الأحد، 13 سبتمبر 2015

ليبيا_الحوار الوطنى_فرقاء ليبيون من تونس: لابد من سماع كل الأطراف

وكالات: انتظمت، في تونس، ورشة عمل بمباردة ‏من مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات، بالتعاون مع مؤسسة تمدن ‏للتطور والتدريب والإعلام في بريطانيا، مساء أمس الجمعة، تحت شعار “تداعيات كُتل ‏التغيير في الحوار الليبي وتشكيل ‏حكومة التوافق”، حيث تمت مناقشة عدد من الأراء والأطروحات بـ"هدف تعميق الحوار". واعتبر عبد الله عثامنة، رئيس مؤسسة تمدّن، أنّ الحوار هو ‏الوسيلة الوحيدة للسلام، إذ لا يمكن إيجاد حلول مائة بالمائة فكل ‏طرف ‏وضع سقفاً من المطالب ولا بدّ من سماع كل الأطراف وإيجاد أرضية ‏مشتركة بينهم.‏ وأكدّ عثامنة في تصريح صحفي أن ليبيا هي حالياً هدف ‏للإرهاب الممنهج والتطرّف، وعوض أن تكون منطقة جاذبة ‏تحولت ‏إلى منطقة طاردة مما أدى إلى فشل جميع المحاولات التي تسعى إلى ‏تحقيق الحد الأدنى من الاستقرار للشعوب.‏ وذكر أن ليبيا تخوض حالياً عدة معارك كالإرهاب والتطرّف ولكن ‏عملية البناء تعتبر أصعب مرحلة في ليبيا. ‏ وبيّن أنهم وجهوا الدعوة إلى كافة الأطراف المتنازعة في ليبيا ‏للحضور في ورشة العمل هذه وتقريب وجهات النظر، ولكن ‏حضر ‏ممثلون عن مجلس النواب وممثل عن الأمم المتحدة وحزب الائتلاف ‏الجمهوري الليبي ورجال أعمال ومندوبون ونشطاء سياسيون ‏وممثلون عن مسار المرأة، وفي المقابل غابت أطراف أخرى مهمة. ‏
وصرّح رئيس مؤسسة تمدن أن حوار الصخيرات بالمغرب كان من ‏الممكن أن يكون أنجع لو جمع كافة المكوّنات وأضيف إليه ‏مشايخ ‏القبائل والشباب، ملاحظاً أنه كان الأجدر أن يبقى البرلمان والحكومة ‏متابعين للحوار وليسا طرفاً فيه بتقديم مرشحين ولكن ‏في ظل الأوضاع ‏الحالية، ولأن الأزمة الليبية استثناء، فقد غابت عدة ضوابط عن الحوار.‏ وأوضح أن نجاح الأمم المتحدة في التقدم بالعملية الحوارية يعتبر مكسباً ‏مهماً فقد تم الإعداد لمسودة والحديث عن حكومة الوفاق ‏الوطني وهي ‏مسارات مهمة لكن تبقى العبرة بالنتائج التي سيتم الوصول إليها.‏ وقال عثامنة إنه كلما تم الاقتراب من النتائج فإنه وللأسف تطرأ ‏إشكاليات، خاصة في ما يتعلق باختيار رئيس الوزراء.‏ وأوضح أن هناك عدة مرشحين يتنافسون حول منصب رئيس الوزراء ‏ولكن يجب أن يكون الشخص الذي سيتم اختياره قوياً ‏فهناك من بين ‏المرشحين كفاءات شبابية وخبرات ولكن هناك آخرون لهم نفوذ ‏وعلاقات دولية.‏ و توقع عثامنة أن يكون أحمد معتيق أحد الوجوه الشابة المرشحة ‏الأكثر حظاً من بقية المرشحين.‏
في السياق ذاته، أكدّ جمال بنّور، ناشط حقوقي، أن ليبيا ينقصها حالياً ‏رجل دولة، فالمحاصة منحصرة بين فجر وكرامة وإن ترشح ‏بعضهم هو ‏مجرد محاولة انتحارية.‏ وقال بنّور إن جميع الليبيين بمختلف ‏أطيافهم وانتماءاتهم يريدون الديمقراطية والأمن فالديمقراطية ‏هي التي ‏ستكفل حقوقهم وتخرجهم من عنق الزجاجة. ‏ واعتبر الناشط الحقوقي أن المطلوب من الليبيين تمهيد الطريق أمام ‏الحكومة الجديدة فالصعوبات كثيرة والأوضاع التي تعيشها ‏بنغازي ‏كارثية فإلى جانب أزمة المهجرين يوجد خطر “داعش” وتنامي الإرهاب، وبالتالي هناك قضايا ساخنة لا يمكن في حقيقة ‏الأمر لأي حكومة قادمة ‏التعامل معها ولهذا لا بدّ من حوار مجتمعي وخارطة طريق وبرنامج ‏عمل واضح.‏ وأوضح أن الوصول إلى توافق وتوحيد الصفوف لا يزال أمراً ممكناً ‏ولكن لا بد من تأمين بعض المسائل الضرورية كمكان ‏عمل الحكومة ‏القادمة وسياسة الإصلاح التي ستتوخاها.‏
من جهته، يرى الناشط السياسي يونس أبو النيران أنّ ليبيا ‏تعيش وضعاً استثنائياً، ولذلك فإنه بالحوار فقط يمكن الوصول ‏إلى ‏حلول. ‏ ويتوقع أبو النيران عدم نجاح الحوار الليبي المنعقد في الصخيرات ‏وكذلك في جنيف لأنه حوار بين فئتين كانتا بالأمس فئة واحدة ‏من وجهة ‏نظره، مبيناً أنه تم تغييب شريحة مهمة وهي شريحة المهاجرين والقبائل الليبية، ‏فطالما لم تجتمع القبائل فلا يمكن الوصول ‏إلى أي اتفاق. ‏ وعبّر عن مخاوفه من تدخل الأمم المتحدة ومن تقسيم ليبيا إلى دويلات ‏تتجاوز وفق نظره الخمس، فطالما لم يتوّحد الليبيون ‏وطالما أنهم لم ‏يضعوا وطنهم فوق كل اعتبار فالنتائج قد تكون وخيمة وسيئة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق