الثلاثاء، 7 يوليو 2015

اليمن_المبعوث الأممي إلى اليمن يقترب من إقرار الهدنة الإنسانية

وكالات: قالت الحكومة اليمنية أمس الاثنين إنها تتوقع إبرام اتفاق قريبا بشأن هدنة إنسانية تمتد حتى عطلة عيد الفطر. وتضغط الأمم لوقف القتال الدائر في اليمن أو على الحصول على موافقة مختلفة الأطراف لإقرار هدنة إنسانية تمكن المنظمات الإغاثية من القيام بدورها. وقالت الحكومة اليمينة إن المحادثات تركز على تنفيذ قرار من الأمم المتحدة صدر في أبريل ويدعو جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران للانسحاب من المدن التي سيطرت عليها منذ سبتمبر ولإرسال إمدادات الإغاثة إلى المدنيين المنكوبين في البلاد. وقال راجح بادي المتحدث باسم هادي إن الحكومة تجري مشاورات للحصول على ضمانات لنجاح الهدنة. وأضاف أن الآلية التي طرحتها الحكومة لتنفيذ القرار رقم 2216 تطالب بضمانات حقيقية بأن المساعدات ستصل لمن يحتاجونها مشيرا إلى أن المحادثات جارية لرفع الحصار عن عدن وتعز ولحج والضالع. وتؤكد مصادر قريبة من الحكومة الشرعية في اليمن أن إنهاء أعمال القتال لن يتم قبل امتثال الميليشيات الحوثية للقرارات الأممية وخاصة منها القرار 2216 والذي يقضي بانسحاب الحوثيين إلى معاقلهم في صعدة وبالتالي الانسحاب من المناطق التي سيطروا عليه. وتضررت مدن كبرى في وسط وجنوب اليمن بسبب المعارك العنيفة بين الحوثيين وائتلاف من الجيش والقوات الإقليمية والقبلية المتحالفة مع هادي.
وذكر بادي أن الهدنة الإنسانية ستستمر حتى نهاية عيد الفطر المقرر أن يبدأ في 17 يوليو الحالي. وأبدى الحوثيون استعدادهم لاحترامها. وقال المتحدث باسم الحوثيين محمد عبدالسلام الأسبوع الماضي في تدوينة على موقع فيسبوك إنه ناقش الأمر مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن إسماعيل ولد شيخ أحمد في العاصمة العمانية مسقط يوم الجمعة. ووصل ولد شيخ أحمد صنعاء أمس لإجراء محادثات مع الحوثيين. ويشير مراقبون للوضع السياسي أن اشتداد الميليشيات التي تدور في فلك الإيرانيين وانهماك صناع القرار في طهران بالمحادثات النووية في جينيف كان له دور حاسم في إجبار الحوثيين على القبول بل انتظار هدنة أممية تمكنهم من إعادة تنظيم الصفوف وترتيب الأولويات وذلك رغما من المكابرة التي أظهرها هؤلاء بدعوة أتباعهم للتظاهر الأحد عند وصول المبعوث الأممي إلى مطار صنعاء.ويقصف تحالف عربي المقاتلين الحوثيين المتحالفين مع إيران ووحدات تابعة للجيش ومتحالفة معهم منذ مارس، في إطار حملة تهدف إلى إنهاء الانقلاب وإعادة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي إلى السلطة.
ويرى متابعون أن الاستنزاف الذي يعانيه الحوثيون في عدة جبهات يجعلهم غير قادرين على الاستمرار، وهو الأمر الذي يدفعهم إلى القبول بهدنة لالتقاط أنفاسهم. وسيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء في سبتمبر، فنحوا حكومة هادي جانبا وبدأوا في التوسع جنوبا وغربا، وانتقل هادي من ميناء عدن إلى السعودية في مارس بعد أن تقدم الحوثيون في معقله الجنوبي. وتأمل السعودية ودول عربية أخرى تدعمها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا في إجبار الحوثيين على العودة إلى معقلهم بشمال اليمن، وإعادة حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي الموجود في الرياض حاليا. وأعلنت الأمم المتحدة الأربعاء، الدرجة الثالثة من حالة الطوارئ الإنسانية، وهي الأعلى، في اليمن حيث بات أكثر من 21،1 مليون يمني يمثلون 80 بالمئة من السكان بحاجة إلى مساعدة إنسانية، ويعاني 13 مليونا منهم من نقص غذائي و9،4 ملايين من شح المياه. ويشير متابعون للتطورات الميدانية إلى أن قيادات الحوثي تتعجل لإقرار الهدنة، وذلك بهدف التقاط الأنفاس وإعادة تنظيم الصفوف بعد خسائر كبرى مني بها مقاتلو الميليشيا نتيجة لقصف التحالف العربي. وأبلغت الأمم المتحدة منظمات الإغاثة بأن الهدنة قد تبدأ قريبا ونصحتها بأن تكون على أهبة الاستعداد لبدء شحن المساعدات. وتوسطت الأمم المتحدة في هدنة إنسانية مدتها خمسة أيام في مايو أيار لكن منظمات الإغاثة قالت إنها لم تكن كافية لتلبية كل احتياجات اليمن.

وفشلت محادثات السلام في جنيف الشهر الماضي بين ممثلين للحكومة المعترف بها دوليا والحوثيين. وتأتي الأحاديث عن هدنة رمضانية تزامنا مع الزيارة التي يؤديها ولد الشيخ إلى العاصمة صنعاء، وهي استكمال على ما يبدو لجولة خليجية زار خلالها الكويت، والرياض ومسقط، التقى فيها الرئيس هادي، بالسعودية، و ممثلين عن الحوثيين في سلطنة عمان. ويقول مراقبون إن المبعوث الأممي قد حصل على موافقة السعودية والرئيس عبدربه منصور هادي، قبل أن يعرض تفاصيل الهدنة على الحوثيين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق