الخميس، 14 يناير 2016

ليبيا_الملف الامني_الأطفال في ليبيا هم أيضاً ضحية الحروب

العربية.نت: حذر خبراء ليبيون من كارثة محدقة بالأطفال جراء الفوضى التي تعيشها البلاد وما نتج عنها من آثار نفسية واجتماعية. وقال حازم البوعيشي، طبيب نفسي، لقد حاولنا بالتعاون مع اليونيسيف أن ننجز دراسات لتحديد معاناة الطفل الليبي لكن توالي الاشتباكات المسلحة وهجرة بعض الأطباء ونقص الإمكانيات حالت دون إنجاز شيء. ومضى البوعيشي في حديثه لــ"العربية.نت" قائلاً: "يمكننا أن نصنف جزءا كبيرا من مواليد الخمسة سنين الماضية بأنهم أطفال حروب يعانون من اضطرابات سلوكية تتمثل في العنف والتخريب والميل إلى الانفراد وغيرها". وحذر من ظاهرة تفشي تعاطي المخدرات بين الأطفال قائلاً: "لقد ضبطت المخدرات في حقائب أطفال في المرحلة الابتدائية بأكثر من مدرسة في العاصمة".
ويضيف أن يعالج حالات مستعصية لأطفال في عيادته الخاصة منها الانعزال التام والاكتئاب إضافة لحالات عابرة كالفزع الليلي لأطفال هجرت أسرهم نتيجة الصراعات. من جانبه اعتبر سعد الفيتوري، طبيب نفسي، أن آثار الصدمات التي عاشها الأطفال هي أكبر مسببات ما يعانيه قطاع كبير منهم.. فكثير منهم يعاني فوبيا مزمنة من الأحداث أو الأشياء المرتبطة بالحرب كصفارات الإنذار أو أصوات السيارات المسلحة أو الطائرات يقابلونها بالبكاء أو العنف أو الغضب أو الاكتئاب الشديد أو حركات لا إرادية أو سرعة ضربات القلب في بعض المواقف.
وعن انعكاسات الظروف النفسية قال "إن طفلا من مهجري تاورغاء أو طفلا فقد أباه أو أخاه ظلما مع مرور الوقت هو الأقرب للاستفادة منه في التنظيمات الإرهابية بسبب ما يحملونه من حقد وكراهية، لاسيما أن المسلحين على الساحة ينسبون للثورة". وأردف: "لا نستبعد أن يكون أطفال الحروب هم هدف التجنيد لدى داعش وغيره فلدينا شواهد على ذلك، إذ انضم طفلان في درنة لتنظيم أنصار الشريعة لهذه الأسباب ومن غير شك أن هناك الكثير من الحالات المشابهة". وعن صعوبة العمل في البلاد، قال: "مع توالي الصراعات والاقتتال انسحبت كل المنظمات العاملة في الحقل النفسي والطفل ولكن يمكنني أن أؤكد أن 28 حالة إدمان تتعالج بمستشفى الرازي بطرابلس وأكثر من 54 طفلا يتعالجون بين مصحات العاصمة طرابلس من أمراض شتى أبرزها الاضطرابات السلوكية".
في بنغازي البعيدة عن إمكانيات الاهتمام بالطفل والتي تعيش حرباً منذ عام ونصف بين الجيش ومنظمات إرهابية قتل القصف العشوائي أطفال على مقاعد الدراسة أو على أسرة نومهم وتعرض الكثير منهم لليتم والخطف والتشريد، بل لا يزال العديد منهم فاقدا لفرصه في التعليم بسبب تحول المدارس لمقار عسكرية أو مراكز لإيواء المهجرين. ولا تزال أغلب المدن الليبية بعيداً عن يد المتخصصين والمنظمات الإنسانية والحقوقية بسبب فقدان الأمن وانتشار الجريمة وفوضى السلاح مما يجعل أطفالها أطفال حرب بامتياز.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق