الخميس، 25 يونيو 2015

ليبيا_هنا ليبيا: خليفة الفاخري... نحات الكلمة وغريب الروح

"إنّ خليفة ينحت.. البقية يكتبون، أمّا خليفة فينحت الكلمة نحتاً"، هذا ما قاله عنه صديقه المفكر الليبي الصادق النيهوم، كما أشار الكاتب محمد عقيلة العمامي، أقرب صديق للفاخري، وأحد ضيفي برنامج "هنا ليبيا"، الخاصة بالأديب الليبي خليفة الفاخري.
الضيف الثاني، الدكتور مصطفى الفاخري، أخ الكاتب وأعز أصدقائه أيضاً، يثير صوراً لمرح روح أخيه، وحضوره الشديد أينما حل.. كان الولد الأثير لأمه الحاجة يامنة.. تنتظره إلى أن يعود إلى البيت، ويتسامران معاً للفجر.. خليفة كان يعشق الليل، ويسميه صديقي.. معظم كتاباته كانت ليلية.. يقول صديقه العمامي، إن وجهه كان يتغير وهو يشعر بالكلمة، فيبدو وكأنه يعيش حالة مخاض، لا يتحرر منها ويعودإلى طبيعته إلا بعد أن ينتهي من الكتابة.
كان الفاخري يختار كلماته بدقة متناهية.. ولذلك فإنتاجاته لم تكن غزيرة.. صدرت له مقالات قصصية أدبية في عديد من المجلات.. وصدرت له ثلاثة كتب فقط، هي: موسم الحكايات، بيع الريح للمراكب وغربة النهر..
"رؤية خليفة الفاخري هي أن الإنسان ينتمي للإنسانية، والغربة كانت دائمة الوجود في كتاباته. غربة الروح وليست غربة المكان"، يحكي صديقه العمامي.
في رسالة للفاخري إلى صديقه النيهوم، كتب: "أردتُ أن أكون "بروميثيوس"، لكنني تعبت.. أنا تعبت. إنني أحلم فقط، أحلم ببيت عبر المطر، بكوخ ملوَّن وشمعة ونار وزوجة نحيلة تطهو لي طعاماً جيداً، وكلمتين مبهجتين مثل عيني طفل... أنا – أيها الشّاه – أفكر في الزواج، ثمة فتاة استطاعت أن تتعلق بي أخيراً، رغم رائحة جواربي، وسأحرق – أقول لك – كل أوراقي، وسأرسل لك مكتبتي. أنا سأقضي بقية أيامي على عتبة الدار، ألاعب الأطفال، متناسياً حتى أنّ الشمس تبزغ من الشرق.".
انتظرونا الاثنين المقبل في الجزء الثاني..
_________________________
* ينشر في إطار الشراكة مع "هنا صوتك"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق