الثلاثاء، 8 سبتمبر 2015

ليبيا_مصر_إقالة فايز جبريل.. أزمة دبلوماسية أم غياب للدولة؟

ليبيا المستقبل - علاء فاروق: "المعارض يجب أن يكون همه الوطن وفقط بعيدا عن المصالح الشخصية" "هذا المنصب هو تاج ألبسنيه الله ولن ينزعه مني أحد إلا هو سبحانه".. هذه ليست جملا لبدء سيناريو او مقال لكنها تصريحات متضاربة في أوقات مختلفة للسفير الليبي السابق في مصر محمد فايز جبريل والذي تسبب تشبثه الأخير بمنصبه بتسليط الضوء على المشكلات المتراكمة للسفارة الليبية في مصر. أزمة جبريل الذي طرد من السفارة أمس وسط أنباء عن ضربه والاعتداء عليه لفظيا من قبل بعض مؤيدي القنصل محمد صالح الدرسي ليست أزمة شخص يتشبث بالمنصب لكنها أزمة دولة غابت كلية عن المشهد وأصبح الجميع يتلاعبون بها وكلا يدعي الشرعية والأحقية في الحصول على نصيب من الغنيمة. القصة بدأت بتكليف من قبل المؤتمر الوطني لفايز جبريل بتولي منصب سفير ليبيا في مصر خلفا للسفير المفوض عاشور بو راشد عضو المجلس الانتقالي وصديق مصطفى عبدالجليل. ومن هنا بدأ جبريل-حسب مصادر خاصة وشهود عيان تحدثوا لليبيا المستقبل- بالتخلص من الحرس القديم وخاصة الموالين للقنصل محمد صالح والذي يعد الرجل الأول في السفارة والذي خبأ ملفات عدة عن جبريل –حسب المصادر والتي يعمل بعضها داخل السفارة- انتهت القصة بنقل محمد صالح إلى الأسكندرية واسستفراد جبريل بالسفارة.
عين حمراء
أظهر جبريل "العين الحمراء" من أول يوم لكل العاملين بالسفارة وتم فصل بعضهم أو نقله ومنهم حميد صافي المستشار الاعلامي للسفارة والذي كان يعمل مقدم برامج في قناة ليبيا أولا والتي يكن لها جبريل العداء الشديد، وغير حميد فصل أو أبعد فايز كثيرين عن العمل او القرار داخل السفارة وكان يغضب جدا إذا اتخذ أحدا قرارا أو التقى مسؤولا بدون علمه، وحتى المستشار الاعلامي منعه من الادلاء بأي تصريحات أو التواصل مع الاعلام وقال له بالحرف "أنا موجود لو حد عاوز حاجة يكلمني أنا".  بعد انتهاء مدة المؤتمر وانتخاب برلمان جديد هرول فايز إلى طبرق والتقى بنواب من البرلمان وكان في طريقه لتنظيم وفدا إعلاميا إلى طبرق – تم دعوة كاتب هذه السطور إليه من قبل مسؤول اعلامي في السفارة- للاطلاع على الوضع هناك ولاعتبار البرلمان هو الجهة الشرعية الوحيدة التى يجب أن يتعامل معها.
اعتراض ورفض
أثار ظهور فايز جبريل المتكرر في الاعلام المصري والليبي وتصريحه حول كل شيء وانتقاده لكل شيء وظهوره في صورة المحلل السياسي وليس مسؤولا دبلوماسيا أثارت غضب الحكومة المؤقتة عليه وخاصة بعد إحراجه في عدة مواقف وانسحابه على الهواء في بعض البرامج ومنها برنامج يقدمه محمد الغيطي على قناة التحرير. فايز جبريل الذي رفض نصائح بعض المقربين اليه من كثرة الظهور الاعلامي وطريقته في التناول وإقحام نفسه في ملفات ليست من مهامه وعدم خروجه من عباءة الملكية والتنظير لها (كان حريصا أن يظهر في قناة ليبيا تي في لأكثر من ساعة في ذكرى وفاة الملك إدريس وكان دائم الاتصال بإدارة القناة للتنسيق قبلها حتى بعدما أصبح سفيرا).
جبريل الذي يتعمد حمل مسبحة كبيرة الحجم للدلالة على انتمائه للسنوسية بدأ العداء مع حكومة الثني واستمر حتى أعفاه الأخير من مهامه، ومن هنا بدأت الأزمة الأخيرة والتي رفض جبريل الانصياع لقرار الحكومة بتسليم مهامه، حتى اضطرت الدولة المصرية بقطع التعامل معه نهائيا واعتباره ليس له صفة اعتبارية وطالبوه بتسليم مهامه إلا أنه رفض كل هذا معتبرا نفسه "السفير الشرعي للبلاد". حاولت "ليبيا المستقبل" الاتصال بالسفير السابق مرارا وتكرارا لكنه لم يستجب على الهاتف وبعدها أغلق هاتفه نهائيا ولم يصرح لأحدا. .. هذا ليس إسهابا للتسلي أو القصص لكنها عبارة عن معلومات عاينها الكاتب بنفسه أو أكدتها مصادرنا داخل السفارة أو القريبة منها لتؤكد أن أزمة السفارة الليبية في القاهرة ليست أزمة شخص لكنها أزمة دولة غابت هيبتها وضاعت وسط تشرذمها بين حكومتين وبرلمانيين وجيشيين وقريبا ربما نسمع عن مواطنيين أحدهما ليبي شرقي وآخر ليبي غربي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق