الثلاثاء، 22 ديسمبر 2015

احمد علي ابو مهارة_أحمد علي أبومهارة: "عودنا عود شقاء"

كما يقول المثل الليبي للتعبير عن المعاناة (عودك عود شقاء) فالليبي حتى في حياته الخاصة كلما اقترب من تحقيق سعادته فرّت السعادة منه. 
64 عاماً وثلاثة عهود حديثة والليبي ينشد دولته، دولة النفط والغاز أن تحقق سعادته ورفاهيته إلا أن حلم التنمية التي تفعل كل هذا لم يتحقق.
مرت ليبيا خلال العصر الحديث بعهدين، العهد الملكي، والعهد الجماهيري، وفي كلا العهدين ظل الليبي يعاني من أجل الحصول على علاج، من أجل الحصول على التعليم من أجل الحصول على وظيفة، من أجل الحصول على المال، فليبيا من  العهد  الملكي، إلى  العهد  الجماهيري، كلما اقتربت من تحقيق  التنمية حتى يصطدم هذا المشروع بصخرة الاضطرابات التي أرجعت البلاد إلى الحالة  الأولى حالة اللاشيء.
مثّل عام الاستقلال 1951 بداية عهد جديد لليبيين بعد فترة طويلة عاشوها محاربين ومتحاربين فترة كان عدد سكان ليبيا يبلغ حوالي  مليون مواطن يعيش معظمهم حياة بدائية  تفتقر لابسط مقومات الحياة الانسانية.
مع اكتشاف النفط عام 1959 ودخول عائدات بيعه  خزانة الدولة استعدت البلاد لخوض غمار التنمية بإعلان الحكومة الملكية خطتها التنموية (الخطة الخماسية) إلا أن هذه الخطة لم تُكمل   مسيرتها  بفعل انقلاب عسكري قاده  ضباطٌ من الجيش الليبي أسقطوا به الحكم والتنمية على حدٍ سواء ليستقبل الليبيون عهداً جديداً فاتحاً لمعاناةٍ جديدة.
عهد  الجماهير الذي قاده  العقيد  معمر القذافي، الجماهير التي تمتلك  ثروتها، الجماهير الشعبية الغفيرة التي تصطف في طوابير طويلة أمام الاسواق العامة للحصول على الملابس والمواد الغذائية والخضروات واللحم.
بدأ هذا العهد مليئاً بالطموحات طموحات الوحدة العربية وهزيمة إسرائيل، ومحاربة الامبريالية.
بدأ تنفيذ هذه الطموحات بالصراعات والمناوشات وسُخر النفط والليبي لإشعالها، من المناوشات المصرية الليبية إلى حرب تشاد وصولاً بأوغندا غُذيت النزاعات، واستدعيت القلاقل وكان الختام مسك بفرض حصار إقتصادي على الدولة.
ما إن انفك الحصار حتى عاد القذافي في بداية الالفية  ليرتب أوراقه يساعده ابنه  سيف  الذي  انطلق بمشروع تنموي (ليبيا الغد) إلا أن هذا المشروع  كسابقه لم يُكمل مسيرته  بفعل ثورة شعبية 17/2/2011 ليبتديء عهد جديد بمعاناة جديدة.
لاتصفوني بالمتشائم إذا قلت لكم أن مشروع التنمية في هذا البلد مرتبط بمشروع فوضى عارمة.
فإذا رأيتم المتحاربين الذين استنزفوا مقدرات البلاد قد  تركوا السلاح وحملوا معاول البناء فاعلموا أن ذلك إيذاناً بنهاية معاناة وبداية أخرى بحصول انقلاب أو قيام ثورة أو قيام الساعة على أقصى تقدير.
أحمد علي أبومهارة
السبت، 12 ديسمبر 2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق