الثلاثاء، 23 يونيو 2015

ليبيا_تونس تشدد الرقابة الأمنية لمنع تسلل جهاديين إلى ليبيا

وكالات: اعتقلت الوحدات الحدودية بإقليم الحرس الوطني بمحافظة مدنين التونسية خلية من سبعة تكفيريين، خلال محاولتهم التسلل إلى ليبيا للالتحاق بالمجموعات المسلحة الناشطة هناك. وذكرت الداخلية التونسية في بيان لها أمس الاثنين، أنَّه تمَّت إحالة المجموعة المذكورة على الوحدة الوطنية للأبحاث في جرائم الإرهاب للحرس الوطني بالعوينة، وذلك قبل إحالتهم إلى النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية في تونس. ويخوض الجيش التونسي إلى جانب الوحدات الأمنية منذ نحو ثلاث سنوات حربًا مفتوحة ضد الجماعات المسلحة، وقد خلفت تلك المواجهات التي تتركز أساسًا في المناطق الجبلية على الحدود مع الجزائر، مئات القتلى والجرحى من الطرفين، لكن الحكومة التونسية الحالية أعلنت زيادة موازنة وزارة الدفاع بهدف توفير أسلحة نوعية، فضلا عن التدريب، من أجل حسم المعركة في أقرب وقت. وقد شهدت تونس خلال عام 2014 ارتفاعا في عدد العمليات الإرهابية التي سجلت زيادة بنحو 730 عملية عن عام 2013 لتبلغ نحو 1808 عملية مقابل 1078 عملية في 2013. وقد عرف الإرهاب في تونس منحى تصاعديا حيث انطلق من تفجيرات الألغام إلى نصب الكمائن واستهداف وحدات الأمن والجيش ثم تنفيذ هجمات نوعية على مناطق حساسة ومراكز أمنية في مختلف مناطق البلاد.
وتعتبر التهديدات الإرهابية التي تواجهها تونس تهديدات إقليمية على اعتبار اشتراك حدود ليبيا مع الدول الأفريقية من جهة وبقية دول المغرب العربي من جهة أخرى، وكثيرا ما حذر خبراء أمنيون وعسكريون والعديد من وسائل الإعلام من تنامي الأنشطة الإرهابية في تونس سواء تلك المتعلقة بتهريب الأسلحة من وإلى ليبيا والجزائر أو من خلال عمليات التجنيد. وتعد حدود ليبيا بؤرة توتر تغيب فيها الدولة والسلطة وتستقطب كل أشكال التطرف، وهي ساحة مهيّأة للتدريب على استعمال السلاح المنتشر بكثافة في ليبيا، وسبق للجنرال ديفيد رودريغز قائد القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا أن كشف عن وجود معسكرات تدريب في المناطق الواقعة شرقي ليبيا تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية. وكشفت تقارير أمنية أن عدد التونسيين الذين يتلقون تدريبات عسكرية في معسكرات ليبية يتجاوز 500 شخص، منهم من كان يقاتل في صفوف تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا والعراق، ومنهم من كان في شمال مالي، ومنهم من سافر إلى ليبيا من تونس بعد سقوط نظام معمر القذافي. وأمام هذا الوضع دفعت تونس بتعزيزات عسكرية على الشريط الحدودي مع ليبيا، بعد التطورات الأخيرة التي شهدتها والمتمثلة في تغول تنظيم داعش وقيامه بأعمال إرهابية خطيرة، وقد شملت التعزيزات العسكرية المدعومة بوحدات من الحرس الوطني والجمارك كامل الشريط الحدودي البري والبحري، من أجل تأمينه ومنع أي تهديد من شأنه زعزعة استقرار تونس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق