الخميس، 7 يناير 2016

سليمان جمال_بوشناف في عقده السابع يتحدث عن شعراء العقد السادس


ليبيا المستقبل - سليمان جمال - طرابلس: أقيمت أمس الثلاثاء 05/01/2016 وعلى تمام الساعة 5 مساء محاضرة بعنوان (شعراء العقد السادس) للأديب الأستاذ "منصور بوشناف" ضمن المحاضرات التي تنظمها دار حسن الفقيه حسن في أول ثلاثاء من كل شهر.
وافتتحت المحاضرة وسط حضور كثيف لم يجد الكثير منهم مكانا للجلوس بتقديم الشاعرة "حنان محفوظ" للمحاضر وذكر موجز لأبرز محطات "بوشناف" في مسيرته الأدبية والثقافية ابتداء من مسرحيته ذائعة الصيت (عندما تحكم الجرذان) والتي سجن بسببها 12 عاما مرورا بالجوائز التي تحصل عليها وانتهاء بترشيح روايته المترجمة (العلكة) لجائزة بانيبال للترجمة. 
وابتدأ "بوشناف" محاضرته بالتأكيد على أن (الشعر لا يحدد بزمن وأنه اعتمد في محاضرته هذه على ذائقته الشعرية وسرديته الخاصة به حسب إطلاعه ومتابعته) موضحا أن المقصود بالعقود (بناء على تاريخ الاستقلال سنة 1952) وهذا التصنيف يعتبر اجتهادا خاصا من "بوشناف" لم يسبقه له أحد. وبعد حديثه عن التنمية الثقافية أخذ "بوشناف" الحاضرين في جولة مميزة من السرد الجميل لشعراء العقود الستة كـ"علي الرقيعي" و"راشد الزبير" و"سعيد المحروق" و"مفتاح العماري" و"خالد درويش" و"أم العز الفارسي" و"حواء القمودي" و"سميرة البوزيدي" وآخرين.
وكان من أبرز ما استنبطه من خلال دراسته أن العقد السادس كان نسائيا بامتياز حيث لعبت المرأة دورا مهما فيه من حيث الكتابة والوفرة والجرأة ولكنه أبدى تعجبه الشديد من أن العقد السابع لم ينتج أسماء شاعرات جديدات بعد بل استمر ظهور شاعرات العقد السادس مكررا أن ظهور قصيدة واحدة تكفي لجعل حكمه هذا خاطئا. وأهم ما تطرقت له المحاضرة هو الحديث عن شعراء العقد السابع والذي وصفهم بأنهم (زهور المقابر) كأنيس فوزي وحمزة جبودة وأحمد الشارف والمكي المستجير وغيرهم. مُضيفا إلى أنه لم يقرأ لأي منهم في جريدة او مجلة وإنما عبر الفايسبوك ولم يعرفهم إلا من خلاله والذي اعتبره -الفايسبوك- العامل الأهم لظهورهم.
وقد أبدى "بوشناف" اعجابا شديدا بهذا الجيل والذي ولد بعد ثورة فبراير مشيرا إلى التحديات التي يواجهها في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد مع سرد شيء نصوصهم ومواطن تفردهم عن السابقين فكان حديثه عن "أنيس فوزي" كشاعر (يفجر المعنى) متنبئا أنه سيكون له مستقبلٌ شعري حافل ومميز أما حديثه عن "المكي المستجير" فذكر أنه (يبرز منفردا بين شعراء العقد السابع ممن حافظ على الشكل التقليدي للنص الشعري وعموديته ولكنه ضمنها أسلوبا جديدة يدل على نضج مبكر). ليعقب المحاضرة تكريم منظمة "آل ليبيا" للمحاضر وتسليمه درعها على يد الأستاذ سالم أبوديب. ولتختتم بمداخلات أثرت النقاش كثيرا ارتكزت حول "ما هو الشعر" و"جدوى التصنيف" و"حدود الابداع" وغلبة السرد على التحليل" جاءت من "رامز النويصري" و"خالد الديب" و"عبدالله هويدي" وآخرين.
وقد علق د. جمعة عتيقة على المحاضرة (بسروره البالغ بها ولكونها حدثا ثقافيا ضخما وسط أزيز الرصاص) خاتما تعليقه بقوله "وتبقى الكلمة" في حين أكد د.عمار جحيدر هو الآخر سروره الكبير مُشيرا إلى أنه (يستنشق أكسجينا ثقافيا بحضوره بعد أن كاد يموت بدونه) وذكر تعليقات عدة حول المحاضرة أبرزها أن (الابداع في القدرة على التجديد داخل القيد) فالتحرر من هيكلية الشعر ووحدته لا يجعل منه شعرا بل أقرب إلى "النثر الفني" مؤكدا أن (الترتيب الزمني للشعراء له أهمية بالغة تساعد على فهم الواقع الشعري عبر الأجيال ولكن تصنيف الشعر الليبي موضوعيا لم ينل جهدا كافيا بعد)
أما المكي المستجير وهو أحد الأسماء التي تناولها "بوشناف" في محاضرته فصرح قائلا: (أن المحاضرة تتحدث عن المحاضر أكثر من حديثها عن مواضيعها ولها دلالة عليه أكثر من الدلالة عليها بتواضعه وأدبه وإيمانه بدوره ومسوؤليته) وأضاف (شرف كبير بتشجيع كاتب بقامة أستاذ منصور لنا والذي نعتبر أنفسَنا تلاميذه وهذه المحاضرة تجربة فريدة حيث من النادر من الكتاب والمثقفين الليبيين من يتحدث عمن أتى بعده وبهذه الطريقة).
يُذكر أن "بوشناف" والذي أتم 60 عاما الجمعة الماضية وابتدأ الأيام الاولى لعقده السابع كما أن دار "حسن الفقيه حسن" تكاد تكون نشاطاتها الثقافية المستمرة هي الوحيدة في طرابلس.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق