الاثنين، 28 سبتمبر 2015

ليبيا_التلاميذ والحرب في ليبيا.. دمار ونزوح

العربي الجديد: هموم تربوية قديمة جديدة مع اقتراب العام الدراسي في ليبيا، فالمدارس تعاني من الأعداد المتقاطرة من التلاميذ على مدارس المدن الرئيسية سيما في العاصمة الليبية طرابلس. ويقول علي بن سالم نازح من منطقة ككلة بأنه من السهل العثور على مدرسة ابتدائية لتسجيل تلميذ ولكن هناك ازدحام شديد في الفصل الدراسي قد يصل إلي خمسين تلميذا وأكثر. وأشار بأن أسعار الحقائب والقرطاسية والكراسات ارتفعت بشكل كبير جداً بالمقارنة مع العام الماضي وهناك بعض الجمعيات الخيرية تقوم بمساعدات للمواطنيين ولكنها خجولة. فيما يرى حسن أبوالقاسم ولي أمر بطرابلس لـ"العربي الجديد" بأن التعليم العام في ليبيا تراجع كثيراً بعد الثورة ومستوى التحصيل العلمي ضعيف جداً ولا توجد رقابة على التعليم بالشكل المطلوب.
المدارس الأجنبية
وقال أبو القاسم بأن مختلف أولياء الأمور يدرسون أبنائهم في المدارس الأجنبية الموجودة في طرابلس كالمدرسة الباكستانية والفرنسية وغيرها بسبب عدم اللامبالاة بالمدرسين وضعف الإدارة المدرسية عن سابق عهدها بالمدارس الحكومية. وتصل أسعار المدارس الخاصة في ليبيا "ألفين دينار" لمرحلة التعليم الابتدائي و"4 ألف دينار" لمرحلة التعليم الثانوي. وأوضح علي عمر يوسف مسؤول التعليم في منطقة أوباري بالجنوب الليبي للعربي الجديد بأن منطقة أوباري بها 56 مدرسة منها خمسة لتعليم الثانوي والباقي مدارس مرحلة التعليم الأساسي، وأن هناك سبعة مدارس أقفلت أبوابها نتيجة الأوضاع الأمنية في منطقة أوباري ونزحت من سكانها. وأشار بأن المدارس المجاورة استوعبت التلاميذ وذلك باستثناء سكان المناطق الزراعية الذين لم يدرسوا العام الماضي بسبب الأوضاع الأمنية ويبلغ عددهم 150 تلميذ تقريباً.
وقال رئيس مصلحة الوسائل التعليمية المكلف عبدالسلام مادي، بأن ميزانية التحول لم تصرف من العام الماضي لصيانة المدارس المتضررة والآيلة للسقوط والمتضررة جراء الحرب في مختلف المدن الليبية. وأوضح بأن المصلحة تقوم بالإشراف وصيانة المدارس وتوفير المقاعد الدراسية والمعامل للمدارس، ونظراً لعمليات النزوح التي شهدت بعض المناطق فإن المصلحة قامت بتوفير مقاعد وكتب مدرسية لمختلف المدارس وذلك من أجل استكمال التلاميذ تعليمهم دون انقطاع. ولا توجد إحصائيات دقيقة عن المدارس المتضررة بسبب الأوضاع الأمنية في المناطق التي يوجد بها نزاع مسلح مثل منطقة ورشفانة وككلة بالغرب وبنغازي في الشرق وأوباري في الجنوب الليبي.
التطوع لبناء المدارس
وخلال عامين لعب العمل التطوعي لصيانة المدارس وبناؤها دوراً كبيراً في تقليل الأزمة على مختلف المناطق الموجودة. وقال على إبراهيم عضو لجنة عمل تطوعي لصيانة الطرق والمدارس والشوارع للعربي الجديد، بأنهم عملوا لصيانة عدداً من المدارس في العاصمة طرابلس وأن هناك متطوعين قاموا بتجميع مبالغ مالية لإنشاء مدارس مثل مدرسة التو غار في أحد ضواحي العاصمة. وفي السياق نفسه، قال رمضان العصوي رئيس مكتب الإعلام بمصلحة الوسائل والتجهيزات التعليمية التابعة لوزارة التربية والتعليم التابعة بحكومة الانقاذ الوطني بطرابلس للعربي الجديد، بأن وزارة التعليم عملت معالجات مؤقتة بشأن استقبال تلاميذ المناطق المنكوبة في المدن النازحين إليها وتسهيل إجراءات القبول أسوة بزملائهم في تلك المدارس. وحول سؤال العربي الجديد بشأن التجهيزات التعليمية للعام الحالي أوضح بأن نقص التدفقات المالية للمصلحة أثر على التجهيزات بالمدارس. وأشار بأن العام الماضي كانت هناك تعاقدات قديمة تم تفعيلها من أجل صيانة طفيفة لبعض المدارس كالطلاء وبعض الأمور الفنية البسيطة. كما أكد بأن الأوضاع الأمنية السيئة في منطقة العزيزية التي تبعد 40 كلم شمال طرابلس وكذلك ككله في جبل نفوسة ومنطقة أوباري في الجنوب الليبي وبنغازي في الشرق، لم تستطع فرق الصيانة معاينة المدارس الموجودة هناك ورصد حالات الضرر فيها.وتمتلك ليبيا في حدود 4.351 ألف مدرسة وتحتوي على 45.8 ألف فصل دراسي لمختلف أنحاء البلاد وفقاً لتقارير حكومية للعام الماضي. وأما بالنسبة لحرب التحرير في عام 2011 فإن هناك 10 مدارس دمرت بالكامل منها سبعة مدارس بزليطن ومدرستان بسرت ومدرسة في منطقة بئر غنم في المنطقة الغربية في البلاد.
التأثير النفسي
كما وصف منسق الدراسات العليا شعبة التربية وعلم النفس بكلية الآداب علي مجاهد، التأثير الفسيولوجي لهذه الأحداث على قدرة الطفل ومنعه من ممارسة حياته بشكل طبيعي، والذي لا يقتصر على زيادة توتره الذي ينعكس سلبا على توافقه وسعادته وقدرته على التفاعل مع بيئته فحسب، بل قد يتعداه إلى شعوره بأنه ضحية لمواقف وأحداث وحرب لا ذنب له فيها. وقال وإذا بلغ الفرد درجة التشكك فيمن حوله وفي مجتمعه زاد توتره، وزاد شعوره بأن بيئته بيئة عدائية غير مطمئنة. وهذا قد يدفعه إلى الإنكفاء على ذاته، والابتعاد عن التفاعل مع الآخرين، مما قد يدعم الإصابة بالاضطرابات النفسية والانحرافات السلوكية مستقبلاً. وأكد أن هؤلاء الأطفال الذين وجدوا أنفسهم فجأة في بيئة غريبة عنهم يعيشون أزمة مركبة، فهم بحكم كونهم أطفال لديهم متطلبات إنمائية (نفسية واجتماعية وجسمية) شأنهم شأن أقرانهم من نفس السن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق