الأحد، 14 يونيو 2015

ليبيا_درنة الليبية.. معقل داعش الذي انقلب عليه

إرم نيوز: تحولت مدينة درنة الجبلية في أقصى شرق ليبيا على ما يبدو، من معقل لداعش إلى بؤرة للتمرد، تهدد خطط التنظيم المتشدد الساعي لبسط سيطرته على مزيد من الأراضي في البلاد الغارقة في الفوضى. وكانت درنة وهي مدينة محافظة قاوم فيها الإسلاميون المتشددون معمر القذافي قبل سقوطه في 2011 أول مكان حاول فيه تنظيم الدولة الإسلامية كسب الدعم في ليبيا. لكن قتالا عنيفا اندلع منذ أسبوع للسيطرة على درنة بين مقاتلي داعش من جهة ومقاتلي جماعة إسلامية متشددة تسمى مجلس شورى المدينة مدعومين بعناصر محلية (شباب الانتفاضة) من جهة أخرى. ويؤكد محمد الخوجة الباحث الليبي في شؤون الجماعات الإسلامية المتطرفة، في حديثه مع شبكة إرم الإخبارية من طرابلس، بأن هذا القتال، سيدفع دون شك إلى إضعاف داعش ولما لا، سقوطه في كامل مدن ليبيا.
ويقول الخوجة: "أعتقد أن من مصلحة الجيش والأجهزة الأمنية الليبية، أن تتقاتل الجماعات التكفيرية والمتطرفة، خاصة وأن داعش يستند إلى قادة ميدانيين من دول عربية وأجنبية، وبالتالي التطاحن الحاصل، سيضعف بنية قيادة التنظيم، وبالتالي تكون السيطرة على العناصر الليبية أكثر سهولة". وعن أسباب قوة التنظيم في درنة، قال:"كيف لا والعناصر المتطرفة لديها حاضنة في درنة، ولا يعني خروج سكان المدينة ضد التنظيم (إشارة إلى تظاهرات جرت مؤخرا بالمدينة) عدم وجود من يؤيد تيار داعش التكفيري". ويكشف الباحث الليبي في شؤون الجماعات الإسلامية والمتطرفة عن خريطة القادة والعناصر المنضمة لداعش في درنة، قائلاً "عشرة جنسيات عربية وأجنبية تتوزع بين (اليمن – السعودية – العراق – الجزائر – الكويت – تونس – مصر – السودان)، بالإضافة إلى (أفغانستان – مالي)، وهي عناصر تلقت تدريبا مكثفا في دول الصراع مثل (العراق وسوريا)، وبالتالي هذا المزيج يشكل إنهائه والقضاء عليه قصمة لظهر التنظيم في أولى ولاياته التي أعلنها بليبيا".
ويشهد القتال مشاركة غير مباشرة من قبل قوات الجيش المرابطة في منطقة رأس هلال وعين مارة جنوب وغرب درنة. وسمحت قوات الجيش بمرور جرحى شورى ثوار درنة للعلاج في مدينة طبرق مقر البرلمان المنتخب، وعلى رأسهم القيادي البارز في المجلس (محمد الديسكة). وتستمر المواجهات بين تنظيم "داعش ومجلس شورى ثوار درنة منذ الثلاثاء الماضي، بعد خلاف عقائدي يعود إلى إصدار داعش فتوى تمنع إقامة صلاة التراويح في المدينة وهو ما أثار حفيظة مجلس الشورى الذي طالبهم بالعدول عن الفتوى وإلغائها. وأدت الاشتباكات خلال الأيام الماضية إلى مقتل أكثر من 50 شخصا لدى الجانبين، ومقتل 4 من قادة داعش بينهم أجانب، و3 من قادة مجلس شورى ثوار درنة (ناصر العكر- فرج الحوتي – سالم دربي).
الحرب في درنة "رمادية" الهدف
يقول أحمد القطراني، أحد الشباب المنتفضين ضد داعش في حديث مع إرم عبر الهاتف من درنة إن "شورى ثوار درنة وعدهم بالتخلي عن منهج التكفير، والدليل أنهم يقاتلون تنظيم الدولة، الذي يكفر كل مؤسسات الجيش والشرطة". ويضيف أنهم تلقوا تطمينات بأنه "فور إخراج الدواعش من درنة، والقضاء عليهم، سيتم تمكين أجهزة الدولة الأمنية والعسكرية، من بسط سيطرتها على مرافق المدينة، بالتعاون مع شورى ثوار درنة". لكن الخوجة يشكك في هذه الرؤية ويقول متسائلاً:"كيف لشورى درنة المقرب من القاعدة، والذي يعتبر قتال القائد العام للجيش حفتر، جهاد في سبيل الله، أن يسمح لقوات الجيش النظامية بالدخول إلى درنة؟". ويضيف:"أعتقد أن مجلس شورى ثوار درنة، فرد غزل شباكه على سكان وشباب درنة، المتحمسين لطرد داعش من المدينة، ويحاول تجميل صورته لكسب مؤيدين جدد، وبالتالي كسب الوقت ليحظى بوقت كاف للانتشار مجددا، والسيطرة على درنة بشكل كامل، بعد أن كان يتقاسمها مع تنظيم داعش…، التنظيمان لديهم أفكار متطرفة، وإن اختلفت الحدة بينهما، لكن لن تستقر ليبيا، إلا بزوالهما تماما".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق