الأحد، 26 يوليو 2015

ليبيا_ ميليشيا فجر ليبيا تقترب من التفكك

العرب اللندنية: بدأت ميليشيا فجر ليبيا التي تُسيطر على الحكومة الليبية غير المعترف بها دوليا برئاسة خليفة الغويل الذي يتبع المؤتمر الوطني المنتهية ولايته الذي يخضع لسيطرة جماعة الإخوان، تسير بخطى حثيثة نحو التفكك والانهيار على وقع تزايد الاقتتال بين فصائلها، وتقدم الجيش الليبي الذي حقق نجاحا ملحوظا على غالبية محاور القتال في الشرق والغرب. وقال مراقبون إن تواتر الاشتباكات المُسلحة بين فصائل هذه الميليشيات وسط طرابلس، يؤشر إلى أن فجر ليبيا تتجه نحو اقتتال دام قد ينتهي باندثارها. وتجددت أمس الاشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة بين عدد من كتائب فجر ليبيا وسط العاصمة طرابلس، حيث شملت عدة محاور قتالية منها محور أبو سليم وطريق المطار والمنطقة السياحية.
وذكرت مصادر متطابقة أن أهالي تلك المحاور القتالية عاشوا ليلة من الرعب، حيث تساقطت قرب منازلهم قذائف الهاون، فيما كان الرصاص يدوّي بشكل عنيف في أرجاء واسعة من طرابلس، وسط تزايد حركة سيارات الإسعاف التي كانت تنقل المُصابين. وتسيطر ميليشيات فجر ليبيا على العاصمة طرابلس منذ أغسطس الماضي، رغم أن الجيش الليبي بقيادة الفريق أول ركن خليفة حفتر يفرض عليها حصارا شبه كامل. وكانت اشتباكات عنيفة دارت قبل ذلك في العاصمة طرابلس بين فصائل مسلحة تنتمي لكتيبة المدعو غنيوة الككلي، وعناصر أخرى تابعة لكتيبة المدعو صلاح البركي، وهما كتيبتان تابعتان للمؤتمر الوطني المنتهية ولايته الذي يُسيطر على مُجمل ميليشيات فجر ليبيا.
وقام مسلحون بنصب حواجز عسكرية في عدد من شوارع طرابلس، وذلك في مشهد أرعب الأهالي، لا سيما وأن مثل هذه الاشتباكات التي تواترت بشكل لافت خلال الفترة الماضية، شهدت نوعا من التصعيد في أعقاب التوقيع على اتفاقية الصخيرات لإنهاء الأزمة الليبية. ورجحت مصادر ليبية أن يتطور هذا الاقتتال بين فصائل فجر ليبيا خلال الأيام المقبلة، وعزت ذلك إلى جملة من الأسباب، منها عدم حصول بعض الميليشيات على المُخصصات المالية المرصودة لها من قبل المؤتمر المنتهية ولايته، وأخرى مرتبطة بتوزيع الذخائر الحربية، إلى جانب الأسباب السياسية ارتباطا بالموقف من مسار المفاوضات الذي أسفر عن اتفاقية الصخيرات برعاية المبعوث الأممي برناردينو ليون.
وقال المحلل السياسي الليبي كمال مرعاش في اتصال هاتفي مع “العرب”، إن ميليشيات أخرى شاركت في تلك الاشتباكات، منها ميليشيا الحلبوص، والمحجوب، وصلاح بادي وعبدالرحمن السويحلي. وتوقع اندلاع مواجهات أخطر وأوسع بين تلك الميليشيات ارتباطا بالتطورات الجارية، والسيناريوهات المطروحة، وخاصة منها تلك التي تشير إلى إمكانية إقامة منطقة خضراء وسط العاصمة، ونقل البنك المركزي من طرابلس إلى مدينة البيضاء. واعتبر أن التصدع الذي يشق فجر ليبيا يُنذر بتفككها، لا سيما في أعقاب الكشف عن أن خليفة غويل رئيس حكومة طرابلس الموالية لجماعة الإخوان هدد بالاستقالة.
وربط مراقبون الوضع الصعب الذي بات يحيط بهذه الميليشيات بالتطورات الإقليمية التي جعلتها محاصرة بدءا باتفاقية الصخيرات التي كشفت أنها لا تريد السلام والمصالحة، وإلى تضييق الخناق عليها عبر تونس من خلال الجدار العازل، وانشغال تركيا بحربها على داعش في سوريا، إلى جانب تهديدات مجلس الأمن بفرض عقوبات على الذين يعرقلون تنفيذ اتفاقية الصخيرات. وبحسب مرعاش، فإن تلويح الغويل بالاستقالة يأتي بعد اقتناعه بقرب انتهاء دور ميليشيا فجر ليبيا على ضوء السيناريوهات السياسية المطروحة، التي لها امتدادات داخلية وأخرى إقليمية ودولية.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق