي «النبأ» و«الجزيرة» أذاعتا مقطع فيديو قالتا إن تصويره تم في سبتمبر بمطار طرابلس الدولي، يظهر مقاتلي فجر ليبيا وهم يرفعون ما لا يقل عن 20 لغمًا مضادًا للأفراد من طراز «تي-إيه بي-1»، ولغمًا واحدًا مضادًا للمركبات على الأقل من طراز «بي آر بي - إم3».
وكانت الألغام زرعت، بحسب مزاعم، أثناء القتال الدائر في طرابلس بعد إعلان عملية فجر ليبيا.
وأبلغ أحد كبار المسؤولين بخدمة الأمم المتحدة لمكافحة الألغام في ليبيا «هيومان رايتس ووتش» في الأول من نوفمبر الماضي أن الأمم المتحدة لا تملك «معلومات مؤكدة» عن استخدام الألغام في مطار طرابلس، كما قال ممثلو هيئات دولية لمكافحة الألغام تعمل في ليبيا لـ«هيومان رايتس ووتش»: «إنهم لا يستطيعون التعليق على استخدام الألغام في مطار طرابلس حيث لم يتمكن أفراد طواقمهم من الوصول إلى الموقع».
قيادي في عملية فجر ليبيا
وقالت «هيومان رايتس ووتش»: إنها تحدثت هاتفيًا مع قائد الوحدة الهندسية التابعة لـ«ثوار مصراتة» ضمن تحالف فجر ليبيا، التي تولت رفع الألغام الأرضية وغيرها من الذخائر غير المنفجرة في طرابلس.
وقال قائد الوحدة الهندسية: إن وحدته قامت في 24 أغسطس، يوم الاستيلاء على المطار باكتشاف منطقة ملغمة داخل المطار، وقال إن شاحنة «بيك-أب» عليها أسلحة مضادة للطائرات دخلت إلى منطقة المطار القديم وفجرت لغمًا، فقتل مقاتلاً من كتيبة أم المعارك بـ مصراتة، هو محمد أبوبكر علي، وجرح عددًا آخر.
وأبلغ القائد المنظمة «أن وحدته عثرت على ما يقرب من 600 لغم أرضي ورفعتها منذ 24 أغسطس، ومعظمها من طراز «تي- إيه بي-1» المضاد للأفراد من مجمع مطار طرابلس الدولي».
اتهامات للتشكيلات المسلحة المحسوبة على الزنتان
واعتبر المسؤول عن الوحدة الهندسية وهو ضابط متقاعد أن الألغام زرعت في منطقة المطار القديم على نحو عشوائي عديم التمييز قبل الاستيلاء على المطار في 24 أغسطس 10 أو 15 يومًا متهمًا التشكيلات المسلحة المحسوبة على الزنتان، التي كانت تسيطر على المطار آنذاك بزرع الألغام. وعلقت المنظمة بأنه لم يكن معروفًا عن منطقة المطار القديم أنها ملغمة قبل القتال في 2014.
نفي
وأنكر عميد بلدية الزنتان مصطفى الباروني في اتصال هاتفي لمنظمة «هيومان رايتس ووتش» استخدام تشكيلات للألغام المضادة للأفراد أو للمركبات، وقال: إن كتيبة أمن المطار كانت في المطار أثناء القتال، وذلك مع أشخاص يساعدون في الدفاع عن المطار.
وأكدت المنظمة استخدام قوات القذافي أثناء ثورة 17 فبراير في العام 2011 خمسة أنواع من الألغام الأرضية في ستة مواقع، بينما تم العثور على ثلاثة أنواع من الألغام المهجورة في عدة مواقع، ولم يتم تسجيل استخدام ألغام أرضية من جانب قوات المعارضة بعد أبريل 2011، حينما أصدر المجلس الوطني الانتقالي الذي كان معارضًا وقتذاك تعهدًا رسميًّا بعدم استخدام الألغام الأرضية المضادة للأفراد والمركبات، وبتدمير جميع الألغام التي في حوزة قواته.
ووقع على تعهد 2011 قادة عسكريون وبينهم اللواء خليفة حفتر الذي يتولى الآن قيادة عملية الكرامة لتطهير مدينة بنغازي من المتطرفين.
ليبيا لم تنفذ تعهدها بالانضمام إلى معاهدة حظر الألغام
وذكرت المنظمة أنه في عهد القذافي كانت ليبيا تدافع عن استخدام الألغام المضادة للأفراد وترفض الانضمام إلى معاهدة حظرها، لكن المجلس الوطني الانتقالي قال في 2011 إن أي حكومة ليبية مقبلة عليها التخلي عن الألغام الأرضية والانضمام إلى معاهدة حظر الألغام لسنة 1997، إلا أنه لم ينفذ تعهده بالانضمام إلى المعاهدة عند تحوله إلى حكومة موقتة.
وأفادت «رايتس ووتش» بأن جميع الأطراف المشاركة في نزاعات ليبيا ملزمة بالتقيد بقوانين الحرب، كما أن بعض انتهاكات قوانين الحرب عند ارتكابها بنية إجرامية تشكل جرائم حرب، ويخضع مرتكبو جرائم الحرب ومن يأمرون بها أو يساعدون فيها أو يتحملون مسؤولية القيادة عنها للملاحقة من جانب المحاكم الوطنية أو الدولية أو المحكمة الجنائية الدولية، المختصة بجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وأعمال إبادة العرق المرتكبة في ليبيا منذ 15 فبراير 2011، بموجب القرار رقم 1970 لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
قرار مجلس الأمن 2174
في 27 أغسطس العام 2014 تبنى مجلس الأمن القرار رقم 2174 الذي يتوسع في الجزاءات الدولية القائمة المفروضة على ليبيا بحيث تشمل المشاركين أو المؤيدين لأفعال «تهدد السلم أو الاستقرار أو الأمن في ليبيا، أو تعرقل أو تقوض النجاح في استكمال انتقالها السياسي».
وتشمل تلك الأفعال تخطيط أو توجيه أو ارتكاب أعمال تنتهك القانون الدولي المنطبق لحقوق الإنسان أو القانون الإنساني الدولي، أو أعمال تشكل انتهاكات لحقوق الإنسان.
وأشارت «هيومان رايتس ووتش» إلى أن ليبيا تأثرت بالألغام الأرضية التي استخدمت على نطاق واسع في المعارك الصحراوية في الحرب العالمية الثانية. مشيرة إلى أنها استخدمت الألغام الأرضية أثناء نزاعها مع تشاد، وزرعت الألغام بطول أجزاء أخرى من حدودها في أوقات مختلفة، لافتة إلى أنه تمت زراعة الألغام الأرضية حول محيط بعض المنشآت، منها بعض مواقع تخزين الذخيرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق