الثلاثاء، 30 سبتمبر 2014

ليبيا _ قويدر لـ«الوسط»: البرلمان سيعيد النظر في قانون العزل السياسي*

رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح قويدر (photo: )
رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح قويدر
في أول لقاء مطول من نوعه مع وسيلة إعلامية، أجاب رئيس مجلس النواب عقيلة صالح قويدر عن أسئلة «بوابة الوسط» لإلقاء الضوء على عدة نقاط منذ انطلاق أعمال مجلس النواب وحتى حوار غدامس، ومن بين أهم النقاط التي تطرق لها قويدر في هذا اللقاء أن مجلس النواب سيعيد النظر في قانون العزل السياسي، والنظر في حالة الليبيين المهجرين خارج الحدود أو داخل البلاد. ونفى قويدر في هذا اللقاء امتناعه عن مصافحة أمير قطر خلال اجتماعات الجمعية العامة بالأمم المتحدة، وأكد أن أمير قطر زار الوفد الليبي في مقر إقامته، وأكد لهم أن قطر ترتضي ما يرتضيه الشعب الليبي، وأنها تقف مع الشرعية في ليبيا.
شرعية البرلمان
استهل رئيس مجلس النواب عقيلة صالح قويدر حديثه لـ«بوابة الوسط» قائلاً: «إن لا أحد يجهل الآن في كل ليبيا بل العالم أن مجلس النواب هو السلطة التشريعية الشرعية الوحيدة في ليبيا، والكل يدرك أن بداية عمله دستورية وقانونية، وتمت وفق الآليات الديموقراطية الصحيحة التي يؤمن بها كل العالم».
«للمجلس الحق حسب القانون أن يعقد اجتماعاته في أي مكان آخر من ليبيا»
وأضاف: «نحن نعلم جيدًا أن المادة 16 من الإعلان الدستوري تقر أن مقر مجلس النواب هو مدينة بنغازي، ومع هذا فإن للمجلس الحق حسب القانون أن يعقد اجتماعاته في أي مكان آخر من ليبيا، ومع اقتراب موعد انعقاد مجلس النواب، قدم وزير الداخلية تقريرًا أمنيًا بخصوص الحالة الأمنية في بنغازي وطرابلس، أكد هذا التقرير أنه لا يمكن أن يعقد المجلس في أي من المدينتين، وأكد هذا الأمر أيضًا مدير أمن طرابلس.
وعندما تمت دعوة المجلس للانعقاد من قبل رئيس المؤتمر الوطني قام رئيس الديوان بتحديد مدينة طبرق كمكان للانعقاد، وأما من يطعن في دستورية الانعقاد فهم بعض المجموعات التي لم تستطع أن تجد لها أغلبية في مجلس النواب فلجأت للطعن من هذا الباب، وهو أمر ليس له أي سند قانوني، وعملية التسليم والتسلم هي عملية شكلية وتنظيمية لا أثر لها في صحة الانعقاد».
قرارات جوهرية
وعن فترة العمل الأولى للمجلس أكد قويدر «أنه بعد بدء أعمال المجلس وانتخاب هيئة الرئاسة، اتخذ المجلس في فترة لا تتجاوز 15 يومًا عدة قرارات جوهرية وجريئة، أهمها الدعوة لوقف الاقتتال في بعض المناطق، وأيضًا اعتبار بعض التشكيلات المسلحة جماعات إرهابية، وكذلك أصدر قانون مكافحة الإرهاب، وتنفيذ رغبة الليبيين بإصدار قانون انتخاب رئيس الدولة مباشرة من الشعب، والمجلس الآن بصدد دراسة وإعادة النظر في قانون العزل السياسي، ويسعى المجلس كذلك للنظر في حالة المهجرين داخل وخارج الحدود الليبية».
وأكد قويدر أن الفترة التي مرت من عمر البرلمان شهدت تفاهمًا وتناغمًا بين أعضاء المجلس، كما أشاد بوجود المجلس في مدينة طبرق الآمنة، والتي يسعى سكانها جميعًا لتذليل جميع الصعاب أمام أداء المجلس مهامه، ولا يوجد طوال هذه المدة أي منغص سوى معارضة البعض من إخواننا الأعضاء المقاطعين وعدم ممارستهم مهامهم التي اختارهم الناخبون من أجلها كنواب بهذا المجلس.
لجنة برلمانية
وأوضح قويدر «مع هذا وكبادرة حسن نوايا منا نحن أعضاء المجلس المنعقد في طبرق، شكلنا لجنة برلمانية للاتصال بكل الأطراف، ولم نسع حتى لتطبيق اللوائح والقوانين التي تسقط عضويتهم من المجلس، وذلك كدليل على حسن النية ومحاولة للم شمل كل الليبيين».
«زيارتنا مصر واستقبال الرئيس السيسي لنا، كانت فرصة لتوطيد العلاقات القوية بين البلدين»
عن بعض الزيارات التي قام بها كرئيس للمجلس لعدة دول صديقة وشقيقة، قال قويدر: «الزيارات كانت مثمرة وطيبة خصوصًا زيارتنا مصر واستقبال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لنا، وكانت الزيارة فرصة لتوطيد العلاقات القوية بين البلدين، وتدارسنا عدة أمور مهمة منها تأمين الحدود بين البلدين، ومنع تهريب السلاح، وأيضًا دخول المتطرفين، ومراقبة تدفق البضائع وصلاحيتها، وأيضًا بحثنا سبل تسهيل عملية الدخول لمصر وإيجاد آلية لمنح التأشيرات للمواطنين الليبيين.
كما وعدت مصر من خلال الرئيس السيسي بتسهيل جميع سبل التعاون خصوصًا في المجال العسكري والأمني في التدريب والتجهيز وتقديم الخبرة والمساعدة في إعادة بناء مؤسسات الجيش والأمن في ليبيا، كما أكد الرئيس المصري دعم مصر شرعية مجلس النواب، وما ينبثق منه من مؤسسات ليبية».
الأمم المتحدة
وعن لقاءاته على هامش زيارته الجمعية العامة للأمم المتحدة قال قويدر: «التقينا خلال هذه الزيارة عدة شخصيات من أنحاء العالم، منهم السيد رئيس جمهورية تونس المنصف المرزوقي، وكذلك رئيس تركيا رجب الطيب أردوغان، والرئيس التشادي إدريس ديبي، ورئيس وزراء مالطا، وبعض وزراء الخارجية في عدد من الدول وسفيرة الولايات المتحدة بليبيا، وكثير من السفراء المعتمدين بليبيا»، وأوضح قويدر أن أهم ما تم التأكيد عليه من كل هؤلاء هو دعم الشرعية المتمثلة في مجلس النواب، وأنه هو الممثل الوحيد للشعب الليبي، وأكد هؤلاء المسؤولون جميعًا أنهم لن يعترفوا بأي سلطة موازية في ليبيا، بأي شكل من الأشكال».
وعما يتردد عن رفضه مقابلة أو مصافحة أمير دولة قطر خلال زيارته الولايات المتحدة أوضح قويدر «إن رئيس أمير قطر زارهم في مقر إقامة الوفد الليبي»، وأضاف قويدر أنه نقل له ما يتردد بين الليبيين عن موقف قطر وتدخلها في الشأن الليبي، وأكد قويدر أن أمير قطر أكد له أن قطر الآن لن تكون إلا مع الشرعية التي ارتضاها الليبيون، وأردف قويدر أن أمير قطر دعاهم لمأدبة عشاء والنقاش بشكل كان واضحًا ومثمرًا معه.
حوار غدامس
وعن مؤتمر غدامس والحوار الليبي - الليبي بشكل عام، وهل هناك شروط أو نقاط معينة كانت جاهزة قبل بداية الحوار، قال قويدر: إنه من دعاة الحوار في ليبيا، والصلح أمر شرعي، وهو مطلب تؤيده كل الشرائع السماوية خاصة الشريعة الإسلامية السمحاء، ولا أحد يرفض الصلح والحوار، مع الأخذ في الاعتبار أن الحوار والصلح لن يتم مع من يستعمل السلاح والقتل خصوصًا قادة هذه «الميليشيات» فلا حوار معهم.
«اجتماع غدامس سيكون بداية الطريق لوقف القتال وخروج التشكيلات المسلحة»
وأضاف قويدر «إن السياسيين ومن يعترفون بمجلس النواب مرحب بهم دائمًا في أي حوار»، وأوضح «إن اجتماع غدامس سيكون بداية الطريق لوقف القتال وخروج التشكيلات المسلحة من كل المدن الليبية، وبعدها سيكون أي حوار مجديًا، لأن لا نتائج لأي حوار تحت قعقعة السلاح».
وعن تردد بعض الأخبار عن وجود شروط سابقة من الجانب الآخر في الحوار قال قويدر: «لم تصلنا أي شروط لقبول الحوار، من جانبنا أكدنا ألا نقاش حول شرعية مجلس النواب، والحكومة المنتخبة، وأي مطالب لبقية أخوتنا يتم تحت قبة البرلمان ووفق الآلية المتبعة».
فصل السلطات
وعن انتخاب الحكومة الأخيرة وما رافقه من تداعيات، خصوصًا فيما يتعلق بطريقة اختيارها، قال قويدر: «نحن نؤمن في مجلس النواب بعملية فصل السلطات، ولذلك رأينا أن نترك لرئيس الوزراء الحرية في اختيار أعضاء حكومته، لأنه هو من سيسأل عن عمل هؤلاء الوزراء، وإذا تم فرض الوزراء على رئيس الحكومة فإنه سيكون غير مسؤول عن كثير من أخطائهم، لذلك كنا ندفع بأن ينأى مجلس النواب عن التدخل في هذا الأمر».
وأكد قويدر في هذا الأمر أنه لم تكن هناك محاصصة أو ضغوط برلمانية من داخل المجلس، أما فيما يخص الأحزاب فالمعروف أنه لا يوجد أعضاء داخل المجلس ممثلون لأي حزب، فكل الأعضاء دخلوا الانتخابات كمستقلين، وفي المجلس حتى الآن لا توجد تكتلات من أي نوع، أما إذا كانت هناك ضغوط أو محاولات من خارج مجلس النواب، فهذا أمر لسنا معنيين به إطلاقًا. وأضاف نتوقع للحكومة النجاح، وسيدعمها مجلس النواب، وأيضًا سيكون مراقبًا لأدائها دستوريًا.
بناء الجيش
وعن الخطوات التي اتخذت في سبيل إعادة بناء الجيش، وتقييمه لهذه المرحلة التي أعقبت تعيين رئيس أركان جديد قال قويدر: «الجيش بدأ يتعافى بشكل ملحوظ، وبدأ يتوفر له السلاح اللازم، وبدأ كثير من الضباط وضباط الصف والجنود في العودة للالتحاق بوحداتهم، الآن الأركان تسعى لتجميع وحدات الجيش وتنظيمها، وكذلك التدريب»، وأوضح قويدر في هذا الصدد أن كثيرًا من الدول الشقيقة والصديقة تقوم الآن بدعم الجيش والتدريب والتسليح وفق خطوات واضحة، وأكد قويدر في هذا الصدد أن الدعم سيكون للجيش وأن أي جهة مسلحة حتى لو كانت تؤدي عملاً لصالح الوطن فلن يتم دعمها خارج إطار الجيش ورئاسة الأركان العامة هي المسؤولة عن ذلك.
«العودة للحق خير من التمادي في الباطل، لكننا لا نستطيع التدخل في حقوق الناس»
وعما يراه قويدر بشأن عودة بعض المتهمين بالإرهاب عما هم فيه وطلبهم الحوار قال: «العودة للحق خير من التمادي في الباطل، ونحن نرحب بأي عودة للحق من أي كان، لكننا لا نستطيع التدخل في حقوق الناس، فهذا الأمر سيكون من حق أصحابه وفق القانون والقضاء»، وأضاف قويدر حتى الآن لم يصلنا أي طلب للتفاوض من قبل المتهمين بالإرهاب، ويشاع أن هناك من يرغب في هذا الأمر، لكن رسميًّا لم تصلنا أي مطالب».
جوار ليبيا
وعن علاقة ليبيا بدول الجوار، وماهية دور هذا الجوار في الأزمة الليبية وإلى أي مدى يمكن لدورها أن يصل في المشكلة الليبية، أوضح قويدر «نحن نحتاج للتعاون الكامل مع دول الجوار خصوصًا الدولتين المؤثرتين مصر والجزائر، سواء في تأمين الحدود ومنع الهجرة غير الشرعية، وتسلل الإرهابيين والسلاح، وكل دول الجوار بما فيها الدول الأفريقية تتعاون معنا في هذا الشأن، كما سيكون هناك تعاون تام في التدريب والتأهيل للكوادر الليبية في الشأن العسكري والأمني مع هذه الدول».
وفي نهاية اللقاء توجهنا بسؤال شخصي للمستشار عقيلة صالح قويدر حول مسألة ترشحه للمجلس، ووصوله لرئاسة المجلس، وهل كان يعد نفسه لهذه المهام؟ فأجاب بأنه لم يفكر لا في ترشيح نفسه لعضوية البرلمان، ولا لرئاسته في مرحلة لاحقة، بل تم الأمر بشبه فرض من بعض المقربين، كما أنه تفاجأ بترشيحه لرئاسة المجلس، ولم يفكر أو يتصل بأي شخص لا في الترشح لعضوية المجلس، ولا في الترشح للرئاسة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق