الخميس، 3 ديسمبر 2015

اليمن_خلافات هادي وبحاح تزيد المشهد اليمني تعقيدا

وكالات: خرجت خلافات الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، ونائبه خالد بحاح إلى العلن بعد رفض الأخير تعديلات وزارية أقرّها الرئيس بشكل أحادي متجاوزا نائبه الذي لمّح أمس في تعاليق على صفحته بالفيسبوك إلى أن خطوات هادي بمثابة "ضرب من العبث". ويخشى يمنيون متطلّعون إلى خلاص بلدهم من قبضة الانقلابيين الحوثيين وحليفهم علي عبدالله صالح، من أن تعقّد خلافات الرئيس ونائبه جهود التحالف العربي في هذا الاتجاه، عبر ظهور "شرعيتين" متنافستين بدلا من شرعية موحّدة، بذل التحالف الذي تقوده السعودية جهودا كبيرة لتثبيتها. وعمليا تخدم خلافات هادي وبحاح ثلاثة أطراف مختلفة في توجهاتها، لكنها تلتقي في تشدّدها وسعي كل منها للهيمنة على البلد. 
وتلك الأطراف هي جماعة الحوثي التي يسعدها أن ترى انقساما يخترق صفوف الحكومة الشرعية، أملا في أن يفضي ذلك إلى انقسام مماثل في القوى التي تتصدى لها على الأرض. وثاني الأطراف جماعة الإخوان المسلمين التي ما تفتأ تبحث عن دور سياسي وعسكري في عملية استعادة اليمن من أيدي الانقلابيين، حتى يكون لها نصيب من السلطة في مرحلة ما بعد التحرير. وثالث طرف يأمل في فشل الجميع في اليمن حتى يقدّم نفسه بديلا لهم، هو تنظيم القاعدة الذي يتخذ من مدينة المكلا مركز محافظة حضرموت بشرق البلاد منطلقا للزحف غربا باتجاه عدن التي يتخذها الرئيس الانتقالي مقرا مؤقتا له.
ولا تخدم خلافات هادي ونائبه بحاح، صورة السلطات الشرعية اليمنية لدى المجتمع الدولي خصوصا على أعتاب مسار سلام تأمل الأمم المتحدة إطلاقه قريبا ويفترض أن تتقدم إليه السلطات الشرعية وهي موحدة في مواجهة الانقلابيين الحوثيين وحليفهم علي عبدالله صالح. وكان الرئيس اليمني قد أجرى الثلاثاء، تعديلا وزاريا في حكومة خالد بحاح، شمل خمس حقائب، وتم بموجبه تعيين رئيس الفريق الحكومي التفاوضي في جنيف2 عبدالملك عبدالجليل المخلافي نائبا لرئيس الوزراء وزيرا للخارجية. كما تم تعيين اللواء حسين محمد عرب نائبا لرئيس الوزراء وزيرا للداخلية، خلفا للواء عبده محمد الحذيفي الذي تم تعيينه رئيسا لجهاز المخابرات.
وتم أيضا تعيين عبدالعزيز جباري نائبا لرئيس الوزراء وزيرا للخدمة المدنية والتأمينات، ومحمد عبدالمجيد قباطي وزيرا للإعلام فيما تم تعيين القيادي في الحراك الجنوبي صلاح قائد الشنفرة وزيرا للنقل. واعتبر يمنيون أن خطوة الرئيس تهدف إلى تأمين وضعه على رأس هرم السلطة بوزارة مشكلة من موالين له أو من شخصيات غير ذات نفوذ شعبي كي يأمن منافستها له في مرحلة ما بعد التحرير. وفي تعاليق له على التعديل الوزاري عبر الفيسبوك، حذّر بحاح من أن اليمن يمر "بمرحلة استثنائية للغاية وعلينا أن لا نسمح للخطأ أن يمر وأن يتكرر"، مضيفا "على العبث أن ينتهي وسنسعى لذلك. ويوم أن نعجز عن دفعه سنكون أكثر وضوحا مع شعبنا وإخواننا ومع أنفسنا قبل ذلك".
وذكر "أن الوطن هو الذي يتم النضال من أجله، وتقديم الدماء لينعم أبناؤه بالعيش الكريم، ومن أجل ذلك قامت ثورات ضد حكم الفرد والاحتلال، ورفض الشعب الميليشيات المسلحة التي أرادت أن تستأثر بالوطن عنوة، لكن مازال الكثير منا لم يستوعب الدرس"، في إشارة إلى استئثار هادي بقرار إجراء التعديل الوزاري. وأكد بحاح استمراره في منصبه رغم أنه "لا مغريات لذي عقل تدعو لتحمل المسؤولية في مثل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد"، معللاّ ذلك بأن "ظروفا استثنائية هي التي أوجدته فيها، فضلا عن الاستجابة لنداء الوطن وأبنائه".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق