السبت، 22 أغسطس 2015

ليبيا_التدخل في ليبيا عربيا.. حل لأزمة داعش أم تعقيد للمشهد؟

علاء فاروق: "مصر تدعم حكومة ليبيا وتسعى لمساندتها في مجال الأمن وبناء القدرات ويجب أن نعمل بجهد وتكاتف على تفعيل التعاون العربي وخاصة اتفاقية الدفاع العربي المشترك لمجابهة التحديات التي تواجه الأمة العربية".. هذا ملخص بيان دولة مصر التي ألقاه مندوبها لدى الجامعة العربية في جلسة الثلاثاء الماضي والتي أثارت جدلا حيث اعتبرها البعض دعوة صريحة للتدخل في ليبيا وهو ما جاء بالفعل على لسان وزير الخارجية محمد الدايري والذي طالب بمساندة الدول العربية للقضاء على تنظيم داعش ومناصريهم في ليبيا. وفي تصريحات متتالية للدايري بعد جلسة الجامعة العربية الطارئة، دعا الوزير في حكومة الثني الدول العربية لشن ضربات جوية ضد معاقل تنظيم “داعش” في ليبيا، واستبعد قيام بريطانيا أو دول غربية أخرى بالتدخل عسكريًا داخل الدولة. وطالب الدايري، في تصريحات صحفية عقب لقائه بنظيره البريطاني فيليب هاموند نشرت اليوم السبت، بإمداد حكومته بالسلاح اللازم لمحاربة الإرهابيين، لافتا إلى أنه طالب فيليب هاموند خلال لقائه أمس في لندن بالإسراع في توصيل ذخيرة ومعدات رؤية ليلية إلى ليبيا. وتابع: سنطلب من دول صديقة شن ضربات جوية ضد التنظيم في حالة حدوث أحداث مماثلة لما شهدتها سرت في المستقبل”، وأعرب الدايري عن أمله أن تقوم الدول العربية بتقديم المساعدة العسكرية وشن ضربات جوية ضد التنظيم. ورغم أن البيان المصري-وهذا أهم البيانات حيث يعتقد أن مصر هي من ستقود التدخل حال حدوثه- لم يؤكد صراحة على التدخل عسكريا في ليبيا لكنه أيضا جاء غامضا في الكثير من مصطلحاته والتي تؤكد مجتمعة أنه سيدعم الحكومة المؤقتة في مجال المن والذي يقصد به السلاح ،رغم أن هناك حظر على استيراد الأسلحة، لكن الجيش الليبي قد حصل بالفعل على أسلحة من السوق السوداء وهو سرا كشف عنه وزير الخارجية الليبي نفسه.
غير متوقع
ويقول الكاتب الصحفي عاطف الاطرش: لا أتوقع حدوث تدخلا عربيا ولن يتعدى كونه مجرد حبر على ورق؛ مضيفا لـ"ليبيا المسستقبل": فحتى المجتمع الدولي لازال يتحفظ على أي استعمال للقوة ضد أي طرف يهدد السلم الأهلي في ليبيا إلى حين تشكيل حكومة التوافق الوطني؛ ولو جاء هذا القرار بعد تشكيل الحكومة لاختلف الأمر. في حين يرى الناشط الحقوقي عصام التاجوري أنه لايمكن وصفه بالتدخل من نواحي عدة ابرزها  كون العمل العسكري المرتقب سيكون في صورة مشاركة و دعم للمؤسسة العسكرية النظامية الليبية المعترف بها دوليا بقيادة الفريق خليفة حفتر و جاء الامر بناءا على طلب رسمي من الحكومة الليبية. ويضيف خلال حديثه إلى "ليبيا المستقبل": وأي تأخير في التحرك في ظل استمرار حظر التسليح يصب لصالح المجموعة المتطرفة كونها الافضل تسليحا و تدريبا و هذا سيجعل الامن الاقليمي في خطر لتنامي نفوذ هذه الجماعات في بلد مترامي الاطراف و قليل الكثافة السكنية.
تساؤلات
ويتساءل الاعلامي أحمد السنوسي عن أهداف هذا التدخل وهل فعلا يريد أصحابه تحقيق السلام في ليبيا أم ان هناك نوايا خفية، ويتابع لـ"ليبيا المستقبل": حقيقة لم نتعود من العرب أن يعطوا لبعظهم أي شيء حسن، ولم تخرج تلك القومية إلا لتدوس على الدول العربية، وفي مسألة ليبيا وقرار التدخل من عدمه أقول يجب أن يكون القرار محدد الأهداف وليس تدخلاً عبثيا يزيد المشهد تعقيدا. أما سليمان العبيدي – لواء سابق بالجيش الليبي فيقول: كم أتمنى أن يتعقل أصحاب القرار فى ليبيا فى هذا الوطن، وشخصياً أنا ضد أن يتدخل وأسوأها التدخل العربى لجيوش غير منضبطة. في حين يرى شعبان الطيب – اعلامي أنه لوحدث حدث هذا التدخل سيزيد المشهد تعقيدا وسيبعتر الاوراق المبعثره اصلا وصرنا نرى جمعها في الحوار الليبي الليبي برعاية دولية وقطع شوط جيد رغم بعض الخلافات .. وما يحدث في اعتقادي ليس دعم للشعب الليبي بقدر ماهو دعم لطرف على حساب طرف اخر من اطراف الصراع. أما الناشطة في المجتمع المدني ميرفت المبروك فترى أن محاولة تفعيل قرار التدخل فى دولة أسباب تغلب مصلحة دون اخرى هو منحدر خطير لتفكيك اللحمة العربية بين الشعبين الشقيقين والتى ستؤدى الى منزلق ﻻ يحمد عقباه. ويستبعد الكاتب الصحفي عبدالله الكبير تفعيل القرار لأن الدول المفترض دعمها للعملية تغرق في مستنقع أكثر من حرب إقليمية، حسب وصفه، ويضيف الكبير لـ"ليبيا المستقبل": كما أن هذا القرار ليس في يد العرب بل في يد الدول العظمي فالجامعة فقط توفر غطاء للحروب الغربية في المنطقة العربية. ويتابع: وبخصوص سياسة مصر تجاه الوضع في ليبيا فإنها تصطدم بعقبات عدة أولها توجه المجتمع الدولي نحو دعم مبادرة الأمم المتحدة في ليبيا وثانيها موقف دول المغرب العربي الرافض لحرب جديدة في ليبيا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق