الاثنين، 21 سبتمبر 2015

العراق_عودة العلاقات الدبلوماسية بين بغداد والرياض بعد ربع قرن من القطيعة

وكالات: عيّنت الحكومة العراقية، أمس الأحد، سفيراً جديداً لها في المملكة العربية السعودية، مؤكدة سعيها لتوطيد العلاقات الثنائية مع الرياض بما يخدم مصلحة البلدين، فيما تنتظر بغداد وصول السفير السعودي وإعادة العلاقات الدبلوماسية المتوقفة منذ أكثر من 25 عاماً. واستقبل الرئيس العراقي، فؤاد معصوم، السفير العراقي الجديد في السعودية، رشدي العاني، وأكد على ضرورة تطوير العلاقات بين البلدين بما يضمن المصالح المشتركة، وفقا لبيان صدر عن رئاسة الجمهورية العراقية. وأكد الرئيس العراقي، بحسب البيان على "التزام العراق بالانفتاح على دول الجوار خصوصا، وسائر دول المنطقة والعالم، بما يعزز مكانة بلادنا ويرسخ أسس التعاون المتبادل ويضمن الأمن والسلم في منطقتنا وفي العالم". وأغلقت السعودية سفارتها في العراق عقب اجتياح القوات العراقية في اغسطس عام 1990 للكويت، وبعد عام 2003 شهدت العلاقات الثنائية توترا خصوصا خلال تولي نوري المالكي رئاسة الحكومة العراقية السابقة طيلة 8 سنوات، والتي كان يتهم فيها السعودية بدعم "الإرهاب" في بلاده.
وكان معصوم زار الرياض أواخر العام الماضي مما أحيا الآمال في تحسن وشيك في العلاقات بين البلدين. وظهرت بوادر تحسن في العلاقات بين العراق ودول الخليج بعد ان كانت متوترة لسنوات خلال عهد رئيس الوزراء السابق نوري المالكي 2006-2014. وفي نوفمبر عقد الرئيس معصوم اجتماعا مع العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز في مؤشر اخر على رغبة بغداد في تحسن علاقاتها مع السعودية ودول الخليج الأخرى. ومع تولي العبادي مسؤولية رئاسة الوزراء تشهد العلاقات السعودية العراقية انفراجاً ملحوظا حيث سبق لوزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري أن شارك في المؤتمر الدولي لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية الذي عقد في مدينة جدة السعودية. وهو ما يقلق إيران ومليشياتها الشيعية في العراق، التي تقف عقبة أمام تنفيذ مبادرة الحرس الوطني في المحافظات، ومحاولة السيطرة على المناطق السنية بحجة تحريرها من داعش عن طريق الحشد الشعبي. ويتفق مراقبون أن الانفتاح في العلاقات بين البلدين سوف يكبح على الأقل تقدم تنظيم الدولة الاسلامية في المنطقة وتطوير مشروعها وتهديد أمن وسلامة كلتا الدولتين. ويدرك تنظيم داعش أن التعاون الإقليمي بين العراق والسعودية سيقضي بشكل سريع عليه بدلا من تسويف الولايات المتحدة والتلاعب الإيراني لتعزيز نفوذه في المنطقة، ويمثل الهجوم على الحدود السعودية من داعش بمثابة احتضار للتنظيم، ويمثل بداية النهاية لهذا التنظيم الذي تهدد به الولايات المتحدة المنطقة ومن خلاله عادت قواتها إلى العراق وإلى المنطقة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق