الثلاثاء، 20 أكتوبر 2015

ثقافة_مبادرة "ألف كتاب": خطوة في طريق القراءة

العربي الجديد: ما هي أفضل هديّة قد يقدّمها أحدهم للمدرسة التي تعلّم فيها؟ ربّما كان هذا السؤال هو ما دفع الكاتب والصحافي الموريتاني، أحمد ولد إسلم، للتفكير في إطلاق مبادرة لجمع الكتب وإهدائها لثانوية "النعمة" شرقي موريتانيا، التي درس فيها سابقاً. أطلق ولد إسلم، مؤخّراً، مبادرة بعنوان "ألف كتاب لمكتبة الثانوية" عبر فيسبوك. وسرعان ما استقطبت المبادرة تفاعلاً من الأوساط الشبابية وأعادت الاهتمام بالكتاب الورقي، في وقتٍ غزت فيه الإنترنت والوسائط الجديدة الحياة الموريتانية، مُحيلةً الكتاب إلى أدراج النسيان.
تحاول المبادرة المساهمة في تغيير هذا الواقع الجديد، من خلال نشر ثقافة القراءة في مدن داخلية بعيدة عن العاصمة نواكشوط. وقد نجحت في جمع أكثر من أربعة آلاف كتاب في فترة وجيزة. في حديث إلى العربي "العربي الجديد"، يقول ولد إسلم إن الحملة استطاعت تجاوز الرقم الذي خطّطت لبلوغه في البداية، وهو ألف كتاب، مضيفاً أن ذلك شجّع على توسيع رقعتها الجغرافية، لتشمل، إضافةً إلى ثانوية "النعمة"، ثانويتي مدينتي "العيون" و"كيفه".
انخرط العشرات في المبادرة، إما كمتبرّعين بالكتب أو ناشطين بجمعها وشحنها، أو داعمين. يقول ولد إسلم إن "العديد من الموريتانيين في الخارج ساهموا بشكل كبير في جمع آلاف الكتب في شتّى المجالات العلمية والأدبية والثقافية، وحتّى المقرّرات الدراسية لدعم الطلّاب". رغم بساطتها، قد ترمي التجربة حجراً في مياه الثقافة الموريتانية الراكدة، وتحاول "إشعال شمعة بدل الاكتفاء بلعن الظلام"، بينما تطالب منظّمات غير حكومية بدورٍ أكبر للدولة في نشر المعرفة وإعطاء الكتاب قيمته الحقيقية، في بلد يتذيّل تصنيفات المقروئية؛ حيث صنّفه تقرير لـ "اليونيسكو" (2011) في المرتبة الثامنة عشرة عربياً في هذا المجال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق