الجمعة، 6 سبتمبر 2013

قصة القزيري تلخص معاناة جرحى الثورة

على سرير في مصحة البساتين بمدينة صفاقس التونسية، لا شيء تغير بعد ثمانية أشهر من العلاج، مازال عاجزا عن الحركة وعن الكلام وينتظر إتمام إجراءات نقله لإحدى الدول الأوروبية لاستكمال العلاج، وفي نفسه شيء يقول "ليس بعد هذا موت". هو من الشباب الذين لم ينتظروا طويلا للالتحاق بالثورة، غير أن بعضهم يعاني اليوم في انتظار "اجراءات روتينية" أملا في استعادة صحته التي تدهورت وهو بصدد المحافظة على سلامة مدينته ومن بعدها الوطن. هذا واقع يعيشه الشاب علاء القزيري الذي أصيب يوم 20 ديسمبر الماضي، لما كان رفقة زملائه متجها لحماية مديرية أمن بنغازي من هجوم مسلح من قبل مجهولين تنفيذا لأمر وزارة الدفاع. القزيري التحق بكتيبة شهداء الزاوية بعد تحرر مدينة بنغازي في أواخر شهر مارس 2011 والتي أسندت لها عدة مهام ومن أهمها حماية مديرية أمن بنغازي.
معاناة
في طريقه إلى مديرية أمن بنغازي وجد القزيري نفسه أمام لهب قذيفة "أر بي جي" كانت تستهدف سيارتهم، حاول النجاة وقفز منها وهي مسرعة. تعرضت جمجمته لكسور وأصيب على مستوى الأذن بالإضافة لإصابة في الرئتين، ودخل في غيبوبة استمرت 23 يوما قضى فترة منها في مركز بنغازي الطبي. وفي بداية شهر يناير من هذه السنة وصل علاء لتونس، وبينت فحوصات أجريت له أنه يعاني من كسور في الضلوع وتعفن جزئي في الرئتين بسبب الجروح، وازداد سوء حالته بوجود تجلط في شرايين الرئتين وارتجاج في المخ. لم يتمكن القزيري من استعادة عافيته على الرغم من أنه أفاق من الغيبوبة وتمكن من استعادة جزئية لحركة بعض الأطراف، ويأكل عن طريق فتحة أجريت له في الأمعاء الدقيقة، ويتنفس عن طريق ثقب في القصبة الهوائية.
تقرير
يقول الدكتور هشام حشيشة الذي يشرف على علاج القزيري لأجواء لبلاد في تقريره الطبي، إنه لازال يحتاج لعناية مكثفة وعلاج طبيعي، وينصح بإجراء عمليات جراحية على المفاصل لتحسين الحركة وعمليات جراحية لتحكم في الحبال الصوتية حتى يتمكن من التكلم بسهولة. وأكد الدكتور حشيشة لأجواء لبلاد أن أفضل الدول التي تستطيع إجراء هذا النوع من العمليات هي الدول الأوروبية مشيرا إلى ضرورة استكمال العلاج المكثف في مصحة متخصصة. ووفق تقارير الأطباء والتي تحصلت أجواء لبلاد على نسخة منها بأن مراحل العلاج في تونس انتهت وأن الأمر في مرحلة دقيقة بين استعادة صحته أو تدهورها من جديد إن لم ينقل بسرعة إلى مصحة متخصصة.
اجراءات
لم يعدم والد القزيري العم ناجي حيلة لتأمين علاج ابنه ومنها التواصل مع السفارة واللجان الطبية المكلفة للحصول على تكاليف استكمال علاج ابنه في إحدى الدول الأوربية ولكن من دون جدوى. وناشد وزير الصحة لمد يد العون له، وقدم طلبا بتقديم مساعدة له واعتبارها بمثابة مكافأة نهاية الخدمة من السلاح الجوي باعتباره ضابطا هناك. بدوره حاول عمران الفيتوري صديق علاء وزميله في الكتيبة والمسؤول عن ملف الجرحى بكتيبة شهداء الزاوية التواصل مع وزارة الدفاع ووزارة الصحة في بنغازي لإتمام إجراءات استكمال العلاج ولكن دون جدوى. وأضاف عمران الفيتوري أن تكاليف علاج الجرحى يتم تجميعها غالبا من تبرعات عناصر الكتيبة، ومن تواصل آمر الكتيبة مع بعض رجال الأعمال.
المصدر: أجواء لبلاد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق