الأربعاء، 19 أغسطس 2015

ليبيا_داعش_الليبيون لا يثقون بحماسة العرب لضرب داعش


إرم: أثار قرار مجلس الجامعة العربية الأخير، بشأن وضع إستراتيجية لضرب تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في ليبيا، حالة من التباين في آراء الليبيين، الذين شككوا في إمكانية، لعب العرب دورا مهما في تخليص البلاد من تمدد داعش. وعقدت الجامعة أمس اجتماعا طارئا، على مستوى المندوبين الدائمين في العاصمة المصرية القاهرة، بدعوة من الحكومة الليبية المعترف بها دوليا، لبحث التطورات الأخيرة في ليبيا. وأصدر مجلس الجامعة العربية بيانا في ختام الاجتماع ، اعتبر فيه أن “الحاجة أصبحت ملحة في هذه الظروف العصيبة، للتعجيل بوضع إستراتيجية عربية، تضمن مساعدة ليبيا عسكريا في مواجهة إرهاب داعش وتمدده على أراضيها”.
ويرى محمد الناجح الطالب الجامعي (25 عاما)، أن: "الجامعة العربية عاجزة كعادتها، ولا تخرج منها إلا البيانات التي لا تسمن ولا تغني من جوع". وتابع الناجح في حديثه مع "إرم" من العاصمة طرابلس: "حقيقة، نتمنى أن يكون هناك موقف عربي مشرف تجاه ليبيا، وأن يهتم العرب بقضيتنا الأولى، ألا وهي تغول الإرهاب في معظم مدننا، بل وتزايد قوته يوماً بعد آخر، والجميع يتفرج ويعد بالمساعدة، التي لا تتعدى أن تكون وعودا عبر وسائل الإعلام". وأردف قائلا: "الجامعة العربية للأسف، تتحرك عبر قوى إقليمية ودولية كبرى، ولا يمكن أن يحرك العرب جندياً أو طائرة دون موافقة مسبقة من أمريكا وحلفائها، وبالتالي لا نعول كثيرا على قرار الجامعة يوم أمس، والذي حظي باهتمام إعلامي أكثر مما يستحق". وطلب وزير الخارجية والتعاون الدولي الليبي محمد الدايري رسميا ، من الدول العربية، إمداد بلاده بالسلاح وتفعيل معاهدة الدفاع العربي المشترك ، لمواجهة تنظيم (داعش) والجماعات المتشددة.
وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ، بأن قرار القمة العربية بشرم الشيخ في مارس الماضي، أكد على"توفير الدعم الكامل للحكومة الشرعية الليبية، وتوفير المساعدات اللازمة لها لصون وحماية ليبيا، بما في ذلك دعم الجيش الوطني حتى يستطيع مواصلة مهمته الرامية إلى القضاء على الارهاب". وأوضح العربي، أن القرار دعا إلى سرعة البت في طلبات التسليح المقدمة من الحكومة الليبية، لتمكينها من مواجهة الارهاب. معتبراً، أن حجم الدعم العربي الفعلي الذي تلقته الحكومة الشرعية المعترف بها عربيا ودوليا رغم أهميته “لايزال غير كاف ولم يصل بعد إلى المستوى المطلوب، الذي يتطلع إليه الشعب الليبي". 
من جهتها شككت ابتسام الجالي الباحثة الاجتماعية، في جدية تطبيق قرار الجامعة العربية، لمساعدة ليبيا عسكرياً، في محاربة التنظيمات الإرهابية بشتى أشكالها. وقالت في هذا الصدد "منذ القمة العربية الماضية، وقد صدرت العديد من الوعود العربية، بشأن مساعدة ليبيا في القضاء على الإرهاب، ولم يتحقق شيئ سوى تفاقم الوضع الأمني والمعيشي، واتساع حالة الانقسام السياسي، التي جعلت المواطن تائهاً بين غرب وشرق". وأشارت إلى أن: "العرب لم يتمكنوا من حل قضية عربية واحدة على مر التاريخ، فكيف لنا أن نتوقع منهم شيئا ..، أظن الأفضل إقناع دول جنوب أوروبا، على غرار إيطاليا ومالطا وإسبانيا وفرنسا، التي لديها مصالح في ليبيا، أن تساعدنا في التخلص من الإرهاب".
من جهته، شدد عبد الله الرايس المحلل السياسي، على ضرورة توجه الحكومة الليبية، نحو دول عربية بشكل منفرد، وطلب الدعم العسكري بعيدا عن الجامعة العربية، التي لديها الكثير من الحساسيات بين أعضائها، والخيار الأمثل دون شك يتعلق بدول مصر والإمارات والسعودية، الأكثر تفهما للحالة الليبية. وعن كيفية تطبيق هذا التدخل، أجاب الرايس "الأمر يحتاج تحركا إقليميا مكثفا من قبل السلطات الليبية، وإقناع الدول المعنية بأن خطر الإرهاب وتمدده في ليبيا، سيكون له أثر على كامل دول المنطقة، وهو أمر حقيقي وغير مبالغ في تقديره، لأن ليبيا أكثر دولة عربية، بالنسبة لداعش والتنظيمات الإرهابية الأخرى، الخيار الأمثل والبيئة الأفضل، لتوسيع نشاطها في كامل الدول العربية، خاصة في ظل الفوضى الأمنية، وانتشار السلاح بشكل مخيف".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق