الجمعة، 23 أكتوبر 2015

ليبيا_فرغلي تحكي تفاصيل من سيرة الفنان محمد مرشان (1)

الفنانة عطيات فرغلي تروي سيرة الفنان الموسيقار محمد مرشان
عطيات محمد فرغلي تحكي ولأول مرة (وحصريا)  لموقع ليبيا المُستقبل
تفاصيل من سيرة الفنان الكبير محمد مرشان حتى ساعة وفاته

 

حاورتها: فاطمة غندور
الجزء الاول: رحلة المرض والعلاج والوفاة... بين طرابلس والقاهرة...
مرشان الانسان: عاداته وطقوسه اليومية... اعمالهُ الغنائية طي الاهمال والنسيان.
ثلاث وأربعون سنة هي رحلة حياة بحلوها ومرها، هي حياة الاستاذ الموسيقار الراحل محمد مُرشان وزوجته الفنانة المصرية عطيات محمد فرغلي من رافقتهُ في حله وترحاله وشاركتهُ صوغ ألحانه كشاهدة على تأليف الكثير منها وكمُلهمة في بعضها، اتصلتُ بها مُعزيةً فقدها العزيز في اليوم الثاني لوفاته فبدت لي صابرة رابطة الجأش وقالت: ساعاتُ أحتضار ليس إلا، ثم رحل دون ان يُزعج أحداً أو أن يطُول به عذابُ المرض وذُل الشيخوخة، استأذنتُها في موعد للقاء اعتبرهُ يوثق من طرفها لسيرة تلك الحياة لفنان وانسان كانت هي من أقرب الناس إليه، وأعلمتُها وكنتُ قبلها وبمعية  د. علي بوقرين - من أشرف على علاجه بمصر حتى ساعة وفاته - بانني كنت أُعد لمقابلة مُطولة معهُ - رحمهُ الله - ليسردَ و يكشفَ لنا كواليس وقصص ألحانه التي شنفت مسامع الناس لعقود وماتزال تفعل فعلها كلما ذُكرت.. لكن القضاء والقدر حال دون ذلك... وكان أن استقبلتني السيدة الفنانة عطيات محمد فرغلي مُرحبة في شقتها المُتواضعة بشارع الهرم (العريش) رفقة حفيدتها إيمان ايهاب عامر (من زوجها الاول)...
 أيامهُ الاخيرة في طرابلس...
الراحل محمد مرشان
عطيات فرغلي مع فاطمة غندور
سريره الذي غادره
د. علي بوقرين
تعب محمد في الفترة الاخيرة حتى انه وقع في الشارع مغماً عليه ودخل المستشفى وحاول بعضهم عمل تقرير طبي يسافر به الى تركيا لكنهم تراجعوا عن ذلك وأريد هنا ان اشكر الاخ الفاضل محفوظ (للأسف لم اعرف لقبه) من رافقه الى المستشفى أول مرضه الاخير ورعاه جيدا، وكان يتابع معي ويتصل يوميا ومن رقمه الخاص ليخبرني بحال محمد واحيانا يعطي الموبايل لمحمد لاطمئن عليه كان يتوقع بعد خروجه من المستشفى ان يذهب في رحلة العلاج تلك الى تركيا فظل في البيت عند ابنه خيري، وللأسف الشديد عدم وجود بيت يخصه كان يتنقل بحقيبته وعوده واوراقه المليئة بالنوتات التي كتبها يتنقل من بيت الى بيت احد ابنائه ذلك كان مُرهقا واتعبهُ نفسيا، يارب يسامحني وقد طلب مني (والاعتراف بالحق فضيلة) ان انزل طرابلس واتنقل معه لكني جربت ذلك وشعرت انه غير مرحب بي مثل زمان، فلم يكن بإمكاني العودة من جديد لذلك الححت عليه بالمجيء الى مصر، كان يتنقل بين بيوت أبناءه، من خيري الى خالد الى نادية (فؤاد فقط لم يكن يذهب اليه) وهكذا، وفي احدى المرات اتصلت به وكان الوقت مُتاخر ورد علي واعتذرت له إن كنت ايقظته قال لي الكهرباء مقطوعة في الشارع والبيت مظلم وانا وحدي بالبيت وذهبت ابحث عما اكله فلم اجد الا خبزة جافة وزجاجة ماء واخذ يبكي ..دارت بي الدنيا وصرت اهدءه وادعوه أن ينام ولا يتوتر لاجل صحته وصباح اليوم التالي اتصلت بنادية وحكيت لها برجاء الانتباه لوالدهم مهما كانت ظروفهم وان يكونوا بقربه في هكذا ظرف، سمعت صوتها على الطرف الثاني وهي تبكي ولم تستطع الرد علي وقفلت الخط احسست ان الامر ليس بيدها وهي الابنة المتزوجة ولها ظرفها... عندما وقع في الشارع اتصل بي السيد محفوظ، قال لي مدام محمد مرشان انا معه وهو بخير ومنها صار قلبي مقبوضا وخفت عليه، محفوظ له كل الشكر والتقدير ساعده وكان يلف معه بالملف الصحي في طرابلس من اجل سفره للعلاج، الى ان اتصل به د. علي بوقرين وقد حجز له في مستشفى بالقاهرة.
• وصوله القاهرة لتلقي العلاج...
جائني بالشقة خمس اشخاص تطوعوا لمساعدة محمد في مرضه وعلاجه اتوجه لهم بالشكر الجزيل كانوا اخوة ساعة الشدة الاساتذة: د. علي بوقرين، محمود البوسيفي، عبد الحميد فرحات، محمد عبيد، وأبوبكر كعبور، وكذلك عمر القويري وزير الاعلام، وقد اتصل بمحمد بطرابلس وقد جاء محمد من طرابلس الى الاسكندرية حيث انزله بشير لليلة بالفندق ومنها بالسيارة الى القاهرة، دخل الى المستشفى وبقى ثلاثة ايام طبعا محمد عمل قسطرة للقلب في مستشفى الشروق بشارع احمد عرابي اخذ نتائج تلك القسطرة واخذها الى وزارة الصحة الليبية لانه بعد القسطرة بإمكانه السفر للعلاج بتركيا للعملية الكبرى لكنه سقط في الشارع مُرهقا ومريضا، عندما وصل للقاهرة استقبله اصحابه الذين ذكرتهم سابقا ووقفوا معه، كانت الثلاثة ايام صعبة عليه وتعب جدا فيهم، وكان قد تابعهُ من سنوات سابقة الدكتور جلال السعيد طبيب القلب الكبير في برج الاطباء في عبد المنعم رياض في شارع البطل أحمد عبد العزيز قال لمحمد سنعطيك العلاج حاليا لن نجري العملية الان، ساعتها كان قلبه لا يحتمل اية عملية، في عودته الاخيرة قد جاء أحدهم من السفارة الليبية وادخله للمستشفى كل ذلك تم بمتابعة يومية من د.علي بوقرين كان جهده مُخلصا صادقا لن انساه ليل نهار تابعه، كان ايضا من ذكرتهم السادة البوسيفي وعبيد وفرحات وكعبور، بأمانة ربنا لن انسى فضلهم، كنت مُرافقة محمد ولكن أصدقاءه ومُحبيه من وقفوا معه ساعة مرضه ومن تابعوا التحاليل والكشوفات.
• الساعات الاخيرة من حياة الفنان محمد مرشان...
لن انسى اليوم الذي سبق وفاته كان بصحة جيدة (اشارت الى الكرسي الذي جلس عليه) سبحان الله يوم الجمعة كان يتحدث معي وحفيدتي بشكل عادي ويحلم بان ياخذني لطرابلس من جديد، ليل السبت تقريبا قرب فجر الاحد اصابته حالة من الغثيان الشديد وشكى من مغص في معدته حتى انه وقع من السرير، وكنت ذهبت لاعُد له شراب النعناع وجئت ورفعته واعدته لسريره في المرة الاولى وقد ساعدني وتعاونت معي حفيدتي، الساعة التاسعة ونصف صباحا ناديت على حفيدتي لمساعدتي على رفعه فقد سقط من سريره للمرة الثانية من شدة الالم في بطنه وكان لديه هبوط في الضغط كان يصرخ من الالم ويتاوه ويطلب منا ان نضغط على معدته ليشعر ببعض الراحة، (السيدة عطيات توقفت هنا، صمتت عن الكلام ونظرت في الفراغ وعينها شاخصة... فبادرت حفيدتها ايمان بإكمال ما جرى)...
صار جدي محمد بين برودة الجسد وبين شدة وحرارة التعرق، طلب الذهاب الى الحمام ففتحنا الطريق لجدتي لتاخذه، وقلنا لها بإمكاننا المساعدة، لكن جدنا محمد رفص بشدة وطلب ان يذهب لوحده وكان ابي قد وصل وعرض أيضا المُساعدة، لكن جدي رفض ايضا  وبالفعل مسك نفسه وذهب، فجاة استطاع أن يصلب طوله ويمضي باتجاه الحمام لوحده وهو يتالم وكانت عيوننا تتابعه بخوف، كنا قد اتصلنا بالدكتور علي بوقرين واعلمناه بحالته المفاجئة فطلب سيارة الاسعاف، وجهزنا جدي محمد ..صعدنا السيارة معه علما بان جدتي عطيات كانت لا تحب ان نذهب الى المستشفى برفقتها وجدي محمد عندما كان يتعالج، ولكنها في هذه المرة ألحت وأصرت علي انا وشقيقتي لكي نذهب معها وجدي، حتى انها جهزت له بعض المستلزمات (حذاء وبيجاما وفوطة) معتقدة انه سيحتاجها، قلنا لها لماذا ربما لديه مغص وسنعود به ولن يحجزوه بالمستشفى، المهم اننا كلنا صعدنا السيارة ومعنا طبيب طواريء اخذ في متابعة حالته كان نبضه بطيئا وكنا اقتربنا من المستشفى بشارع عُرابي اسمه (الشروق)  أول ما دخلنا الطورايء شعرنا انه بدأ يحتضر كانت الاعراض البادية عليه كلها تقول ذلك، لكنهم في قسم الطواريء جربوا جهاز صدمات القلب وخرج الطبيب يعلن توقف القلب والرئتين ولكنه اوحى ببعض امل، كان والدي يتابع ما يجري لحظة بلحظة، ثم احالوه للعناية المُركزة، كنا ننتظر ووقفت أنا وابي امام الغرفة ثم خرج طبيب الطواري وقال هو تحت المتابعة وليس لنا إلا الانتظار ورحمة ربنا معنا ..نزلنا الى (الريسبشن) حيث د. علي بوقرين ومحمود البوسيفي وخالي كنا بين (الريسبشن) و(الكافتيريا) لحظات ورن الموبايل وكنت من رد عليه وقال المُتصل: مدام مُرشان فقمت بالرد نعم ايوه أنا (بنتو) وكانت جدتي بقربي متوترة، وقد طلب مني أن يصعد ابي الى غرفة العناية فوق، ولم أشأ ان اظهر ذلك لجدتي، فقلت لها بابا مطلوب لكي يوقع على اوراق تخص جدي محمد، طلع والدي الى حيث جدي وقد غادر الحياة وقبله وودعه وصبر في حضرته قارئا ما تيسر له من القرآن، ولكنه عندما نزل الينا انهار واخذ يبكي، لم اشاهد بابا بهذه الحال حتى عندما توفي والده (جدي الحقيقي)، كان مُتأثرا جدا وشديد الحزن، علاقة ابي بجدي محمد كانت اكبر من علاقته بوالده، جدي محمد من ربى ورعى والدي وعاش معه، كانت جدتي ايضا مصدومة لحظتها فقدت توازنها وغابت عن الوعي تعبت عند سماعها خبر الوفاة حتى عند عودتنا للشقة لم تستطع ان تتماسك كان فقدها صعبا ومؤلما لم يكن الزوج لها فقط كان الاب والصديق والحبيب إلا انها حاولت ان تصبر وتُصبرنا... جدي غادرنا دون ان يُتعب أو يُشقي احد هي ساعات قليلة وذهبت روحه الى بارئها، كما يقولون غادر خفيفا نظيفا، يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية.
هنا عادت السيدة عطيات وقالت: الله يرحمه اتذكر اني كنت جالسة في كافتيريا المستشفى مع د. علي بوقرين والاستاذ احمد ابراهيم الفقيه وناقشا معي اجراءات دفن محمد فكنت أصر على ان يُدفن هنا في القاهرة، ربما لحظتها كنت انانية لكنني كنت مُصدومة وتمنيت ان يظل قبره هنا قريبا مني وكان قبل وفاته بيوم يقول لي سأخذك ونرجع لليبيا (وندبر راسي) وكان قبلها بأيام  السيد عبد الحميد فرحات عندما كان بطرابلس واتصل بمحمد وقال له تعال الى طرابلس انا وأصدقائنا المشتركين مع بعضنا في قعدة وهدرزة بحرية (نتمنوك) معانا، فرد عليه سأرجع لطرابلس قريبا... وللأسف الشديد رجع الى طرابلس في ثابوته وظللت لوحدي هنا... (هنا طلبت مني ان ندخل ونرى غرفة نوم المرحوم محمد مُرشان حيث السرير مُعلق بحافته أكثر من مسبحة ذكرت انه لا ينام الا وتكون حباتها بين اصابعه، وطاولة صغيرة عليها مصحف القران الكريم ونظارته وسماعته وانبوبة الاكسجين ومجموعة من الادوية هذا ما امتلكهُ وما تركهُ) واسترجعت بعضا من ذكرياتهما اليومية...
• مُرشان الانسان... عاداته وطُقوسه اليومية...
كان أولا لا يحب الضجيج (الدوشه) ولا الاماكن المزدحمة حتى ان سكننا الاخير هنا (أخر شارع الهرم - حي شعبي) كان مُزعجا له لكثرة الضجيج والزحمة التي لا تنتهي، مُحمد لما يكون عنده عمل يُلحنه، يسهر حتى الفجر، لا يكُف عن شرب فناجين الشاي والقهوة، والسجائر كان مُدخنا، يكتب الجملة ثم يعزفها ويقول لي تعالي أُسمعك هذا المقطع هو يعرف حبي وميولي للموسيقى، وفيه ألحان عملها وابديت رأي فيها واقترحت تعديلها كان يستشيرني، وأحيانا يُغير واخرى يُبدي رأيا مخالفا لي، وكنت احترم رأيه الخبير والمتخصص ذلك ما احببته فيه كان يضيف الي ما افتقده، كانت ثلاث واربعون سنة فيها الحلو وفيها المُر فيها السهل وفيها الصعب نحن لسنا ملائكة نحن نُخطيء ونُصيب... كان يطمئن لذوقي ويوافقني فيما يتعلق في البيت البسيط وديكوره وترتيب القطع والاكسسورات فيه، ولكننا اختلفنا على حول ما يُفضله عند اخياره لبدلهِ، مثلا ربطة العنق اول ما تزوجنا كنت اميل الى الربطة (المنديل) المثنية بدل ربطة العنق كنت أقول له أنت فنان ومختلف عن السائد، لكنه احب ربطة العنق وكان يضحك ويقول لي ما تُريدينه تقليد لمحمد عبد الوهاب، اسمعي أنا اكثر أناقة من عبد الوهاب ونضحك معا، في الأكل لا شيء لديه يضاهي المكرونه (المبكبكة) ثم تأتي الشوربة العربية (شربة رمضان المنعنعة) ثم العصبان، رشتة الكسكاس ورشتة البُرمة ويفضلها في الشتاء خاصة، يُحب السمك وصلصة الحرايمي، ويحب الهريسة الليبية (الشطه)، وأنا تعلمت الطبخ الليبي علمتني نادية مرشان وهي ست بيت ممتازة وهي مبدعة في الحلويات وتُحضر وجبات مطبخها في وقت قصير، أيضا زوجة خالد مريم (فالحة) عملت معهم مرة الحلويات مثل المقروض والغريبة بمناسبة العيد .كان مرشان بيحب العصائر (الفريش) ومن الوجبات المصرية بيحب (الفته) وهي تتكون من خبز ناشف وأرز وصلصة بالثوم وقليل من الخل، طبعا نضع الصلصة فوق العيش الناشف (اليابس)... كان محمد راضٍ قنوع بما لديه، هو من عاش فنان ومات فنان، كان عنده عزة نفس وانفة لا حد لهما، محمد الان لم يتبق له ماديا غير راتب الضمان التقاعدي 220 جنيه ليبي، ابني ايهاب كان يساعدنا وهو ابنه ايضا وذلك واجبه.
• أعماله الغنائية طي الاهمال والنسيان...
أعمال كثيرة تبناها محمد كنصوص وأعدها الحانا وسجلها بصوته ولم تنفذ الكثير منها لدي، أطالب رجال الاعمال واصحاب القنوات المسموعة والتلفزيونية الالتفات اليها ومنحها حقها وحقهُ في بلده... انجز محمد نشيد (خير امة اخرجت للناس)  أقصد اوبريت عربي كبير كان المشاركين فيه 16 دولة، اختار المرحوم من كل بلد فنانا موظفا الفلكلور العربي من ذلك البلد اتذكر فايده كامل غنت عن مصر، سعاد محمد غنت مقطع لبنان، طلال مداح عن السعودية منيرة الجزائرية، محمد وردي من السودان، موفق بهجت من سوريا،... كان ذلك عندما كان عبدالقادر حاتم وزير للاعلام تبنى العمل وساعد محمد مرشان في استقبال الفنانين واقامتهم وتدريبات الفرقة  تم تسجيل هذا العمل وتم عرضه كسينما بعد تصويره، اتذكر انه قدم عرضا لانجازه الى الاذاعة الليبية منحته 22 الف دينار ولكنها لم تكن كافية لعمل كبير وضخم كان محمد مُستاء لعدم تقديرهم اهمية هذا العمل العربي الكبير حتى ان الفنانين المشاركين استوعبوا الامر وبادروا بأن قالوا له بإمكاننا أن نقبل بنصف الاجر، قالوا له لا بأس نحن نُقدر ظرفك، خاصة وأن الفرقة الموسيقية كانت اوركسترا سيمفوني تتطلب وجود عازفين كُثر كان قائدها (المايسترو الكبير) شعبان أبو السعد وكان مصير العمل الارشيف الليبي، وللاسف لم تتم اذاعته لاسباب ظلت مجهولة أتذكر انه اخبرني متأسفاً انهم اقتطعوا منها المقدمة وصاروا يقدمونها مع افتتاح برنامج صباح الخير !رغم ابداعه ومشاركة كل الفنانين المبدعين والذين كانوا من مشاهير بلدانهم .اتذكر من كلمات الاوبريت: (الامة العظيمة هيهات ان تُهان *** هيهات ان يُذِلها الارهاب والعدوان)... كان شاعرها الفلسطيني هارون هاشم رشيد كان يعمل عضوا في جامعة الدول العربية، اتذكر أن مطربا كويتيا او بحرينيا  كان يُؤدي مقطعه أثناء التدريبات لكنه توقف ليسأل عن: وانت ياخليج امة العرب يامن يدق بابك الخطر، وسأل محمد لماذا تضعون كلاما يقول ان هناك خطرا على الخليج؟ نحن والحمدلله أمورنا تمام ولا خطر علينا، لكن الشاعر هارون رشيد عاجله قائلا لا تنسى ان هناك خطر سيأتي من ايران، محمد له اعمال لم تنفذ ومن فترة قريبة حوالي ثلاث سنين قدم اعماله للاذاعة وفوجيء بأحدهم يرد عليه ان ما احضره من فن وموسيقى حرام، رجع الي هنا في القاهرة وكانت المرة الاخيرة التي جاء فيها لعمل العملية وطلب عُودهُ ثم قال لي احضري قلما واكتبي على العود العود الحزين رفضت فكرته وقلت له لما انت متشائم من قال لك ذلك لن تدوم له، محمد عنده في الاذاعة ما يُقارب 500 لحن أبدعه مرشان بين ما اذيع واهمل وبين ما ظل حبيس الادراج، كان يحكي لي على التعامل معه بمبنى الاذاعة عندما يُحضر ألحانه ويُسلمها، يُضيعون وقته ذهابا وايابا، ويُحررون له استمارة تظل لسنة واكثر من اجل التوقيع عليها واتخاذ الاجراءات، ومحمد لم يكن صبورا على هكذا اجراءات.
* في الجزء الثاني تقرؤون: منمنمات لوحة الحب والزواج... حدث في بني غازي... خديجة الجهمي تأخذ مُرشان الى مستشفى قرقارش... هل يليق بمُرشان أن يجلس في خيمتك!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق