الثلاثاء، 27 أكتوبر 2015

لبنان_لبنان: تزايد المطالبات بعودة الحريري لتعزيز الجبهة الداخلية في مواجهة حزب الله


وكالات: توالت في الفترة الأخيرة الدعوات المطالبة بعودة رئيس تيار المستقبل سعد الحريري إلى لبنان، لما يمثله ذلك من أثر إيجابي على الساحة السياسية، ولتعزيز جبهة 14 آذار التي تخوض معركة يصفها البعض بـ"المصيرية" في مواجهة حزب الله. ودعا، أمس الاثنين، وزير العدل اللبناني أشرف ريفي، الرئيس الحريري إلى العودة للبنان بأسرع وقت ممكن كي يلعب دوره الطبيعي، نافيا أن يكون لديه أي علم عن توقيت رجوعه إلى لبنان.
من جهته قال عضو اللقاء الديمقراطي مروان حمادة إن "الشارع اللبناني في حاجة إلى قيادة الرئيس الحريري وقائد المواجهة السلمية مع حزب الله من جهة أخرى". وكانت أنباء قد تحدثت في وقت سابق عن إمكانية عودة رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري إلى لبنان قبل موفى هذا العام، إلا أنها تبقى في دائرة التوقعات، حيث لم تؤكد أي جهة من المستقبل أو من قوى الرابع عشر من آذار هذا المعطى. وسعد هو ابن رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري الذي اغتيل يوم 14 فبراير 2005، بتفجير استهدف موكبه ببيروت.
ولم يشغل سعد الحريري أي منصب سياسي في عهد والده، إلا أن اغتيال الأخير دفعه إلى تولي زمام الأمور في تيار المستقبل وشكل تحالف 14 آذار المدافع عن الجمهورية اللبنانية في مواجهة حزب الله المتهم مع النظام السوري بقتل الحريري الأب. وكلف سعد الحريري في 2009 بتشكيل حكومة جديدة إلا أن حزب الله وحلفاءه من حركة أمل والتيار الوطني الحر عملوا على وضع عراقيل عديدة لإفشالها وكان لهم ذلك حينما استقال وزراء الأطراف الثلاثة في يناير 2011 ما أفقد الحكومة نصابها الدستوري. لينتقل بعد ذلك للعيش في المملكة العربية السعودية في ظل وجود تهديدات أمنية تستهدفه. 
ويرى محللون أن عودة الحريري إلى لبنان باتت ضرورة حتمية تفرضها الأوضاع المتدهورة في لبنان. ويقول هؤلاء إن وجود الحريري في لبنان من شأنه أن يعزز الجبهة الداخلية لقوى الـ14 من أذار في سياق المعركة التي يخوضونها ضد حزب الله والأجندة الإيرانية التي تحركه. ويعاني لبنان بحكم موقعه الجغراسياسي من تداعيات الصراعات الجارية في المنطقة، وقد نجح حزب الله إلى حد بعيد في جعل ملفات البلد الداخلية بحوزة إيران لاستخدامها في لعبة المساومات والمقايضات التي تتقنها. ولعل ملف رئاسة الجمهورية أحد أبرز هذه الملفات، فلبنان يعاني منذ أكثر من عام فراغا رئاسيا نتج عنه شلل على مستوى مؤسستي الحكومة والبرلمان.
وانعكس هذا الشلل الذي أصاب الدولة بشكل واضع على حياة اللبنانيين، ولعل النفايات وعدم إقرار القروض والمساعدات التي منحتها جهات دولية للبنان من الشواهد على ذلك. ولا يرى محللون أن حزب الله مستعد لتقديم أي تنازل لوضع حد لحالة التعطيل هذه، وهو ما يجعل من الحوار معه غير مثمر. وأمس انعقدت في مقر مجلس النواب، جلسة ثامنة للحوار الوطني في غياب العديد من الوجوه السياسية وإعلان حزب الكتائب مقاطعته له إلى حين إيجاد حل لأزمة النفايات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق