الاثنين، 12 أكتوبر 2015

فنون_عازف كمان يرعى الأغنام في غزة.. تعرّف على تفاصيل الصورة!

هفنغتون بوست عربي: "علي" فتى لم يتجاوز العاشرة من عمره، حمل آلة الكمان وانطلق في شوارع قريته بغزة، هو لا يشبه أي عازف آخر، فالجمهور مختلف وحتى الألحان التي تعلّم عزفها لوحده. تلك الألحان على بساطتها خلقت رابطاً مميزاً بين علي والأغنام التي ترافقه، خلال جولته في "القرية البدوية" شمال قطاع غزة، فهو يعمل مع والده وإخوته في رعي الأغنام. "مشهد طفل يعزف بين الدمار برفقة قطيع أغنام يستحق أن يوثق" يوضح إبراهيم فرج مصوّر هذه اللقطة، ويضيف لـ "هافينغتون بوست عربي" إن "علي مع تلك الابتسامة على وجهه هو رسالة عن كل أطفال غزة، إن الأمل موجود رغم ضيق الحياة هنا".
الجمال في تفاصيل الدمار
على الرغم من أنّ إبراهيم الشاب الفلسطيني البالغ من العمر 26 عاماً مرّ بتجارب قاسية خلال الحرب الأخيرة على غزة، إلا أنّ ذلك كان سبباً ومحفزاً له للبحث عن "الجمال بين ركام الدمار" على حد وصفه. ويضيف "الحرب التي تجلب الويل والدمار للشعوب، تحمل دوماً في جانب منها بعضاً من الأمل والتفاؤل ونحن بأشد الحاجة إليه كي نستمر في الحياة وهو ما أحرص على تصويره". الحرب بالنسبة لـ إبراهيم هي "ميدان للمصورين، والمصور الناجح هو الذي يتغلب على الظروف الصعبة من خلال التقاط صور قوية مع الحفاظ على سلامته".
غزة مدينة حزينة
"المدينة حزينة، تحتاج من سكانها الكثير لتقديمه لها كي تتجاوز محنتها" بهذه الكلمات وصف إبراهيم غزة، وأضاف "يجب علينا كفلسطينيين أن ننهض بها ونظهر جانبها المشرق". ومن هنا جاء اهتمام المصور الفلسطيني بتصوير لقطاتٍ وصفها بأنها "حياة وأمل وتفاؤل في لقطة بسيطة تبعث أملاً لكل من يراها". إبراهيم الذي درس الإعلام في جامعة الأقصى بغزة، بدأ التصوير كهواية ولكنه طوّر موهبته لدرجة وصلت "الإدمان في التعامل مع الكاميرا"، ويضيف "ربما أسعار الكاميرات مرتفعة الثمن وليس من السهل الحصول عليها في بلد تعيش حالة حصار ومعابرها مغلقة، لكن معدات التصوير تستحق كل ذلك الصبر والثمن للحصول عليها".
الصورة تشبهني
"حورية البحر" هكذا أطلق إبراهيم على صورة التقطها مؤخراً على شاطئ دير البلح وسط قطاع غزة، وقد اعتبر هذه الصورة "نقلة نوعية له في عالم التصوير، هي تشبهه لما تحمله من تفاصيل من جهة، ومن جهة أخرى لأنها انتشرت بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي وكانت فرصة للجميع للتعرف على الصور التي التقطتها". حلم هذا الشاب الفلسطيني لا يختلف عن أحلام كثيرين مثله، هو السفر إلى مختلف بلدان العالم، برفقة كاميرته ليحصل من خلال عدستها على كنز يوثقه ويضيفه لأعماله. وختم بقوله "أطمح خلال السنوات المقبلة القيام بمعرض خاص بي يضم مجموعة من أعمالي المصورة، وأن يكون هذا المعرض على المستوى العربي والأوروبي".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق