الخميس، 27 أغسطس 2015

ليبيا_بعيرة: الأسبوع القادم سيكون حاسما لمستقبل ليبيا

العرب اللندنيةقال النائب في البرلمان الليبي المنعقد في طبرق أبوبكر بعيرة في حديث لـ"العرب" التي التقته في تونس قبل توجهه إلى المغرب للمشاركة في الجلسات الحوارية التي ستعقد في الصخيرات المغربية، "لقد وصلنا إلى مرحلة متقدمة فيها الكثير من الأمل، والتفاؤل بإمكانية الخروج من المأزق الراهن". ولكنه استدرك قائلا "صحيح أن جماعة المؤتمر الوطني تُحاول عرقلة تقدم المسار التفاوضي، ولكن هناك اتفاقا بين ممثلي البرلمان والأطراف الدولية على أنه إذا واصل المؤتمر عرقلة المسار التفاوضي سوف يتم تركه هذه المرة، ولن يتم انتظاره طويلا". وتوقع بعيرة أن تكون جلسة اليوم الخميس في الصخيرات جلسة تشاورية بحيث لن يتم خلالها طرح أسماء أعضاء حكومة الوفاق الوطني التي ستشكل، وبالتالي سيتم تأجيل هذا الأمر إلى جلسة يوم الإثنين المقبل التي سيتم خلالها التوافق على تشكيلة الحكومة الليبية الجديدة. ويعقد الفرقاء الليبيون اليوم الخميس جلسة تفاوضية جديدة في مدينة الصخيرات المغربية لمواصلة مناقشة ما تبقى من القضايا العالقة، وهي جلسة يصفها مراقبون بأنها حاسمة، وسيتحدد على ضوء نتائجها ملامح المرحلة المقبلة في ليبيا. وأبلغ رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا برناردينو ليون في رسالة وجهها للمؤتمر الوطني العام الموالي لجماعة الإخوان المسلمين، أن الجولة القادمة ستتسم بمباحثات مباشرة لتسريع عملية الحوار والانتهاء من مناقشة الملاحق ومرشحي الحكومة قبل نهاية الشهر الجاري.
وحث المبعوث الأممي، وفد المؤتمر، لحضور الجولة الجديدة في الصخيرات، معربا عن أمله في أن تهيئ هذه المباحثات للمراحل الأخيرة من الحوار. غير أن المؤتمر بدأ يسعى لعرقلة الجولة الجديدة من الحوار في الصخيرات، حيث دعا البعثة الأممية في ليبيا إلى عقد اجتماع عاجل اليوم بالجزائر، وذلك بالتوازي مع جلسات الحوار المنتظر أن تنطلق بمدينة الصخيرات. وقال المؤتمر في بيان وزعه مساء أول أمس، إنه “لم يلتمس استجابة لمطالبه" التي وصفها بـ"العادلة والمنطقية والقانونية من قبل البعثة الأممية في ليبيا التي من شأنها الوصول إلى حل متوازن". كما أعرب عن استغرابه من تمسك بعثة الأمم المتحدة بنصوص مسودة الاتفاق التي تم التوقيع عليها بالأحرف الأولى، وعدم قبولها البدء بإجراء تعديلات عليها "بهدف الشروع في حوار مباشر بين طرفي النزاع".
وفي هذا السياق، اعتبر أبوبكر مصطفى بعيرة في حديثه لـ"العرب"، أن الأسبوع القادم سيكون حاسما بالنسبة إلى مستقبل ليبيا، لأنه سيتم خلاله انجاز تشكيل الحكومة، والاتفاق على ما تبقى من المسائل الخلافية المرتبطة بملاحق اتفاقية الصخيرات، والتوقيع عليها بشكل نهائي قبل إرسالها إلى الجمعية العمومية للأمم المتحدة للمصادقة عليها خلال الأسبوع الثالث من الشهر المقبل. ولكنه استبعد إمكانية تأجيل الحسم في القضايا المذكورة على ضوء تلكؤ المؤتمر الوطني، وقال إنه "في صورة امتنع المؤتمر عن حضور جلسات الحوار في الصخيرات، أو حاول عرقلة التوصل إلى اتفاق"سنذهب دونه، خاصة وأن جميع الأطراف تُجمع على ذلك"، على حد تعبيره. كما قلل بعيرة من إمكانية أن تحد التحديات الميدانية ارتباطا بالتطورات العسكرية من حجم التفاؤل باتجاه حسم الملفات العالقة، وعزا ذلك إلى وجود ترتيبات عديدة منها المسار الأمني الذي اتفقت عليه الفصائل المسلحة التي أبدت استعدادها لتفاعل الإيجابي معه. ومن جهة أخرى، اعتبر النائب الليبي، أن خيار التدخل العسكري العربي في ليبيا يبقى واردا، ولكنه أعرب عن اعتقاده بأنه لن يكون تدخلا بريا، وإنما قد يقتصر على توجيه ضربات جوية محددة. 
وشدد على أنه في صورة حدوث مثل هذا التدخل، فإنه لن يؤثر على المسار السياسي، لافتا في نفس الوقت إلى أن أمراء الحرب الذين يرفضون المسار السياسي، أصبحوا الآن في عزلة ولن يكون لهم أي دور في المستبقل. وكانت مصادر عسكرية ليبية، قد أكدت أمس أن طائرات مجهولة قصفت ليلة الثلاثاء-الأربعاء مواقع لتنظيم داعش في مدينة سرت، أسفرت عن تدمير مواقع لداعش وسقوط عدد كبير بين قتيل وجريح، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الإيطالية "انسا" على موقعها. ويأتي هذا التطور الميداني فيما عاد موضوع التدخل العسكري في ليبيا إلى دائرة الضوء من جديد بعد ان خفت، حتى ان البعض من المراقبين والسياسيين الليبيين ذهبوا إلى حد القول إن تدخلا عسكريا في ليبيا أصبح أمرا واقعيا، وأن تنفيذه بات وشيكا لإنقاذ ليبيا من برثن داعش والميليشيات المتطرفة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق