الأربعاء، 16 سبتمبر 2015

ليبيا_تونس_الخطر القادم على تونس: أمير داعش بليبيا يكشف انتشار التنظيم ورهاناته

المغرب المغربية: منذ ظهور فرع لتنظيم الدولة الاسلامية «داعش» في ليبيا كان السؤال الشاغل للمتابعين هو حجم التنظيم ومدى انتشاره هناك، وشبكة علاقاته في ليبيا ودول الجوار، وما هي اهدافه القادمة هذه الأسئلة تعددت الإجابات عنها دون ان تكشف الكثير الى ان أجرت مجلة « دابق» في عددها 11، التابعة لتنظيم الدولة، مقابلة مع «أبو المغيرة القحطاني»، الأمير المفوَّض من قبل التنظيم على إمارات «ولايات ليبيا»، الذي كشف الكثير عن التنظيم. اعلنت مجموعات ارهابية موالية لتنظيم الدولة «داعش» عن نشاطها في ليبيا، منذ 2013 كانت المعطيات المتعلقة بالتنظيم تقدمه بصورة ضبابية، لم تتضح كثيرا رغم التقارير الاستخباراتية والاعلامية، لكن الرجل الاول في هذه الجماعات، في حوار له في العدد 11 من مجلة «دابق» التي تصدر عن تنظيم الدولة باللغة الانجلزية، بين ما يمكن اعتباره الصورة الاقرب إلى التنظيم في ليبيا.
«مقاتلة المشركين»
الحوار المنشور في اربع صفحات للقيادي الاول في ما يعرف باسم «امارات ليبيا»، كشف عن الرهانات الأساسية للتنظيم وعن قائمة أعدائه، وفق تصنيفه، ومناطق النفوذ وانتشار التنظيم، الذي قال عنه «ابو مغيرة القحطاني» إنه مشغول بمقاتلة «المشركين كافة كما يقاتلوننا كافة»، كاشفا ان التواجد العسكري لداعش في ليبيا متباين بين منطقة وأخرى، وذلك بالاعتماد على عدد أتباعه، وعلى هوية «العدو» الذي يقاتلونه. فوفق ما قاله الرجل الأول في تنظيم الدولة بليبيا، فان المناطق التي يسيطر عليها عديدة، على عكس التقارير الإعلامية التي تتحدث عن انحسار التنظيم ميدانيا، حيث ان التنظيم في ليبيا، «يسيطر جزئيا على مناطق وأحياء في مدينتي درنة وبنغازي، إضافة إلى سيطرته الكاملة على الشريط الساحلي الممتد من منطقة بوقرين إلى منطقة بنجواد الذي يضم عدة مدن ومناطق، أهمها سرت والعامرة وهراوة وأم القنديل والنوفلية» وهي منطقة نفطية تمتد على مئات الكلمترات. انتشار تنظيم الدولة وسيطرته الكلية على مناطق هامة كان وفق ما المح اليه القحطاني بالاستفادة من «الصراعات والتجاذبات التي تحدث في صفوف المرتدين أنفسهم»، في اشارة الى الصراع بين قوات فجر ليبيا وقوات الكرامة والاشتباكات المتكررة التي تحدث بين الفصائل الليبية. حيث ان الصراع بين الفصائل الليبية سمح للجماعة الموالية لتنظيم الدولة في ليبيا بتركيز سيطرتها والإدارة والحكم في ما تسميه «الولايات الليبية»، رغم إشارة القحطاني إلى أن «الدولة الإسلامية في ليبيا لا تزال فتية، حيث إن تواجدها في ليبيا لم يتجاوز السنة» لكن ذلك لم يمنعها من حكم مدينة درنة بالشريعة، وفق اشارة الرجل الأول في تنظيم الدولة بليبيا الذي تابع قوله في الحوار بان «الدولة الإسلامية وضعت حجر الأساس الصحيح في المدن والمناطق التي تسيطر عليها؛ لتيقّنها أن إقامة الدين وتحكيم الشريعة لا يكونان مع وجود جماعات وتنظيمات وأحزاب داخل سلطانها، فسعت إلى تطهير البلاد من هذا الخطر وحكمتها بالشريعة».
فتح باب «الهجرة»
ويتضح من تصريحات القحطاني لمجلة دابق في عددها الذي عنون «من معركة الاحزاب الى حرب التحالفات» أن المجموعات الموالية للدولة في ليبيا تسعى إلى تكرار ما قام به التنظيم الام في العراق وسوريا، حيث أعلن عن فتح باب «الهجرة» لحاجة التنظيم وفق قول القحطاني الى «كوادر طبية وشرعية وإدارية»، بالإضافة إلى المقاتلين. اذ ان الجماعات المتشددة في ليبيا تعتبر ان الموقع الاستراتيجي لليبيا أهام للخلافة، باعتبارها «قلب أفريقيا وجنوب أوروبا» وفق اشارة القحطاني، الذي وصف ليبيا بمفتاح الصحراء الأفريقية التي تمتد لعدة دول أفريقية مهمة و«سيطرة الدولة الإسلامية على هذه البقعة سيتسبب في انهيارات اقتصادية، خاصة لإيطاليا وباقي دول أوروبا». وختم «القحطاني» حديثه عن وضع التنظيم في لبيا بالتأكيد على أن تدفق «المهاجرين» التابعين للتنظيم من دول أخرى في ازدياد، لا سيما من أفريقيا ودول المغرب والسعودية، وفق قوله، ويذكر ان التقديرات الرسمية لعدد التونسيين الذين التحقوا بجماعات ارهابية بليبيا يتجاوز 3 آلاف شخص. وبخصوص علاقة اتباع تنظيم الدولة في ليبيا ببقية الفصائل الإسلامية الليبية، فقد اشار «القحطاني» لمجلة «دابق» انهم يعتبرون قوات فجر ليبيا هي الذراع العسكري الرسمي لحكومة المؤتمر الوطني الديمقراطية المتمثل في جماعة الإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية المقاتلة بقيادة عبد الحكيم بلحاج، القوات مرتدة محاربة لدين الله، ومتحالفة مع الغرب «الصليبي». وهذا ما دفع الدولة وفق قوله الى محاربتهم الى ان « يتوبوا من كفرهم وموالاتهم لأعداء الله من الصليبيين والعلمانيين». كما تحدث «القحطاني» عن اللواء خليفة حفتر، قائلا: «لدينا العديد من جبهات القتال مع حفتر» قائلا ان مقاتلي الدولة يشتبكون مع الجيش الليبي في محاور متعددة في مدينة بنغازي وفي درنة، ومدينة أجدابيا».
الصراع مع القاعدة
تطرق «القحطاني» إلى أن الوضع الليبي وموقف اتباعه من الفصائل الليبية امتد ليشمل الاشتباكات بين تنظيم الدولة مع «مجلس شورى مجاهدي درنة»، قائلا ان صراعهم مع « الجماعة المقاتلة»،التي كفرها لمشاركتها في حكومة طرابلس ودخولها في العملية الديمقراطية بقيادة عبد الحكيم بلحاج. ولم يغفل عن الإشارة الى ان «كتيبة بوسليم»، وهي كتيبة لإتباع التيار السلفي الجهادي، قد التحق أغلب أتباعها بتنظيم الدولة. ولم يختلف الأمر كثيرا عند «القحطاني» بالنسبة لجماعة أنصار الشريعة حيث هاجم الجماعة المحسوبة على تنظيم القاعدة، متهما قادتها بالاجتماع مع حركات ثورية لها ارتباطات بحكومة طرابلس «المرتدة»، وفق وصفه. في حواره مع مجلة «دابق» كشف ابو مغيرة القحطاني، وهو شخصية مجهولة، عن حجم الجماعات الموالية لـ«داعش» في ليبيا ونشاطها، فالجماعة الإرهابية تنشط على محورين في القتال للتوسع وبسط النفوذ على مناطق جديدة وإدارة المناطق تحت السيطرة وحكمها بمنهج الدولة. حوار القحطاني مع مجلة «دابق» يتنزل في إطار متكامل، فالمجلة في عددها 11 أعلنت نهائيا تمايزها مع الجماعات الإسلامية الأخرى، مثل الإخوان المسلمين والقاعدة، ورسمت استراتيجيتها القادمة بإعلانها عن انتقال التنظيم من البحث عن إقامة دولته إلى التوسع والاقتراب أكثر من أوروبا، بتوجيه الهجرة إلى ليبيا وجعلها أولوية في هذه المرحلة. رهان تنظيم الدولة على ليبيا يضع تونس في دائرة الخطر باعتبارها الوجهة القادمة للتنظيم، الذي خص تونس بإمارة وهياكل لا تزال إلى اليوم تتبع المركز الإقليمي ليبيا.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق