الاثنين، 8 فبراير 2016

فنون_'فيتور' تشارلز ديكنز على الطريقة الهندية

العربية نت: يذهب الفيلم الهندي "فيتور" ضمن قراءة ثرية بالمضامين والخصوصية إلى رواية "توقعات عظيمة" للروائي تشارلز ديكنز، لمنحها المناخات الهندية ومفردات الصراع المشبعة بالخصوصية عبر حكاية تجمع بين ثلاثي، الأول شاب كشميري يدعى "نور" يجسده إديتيا روي كابور، وملهمته الصبية "فردوس" تقدمها كاترين كايف، والبيجوم الثرية "تايو". ويسلط الفيلم الضوء على الكشميري "نور" وارتباطه بقصة حب مع "فردوس" وموقف السيدة الثرية البيجوم، في حكاية تمضي عبر جيلين تبدأ منذ طفولة ذلك الصبي الفقير المعدم الذي يعيش على أرصفة البحيرة في كشمير وعلاقته بـ"فردوس"، حينما راح يحترف الرسم والفنون التشكيلية لتتلقفه السيدة الثرية والتي وجدت به الفنان والشاب، حيث مهدت له الطريق للشهرة والثراء مقابل أن يظل تحت جناحها.
ويرصد الفيلم الصراع الطبقي في المجتمع الهندي، وأيضا السقوط تحت سطوة المال رغم الكثير من القيم التي كان يؤمن بها ذلك الصبي، الذي عصفت به الأيام حتى فقد كل شيء حتى الحب الذي حمله بين ضلوعه لـ"فردوس". خصوصا بعد أن يصبح فنانا مشهورا وينتقل للإقامة في المدينة ويواجه الصراع الطبقي المتفجر. يقع "نور" بحب "فردوس" ابنة "البيجوم" الثرية، ولكن الكل يقف أمام ذلك الحب بمن فيهم البيجوم، التي لا ترى في ذلك الشاب إلا صورة الصبي الفقير والذي تعود أصوله إلى كشمير ودلالات ذلك اقتصاديا وسياسيا ودينيا. وهنا تبدو القراءة الذكية للنص الإنجليزي وفي استدعاء النص ليكون هنديا وبمواصفات فنية وإنتاجية عالية بل عالمية المستوى، خصوصا إذا ما عرفنا أن استوديوهات ديزني ساهمت في إنتاج وتحقيق هذه التجربة التي أخرجها ابهيشيك كابور.
أبرز ما يميز هذا الفيلم المناخات التي أنجز بها إذ تم تصويره بين سريناجار – كشمير انتقالا إلى نيشات باغ على ضفاف بحيرة دال وصولا إلى منطقة قبر همايون في نظام الدين الشرقية، وأيضا مدينة مومباي خاصة استوديوهات محبوب الشهيرة لتلبية تحقيق هذا العمل السينمائي العالي الجودة والمليء بالوجوه والشخصيات والأحداث التي تنبذ الطبقية وتشير إلى الصراع الاقتصادي والسياسي والديني على خلفية تلك القصة العاطفية، التي أريد لها ومنذ البداية أن تكون قصة حب مميتة، ومدمرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق