السبت، 25 يوليو 2015

ليبيا_مركز الدراسات التباوية: رسالة إلى المنابر الإعلامية وجميع أطراف النزاع

رسالة إلى الجهات الإعلامية من قنوات إخبارية
ومواقع تواصل اجتماعي وإلى جميع أطراف النزاع
تناولت وسائل الإعلام في الأيام الأخيرة الاشتباكات التي وقعت في مدينة سبها بين التبو والطوارق في حي الطيوري، وقد جاءت تغطيتها للخبر محفوفة بالمغالطات التي تنمّ إمّا عن سوء فهم لحقيقة الأوضاع ومجريات الأمور في المنطقة أو عن تحيّز لطرف معاد للتبو. ومجانبة الحياد في نقل الخبر. كما تجري اليوم أحداث عنف شبيهة بأحداث سبها في مدينة الكفرة، ولهذا نودّ تصحيح الأمور ووضعها في نصابها وإحقاق الحق بالتأكيد على أنّ منطقة الكفرة تشكو خللا أمنيا يتمثل في تكرار الاغتيالات التي تستهدف أبناء التبو من قبل المارقين من قبيلة الزوي، حيث وصل عدد المغتالين غدرا خلال فترة الأربعين أو الثلاثين يوما الماضية نحو 16 شخصا من أبناء التبو الأبرياء، ولذلك نلاحظ أنّه كلّما حصلت عمليّة اغتيال كانت هنالك ردّة فعل طبيعية من التبو الذي باتوا يشعرون بالتهديد المحدق وعدم الأمان.
وممّا زاد الطين بِلّة هو عدم حياد وسائل الأعلام التي وصلت حدّ تشويه صورة التبو لدى الرأي العام وشيطنة قبائل ليبيا الأصيلة واتهامهم بأنّهم يحصلون على دعم خارجي، في الوقت الذي هم فيه ضحيّة أجندات محليّة ترفض الاعتراف بوجود تنوّع عرقي في البلاد منذ القدم ولا زالت تمشي على خطى النظام السابق الذي اضطهد التبو تحت مسميات وشعارات متعدّدة كانت ولا زالت تستهدف وجودهم كمكوّن ثقافي ليبي أصيل.
اليوم، وبعد تكشّف الحقائق يودّ مركز الدراسات التباوية توجيه رسالة مفتوحة إلى جميع أطراف النزاع هذا مفادها:
- يؤكّد مركز التوب على ارتياحه للهدنة التي توصلت إليها الأطراف المتنازعة في سبها، ويهيب بجميع الأطراف إلى احترام الهدنة واستخدامها كأساس للتوصل إلى مصالحة شاملة تضع الخلافات القبليّة والعرقية جانبا وتضع مصلحة ليبيا قبل الاعتبارات مهما بلغ شأنها.
- إنّ مركز الدراسات التباوية يدعو جميع الأطراف نبذ العنف بكافة أشكاله وذرائعه، ويؤكّد (المركز) وقوفه على مسافة واحدة بين الجميع انتصارا للوطن: ليبيا الجديدة التي من أجلها قامت الثورة في 17 فبراير 2011. 
- يدعو المركز كافة الإعلاميين ووسائل الأعلام إلى أن يتقوا الله في عملهم المتمثل في الكلمة التي هي أقوى من السيف، ويذكّرهم بأنّ أي مغالطات تندرج ضمن بث الفتنة "والفتنة أشدّ من القتل".
- يدعو المركز جميع وسائل الأعلام إلى تحرّي الحقيقة في نقل الخبر والابتعاد عن تزييف الحقائق أو تجييرها من أجل أجندات مغلوطة، أو الهرولة إلى نشر أخبار دون تقصّي أو تروّ بغرض تحقيق السبق الصحفي الذي كثيرا ما يتسبّب في أذى كبير للبلاد والعباد ويؤجّج مشاعر الحقد والكراهية ونزعة الاحتكام إلى السلاح بدل العقل والحكمة وضبط النفس.
-  يذكّر المركز جميع المتناولين لأخبار مغرضة هدفها بث السموم والفتنة بأنّهم سيلاحقون قانونيا عاجلا أم آجلا، وليعلموا أنّه ما ضاع حق وراءه مُطالب.
- يذكّر المركز -لمجرّد العلم- بأنّ قبيلة التبو تعرّضت إلى مثل الحملات لمغرضة من قبل وخاصة في عام 2012،  وهنالك قضايا مرفوعة في بعض الأشخاص المتهمين بالتشويه وبث الفتنة بين أبناء الوطن الواحد.
- يدعو المركز جميع الأطراف سواء في الكفرة أو سبها إلى الجلوس إلى طاولة الحوار والاستماع إلى صوت العقل والحكمة من أجل مصالحة تخدم مصلحة ليبيا الجديد وأجيالها في الحاضر والمستقبل، وألاّ يخرقوا الهدنة كما في كلّ مرّة، ويذكّرها بضرورة تفويت الفرصة على المارقين والعابثين وتقديمهم إلى العدالة بسبب تعريض أمن المنطقة والبلاد واستقرارهما للخطر.
- كما يذكّر شيوخ القبائل بضرورة تحمل مسؤولياتهم التاريخية أمام الله والوطن وبني جلدتهم ويدعوهم إلى تكثيف جهودهم لمنع الفتنة والعمل حثيثا من أجل الوصول  إلى مصالحة دائمة بين الإخوة المتناحرين وتحقيق السلم الاجتماعية من أجل تكريس كافّة الجهود للبناء والتنمية.
عاشت ليبيا حرّة أبيّة، وعاش شعبها العظيم عزيزا كريما!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق