الاثنين، 1 فبراير 2016

ليبيا_حكومة الوفاق الوطني_انقسام داخل المجلس الرئاسي الليبي بسبب لقاء السراج وحفتر

تعد المؤسسة العسكرية الليبية رقما مهما في المعادلة السياسية، وعليه قام فايز السراج رئيس المجلس الرئاسي بزيارة إلى خليفة حفتر، في خطوة مفاجئة جاءت قبل أيام قليلة من المهلة الممنوحة للسراج من قبل البرلمان لتقديم تشكيلة جديدة لحكومة الوفاق الوطني.
العرب اللندنيةأفاد المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي الليبي فايز السراج في بيان نشره على صفحته على موقع فيسبوك، الأحد، بأن رئيس الحكومة المكلف التقى السبت في مدينة المرج في شرق ليبيا الفريق أول ركن خليفة حفتر "حيث تمت مناقشة العديد من القضايا". وأوضح البيان، أن القضايا التي تمت مناقشتها شملت مسألة "إيجاد حل عملي للحرب الدائرة في بنغازي (ألف كلم شرق طرابلس) منذ سنة ونصف السنة" وتخوضها قوات حفتر في مواجهة مجموعات مسلحة بينها جماعات متشددة ومتطرفة. وأضاف البيان أن هذه الزيارة المفاجئة تأتي ضمن سلسلة زيارات يستمع فيها السراج "لرؤى ومخاوف وهواجس كافة الأطراف المؤثرة في الأزمة الليبية".
وأحدث هذا اللقاء انقساما بين أعضاء المجلس الرئاسي، حيث رفض ممثلو المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته والذي يعمل على إقصاء حفتر عبر تفعيل المادة الثامنة من اتفاق الصخيرات، هذه الزيارة. وتعليقا على لقاء السراج وحفتر، أكد نائب رئيس المجلس الرئاسي أحمد معيتيق على صفحته على موقع فيسبوك، الأحد، أن السراج تصرف بشكل منفرد ولم يطلع المجلس على خطته زيارة حفتر. وأوضح "كنا على تواصل مع السراج، رئيس المجلس الرئاسي، ولساعة متأخرة من الليل، ولم يخبرنا أو يطلعنا على نيته القيام بتلك الزيارة". ورأى أن "الزيارة التي قام بها تعبر عنه شخصيا، ولا تعكس رأي، ولا توجه المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، خصوصا وأن مثل هذه الزيارات يجدر بها أن تناقش مسبقا بالمجلس الرئاسي في إطار زيارة جميع أطراف النزاع في ليبيا ضمن خطوات التوافق". 
في موازاة ذلك، كتب رئيس بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا مارتن كوبلر في تغريدة على موقع تويتر، في ما بدا تعليقا على لقاء السراج وحفتر “أن نتكلم ونتحاور في ما بيننا، لا يعد أبدا انتهاكا للاتفاق السياسي الليبي، لا بل بالعكس، عبر الحوار فقط نستطيع المضي قدما". ويواجه السراج صعوبة في إنهاء أزمة المؤسسة العسكرية والمرتبطة بمصير خليفة حفتر، باعتبار أن الاتفاق السياسي، ينص على شغور المناصب العسكرية العليا على أن يتولى المجلس الرئاسي صلاحياتها لحين اختيار قيادة جديدة للجيش، وهو ما ساهم في تعميق الأزمة ودفع مجلس النواب إلى رفض تشكيلة حكومة الوفاق وطلب تعديل المادة الثامنة المتعلقة بصلاحيات المجلس الرئاسي.
وأمام تغوّل التنظيمات المتشددة والتي أصبحت تشكل خطرا حقيقيا ليس فقط على أمن واستقرار ليبيا وإنما على الأمن القومي لدول الجوار، طالب فاعلون سياسيون بدعم قوات الجيش وصدّ محاولات إقصاء قائدها خليفة حفتر من المشهد الليبي. هذا ومازالت الاشتباكات مستمرة بمدينة أجدابيا (شرق ليبيا) بين قوات الجيش الليبي وميليشيات ما يُسمى مجلس شورى أجدابيا المنضوي تحت لواء أنصار الشريعة، فقد شنت قوات الجيش المتمركزة جنوب المدينة بمنطقة القنان، هجوما على الميليشيات المتشددة وتمكنت من دحرها والسيطرة على حوالي 80 بالمئة من المدينة التي تعد معقلا للتنظيمات الجهادية، وعلى رأسها تنظيم داعش.
وأفاد مصدر عسكري بغرفة عمليات أجدابيا، حسب ما ذكرته وكالة الأنباء الليبية، بأن “الكتيبة 302 الجوارح” بقيادة محمد القابسي، تمكنت من فرض سيطرتها على شرق أجدابيا بالكامل، فضلا عن سيطرة قوات الأمن التابعة لمديرية أمن المدينة والقوات المساندة لها على وسط المدينة. ويحاول تنظيم داعش منذ فترة السيطرة على مدينة أجدابيا نظرا إلى موقعها الاستراتيجي وباعتبارها مصدرا لإمدادات الأسلحة إلى مقاتلي التنظيم ببنغازي ودرنة إلى جانب الإمدادات التي تصلهم عبر المنافذ البحرية غير المراقبة.
وقد حذّر خبراء أمنيون من استغلال الميليشيات الإسلامية المتشددة والتنظيمات الجهادية للمنافذ البحرية من أجل نقل الأسلحة، مؤكدين أن أغلب إمدادات الأسلحة التي تصل إلى الجماعات المتطرفة يتم نقلها عن طريق البحر نظرا إلى غياب الرقابة عن السواحل. وسبق أن أكد ضابط ليبي أن عملية تحرير مدينة بنغازي من قبضة التنظيمات المسلحة متعلقة بالسيطرة على أجدابيا ووقف الدعم الذي يصلهم عبر هذه المدينة. وقام سلاح الجو الليبي في شهر ديسمبر الماضي، بشنّ ثلاث غارات جوية على المنطقة الصناعية بمدينة أجدابيا التي يتحصن بها مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية ويتخذونها معقلا لهم ومخزنا لذخيرتهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
موضيع ذات علاقة:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق