الاثنين، 9 يونيو 2014

تونس تعلن استعدادها لرعاية مؤتمر للمصالحة الليبية فوق أراضيها &

ليبيا المستقبل
الشرق الأوسط: قال الصحبي البصلي، رئيس حزب المستقبل التونسي (تأسس بعد الثورة)، إن تونس عبرت لأكثر من 20 ممثلا لأفرقاء سياسيين وقبائل ليبية في مؤتمر للمصالحة عقد في مدينة جنيف السويسرية عن استعدادها لرعاية مؤتمر للمصالحة بين الليبيين على أراضيها. وأضاف البصلي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن الاجتماعات الماراثونية دامت ثلاثة أيام متتالية من الثالث إلى الخامس من يونيو (حزيران) الحالي، غاب عنها من يمثل العقيد خليفة حفتر لكنها ضمت في المقابل كل الأطياف السياسية وممثلي القبائل الليبية من مدن عدة منها بنغازي وطرابلس ومصراتة وصبراتة والجنوب الليبي. وفي حال الاتفاق حول أرضية للمصالحة الوطنية، توقع البصلي استضافة تونس لمؤتمر للحوار بين الأفرقاء الليبيين خلال شهر يونيو الحالي. وتابع البصلي موضحا أن الاجتماع لم يكن مخصصا، على حد قوله للحديث، عن مبادرة حفتر، بيد أن الأفرقاء السياسيين ورؤساء القبائل الليبية المشاركين عبروا عن رفضهم عملية الكرامة، وعدوا أن حفتر ينفذ «أجندة خارجية في ليبيا». وقال أيضا إن الاجتماع لم يكن موجها للخروج بنتائج سياسية فورية بقدر ما بحث عن إيجاد مظلة تستضيف كل الأطراف السياسية ومن بعدها التوجه نحو الاستماع لمختلف وجهات النظر المختلفة والخروج بملاحظات أولية دون أجندة سياسية مضبوطة. وأشار البصلي إلى أن مؤسسة محمد بن جلون (من أصول مغربية) في سويسرا هي التي هيأت الظروف لمثل هذا الاجتماع بين الليبيين الذي حضره، على حد تقديره، 80 في المائة من ممثلي المشهد السياسي في ليبيا بالإضافة إلى قيادات سياسية تعيش خارج ليبيا.
يذكر أن حزب المستقبل الذي يقوده البصلي اعترف بالحكم الانتقالي في ليبيا منذ سنة 2011، وساهم بفعالية في جلسات المصالحة الوطنية التي دارت في تونس. وبشأن غياب من يمثل حفتر عن هذا الاجتماع، وهل طرح موضوع «حفتر» للمناقشة، قال البصلي إن النقاشات ذهبت بعيدا عن التساؤل حول غياب من يمثل قائد «عملية الكرامة» التي خلفت جدلا سياسيا حادا حول أهدافها وركزت الجهود حول البحث عن أرضية مشتركة للتفاهم السياسي. وبشأن أبرز النتائج المسجلة خلال هذا الاجتماع، قال البصلي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن اتفاقا ليبيا جماعيا توضحت معالمه وهو يدور حول ضرورة الأخذ بزمام الأمور وإيجاد حلول للأزمة في البلاد. وأشار إلى اتفاق جميع الأطراف المشاركة في الاجتماع على الحرص على وحدة التراب الليبي والإقرار الفوري لعملية المصالحة الوطنية، وإرساء العدالة الانتقالية بعد المصارحة والمحاسبة. ونفى البصلي أن تكون عملية المحاسبة موجهة ضد أنصار العقيد القذافي ضمن خطة للتشفي، بل إن الأمر،على حد تقديره، يرتكز على كل من أجرموا في حق الليبيين خلال الثورة وبعد الثورة. وذكر البصلي أن هناك اتفاقا بين الليبيين المشاركين في هذا الاجتماع على نبذ الإرهاب المستوطن في ليبيا واعتباره «عنصرا دخيلا على المجتمع الليبي» بالإضافة إلى نبذ التطرف الديني ورفض التدخل الأجنبي لفض الأزمة السياسية في ليبيا. وكانت مجموعة من المبادرات السياسية الهادفة إلى حلحلة الأوضاع المتأزمة في ليبيا وتجاوز غياب سلطة الدولة، قد صدرت عن أكثر من جهة سياسية قبل إعلان العقيد حفتر عن عملية الكرامة. إلا أن تلك المبادرات التي تحدث عنها راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة التونسية ومحمود جبريل في ليبيا وغيرهما، لم تؤد إلى نتائج ملموسة وأجلت بالتالي حسم موضوع المصالحة الوطنية في ليبيا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق