السبت، 18 مايو 2013

#ليبيا الدلالة السياسية للمطبات المرورية


صحيفة طرابلس- عمر أبو القاسم الككلي- لاحظت، الآونة الأخيرة، ازدياد عدد المطبات التي توضع بعُرض الشوارع في أماكن مختلفة. ويبدو أن "الجهة" التي "تَطُبُّها" تتحلى ببعض المسؤولية والتعقل، ذلك أنها تجعل ارتفاعها وانحدارها سلسين. ولكن لا توجد اللافتات المرورية المعتادة التي تحذر منها.
والملاحظ أن تاريخ "المطبات" المرورية في ليبيا يقترن بتاريخ "المطبات" السياسية فيها!.
فأول ظهور للمطبات في الشوارع الليبية كان على أثر "مطب" انقلاب سنة 1969 الذي عرقل الحراك الاجتماعي السائر آنذاك، بل وأعاد توجيه خط سيره. اقتصر وضع المطبات المرورية أول الأمر على منطقة الطريق الواقعة أمام معسكرات الجيش، ويبدو أن المقصود من ذلك كان إتاحة الفرصة لسيارات الجيش وآلياته الخارجة من المعسكر، والداخلة إليه، أخذ طريقها دون الاضطرار إلى انتظار توقف حركة السيارات في حالة عدم وجود المطب. وقد تكون ثمة مآرب أخرى.
ثم بدأ انتشار المطبات يزداد وتزداد معه المطبات السياسية المتمثلة في ممارسات النظام القمعية، وأصبح التوسع في المطبات والتوسع في الممارسات الدكتاتورية(أي عرقلة حركة المرور وعرقلة حركة المجتمع) يتناسبان طرديا. ومثلما أن بعض ممارسات النظام الاستبدادية لا تخضع إلى أي معيار منطقي أو عقلاني، كذلك كانت بعض المطبات المرورية لا تخضع إلى أي مقياس وتشبه، في بعض الحالات، أسوارا مصغرة. عدوى المطبات، المرورية والسياسية، التي يقيمها النظام سرت بين الناس فأصبحوا يقيمون مطبات مؤقتة أثناء التئام المناسبات الاجتماعية المختلفة ذات الحضور الكثيف، وازدادت العقول انغلاقا والنفسيات تشددا.
الآن نشهد موجة جديدة من التوسع في نشر المطبات تقوم بها "جهات" لا أعلم شخصيا مدى علاقتها بمؤسسة المرور ووزارة الداخلية أو وزارة المواصلات، لكنها تختلف عن تلك المطبات الأولى التي ابتدأت أمام معسكرات الجيش من حيث كونها أكثر إنسانية. فهل ستكون هذه المطبات مؤشرا على أننا سنشهد ممارسات سياسية عقلانية لنظام سياسي به، على الأقل، بعض الرشاد، مثلما كانت المطبات الأولى، اللا إنسانية، مؤشرا على ممارسات سياسية حمقاء غاشمة. أم أن الأمر كان في الحالة الأولى مجرد مصادفة من غير المنتظر أن تتكرر في الحالة الثانية؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق