الثلاثاء، 2 فبراير 2016

فنون_'الما بعد..' الذاكرة الفلسطينية في معرض فني متعدد الوسائط

رويترز: تقدم الفنانة الفلسطينية ميرنا بامية مجموعة من الأعمال الفنية المتعلقة بالذاكرة في معرض بعنوان "الما بعد..". اشتمل المعرض الذي افتتح مساء الخميس في حوش الفن الفلسطيني في مدينة القدس على خمسة أعمال فنية وفيلم قصير مأخوذ عن الفصل الأول من رواية "المتشائل" للروائي الفلسطيني إميل حبيبي. وقالت بامية -خلال افتتاح معرضها-: "أنا شغوفة بكل ما يخص الذاكرة، خصوصا بالنسبة لنا كفلسطينيين، فكل شيء مرتبط بالذاكرة التي تعرضت لرضة.. ما أحاول عمله هو تبسيطها وإحضارها إلى الجمهور بطريقة سلسة."
وأضافت أن الأعمال الفنية المعروضة هي نتاج ثلاث سنوات من العمل، وتركز على موضوع الذاكرة. ويدخل الزائر المعرض إلى ما يشبه صندوق طليت واجهاته باللون الأخضر، وضعت على إحداها قطع مختلفة منها منحوتات لأشكال متعددة، إضافة إلى صور وأشياء تستخدم في الحياة اليومية تعيد كل منها الإنسان إلى ذكرى ما، ويقابلها على الواجهة الأخرى عرض مقاطع مصورة قصيرة لأحداث ما لشرح كيفية تذكر هذه الأشياء. وينتقل الزائر إلى قاعة أخرى تظهر فيها مجموعة كبيرة من الأعلام الصغيرة من ورق القصدير معلقة على الحائط وأمامها مروحة تتحرك في حركة نصف دائرية تدور الأعلام معها كيفما تدور في عمل، أطلق عليه "لا راية تخفق في الريح".
توضح نشرة حول هذا العمل الفني؛ أنه مأخوذ من قصيدة شاعر فلسطين الراحل محمود درويش وتحمل الاسم ذاته، مما جاء فيها " كأنهم يأتون من قدر إلى قدر مصائرهم مدونة وراء النص". وقالت بامية -في شرحها لهذا العمل-: إنها ترمز فيه إلى الدول في الأمم المتحدة التي تحركها القوى العظمى كيفما تشاء. واختارت بامية الاقتباس من رواية "المتشائل" وتحديدا فصلها الأول (الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل) لعمل فيلم قصير كتبت نصه الكاتبة الفلسطينية داليا طه.
وتروي ميرنا -بصوتها- بعض نصوص الرواية على صور ثابتة لمبان متلاصقة تقام على أرض تختفي معالمها. وجاء في نشرة حول العمل أنه "محاولة للنظر عن كثب إلى حالة هي في صلب التركيبة النفسية للفلسطيني المعاصر، حالة تضمن استمراريتها في مكوثها على الحواف فيها المجازفة غير مؤلمة." وتضيف النشرة أن "التراكم السياسي خلف إحباطًا داخليًّا أصبح فيه الأمل فعل سياسي بامتياز.. لذا فالمتشائل هو تكنيك نفسي ذو حدين، فهو يضمن لك الاستمرارية في ظل الإحباط السياسي الحالي." وتتابع النشرة "ويجعل أملك في التغيير لا يتعدى الأحلام والتطلعات المادية التي فصلتها لك المدينة بكل إعلاناتها ووعودها بمستقبل مضمون تحت رأسماليتها التي فيها نسيان وتناسي تهديد الاحتلال لأي مستقبل آمن أولوية في تشكيل الحلم."
ويستمر المعرض -الذي يأتي ضمن مشروع ينفذه حوش الفن (المدينة البديلة)- حتى 22 فبراير/شباط بانتظار تقدم فنانين لمشاريع أخرى ليتم عرضها ضمن المشروع. وقالت علياء ريان -مديرة مؤسسة "حوش الفن الفلسطيني"- يوم الجمعة لرويترز: "لدينا مشروع طموح لإعادة الحياة الثقافية إلى المدينة التي تعاني العزل والحصار بالشراكة مع العديد من المؤسسات في المدينة." وأضافت "نعمل على مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي يمتد لعامين، يعتمد على الخروج من دائرة المعارض المغلقة للوصول إلى الجمهور وإشراكه معنا لنعيد جزءًا من الحياة التي فقدتها المدينة التي أصبحت تنام مبكرًا."
وتطمح  ريان أن يسهم هذا المشروع الذي يستهدف زوار المدينة الأجانب إضافة إلى السكان المحليين في تنشيط الحياة الاقتصادية أيضًا. وأوضحت ريان أن دعوة وجهت لكل من يحب المشاركة في هذا المشروع -الذي أطلقنا عليه اسم (المدينة البديلة)- سواء كان رسامين أو موسيقيين ليكون مبنى حوش الفن منطلقًا لهذه الأعمال. وقالت إننا نطمح إلى خلق نهج جديد لإدخال مفهوم إبداعي لإعادة إحياء العديد من الأماكن، بما فيها البلدة القديمة، وجعل الفن قريبًا من عامة الناس؛ حيث يستخدم المشاركون طرقًا فنية إبداعية تمكن الجمهور من التفاعل معها. ويقع مبنى حوش الفن -عبارة عن منزل قديم- في شارع الزهراء، على بعد مئات الأمتار من أسوار بلدة القدس القديمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق