الأحد، 22 ديسمبر 2013

ليبيا - تقرير: قول عاش الجضران ^

ليبيا المستقبل - خالد المهير (خاص) ليبيا المستقبل: قبل يوم 15 منتصف الشهر الجاري صعد إلى منصة قبلية بمدينة إجدابيا رئيس ما يسمس "المكتب السياسي لإقليم برقة" والمسوؤل الأول عن إغلاق موانئ رأس لانوف والسدرة والزويتينة قبل أربعة أشهر، وهتف له مايقارب عن أربعة الآف شخص من قبيلته بعد رفضه إعادة تصدير النفط قبل موافقة الدولة على فتح تحقيق في سرقات النفط منذ حرب التحرير عام 2011 وتوزيع حصصه بالتساوي بين طرابلس وبرقة وفزان وفق دستور عام 1951 الصادر إبان عهد الملك الراحل إدريس السنوسي، وأخيرا إشراف لجان الإقليم على بيعه في المستقبل. قبل خطاب الجضران كان يتحدث على المنصة شيخ قبيلة المغاربة صالح الأطيوش، وحينما جاء على ذكر ضرورة إعادة تصدير النفط يوم 15 الماضي لخدمة الوحدة الوطنية خرج بعض الحضور رفضا لمثل هذه الخطابات، وفي هذه الأوقات. فيما يبدو أنه صعود سريع لشخصية الجضران التي برزت في الفترة الأخيرة بقوة وقد صار اسمه يتصدر نشرات الأخبار ومواقع التواصل الاجتماعي، حتى أنه بات مرادف لروساء الدولة الجدد أبوسهمين وزيدان.
هذا الصعود أرجعه المحلل السياسي صفوان المسوري في حديث خاص لموقع ليبيا المستقبل إلى ثقافة المجتمع التي منحت فرصة كبيرة للجضران على أنه الرجل المخلص والبطل، وأنه الوحيد القادر على استرداد حقوق إقليم برقة. لكن المسوري قال إن الجضران شخص بسيط، موقفه القوي لسيطرته على النفط، مؤكدا أن الدعم القبلي خلفه ربما أحد أسباب قوته في هذه المرحلة إو دعم دولي سري غير منظور. وذهب المسوري إلى هذا الرأي بسبب معلومات تقول إن الجضران جميع سياراته وأسلحته الثقيلة جديدة، وهذا يرجح فرضية الدعم الدولي لتوجهاته. ويقول المسوري إن أي شخص حتى "لاكفاءة ولاخبرة" ويقف ضد طغيان الحكومة أو أحد أفرادها أو الإخوان المسلمين محل احترام المجتمع الليبي الآن، هو "محنك وبطل" وهذا ينطبق على إبراهيم الجضران.
عبدالجواد البدين
محمد عمر حسين بعيو
محمد بوقعيقيص
عمر الكدي
 
وأرجع الناشط السياسي المحسوب على الفدراليين عبدالجواد البدين هذا البروز إلى تطور الخطاب الفدرالي من خطاب نخبوي قبل عامين إلى خطاب عريضة واسعة من المجتمع البرقاوي، ويسأل حينما كان يتحدث لليبيا المستقبل "أين رؤى محمد بويصير وأبوبكر بعيرة وزياد أدغيم الآن؟". ويقول إن مثل هكذا خطاب نخبوي لم يعد موجودا في الساحة، وأن قاعدة عريضة من أصحاب التوجهات الفدرالية تبحث عن من يأتي بحق الإقليم. هذا التطور في التحرك يقول عنه البدين إنه جاء بعد حملة إقصاء وتهديد وخطاب غير متوازن وحرب مضادة من الجميع ضد التيار الفدرالي، وأن الفدراليون تحولوا من الخطاب السياسي العقلاني إلى استخدام "العصا" على حد تعبيره.
يصف الناشط السياسي الإسلامي محمد عمر حسين بعيو الجضران بأنه "ظاهرة" وبأنه يتميز بالقدرة على التمدد في فراغات الدولة الغائبة، وهو نموذج متعدد التجليات في الواقع الليبي. ويوضح في مقابلة مع "ليبيا المستقبل" أن ثمة لصوص وجنائيين وعابثين ومحسوبين على الثورة بشكل من الأشكال.. والرابط بينهم جميعاً هو العنف اللفظي والمادي في مساعيهم لتحقيق المآرب والأغراض. ويضيف أنهم جميعاً لا يهمهم مصلحة الوطن في قليل أم كثير؛على الرغم من تدثرهم بغطائها الموار..!!. ويختم حديثه قائلا: "لقد تغدى الليبييون بثوارهم في وقت مبكر، وهم اليوم - في واقع عجز وغياب الجيش والشرطة - أعجز من أن يزيحوا الكابوس بغير الإستعانة بأبنائهم البررة".
من جهته يحمل أمين عام حزب الإتحاد الوطني، وهو حزب إتحادي محمد بوقعيقيص الدولة المسؤولية الكاملة عن بروز الجضران إلى الواجهة، ويقول إنها منحته الفرصة عندما لم تدفع إلى التحقيق في ملف سرقات النفط. وأكد لليبيا المستقبل أنه كان عليها إرسال لجنة قضائية "محايدة" للتحقيق فيما يقوله الجضران، والإطلاع على أدلته ومحاسبة الحكومة أو وزير النفط العروسي وإيداعهم السجن، وإذا لم تجد معه أي أدلة تودعه إلى السجن، لكن الحكومة والجضران مدانون "مالم يقول القضاء كلمته".
من جهته عزا الإعلامي عمر الكدي سبب بروز الجضران هو احتلاله للموانيء النفطية باعتباره كان مسؤول قوات حراسة المنشئات النفطية، فاستغل وظيفته بدلا من حمايتها إلى احتلالها. وهكذا أصبح الجضران يتحكم في أكثر من 60% من صادرات النفط، لكنه الكدي يعتقد في تصريح لليبيا المستقبل أن هناك من دفعه إلى هذا الاتجاه من خلال تبني شخصيات تقف وراء الحراك الفيدرالي له، وهذه الشخصيات تحاول فرض الخيار الليبرالي بالقوة أو بتجويع الشعب، بينما بفضل أحمد الزبير طرح الخيار الفيدرالي سلميا، وفي تقديري سيختفي الجضران ويبقى الزبير ممثلا للتيار الفيدرالي.
الحقوقية أميرة الجريبي تقول لليبيا المستقبل إن اول سبب بروز هذه الشخصية الآن نتيجة "الفراغ والتخبط وضعف أجهزة الدولة أو بالأحرى عدم سيطرتها على أجهزتها فكلنا يعلم أن من يقفل النفط هم حرس المنشآت.. والجضران ماهو إلا واجهة سياسيه فقط، استغل المطالب الفيدرالية تارة.. وقضيه عدادات النفط تارة أخري". وتؤكد الجريبي لليبيا المستقبل أن المطالب الفيدراليه كانت وعاء ﻻمتصاص غضب الشارع البرقاوى وخصوصا شيوخ القبائل المطالبين بها ..أما قضيه عدادات النفط ... فجاءت لإحراج الدولة. وﻻتنسى في حديثها بروز التسويات المالية كحل لهذه المعضلة... في قضية "صكوك الجضران" في إشارة إلى القضية الشهيرة التي تورط فيها رئيس لجنة النفط بالمؤتمر الوطني العام ناجي مختار قبل عدة أشهر. وتدلل على ضعف الدولة بقولها إن النائب العام عبدالقادر رضوان أصدر مذكرة اعتقال بحق الجضران ولم تنفذ حتى الآن، مؤكدا أن مساومة الأولى، وهي الدولة للخارجين عن القانون في قضايا سابقة زادت من قوتهم وشوكتهم، رافضة أن يصبح الجضران وصي على المطالب الفدرالية وثروات ليبيا، لكنها ترى أن اللجوء إلى خيار القوة ونزول قوات دولة لحماية مصالح الدول في النفط آخر مسمار يدق في نعش وحدة التراب الليبي. وتضيف في ختام حديثها أن ما يضعف موقف الجضران في الشارع البرقاوى... هو خلافه مع أحمد الزبير.. وخلافه موخرا مع شيخ قبيلة المغاربة الأطيوش "وهذا يظهر لنا ان الفيدرالية تحولت من مطلب سياسي إلى أسلوب تهديد... ﻻغير".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق